يلاحق الموت الصحافيين السوريين أينما ذهبوا، إذ قُتل أمس الإعلامي السوري ناجي الجرف رئيس تحرير جريدة "حنطة" ومدير "بصمة سورية"، في مدينة غازي عنتاب التركية، بعد أن تمت مهاجمته بمسدس كاتم للصوت، وفتحت الشرطة التركية تحقيقاً فورياً بالجريمة.
لو انتظر القاتل يوماً واحداً لكان الجرف اليوم في فرنسا، ولكن الجهة التي قررت اغتياله لم تسمح له باستخدام تذكرة الطائرة التي يحملها بتاريخ اليوم الاثنين، فقتلته قبل السفر بيوم واحد فقط.
وإن كان نشطاء سوريون وجهوا الاتهام لداعش، فإن هذا الاحتمال لا يبدو بعيداً عن المنطق، إذ إن الجرف يتابع أخبار داعش وجرائمها انطلاقاً من عمله كصحافي، كما أنه صاحب فيلم وثائقي بعنوان "داعش في حلب"، والذي تم عرضه على قناة العربية.
و"داعش في حلب" فيلم توثيقي لانتهاكات داعش في حلب ما بين 2013 و2014، وبعد عرضه انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حيث حقّق خلال يومين من عرضه، حوالي 12 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، كما حقق عشرات الآلاف من المشاركات على فيسبوك.
كتب ناجي على صفحته قبل ساعتين من اغتياله رثاء لصديقه الذي فقده "مروان عبد الرزاق.. أيُّ حب هذا الذي زرعته بي؟ أي قلب سيحتمل بعدي عنك"، ولكنه لم يعلم أن الكثير الكثير من السوريين سيغيرون صور بروفايلاتهم على الفيسبوك، لتحتل صورته تلك البروفايلات، وأنهم سيرثونه بحرقة وغصة.
وأصدر المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين بياناً للتنديد باغتيال الجرف، وللتعزية بموته.
وناجي الجرف مواليد 1977 من مدينة السلمية السورية وأب لطفلين تركهما يتيمين كما كثير من الأطفال السوريين.
ناجي الجرف وأولاده
جدير بالذكر أن داعش تبنى في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ذبح الناشط السوري إبراهيم عبد القادر في تركيا أيضاً مع صديقه، حيث تم العثور عليهما يومها مقطوعي الرأس، وعبد القادر واحد من أعضاء فريق الرقة تذبح بصمت التي توثق لجرائم داعش في الرقة، وهو ما اعتبره نشطاء سبباً لقيام داعش بقتله وخنق صوته.
أخيراً بقي التذكير بأن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت مقتل 463 إعلامياً، واختطاف أو اعتقال 1027 آخرين في تقريرها الذي أنجزته في شهر نيسان من العام الجاري أي قبل 8 أشهر تقريباً، وقالت حينها إن سوريا أصبحت في قاع الهاوية في العمل الإعلامي على مستوى العالم وسط إفلات تام لأي نوع من العقاب.
المصدر: العربية