كشفت معلومات ديبلوماسية عن مناخات إقليمية سلبية أيضاً، تقف عائقاً أمام بروز أي مؤشّر تقدم على مستوى الإستحقاق الرئاسي، مشيرة إلى أن العامل الأساسي في إقفال الأبواب أمام التسوية الرئاسية الأخيرة، يتركّز في العنصر الخارجي الإقليمي، إضافة إلى تحفّظ مكوّن سياسي أساسي على دعمها أو فتح الأبواب أمامها لتسلك طريق المجلس النيابي وهو "حزب الله". لكنها استدركت موضحة أن تحرّكات فرنسية مرتقبة في الشهر الثاني من العام المقبل قد تعيد قطار التسوية الرئاسية إلى السكّة، وبالتالي زيادة حظوظها بالنجاح.
وبالتالي، فإن التسوية قد طُويت على المستوى الداخلي، وذلك على الرغم من كل الكلام الإيجابي الصادر في الفترة الأخيرة عن قيادات سياسية، إضافة إلى بكركي بشكل خاص. كما أضافت المعلومات، أن تزامن عامل الرفض الإقليمي، وخصوصاً الإيراني، مع رفض "حزب الله" والعماد ميشال عون لهذه التسوية قد ساهم في فرملتها .
وكشفت أن هذه القراءة، لا تنسحب على واقع الإستقرار الهشّ الذي يتم تدعيمه باستمرار عبر الحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، والذي يحمل عنوان سحب فتيل الفتنة المذهبية من الشارع والملف الرئاسي، مع العلم أن تفاصيل التسوية لم تُبحث في الإجتماع الأخير للطرفين.
كذلك ركّزت المعلومات الديبلوماسية على المؤشّرات التي برزت على الساحة الداخلية خلال الساعات الماضية، وشكّلت انعكاساً للأجواء الإقليمية وتفيد بعدم وجود أي ضوء أخضر إيراني للإستحقاق الرئاسي في المدى المنظور، وأبرزها عودة الحديث لدى قوى 8 آذار عن أهمية تفعيل العمل الحكومي في المرحلة الراهنة.
من هنا، أكدت المعلومات أن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية مرشّح جدي، ويحظى بدعم داخلي وإقليمي يخوّله البقاء في دائرة الترشيح عندما يحين أوان إنجاز الإنتخابات الرئاسية. وعزت الأوساط هذا الإنطباع إلى الضوء الأخضر السعودي، كما الفرنسي والأميركي والروسي للتسوية الرئاسية دون غيرها. وتوقّعت العودة إلى فتح الباب مجدّداً أمام النقاش الرئاسي اللبناني في اللقاء المرتقب بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الإيراني حسن روحاني في باريس حيث انطلقت مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية.