شهد عام 2015 صدور عديدٍ من الفتاوى، من دعاة ومؤسسات دينية معروفة في مصر، بعضها أثار جدلًا كبيرًا في الشارع المصري لما فيها من أفكار قد يراها البعض صادمة.
وهذه أبرز 10 فتاوى غريبة صدرت في مصر:
1/ لا يحق للزوج محاسبة زوجته الخائنة: فتوى أصدرها الداعية الإسلامي مبروك عطية، في إحدى حلقات شهر يناير من برنامج «يحدث في مصر»، على قناة MBC، أثناء حلوله ضيفًا على الإعلامي شريف عامر، قال فيها «إذا خانت المرأة زوجها فهذا ذنب بينها وبين الله ولا يحق لزوجها أن يحاسبها عليه»، ما أثار حفيظة العديد من العلماء.
2/ القرآن لا يحرم الزنا: أثار قول مفتي مصر السابق، علي جمعة، أثناء ندوة بمعرض الكتاب الدولي، في فبراير، أقيمت لمناقشة كتاب الإجماع للدكتور على عبدالرازق، بأن «القرآن لا يحرم الزنا» جدلًا كبيرًا في الشارع المصري.
وتعرض "جمعة" لهجومٍ كبير، قبل أن يخرج نافيًا أن يكون قوله يعني عدم حرمانية الزنا موضحًا، في بيان أصدره، أن القرآن الكريم «لم يحرم الزنا بلفظ (حرّم)، فلا نجد آية تقول (حرّم عليكم الزنا)، وإنما حرَّم الله تعالى كل مقدمات الزنا وما يؤدي إليه فقال: ﴿ولا تقربوا الزنا﴾، وإذا حرم ما يؤدي إلى الزنا فالزنا نفسه أشد حرمة».
3/طاعة الزوج أهم من زيارة الأم المريضة: أصدرت دار الإفتاء فتوى أثارت جدلًا كبيرًا بين العلماء ردًا على سؤال ورد إلى الدار مفاده: «إذا تزوجت المرأة ودخل بها زوجها وصارت في بيته، ففي نفقه من تكون؛ الأب أو الزوج؟ ليكون رد دار الإفتاء: طاعه الزوجة لزوجها أوجب عليها من زيارة أمها المريضة، فطاعتها لزوجها ثابتة بموجب عقد الزواج، فهي من حقوق الخَلق، أما طاعتها لأبيها فبموجب البنوة الطبيعية؛ فهي من حقوق الله تعالي، وما ثَبَتَ بالعقد مقدمٌ علي ما ثبت بالشرع، ولذا كانت نفقه الزوجة مقدمه علي نفقه الوالدَين».
واعترض عدد من العلماء على تلك الفتوى، ومن بينهم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بالأزهر، والذي أوضح، في تصريحات صحفية، أن الأم مقدمة على الزوج والأب في فقة التوازنات.
4/انتظار اللايكات على فيس بوك مرض: اعتبر ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية أن «انتظار اللايكات على المنشورات المفيدة على فيس بوك مرض خطير مفسد للقلب»، ردًا على سؤال أتاه، في أبريل، على موقع «أنا سلفي»، قال فيه السائل: «هل عندما ينشر الإنسان منشورًا مفيدًا على (فيس بوك) يكون له به صدقة جارية أم أن هذا ليس من الصدقة الجارية؟ وهل مِن الرياء أن ينظر الإنسان بكثرة في كل وقت إلى عدد الإعجابات التي حصل عليها وإلى التعليقات؟ مع العلم أنني قد أحزن أحيانًا بسبب قلة الإعجابات مع أني في نفس الوقت أشعر أنني أريد أن أنشر ما ينفع الناس على فيس بوك، فهل أنا مخلص أم مرائي؟ أرجو الرد والمساعدة، لأنني في حيرة من نفسي بسبب هذا الأمر».
وأتى رد «برهامي» كالآتي: «إذا كان ما تنشر علمًا يُنتفع به، فهو مما يبقى بعد الموت والإعجابات في الفيس مرض خطير مفسد للقلب في الأغلب، فاحذر مِن البحث عنها، واجعل نيتك لله -تعالى- وحده دون الالتفات إن كان سيعجب الناس أم لا؟».
5/الإنترنت والتلفيزيون فيهما إثم كبير: أثار الشيخ محمد حسين يعقوب، عضو مجلس شورى العلماء السلفي، الجدل بفتوى أصدرها، في مايو، أثناء فيديو افتتاح موقعه الجديد على الإنترنت باسم «قديمنا جديد»، قال فيها «ما زلت على اعتقادي أن النت والتليفزيون مثل الخمر والميسر فيهما إثم كبير، ومنافع للناس، فمليش في النت ولا موضوعي، فنحن نحاول نستخدمه في الحلال»، مضيفًا: «حكم النت والتلفزيون مثل حكم الشعر حلاله حلال وحرامه حرام، ونفس الشيء في النت حلاله حلال وحرامه حرام، والتليفزيون حلاله حلال وحرامه حرام، ولكن نحن نعمل في النت والتليفزيون بالتقوى، ونترك بعض حلال مخافة الوقوع في الحرام».
6/الانضمام للأحزاب السياسية حرام: أفتى الداعية السلفي الشيخ محمود عبدالرازق الرضواني، في يونيو، في تصريحات صحفية، بحرمانية الانضمام للأحزاب السياسية، ما أثار جدلًا كبيرًا، بين العلماء. وفسر «الرضواني» فتواه قائلًا: «ديننا ليس فيه أحزاب، كما أنه لا توجد أدلة في الدين تجيز الانضمام للأحزاب داخل الدولة»، فيما اعتبر حزب النور «غير على حق»، مضيفًا في فتاواه: «الحزبية والديمقراطية يتحاكم فيهما اليهود (...) وهناك أصحاب أجندات خاصة تتحرك من وراء الأحزاب السياسية لتعطيل البلد، والدين الإسلامي لا يجيز الانضمام للأحزاب والحزبية ليست صحيحة (...) والدعوة السلفية بالإسكندرية وحزبها النور ليسوا على حق ويجب علينا جميعاً الانضمام لحزب نبي الله سيدنا محمد عليه السلام».واختتم فتواه قائلًا: «من يؤسس أحزابًا يؤسس، ولكننا نحن كشرعيين لا ندخل أنفسنا في حاجة ليس عليها دليل لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وعزز فتواه بالآية القرآنية: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون».
7/لا يجوز لمؤمنة قصد مصايف تنتهك فيها محارم الله: هي فتوى أصدرها الداعية السلفي الشيخ عبدالله الفقيه، على موقع «طريق السلف»، موضحًا «حكم ذهاب المرأة إلى المصيف بغرض التنزه من أجل الأبناء وليس للسياحة»، قال فيها: «إن الله تعالى عندما أذن للنساء المسلمات أن يخرجن من بيوتهن لحاجتهن، أمرهن أن يلتزمن حدوده في هذا الخروج، فلا يخرجن متبرجات، ولا متعطرات، ولا يختلطن بالرجال اختلاطًا محرمًا، ولا ينظرن إلى عورات الرجال، ولا يتواجدن في أماكن المنكر والفاحشة».
وأضاف في فتواه: «والذي نعلمه اليوم من حال المصايف أنها أمكنة تنتهك فيها محارم الله، وتذبح فيه العفة وتكشف فيها العورات، ويختلط فيها الرجال بالنساء في حالة من التعري والابتذال، لا يقرها دين ولا خلق، فكيف يجوز لمؤمنة بالله واليوم الآخر أن تقصد هذه الأماكن باختيارها، وفيها ما يسخط الله»، مؤكدًا جواز ذهاب المرأة إلى المصيف، حسب رأيه، فقط في حالة وجدت مصايف ليس فيها هذه المحظورات والمحرمات»، فيصبح «لا حرج في خروج المرأة المسلمة إليها مع أبنائها الكبار وزوجها».
8/يجوز للزوجة ضرب الزوج إذا لم ينصفها القضاء: فتوى أخرى أثارت الجدل، في أغسطس 2015، أصدرها الدكتور محمد سالم أبوعاصي، عميد كلية الدراسات العليا في جامعة الأزهر، بجواز ضرب الزوجة لزوجها إذا لم ينصفها القضاء، وكذلك يحق لها حرمانه من حقوقه الشرعية إذا حرمها من حقوقها الزوجية.
وقال «أبوعاصي» مفسرًا فتوته: «طالما أن الزوجين متساويان في الكرامة الإنسانية، فلا يجوز اعتداء أي منهما على الآخر باللفظ، كالشتم والإساءة، وكذلك الاعتداء البدني كالضرب المبرح الذي يكون أشبه بجلد السيد لعبيده، وهو فعل محرّم شرعاً، ولهذا إذا اعتدى زوج على زوجته فمن حقها رفع أمرها إلى القضاء باعتبارها مخوّلة محاسبته على عدوانه».
وأضاف: «إذا لم ينصفها القاضي فهو آثم شرعاً، لأنه لم ينفذ قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا، وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)، فإذا أهمل القاضي شكواها فمن حقها الدفاع عن نفسها ورد العدوان بمثله، انطلاقًا من قول الله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)».
9/يجوز للفقراء ذبح الطيور كأضحية في عيد الأضحى: قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، أفتى الدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بجواز ذبح الفقراء للطيور كأضحية في عيد الأضحى، معتبرًا أن ذبح دجاجة يكون كافيًا لأخذ ثواب الأضحية، في ظل عدم تمكنهم من ذبح الغنم أو الماشية.
وقد أثارت فتواه جدلًا بين العلماء، بين مؤيد كالدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهرالشريف، ومعارض كالدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الذي أكد أن ما قاله «الهلالي» لم يرد في أي آية من القرآن أو حديث نبوي، مؤكدًا أن الدين حدد أصناف الحيوانات الجائز ذبحها، كالبقر والغنم والماشية.
10/الصداقة بين المسلم والمسيحي حلال: هي فتوى أثارت جدلًا وسخرية في آن واحد، أصدرها دار الإفتاء، في ديسمبر، وأتت الفتوى ردًا على سؤال توجه به أحد الأشخاص قال فيه: «أنا لي صديق نصراني منذ سنوات طويلة، وبعد أن اعتنقت الإسلام كان متسامحًا تجاه ذلك، ولم يغير من تعامله الودود معي.. وهناك بعض العلماء يقولون أنه لا يجوز للمسلم أن يكون على صداقة مع نصراني فماذا أفعل؟».
وأجازت دار الإفتاء صداقة المسلم والمسيحي قائلة في ردها: «واصل أيها الأخ صداقتك مع صاحبك النصراني، واجعل أخلاقك الإسلامية هي التي تحدثه عن الإسلام كما كان السلف الصالح يفعلون»، مستشهدة بالآيات القرآنية «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، و«لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».
وطن