اختفي رجل الدين الإيراني محمد علي الموسوي عن الأنظار منذ 15 من الشهر الجاري ويقال إنه خُطف من قبل مجموعة جاءت إلى حارة حريك في الضاحية الجنوبية بغية خطفه.
وأضافت مصادر إعلامية بأن الموسوي كان معارضاً للنظام الإيراني مما يوحي بأن هذا هو السبب في اختطافه من قبل مجموعة تقدر على التواجد المعلن في الضاحية، لا يشك تلك المصادر في أن تكون هذه المجموعة تنتمي إلى الجهة التي تسيطر على الضاحية أمنياً ألا وهو حزب الله.
لحد الآن ليس هناك إلا معلومات قليلة عن ملابسات اختطفاء الرجل أو اخنفائه، ولكن يبقى السؤال ايضاً عن السبب أو الأسباب لاختطافه.
لا شك في أن القيام بعملية خطف المدنيين عملية مدانة، بغض النظر عن من يقوم بها وبغض النظر عن الأسباب، في ظل وجود الدولة ومؤسسة القضاء، إلا أن التعرف على اتجاهات الموسوي الفكرية الدينية يقوي بعض الاحتمالات ويضعف أخرى.
إن السيد محمد علي الموسوي وفق ما رأيته واكتشفته من خلال حديث طويل معه، رجل دين شيعي متطرف لا يُخفي عداءه لرموز أهل السنة من الصحابة وحتى عائشة أم المؤمنين زوجة النبي محمد (ص) و يعتبر الرجل إن المهمة الرئيسية التي ألقيت على عاتق رجال الدين من الشيعة هو إظهار زيف معتقدات أهل السنة التي لا يعتقد الموسوي بأن لها صلة بالإسلام. ولا يخفي الموسوي قناعته بأن الخلفاء الراشدين باستثناء الامام علي بن أبي طالب هم كفار.
وعندما قلت له بأن تصريحاته تثير الفتنة بين المسلمين وتسبب في إراقة دماء الأبرياء من الشيعة من قبل جماعات تكفيرية وإرهابية تحمَلهم مسؤولية معتقدات المتطرفين من أمثالك، اعتبر الموسوي بأن المعركة الحقيقية التي يجب أن نخوضها مع أهل السنة هي المعركة العقائدية وكان الرجل يرى بأن لا جدوى للمحاولات التي تستهدف إيجاد الوخدة بين المسلمين وعلينا أن نعمل من أجل توحيد المسلمين عبر تبشير السنة وتشييعهم وليس الوحدة الإسلامية. يبدو إن السبب الرئيس لاختطاف الرجل لم يكن معارضته لإيران سياسياً -علماً بأن معارضته للنظام الإيراني أيضاً كانت لأسباب مذهبية أكثر منها لأسباب سياسية- فإن هناك معارضين سياسيين إيرانيين يترددون بين أوربا ولبنان بين حين وآخر ويتجولون في الأراضي اللبنانية ولا أحد يتعرض لهم.
بطبيعة الحال اختطاف رجل دين بسبب إثارته الفتنة المذهبية ليس شرعياً ولامبرَراً، وغاية ما ينبغي أن يُعمل تجاه هكذا أشخاص هو تحويلهم إلى القضاء بتهمة إثارة الفتنة المذهبية والفتنة أشد من القتل.