استمرت مفاعيل «الهدنة» التي فرضتها الأعياد: من المولد النبوي الشريف أمس الأول الأربعاء، إلى ميلاد السيّد المسيح اليوم، إلى رأس السنة الخميس المقبل، وعاش اللبنانيون أجواء من الارتياح الوطني، فيما غادر السفراء والديبلوماسيون إلى بلادهم لتمضية الأعياد وانصرف السياسيون إلى تقبّل المعايدات، وأُتيح للرئيس تمام سلام، بعد انتزاع القرار الحكومي بترحيل النفايات، أن يجول على القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية، حيث قدّم، أمس، التهاني بولادة السيّد المسيح إلى كل من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، آملاً أن تكون الظروف المحيطة بتزامن الأعياد «مدخلاً لمرحلة جديدة وآمال جديدة نعزّز بها مسيرتنا الوطنية»، كاشفاً عن حرص البطريرك الراعي على أن تفوّت مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية، مؤكداً على تمسّك الجميع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ونُقل عن البطريرك الماروني في الخلوة التي عقدها مع رئيس الحكومة تأكيده على عدم تضييع الفرصة المتاحة اليوم بانتخاب رئيس، فإذا لم يحظ فرنجية بالتوافق فليتوافق القادة السياسيون حول شخصية أخرى.
وكان البطريرك الراعي قد جدّد في رسالة الميلاد دعوته لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، والكتل النيابية لمقاربة جدّية للمبادرة الجدّية المختصة بانتخاب الرئيس، والإلتقاء حولها، ووضع قانون جديد للإنتخابات وفقاً للميثاقية، وممارسة الحكومة مسؤولياتها وفقاً للدستور، معرباً عن خشيته من أن يطول بقاء النازحين السوريين في لبنان، وأن يستغلّوا من قِبَل المتطرّفين والتنظيمات الإرهابية لأهداف تخلّ بالأمن والاستقرار. رافضاً ما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 2254 لجهة العودة الطوعية للنازحين.
سياسياً، جرت لقاءات في معراب بين كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووزير العدل أشرف ريفي والنائب أحمد فتفت، تناولت التنسيق بين قوى 14 آذار، فضلاً عن مبادرة ترشيح فرنجية التي لم يرَ فيها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مبادرة بقدر ما هي حركة تواصل مع الأطراف السياسية اللبنانية لملء الشغور الرئاسي، وهي حيّة ومستمرة.
ولم يستبعد المشنوق، بعد زيارته لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، إنعقاد مجلس الوزراء بعد الأعياد، معتبراً أن تفعيل الحكومة وعمل مجلس النواب هو لتعويض القليل من الفراغ الرئاسي الحاصل، متوقعاً في أشهر قليلة نتائج إيجابية في ما يتعلق بانتخاب الرئيس.
وعلمت «اللواء» من مصادر زارت معراب أن ما قيل عن احتمال ترشيح جعجع للنائب ميشال عون قطع الطريق لوصول فرنجية لا أساس له من الصحة، فيما لاحظت المصادر نفسها التي سبق أن التقت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أنه لم يعد وارداً لديه تأييد ترشيح فرنجية.
وبدوره لفت النائب فتفت بعد لقاء جعجع إلى أن الأفكار التي تُطرح لم تصل إلى مرحلة المبادرة الحقيقية، باعتبار أن الطرف الأساسي، وهو حزب الله لا نيّة واضحة لديه لإخراج البلد من الفراغ الذي يتخبّط به.
ورأى أن التسوية الشاملة التي يطرحها الحزب ويقصد بها التسوية المتكاملة من شأنها أن تسمح له بالسيطرة على البلد، بعد السيطرة الأمنية والعسكرية عليه، نافياً وجود رأيين داخل تيّار «المستقبل»، مشيراً إلى أنه حتى اللحظة لم يُعلن التيار موقفه من التسوية، مشدداً على أن هذه المبادرة لا يمكن أن تكون من طرف واحد، إذا لم يكن الحزب مستعداً لمخرج من جانبه للتسوية.
حزب الله
وفي سياق سياسي آخر، تتّجه الأنظار إلى ما يمكن أن يعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في خطابه في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار الذي اغتالته إسرائيل في منزله في جرمانا ليل السبت - الأحد الماضي.
ولم يستبعد مصدر مطّلع أن تنطوي كلمة السيّد نصر الله على مواقف أكثر تشدّداً سواء في ما خصّ إسرائيل، أو في ما خصّ الحراكات الإقليمية في ضوء مسار العلاقات السعودية - الإيرانية.
وفي ما خصّ إنتخابات الرئاسة، أكد المصدر أن الحزب على تواصل مع «التيار الوطني الحر» للحؤول دون صدور أية مواقف تؤثر سلباً على العلاقات المتوترة بين حليفيه التيار الوطني وتيار «المردة».
وتأكيداً لما أشارت إليه «اللواء» في عددها الأربعاء الماضي، فإن «حزب الله» على موقفه من أن طريق بعبدا تمرّ من الرابية، وهو ليس في وارد الضغط لتمرير التسوية الرئاسية على النائب عون الذي ما يزال متمسكاً بترشيحه للرئاسة الأولى.
وأشار المصدر إلى أن سوريا وإيران متمسكتان بأن مسألة التسوية في ما خصّ بترشيح فرنجية متروك للسيد نصر الله.
وجدّد المصدر التأكيد بأن لعون ديناً في رقبة المقاومة إلى يوم الدين، إذ ان عون لم يقبل عام 2006 (حرب تموز) فك تحالفه مع حزب الله، ولو فعل لاصبح رئيساً للجمهورية ونال مكاسب سياسية مهمة.
وأشار إلى ان فرنجية من صلب خط المقاومة، لكن الأساس اليوم هو التفاهم على تفاصيل التسوية ككل وليس على تفصيل منها.
النفايات
في موضوع النفايات، وفيما أكّد وزير الزراعة اكرم شهيب ان عملية الترحيل يمكن ان تبدأ في منتصف الشهر المقبل، من دون ان تتأثر بالانتقادات أو الحملات التي تحاصر قرار الترحيل، كشف بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» ان وزرائها في الحكومة أبدوا ملاحظات جدية وموضوعية خلال مناقشة الاقتراح الحكومي المتعلق بصيغة وآلية الترحيل، وأكدت على وجوب مراعاة تلك الملاحظات، وعلى ضرورة اعتماد الجدية لمعالجة مستدامة لأزمة النفايات، وفق خطة استراتيجة علمية وعملية يجب ان يبدأ تنفيذها في القريب العاجل، حتى لا تتحوّل الإجراءات المؤقتة الى صيغة استنزاف دائمة وباهظة الكلفة على اللبنانيين.
اللواء : خلوة سلام - الراعي لعدم تفويت المبادرة الرئاسية حزب الله على موقفه: طريق بعبدا من الرابية .. وجعجع لن يرشح عون
اللواء : خلوة سلام - الراعي لعدم تفويت المبادرة الرئاسية ...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
405
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro