فيما الهم الاجتماعي يطغى في عيد الميلاد خصوصاً على الفئات المهمشة، اللبنانية قبل غيرها، كما على اللاجئين الى لبنان، ولا سيما منهم العراقيون الذين يواجهون تمييزاً في المعاملة، إذ يحصلون على مساعدات أقل من السوريين، جاء في تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس أنه استناداً إلى آخر الدراسات الموضوعة على هذا الصعيد، يعيش نحو 70 في المئة من النازحين المقيمين في لبنان حالياً تحت خط
الفقر الذي لا يزيد عن أربعة دولارات أميركية يومياً، وذلك وفق التقويم السنوي لجوانب الضعف لدى السوريين في لبنان لسنة 2015 الذي أطلقه رسمياً برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف". وهذه الازمة تنعكس انخفاضاً في قدرة المجتمعات المحلية اللبنانية على النهوض بهذا العبء الكبير في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية لبنانية هي الأكثر سوءاً.
وصرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ"النهار" بان في لبنان حالياً مليوناً و72 ألف لاجئ مسجلين بعد الاجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، مع العلم أن التعليمات التي اعطاها سابقاً بأن كل من يسافر الى سوريا يشطب لا تزال قائمة، أي ان نصف الشعب اللبناني من غير اللبنانيين (نحو مليوني نسمة، منهم مليون و72 ألف سوري والآخرون بين فلسطينيين وعراقيين).
وأعلن عن اطلاق برنامج لرصد التحركات السكانية عبر فرق ميدانية تجول في المناطق، سيبدأ العمل به مطلع سنة 2016 ويستغرق نحو ثمانية أشهر، مما يمكّن الدولة من امتلاك "داتا" وطنية بكل التفاصيل وتأثيرها على الوجود اللبناني.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد أطلقت في 2014 خطة لبنان للاستجابة للأزمة في رعاية رئيس الوزراء وبالتعاون مع الوزارات المختصة والمنظمات الدولية، وخصّص لها 2٫1 مليار دولار منها 37% للوزارات وفقاً للخريطة التي وضعتها الوزارة، فوصلنا منها مليار فقط. أما الخطة التي وضعناها لسنة 2016 والتي أطلقت الاسبوع الفائت في السرايا الحكومية فتبلغ تكاليفها 2٫48 ملياري دولار، ونتوقّع ان تكون الاستجابة أكثر لأن الدول المانحة بدأت تشعر بالخطر وتأثير اللجوء السلبي على المجتمعات وامكان انهيارها، وهي بذلك تتخذ اجراءات كنوع من الدفاع المسبق أو الوقاية، خصوصاً ان البنى التحتية مثلاً المعدّة للاستعمال لمدة 15 سنة، استهلكت في سنتين، وهذا ما يؤثر سلباً على الحياة الاجتماعية والاقتصادية. من هنا دعوتنا وأملنا في زيادة المساعدات من الجهات المانحة لتحسين الوضع اقتصادياً وانسانياً، خصوصاً ان المجتمع الدولي يعرف هشاشة الوضع اللبناني اقتصادياً مقارنة بالدول التي تستضيف لاجئين سوريين".
أما بالنسبة الى القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في شأن حل الأزمة السورية والذي لحظ العودة "الطوعية" للاجئين السوريين، فأكد درباس ان الدولة اللبنانية بكل مكوناتها مصرّة على عدم التوطين وحريصة على هذا الأمر وتشجع على عودة اللاجئين الى بلادهم، وقد أقرت ذلك اللجنة الوزارية لشؤون اللاجئين برئاسة رئيس الوزراء.
متعاملون مع "داعش"
على صعيد آخر، دهمت قوة من الجيش صباح أمس عدداً من مخيمات النازحين السوريين في منطقة مشاريع القاع، وأوقفت 170 شخصاً، لدخول بعضهم خلسة الأراضي اللبنانية، ولتجول بعضهم الآخر من دون أوراق قانونية. وأفاد بيان لمديرية التوجيه أن الموقوفين سلموا الى المرجع المختص لإجراء اللازم.
كذلك دهمت دورية من المخابرات مخزناً للسلاح في مشتى حسن وضبطت فيه رشاشات وبنادق وقاذفات.
وأوقفت المديرية العامة للأمن العام، بناءً على اشارة النيابة العامة المختصة، اللبنانيين ع. ر. وم. ك. وي. ب. وع. غ. لتشكيلهم خلية تعمل لحساب تنظيم "داعش" الارهابي. ولدى التحقيق معهم، اعترفوا بتجنيد اشخاص وتنفيذ عمليات أمنية لحساب التنظيم، واعترف المدعو ع. ر. بإنتمائه الى التنظيم ومبايعته إياه من خلال قريبه اللبناني الأوسترالي ي. ر. القيادي في التنظيم بمنطقة الرقة السورية، ونشاطه في مجال تصنيع المتفجرات وتجهيز العبوات.
سلام والراعي
وفي بكركي التي زارها امس الرئيس تمّام سلام مهنئاً بعيد الميلاد، دعا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى "انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن، باعتباره مسؤولية وطنية جامعة لا تنحصر بالمسيحيين عامة والموارنة خاصة. فالرئيس هو رئيس للدولة، لا ممثل لطائفة. ولذا، ندعو الكتل السياسية والنيابية إلى مقاربة جدية للمبادرة الجديدة المختصة بانتخاب الرئيس. فإنها تتصف بالجدية كما هو ظاهر في عامل الثقة والأمل الذي أحدثته على المستوى النقدي والمصرفي، وفي الدفع الجديد للتفاهم بين فريقي 14 و8 آذار. فبات على الكتل السياسية والنيابية أن تلتقي حول هذه المبادرة، من أجل كشف الأوراق بموضوعية وشجاعة، واتخاذ القرار الداخلي الوطني، والذهاب إلى المجلس النيابي وإجراء عملية الانتخاب وفقا للدستور والممارسة الديموقراطية".
وأيده الرئيس سلام بقوله: "نأمل ان يأخذ هذا الكلام والتوجيه مداه عند الجميع، ونحن نتعاطف معه فيه لاعرابه عن الحرص على ابقاء هذه الفرصة وهذه المبادرة لنتمكّن من تحقيق ما ادعو اليه دائما ولا أفوّت مناسبة وهو تمسكنا جميعاً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية".
السنيورة
وتحيي قوى 14 آذار الاحد ذكرى اغتيال الوزير محمد شطح. وصرح رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة لـ"النهار" بأن الوزير السابق الشهيد محمد شطح هو من الذين "جسّدوا قيم 14 آذار ومبادئها"، وإن الذكرى الثانية لإستشهاده التي ستحيا في الرابعة عصر الاحد في جامع محمد الأمين بوسط بيروت ستكون مناسبة "لإستذكار تضحياته ودوره والتأكيد على استمرار 14 آذار وقيمها التي هي جامعة للبنانيين بمختلف مذاهبهم وطوائفهم ووحدتهم وقيم الاستقلال والسيادة والحرية والدولة المدنية والعيش المشترك والحفاظ على الدستور وسلطة الدولة العادلة". وأوضح ان الكلمة التي سيلقيها في المناسبة بإسم "المستقبل" و14 آذار "ستتضمن هذه القيم التي استشهد من أجلها" الراحل.