قيادي رفيع في حزب الله: رئاسة الجمهورية عندنا تعادل عون

تستمر التجاذبات الاقليمية حول الملفات الملتهبة ولو أن بصيص أمل لاح من بيان الخارجية الايرانية عن تحضير الأرضية المشتركة مع المملكة العربية السعودية للتعاون في بعض القضايا في المنطقة.
وطالما أن الانقسامات بين الرياض وطهران حول سوريا والعراق واليمن ما زالت كما هي على رغم انعقاد المؤتمرات الدولية والبيانات الصادرة عن الهيئات الأممية لوضع حدّ للنزيف الحاصل في هذه الساحات، فإنه من المبكر الغوص في الحديث عن تسوية ما بين العاصمتين.
وفي الشأن اللبناني يتصرّف حزب الله وفق حساباته الخاصة، ولو انه يرتبط عضوياً وموضوعياً بالطرف الاقليمي، ايران. وقد حصل موقع "ليبانون فايلز" على تقرير معلوماتي عن لقاء جمع قيادي حزبي-أمني-عسكري رفيع في حزب الله جمعه وأحد المسؤولين السابقين وبعض الحضور. وكانت سمة حديث القيادي المذكور التشديد على دعم وصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى موقع رئاسة الجمهورية نظراً لحيثيته التمثيلية المسيحية الواسعة، ودوره كزعيم مسيحي في الدفاع عن الحقوق المسيحية في النظام اللبناني.
يعبتر القيادي أن الرئاسة بالنسبة الى حزب الله تعادل العماد ميشال عون نفسه، وتالياً فان سفن الطرفين ستبحر في نهاية المطاف في الاتجاه نفسه، في ظل قناعة مشتركة لدى الطرفين بأن اتجاه التطورات الاقليمية تصبّ في خانة مشروعهما السياسي الداخلي والاقليمي.
واذ يقرّ القيادي بوجود نوع من الاختلافات البسيطة وغير الجوهرية بين الحزب والعماد عون كما رأينا في استحقاقات التمديد للمجلس النيابي والقادة العسكريين والأمنيين وجلسة "تشريع الضرورة"، فانه يلفت في الوقت عينه الى أن حزب الله لن يغامر هذه المرّة بالعلاقة الاستراتيجية مع عون لتحقيق تسوية مرحلية وآنية، وانما صمّم على دعم الاخير في ترشيحه الرئاسي حتى النهاية لقناعة ترسّخت لدى الدوائر الضيّقة في الحزب بأن أوان الحلول الاقليمية النهائية لم يحن بعد، فلماذا الاستعجال في تقديم تنازلات معيّنة على المستوى الداخلي اللبناني والتخلّي عن "مرشّح الحزب"، قاصداً بذلك العماد عون؟ ولا يستبعد أن يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الأيام المقبلة للحديث عن الموضوع الرئاسي واضعاً النقاط على الحروف بالنسبة الى موقف المقاومة.
ويستغرب القيادي حديث بعض الصالونات السياسية ووسائل الاعلام عن قبول الحزب بالتنازل عن عون ومشروع محور 8 آذار السياسي ككلّ في سبيل تحقيق بعض المكاسب السلطوية التي ترضي السعودي، في حين يسقط للحزب عشرات الشهداء أسبوعياً في سوريا، وآخرهم أحد أبرز كوادره سمير القنطار، بمواجهة المحور الآخر الذي تدعمه السعودية وشركائها الاقليميين.