أحداث متلاحقة استهدفت حزب الله خلال الأسابيع القليلة الماضية بدأت التضييق على محطتي المنار والميادين وذلك بمنعهما من البث الفضائي على قمر العربسات الذي تملكه مؤسسة لها ارتباطات بدول خليجيه وذات علاقة بعواصمها وخصوصا العاصمة السعودية الرياض وهي المعروفة بتحالفها مع الولايات المتحدة الأميركية.
وخلال الأسبوعين الماضيين أصدر الكونغرس الأميركي قرارا باعتبار حزب الله منظمة إجرامية ذات طابع إرهابي.
مترافقا ذلك مع اتخاذ عقوبات اقتصاديه ومالية هدفها التضييق على الحزب ومن ثم تهديد المصارف اللبنانية باتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضدها إذا ما ثبت تعاملها معه.
إلى أن جاء اغتيال القائد الجهادي سمير القنطار في مدينة جرمانا السورية القريبة من العاصمة دمشق على يد القوات الإسرائيلية التي كانت تعتبره ركنا أساسيا من أركان التحضير لانشاء مقاومة مسلحة في الجولان السوري ضد إسرائيل بعدما لعب دورا إيجابيا في حماية سكان منطقة جبل العرب الدروز من فتنه مذهبية كانت تعد لهم فيما بينهم وبين جيرانهم وخصوصا في منطقة السويداء.
وإذا كانت هذه الحرب الأميركية على حزب الله تبدو وكأنها حربا على المقاومة بغض النظر عن علاقة واشنطن الإيجابي بإيران وهي الممول الأساسي والوحيد للحزب. سيما وأنها جاءت في أعقاب الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ومعها الدول الغربية.
فإن بعض المحللين السياسيين يعتقدون أن تصعيد واشنطن ضد حزب الله تريد منه الإدارة الأميركية أن تطمئن حلفائها الخليجيين إلى أن النزاع مع إيران لم ينته بعد.
وأن الحساب مع حكومتها ما زال مفتوحا. وكذلك يرى هؤلاء المحللون أن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يعتبر أن إنجازه التاريخي في ولايته الثانية يتمثل بالاتفاق النووي الإيراني فإن عليه أن يرضي بعض الصقور في إدارته عبر مواصلة المعركة ضد حزب الله.
في هذا السياق جاء خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير ليرفع من وتيرة المواجهة في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على حزب الله. والذي سيكون له انعكاساته على الساحة السياسية الداخلية بحيث أعلن أن التسوية في لبنان لم تنضج بعد. لا في رئاسة الجمهورية ولا في غيرها.
وأن الذي ظن أن الدخان الأبيض قد خرج مع مبادرة الرئيس سعد الحريري كان واهما. فلبنان ما زال في المربع الأول.