تعرف العلاقة بين "تيار المردة" و"التيار الوطني الحر" أسوأ فتراتها منذ تشكل فريق "8 آذار"، وسط تواتر الأنباء على أنها بلغت خط اللاعودة.
وتقول مصادر مطلعة، إن التواصل بين الجانبين مقطوع، خاصة بعد إعلان زعيم "المردة" النائب سليمان فرنجية الأسبوع الماضي عن ترشحه لرئاسة الجمهورية ، والإنتقادات التي ساقها لزعيم "التيار الحر" النائب ميشال عون ، متهما إياه بالعجز عن "فعل أي شيء" للوصول إلى المنصب الرئاسي في السنة والسبعة أشهر التي مرت".
تصريحات فرنجية أثارت غضب قيادات التيار العوني ، وقد بلغ البعض منها حد توصيف كلامه بـ"العجرفة".
وقال ماريو عون إن مواقف زعيم "تيار المردة" سيضعف تحالف "8 آذار" وما صدح به هو "عجرفة سياسية"، مؤكداً أن "ميشال عون ليس في حالة تنافس مع سليمان فرنجية ، بل كان ولا يزال المرشح الرسمي لفريقنا السياسي، بينما فرنجية هو من قدم نفسه كمرشح وبنى حساباته على هذا الأساس، ونأمل ألا يؤدي ذلك إلى شق الصفوف".
هذه الأجواء المتشنجة التي تسيطر على الجانبين، انتقلت عدواها إلى أنصارهما، الذين تبادلوا الاتهامات محملا كل شق منهما مسؤولية إضعاف الساحة المسيحية إلى الآخر.وقد أثارت هذه التوترات مخاوف لدى بكركي من انفلات الأمور في الشارعين، في ظل عدم إبداء قيادتي الطرفين أي رغبة في نزع فتيلها.
ويرى محللون أن الأزمة الدائرة بين بنعشي والرابية لن تجد طريقا للحل، حتى ولو تدخل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بنفسه.ويشير هؤلاء إلى أن ما يحدث بين "البيك" و"الجنرال" لا يمكن إلقاء مسؤوليته فقط على التسوية، ذلك أن "الكيمياء" بين الرجلين لطالما كانت مفقودة، رغم انتمائهما لنفس التحالف. وهناك العديد من المؤشرات التي تؤكد مدى اختلاف رهانات وأجندات الجانبيين، فسليمان فرنجية على سبيل المثال كان ساند عملية التمديد للبرلمان للمرة الثانية، ضاربا عرض الحائط موقف "تكتل التغيير والإصلاح".كما أيّد فرنجية عملية التمديد لقائد الجيش جان قهوجي معارضا موقف "التكتل"، هذا دون إهمال مقاطعة "المردة" للتحركات الشعبية التي دعا إليها ميشال عون في سياق محاولاته ليّ ذراع رافضي وصوله إلى بعبدا. وقد وصف فرنجية آنذاك تلك التحركات بغير المجدية.
وعلى ضوء هذه الوقائع لا ينفك مناصرو عون عن القول إن زعيم "المردة" أقرب في أجندته إلى الحريري وجنبلاط منه إلى "التيار"، معتبرين أن سيره في هذه التسوية هو محاولة لعزل الأخير عن المشهد.
العرب اللندنية