تفرض المرحلة المقبلة بعد هدنة الأعياد، مشهداً سياسياً واقتصادياً مغايرين لما شهده لبنان على مدى فترة الشغور الرئاسي الماضية. وفي ظل ما يجري تسريبه من مداولات عن مشاورات سرية حول الإستحقاق الرئاسي خارج الحدود اللبنانية، فإن معلومات لمصادر ديبلوماسية، كشفت عن نقاش غير مباشر يتناول هذا الملف ما بين الفريق السياسي الذي حُصرت به التسمية، أو ما بات يعرف ب"الخيار الراجح"، وبين عواصم القرار الغربية المعنية. 

ولفتت إلى أن هذا التواصل يتم عبر تجاذبات ومساومات تُستخدم فيها أكثر من وسيلة ضغط تتلاءم مع المرحلة الحاسمة في المنطقة خصوصاً.

كما أن المرحلة الراهنة، وإن كانت حافلة بالتوتّر، فهي تشكّل قاعدة للمرحلة التأسيسية المقبلة، خصوصاً بعد العاصفة التي أثارتها التسوية الرئاسية المتمثّلة بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة على صعيد العلاقات والتحالفات داخل فريق 8 آذار.

وبالتالي، اعتبرت المعلومات أن تحريك الركود الرئاسي الذي حظي بدعم ديبلوماسي غربي وإقليمي لافتين، قد ترك تداعيات من الممكن أن تؤسّس قريباً لمشهد ذات طابع تغييري.

من هنا، فإن انقسام القوى السياسية بين مراهنين على المبادرة الرئاسية وبين متمسّكين بالإصطفافات، يكشف النقاب عن مرحلة جديدة مقبلة يتم خلالها إعادة تركيب السلطة من دون العودة إلى الواقع السابق. مع العلم أن لبنان اليوم أمام استحقاق استعادة الثقة الخارجية بالدولة اللبنانية، وبشكل خاص ثقة المرجعيات المالية الدولية التي تضع الواقع المالي اللبناني تحت المجهر.

ومع احتدام المشهد الرئاسي، فإن الخروج من الدائرة المفرغة من الإستحقاقات المتنوّعة، أصبح أمراً حتمياً وضرورياً، كون استمرار الشلل والفراغ لم يعد ترفاً من الممكن تحمّله على أكثر من صعيد، وذلك نظراً للكلفة السياسية والإقتصادية الباهظة التي تتكبّدها المؤسّسات الدستورية وانهيار صورة الدولة الطبيعية.

وفي هذا السياق، تحدثت المعلومات عن استحالة عودة الحكومة إلى الإنتاجية رغم الجلسة الاخيرة، وهو ما يدفع نحو التركيز على الإسراع في أي حراك هادف إلى تبديل المشهد الداخلي، وهو لن يتم إلا عبر التركيز على قانون الإنتخاب العادل الذي يؤمّن الإنتقال إلى المرحلة التأسيسية التي يعبر إليها لبنان اليوم من خلال التسويات الجارية في المنطقة، والتي سترسم خارطة جديدة على إيقاع التناغم الروسي ـ الأميركي، والذي يأتي بعد اتفاق أميركي ـ إيراني.  

 

ليبانون ديبايت