المصارف اللبنانية ترتعد أميركيا ولبنانيا , وكل شيء مؤجل إلى ما بعد الاعياد
السفير :
لم يكتف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بتخصيص ظهوره الأول بعد اغتيال المقاوم الشهيد سمير القنطار للحديث عن تداعيات هذه الجريمة الاسرائيلية، بل دخل سريعاً في صلب الموضوع، مؤكداً على حتمية رد «حزب الله»، قبل أن ينتقل إلى الملف الذي كان مقرراً أساساً أن يخصص له الحيز الأكبر في إطلالة مستقلة.
استهداف «حزب الله»، الذي يأتي اغتيال القنطار في إطاره، تكثف في الفترة الأخيرة، حيث كانت أبرز تجلياته إقرار الكونغرس الأميركي، بمجلسيه، قانوناً يدعو إلى فرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع «حزب الله»، أضف إلى العمل على قطع تعامل قناة «المنار» التي صنفت «إرهابية» مع مشغلي الاقمار الصناعية التي تبث برامجها.
وإذا كان القانون الذي أقر يضع أمام الإدارة الأميركية مجموعة مهل تتأكد خلالها من تطبيقه، فهو يطلب منها أيضاً وضع لائحة بالدول التي تدعم «حزب الله» أو تلك التي يقيم فيها قاعدة لوجسـتية اساسية. وفيما يتخوف بعض المصرفيين من أن يكون لبنان من بين هذه الدول، ثمة في المقابل، من يذكّر أن «حزب الله» هو حزب لبناني ممثل في مجلسي النواب والوزراء.
وإذا كان القانون يطلب من وزارة الخزانة الأميركية فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأية جهة تقوم بتسهيل التعاملات مع «حزب الله»، فقد حسم السيد نصرالله الموقف بالتأكيد أنه «لا يوجد ودائع لحزب الله في مصارف العالم، ولا حتى في المصارف اللبنانية. لذلك، لا داعي للقلق لا في المصرف المركزي ولا في سواه».
وهو إذ أكد أيضاً أن الحزب ليس شريكاً في أي مشاريع تجارية أو شركات لبنانية أو غير لبنانية، طالب الحكومة والمصارف اللبنانية بحماية التجار اللبنانيين، رافضاً «الإجراءات التي يتخذها بعض المصارف»، ومحذرا من «الاستمرار في الانصياع للارادة الاميركية على هذا الصعيد».
مع ذلك، فقد كان وقْع موقف نصرالله إيجابياً على المصارف اللبنانية، فاعتبر مصدر معني أن الأمين العام لـ «حزب الله» أسدى خدمة كبيرة للقطاع بتأكيده أنه لا يتعامل مع المصارف في لبنان، «وهي رسالة يفترض ان تكون قد وصلت إلى المؤسسات الدولية والأميركية لتؤكد التزام المصارف بالتدابير والتعاميم الخارجية التي تؤثر على علاقتها بالمصارف العالمية عبر المصارف المراسلة التي تعتمد القوانين الخارجية».
وكان تعميم مصرف لبنان الرقم 126 قد طلب من المصارف اللبنانية التي تتعامل مع الأسواق العالمية أن تلتزم بالعقوبات التي تلتزم بها المصارف التي تتعامل معها. وهذا يعني، بحسب المصارف، أنها لا تقاطع الشركات لمجرد وجود قرارات ضدها بل لأن المصارف المراسلة تقاطعها التزاماً بالقرارات الدولية، ما يضطر المصارف اللبنانية إلى الالتزام تلافياً لقطع علاقتها معها.
من جهته، يقول مصدر في لجنة الرقابة على المصارف لـ «السفير» إن هناك عقلانية من قبل المصارف لجهة طريقة التعامل مع «حزب الله» وهناك عقلانية من قبل «حزب الله» بمعرفة هذا الواقع والتعامل معه منعاً للوقوع في المخالفات.
في المقابل، ثمة تأكيد في «حزب الله» على التعاون مع المصارف في الأمور التي يمكن أن تؤثر فعلاً على القطاع المصرفي في لبنان، بحيث يمكنه أن يتفهم على سبيل المثال أن لا يكون بإمكان مؤسسات الحزب إجراء التحويلات أو فتح الحسابات بالدولار، لكن نقطة الخلاف مع المصارف تتركز عند سعي بعضها «أن تكون ملكية أكثر من الملك»، بحيث تطبق إجراءات تتفوق حتى على ما هو مطلوب منها.
وقبل أشهر، انشغلت مراجع رسمية وحزبية بمعالجة قرار أحد المصارف الكبرى القاضي بإغلاق حسابات بعض نواب «حزب الله» حيث يوطنون رواتبهم، ونقل عن الرئيس نبيه بري الذي تابع هذه القضية مباشرة أن هؤلاء النواب هم ممثلون للشعب اللبناني ويقبضون رواتبهم من الخزينة اللبنانية، وبالعملة الوطنية لا بالدولار، أضف إلى أن حساباتهم شخصية لا حزبية أو تجارية. ولم يتراجع المصرف حينذاك إلا بعد أن سمع تحذيراً جدياً له بأن المقاومة «ستضطر للدفاع عن نفسها أمام من يسعى لمواجهة جمهورها»، وستدعو كل المناصرين والمؤيدين إلى مقاطعته.
طرحت تلك الحادثة، إضافة إلى حوادث مشابهة، أبرزها طلب مصرف كبير آخر، من عملاء لديه تسديد قروض إسكانية كانوا قد حصلوا عليها بواسطته، من المؤسسة العامة للإسكان، لأنه يريد إغلاق حساباتهم، ورفض مصرف ثالث فتح حساب توطين للرسوم المدرسية الخاصة بأبناء أحد النواب، إشكالات جدية تتعلق في كيفية حماية حق مواطنين لبنانيين من الإجراءات التعسفية التي تتخذ بحقهم.
واللافت للانتباه أن كل ذلك يجري من دون أن يكون للحكومة اللبنانية أي سلطة على أراضيها، بحيث يقوم مصرف لبناني يخضع للقانون اللبناني بإجراءات «تمس بمبدأ القانون ومنطق السيادة الوطنية»، من دون أن يكون لها أي موقف من الأمر!
النهار :
عشية عيد المولد النبوي اليوم، قدمت دار الفتوى هدية الى اللبنانيين اذ جدّدت التزامها "قَبول الآخر الديني والمذهبي والوطني والعالمي، والتزام السلم والتكافؤ والثقة في حالات الاختلاف".
فقد اطلق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي مصر الشيخ شوقي علام ومفتي الأردن الشيخ عبد الكريم خصاونة خلال اجتماعهم في دار الفتوى "إعلان بيروت للإعلام الديني المستنير"، وانطلقوا فيه من"تفاقم ظواهر التطرف في المجتمعات العربية والإسلامية، واستخدامها وسائل التواصل في التحريض على القتل والتنكيل والتكفير بما يسيءُ إلى الأديان والأخلاق، وإلى قواعد وأعراف العيش المشترك، والحريات الخاصّة والعامة، وإلى توجُّهات الشباب، وإلى رؤية العالم للعرب والإسلام". وأكدوا التزامهم المشترك الخطاب الديني الإصلاحي والوسطي بما يؤدّي إلى المساهمة في صون الدين على ثوابته وأعرافه المستقرة، ونشر قيم السماحة والاعتدال، وتعزيز السلم في المجتمعات، واستعادة الثقة بين الاجيال، ودعم تقاليد العيش المشترك، ودعوة الجهات الدينية الإسلامية والمسيحية إلى التعاون في إقامة "مرقب" للعيش المشترك يكون مقره في بيروت، يتابع الحالة الدينية في العالم العربي، وينشر تقارير موضوعيةً ونقديةً.
الارهاب الداعشي
وفي شأن متصل بالارهاب، أوقفت المديرية العامة للأمن العام بناء على اشارة النيابة العامة المختصة اللبناني ع.خ.م. لانتمائه الى تنظيم "داعش" الارهابي. واعترف بارتباطه بالتنظيم ومبايعته "أميره الشرعي في عكار" اللبناني الموقوف ب.ف. ونشاطه في مجال تصنيع المتفجرات وتجهيز العبوات والأحزمة الناسفة وتأمين الاسلحة، إضافة الى تجنيده أشخاصاً لمصلحة التنظيم، وتأليفه مع آخرين مجموعة مهمتها تنفيذ عمليات انتحارية ضد مراكز عسكرية وامنية.
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان التنظيم الارهابي الذي يهرب الاثار السورية التي يستولي عليها ويبيعها للحصول على المال لتمويل عملياته، يجري بعض عملياته عبر لبنان. ولا يقتصر الأمر على الآثار وإنما يشمل الذهب.
ففي 13 نيسان الماضي، أوقف حاجز للجيش اللبناني في مدينة بعلبك السوري تركي قلفون، لعدم اكتمال أوراقه الثبوتية، وسلّمه إلى مخفر بعلبك الذي أحاله على شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي للتحقيق معه. وتبين من هاتفه الخليوي، انه غادر منطقة ابي سمراء في طرابلس بعد خمس دقائق من مقتل أسامة منصور وأنه كان ينوي الوصول إلى بلدة عرسال للقاء المدعو "أبو معتصم" من التابعية المصرية وهو ينتمي إلى تنظيم "داعش".
وأظهرت التحقيقات في حينه ان قلفون الذي نقل الى بيروت، سبق له ان زار مصر وتركيا والجزائر وربما كان يضطلع بدور في تجنيد عناصر لمصلحة التنظيم الإرهابي، وذلك في ضوء العثور في هاتفه على صورة له في معسكر تدريب تابع للتنظيم، كما عثر معه على كمية كبيرة من الأموال.
من أين أتى قلفون بهذه الأموال؟ وما علاقته بـ"غ. غ." الذي يتولى تسويق بضائع "داعش" من ذهب وتحف قديمة واثار؟
في معلومات لـ"النهار" ان "غ. غ." هو خال تركي قلفون، والاخير كان يعمل لديه في ملحمة بمنطقة أبي سمراء في طرابلس، وهي ملحمة استحدثها الأول بعد قدومه من سوريا قبل نحو سنتين. لكن قاصد الملحمة يفاجأ بأسعار اللحم المتدنية جداً، اضافة الى كون صاحب الملحمة مهتم بأسعار الذهب وهو خصص شاشة في المحل لمتابعة أسعاره صعوداً وهبوطاً.
وتضيف المعلومات ان "غ. غ." وشريكه السوري أيضاً "ح. ل." يتواصلان مع تاجر لحم سوري كبير في حمص وحماه يدعى "ج. ك."، يرسل اليهما يومياً كميات اللحم التي يطلبانها، وتدخل عبر الحدود البرية من طريق العبودية أو من معبر الدبوسة، ويتولى الاشخاص الذين ينقلون اللحم عمليات التهريب. تتوقف السيارات في دوار العبدة - طريق حمص حيث يصار الى تفريغ الحمولة المخصصة للزبائن عبر سيارات لتوزيعها على المحال التي تشتري اللحم، أما الكمية التي يجب ان تصل الى ملحمة "غ. غ." في ابي سمراء فانها تسلك طريقها الى الملحمة من دون توقف. وهذه الحمولة لا تحتوي فقط على اللحم بل إن داخل أكياس اللحم سلعاً أخرى أهمّ: حبوب مخدرة وقد راجت كثيراً في طرابلس وبأسعار زهيدة جدا، تحف نادرة وكميات كبيرة من الذهب، بالاضافة الى المواد المتفجرة التي قد تكون تستخدم في التفجيرات التي تحصل في أكثر من منطقة لبنانية.
المستقبل :
في زمن الفرقة والشقاق على شتى الصعد السياسية وعلى مختلف أوجه الحروب الإقصائية الدائرة بسلاح الطائفية والمذهبية البغيض، يقف لبنان بكيانه وشعبه وعيشه المشترك حابساً الأنفاس الفتنوية وعاقداً العزم والأمل على تمتين أواصر الصيغة الفريدة التي كرسته وطناً «رسالة» عصية على جنون الإرهاب وجنوح التشدّد باسم الدين عن جوهر تعاليمه النابذة لكل أشكال التطرف والغلو والشطط، وأسس مفاهيمه الداعية إلى التمسك بأركان السماحة والعدالة والاعتدال. وما التزامن بين عيدي المولد النبوي الشريف والميلاد المجيد هذا العام سوى تذكير بأحد أهم مرتكزات رسالة العيش الإسلامي المسيحي الواحد وسط تقاطع وطني روحي عابر للطوائف والمذاهب في الإعراب عن أمنية لبنانية موحدة عشية المولد والميلاد تبتهل رجاءً وأملاً بأن يصبح للجمهورية رئيس.
وفي هذا الإطار، جاءت رسالة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في ذكرى المولد النبوي الشريف أمس للتشديد على وجوب التمسك بمفاهيم وتعاليم «رسالة الوحدانية والوحدة والرحمة والأخلاق» ونبذ «الفرقة التي استشرت في صفوفنا» مديناً «هذا القتل الفظيع، والتهجير الفظيع، والإرهاب الفظيع الذي سوّد وجه الإسلام والمسلمين في العالم». وأكد دريان في ما يتعلق بأحوال الدولة المتردية أنّ اللبنانيين «قادرون على الوقوف والتصرف ومنع الانهيار»، متسائلاً: «لماذا تتعطل مؤسساتنا الدستورية، بدون داع أو مسوّغ؟»، وأردف معرباً في المقابل عن ثقته بأنّ الأمل لا يزال موجوداً وبأنّ «الفرج آتٍ مهما اشتدت الصعاب ووضعت العراقيل في طريق انتخاب رئيس»، مع إشارته في هذا السياق إلى أنّ «المبادرات الوطنية للحث على الانتخاب هي نوايا صادقة ويعوّل عليها».
كذلك، وضع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الإصبع على الجرح الرئاسي النازف في الجمهورية خلال رعايته ريستالاً ميلادياً في كنيسة الصرح البطريركي فشدد على «العيد الذي ننتظره في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية»، وقال: «ما دام لا رئيس فلا معنى للعيد عندنا، فبوجوده يشرّع المجلس النيابي وتعمل الحكومة وتستعيد المؤسسات دورها وتعود الحياة إلى المجتمع، فعبثاً يقنعنا أحد أو نقنع أنفسنا بأن لبنان يسير من دون رئيس للجمهورية».
سلام
ولمناسبة عيدي المولد والميلاد وحلول العام الجديد، أمل رئيس الحكومة تمام سلام «أن تحلّ علينا الأعياد العام المقبل ويكون لبنان قد تخطى أزمة الشغور الرئاسي التي عطلت مؤسساتنا وأنهكت اقتصادنا، لنمضي جميعاً في مسار سياسي سليم نعيد فيه الاعتبار لنظامنا الديموقراطي وآلياته، ونلتفت إلى احتياجاتنا الملحة ونحصّن بلدنا إزاء تداعيات الاحداث المؤلمة الجارية في منطقتنا». كما استذكر سلام في المناسبة شهداء الوطن من الجيش والقوى الأمنية، معرباً في الوقت عينه عن التطلع إلى اليوم الذي نحتفل فيه بالأعياد مع العسكريين التسعة الأسرى لدى «داعش».
الجمهورية :
مع تزامن عيد المولد النبوي الشريف مع عيد الميلاد المجيد، انكفأت الحركة السياسية في كلّ الاتجاهات، بعدما رُحّلت الاستحقاقات، ولا سيّما منها الاستحقاق الرئاسي والحوارات، إلى السَنة الجديدة، وارتفعَت الدعوات إلى ملء الشغور، فيما ظلّ إقرار مجلس الوزراء خطةَ ترحيل النفايات محورَ مواقف المعترضين. وعلمت «الجمهورية» أنّ ملف الاستحقاق الرئاسي دخلَ في مرحلة سيَغلب عليها الصمت أكثر من الكلام، في ظلّ انقسام الوسط السياسي إلى فريقين: الأوّل يعتبر أنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية انتهَت قبل أن تُعلَن رسمياً من دون إعلان مراسم دفنِها، وفريق آخر يقول إنّها أدخِلت إلى غرفة العناية الفائقة لإنعاشها وترميم التصدّع الكبير الذي أصابَها نتيجة سوء تصرّف المعنيين. وتضيف المعلومات أنّ هناك مناخاً بدأ يشير إلى إمكان حصول تحركات إقليمية عموماً حول مجمل الأوضاع السائدة في المنطقة، ومنها احتمال حصول تواصل سعودي ـ ايراني في ضوء ما بدأ يَصدر من إشارات خصوصاً من إيران، لكنّ الواقع لا يشير الى انّ اجواء طهران والرياض مهيّأة حتى الآن لحصول مثل هذا التواصل في المدى المنظور.
وتفيد المعلومات أنّه، باستثناء الرياض التي تقف خلفَ مبادرة الحريري الى جانب واشنطن وباريس، فإنّ بقيّة العواصم الاقليمية المعنية، أو التي تَعتبر نفسها معنية أو مهتمة بالشأن اللبناني، لم تَصدر عنها ايّ إشارة أو موقف يُظهر أنّها تؤيّد هذه المبادرة، بل إنّ ما يرشح من هذه العواصم يشير في أحسن الحالات الى أنّها غير متحمّسة لها.
ويقول مصدر معني بالاستحقاق الرئاسي في هذا المجال لـ«الجمهورية» إنّ تراجُع الحديث عن مبادرة الحريري الى حدّ الصمت في أوساط المعنيين بها وخارجهم، يؤكد انّ الشغور الرئاسي مستمر لبضعة أشهر، والبعض يستبعد حصول ايّ تطوّر عملي وقريب فيه قبلَ انتهاء مهلة الستة أشهر الأولى المحدّدة في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير في شأن حلّ الازمة السورية، والتي تبدأ مطلع السنة الجديدة.
رأب الصَدع المسيحي
وفي حين يستعدّ المسيحيون عموماً والموارنة خصوصاً، للاحتفال بعيد ميلاد السيّد المسيح بعد موجة التهجير التي طاوَلتهم العام الماضي في العراق وسوريا، واستهداف الأقلّيات السريانية والكلدانية والآشورية، تَحتفل بكركي بقدّاس العيد صباح الجمعة بغياب رئيس الجمهورية الماروني للسَنة الثانية على التوالي، ما يضَع الموارنة، حسب قيادات روحية مشرقية، أمام مسؤوليات تاريخية في ظلّ الظروف التي تمرّ بها المنطقة، وتطرَح علامات استفهام حول دورهم في قيادة المسيحية المشرقية وإنقاذها من التهجير.
وفي هذه الأثناء تستمرّ المحاولات لرأب صَدع التوتّر الماروني - الماروني بعد إعلان النائب سليمان فرنجية ترشيحَه، وخصوصاً بين «التيار الوطني الحرّ» وتيار «المردة».
وفي هذا الإطار علمت «الجمهورية» أنّ أحد المطارنة الشماليين يحاول جاهداً تخفيفَ الاحتقان بينهما في أقضية الشمال المسيحي، وخصوصاً في ساحل البترون، محاولاً احتواءَ الغضب العوني وعدمَ تحويل السخونة السياسية مواجهات وتوتّرات وإشكالات في الشارع، وقد نجَح في تبريد الأجواء على الأرض، في حين يقود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاتّصالات السياسية بين قيادة التيّارَين».
عسيري عند الراعي
وفي إطار الاتّصالات الرئاسية والمشاورات، برزَت زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري الى بكركي أمس ولقاؤه الراعي، حيث حضَر الملف الرئاسي في صلب المحادثات.
وقال عسيري إنّه «مع الاستعداد لبدء سَنة جديدة يتطلّع محِبّو لبنان، وفي طليعتهم قيادة المملكة العربية السعودية وشعبُها، إلى أن يَعبر هذا البلد العزيز الى وضع أفضل على المستويات كافّة من خلال التمكّن من إجراء الانتخابات الرئاسية واستتباعها بالاستحقاقات الدستورية واستعادة حيوية المؤسسات وإنهاض الاقتصاد وتنشيط قطاع الاستثمار والسياحة عبر تعزيز الخطط الأمنية وتحصين الساحة الداخلية ليجتذب لبنان مجدّداً السياح العرب والأجانب ويعود الى سابق عهده المتألق». إلى ذلك، يوجّه الراعي، في التاسعة من صباح غدٍ رسالةَ الميلاد إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً.
وأكّد الراعي أمس أنّ «العيد الذي ننتظره في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية»، مشيراً إلى أنّه «ما دام لا رئيس فلا معنى للعيد عندنا. بوجود الرئيس، المجلس النيابي يشرّع والحكومة تعمل والمؤسسات تستعيد دورَها وتعود الحياة الى المجتمع، فعبثاً يقنِعنا أحد أو نُقنع أنفسَنا بأنّ لبنان يسير من دون رئيس للجمهورية».
وأضاف: «هذا هو العيد الحقيقي الذي نتمنّاه، ونحن خاطَبنا أكثر من مرّة الكتل السياسية والنيابية لانتخاب رئيس، وحتى الآن رفضوا ذلك، وأنا أسألهم هل تعيشون في حالة عيد؟ أنا لا أعتقد ذلك، لأنّ من يعيش العيد هو الذي يصنعه».
«14 آذار»
وشكّلت التطورات الأخيرة وما هو متوقّع منها في الأيام المقبلة محورَ الاجتماع الذي عَقدته قوى 14 آذار ليل امس في «بيت الوسط» وحضَره ممثلون عن مختلف الأطراف. وقالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» إنّ اللقاء شكّلَ تقويماً للتطورات بخطوطها العريضة وهي قضايا ما زالت إيّاها مطروحة للبحث وستنسحب على السَنة المقبلة.
واستمع المجتمعون الى تقرير مفصّل عرضَه الرئيس فؤاد السنيورة عن جلسة هيئة الحوار الوطني الأخيرة، آملاً في ان يتطور العمل من خلال هيئة الحوار السَنة المقبلة، بحيث تتحول جلسات منتجة تتناول القضايا التي تَعني اللبنانيين، خصوصاً إذا ظلّ الشغور مستوطناً في قصر بعبدا، ومتمنياً أن تنجح مساعي رئيس مجلس النواب نبيه برّي لإعادة الحكومة الى عملها الطبيعي في السَنة المقبلة.
وبعد ذلك عرضَ المجتمعون لِما آلت إليه مبادرة الحريري الرئاسية، ولفتَ السنيورة إلى «أنّ الطرح لم يصل الى منزلة المبادرة، ولو كان الأمر كذلك لكانت المواقف منها أكثرَ تشدّداً، على الأقلّ من تيار»المستقبل»، لافتاً إلى «أنّ الحريري قصَد الإسراع في مواجهة الشغور الرئاسي وسعى إلى إنهاء الحال الشاذّة».
وقال: «طالما لم تصل الطروحات الى مستوى المبادرة فهذا يعني أنّها ما زالت مطروحة للبحث الجدّي، متمنياً «أن تكون المقاربة من باب البحث عن مصلحة البلد في إنهاء الشغور».
ثمّ تحدّث وزير الداخلية نهاد المشنوق مجدِداً تفسيرَ المبادرة الحريرية، ومصِرّاً على إبقائها قيد البحث «من باب الواقعية والجدّية المطلقة في مقاربة المخارج للوضع المجمّد على كلّ المستويات».
وتوقّف المجتمعون عند طرح نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي كرّر تأكيد موقف «القوات» الرافض المباردة شكلاً ومضموناً وتوقيتاً، مشكّكاً «في الأهداف لا في النيّات التي تقف وراءَها».
ثمّ تحدث عدد من ممثلي الأحزاب وأعضاء الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فجدّدوا رفضهم هذه المبادرة متمنّين «أن يكون كل ما يتصل بهذا الموضوع من الآن وصاعداً مدار نقاش مستفيض في إطار قوى 14 آذار قبل المضيّ فيها، لأنّها قد تشكّل سبباً للتباعد في ما بينها، وتقدّم خدمةً مجانية لخصومها».
وتناوَل المجتمعون بالبحث ما طرحَه بري حول سَعيه الى تفعيل العمل الحكومي انطلاقاً من المبادرة التي أطلقَها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في جلسة الحوار، وتمنّى الجميع ان تصل مساعيه الى ما يُحيي العمل الحكومي ومعالجة مطالب معرقلي عودتها الى العمل الجدّي لتلبية مطالب الناس ومقاربة الملفات العالقة في «أدراج» الأمانة العامة لمجلس الوزراء والتي باتت تُعَدّ بالمئات، خصوصاً أنّ بينها قضايا حيوية.
وأكّدت كتلة «المستقبل» أهمية «الاستمرار في روح التواصل التي يُبديها الرئيس سعد الحريري مع مختلف الأطراف السياسية لفتحِ باب الخروج من أزمة الشغور الرئاسي الخطيرة بتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية».
وكان اللافت أمس موقف أعلنَه وزير العدل اللواء اشرف ريفي امام وفد من الفاعليات البيروتية ورؤساء الجمعيات الاهلية، حيث أكّد فيه لهذا الوفد «أنّ خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم ولن ينهزم، ومُخطئ من يظنّ ذلك، وإنّ أصحاب الاحلام الذين يسعون لانتزاع التنازلات لصالح المحاور واهِمون، وإنّ انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة، والمطلوب رئيس لكلّ الوطن وليس رئيساً تصادمياً، وإلّا فالفراغ المؤقّت أرحَم، الى حين التوافق على رئيس يَحظى بتأييد جميع اللبنانيين».
وأضاف: «نحن مستمرّون على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحامل الراية الرئيس سعد الحريري، ولن نفرّط بتضحيات شهدائنا، وفي مقدّمهم الشهيد وسام الحسن، الذين واجَهوا مشاريع تقويض مؤسسات الدولة وقضمها والعبث بأمنها».
اللواء :
اليوم يحتفل المسلمون في لبنان والعالمين العربي والإسلامي بذكرى مولد النبي محمّد (#)، وبعد غد الجمعة يحتفل اللبنانيون والعالم بميلاد السيّد المسيح (ع)، وبقدر ما شكلت المناسبتان تأكيداً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، وتحفيزاً على تعزيز الروح الوطنية، الا ان التجاذب السياسي حول مقررات مجلس الوزراء بخصوص ترحيل النفايات، تصدر موقف تكتل «الاصلاح والتغيير» بالتزامن مع حملات تستهدف هذه الخطوة المعروفة دوافعها والمعروفة تكاليفها باعتبارها خياراً مراً لا بدّ منه للتخلص من هذه النفايات وشرورها البيئية والجرثومية، سواء على صحة المواطن أو على غذائه، حيث ان الخيار البديل لعدم وضع هذه المقررات موضع التنفيذ هو إبقاء النفايات مطروحة على بساط الأنهر والاودية وفي الشوارع والطرقات التي لم يعد لديها القدرة على استيعابها.
وبانتظار توقيع اتفاق التلزيم بين مجلس الإنماء والاعمار والشركتين اللتين رست عليهما «خيارات» التلزيم، من المتوقع ان تستمر عمليات التجاذب، من دون ان تؤثر على القرار الحكومي الذي جاء بعد أشهر طويلة ومتعبة من الانتظار. اما مسألة التمويل فهي ستكون على قاعدة التشارك بين الدولة والبلديات، من دون ارهاق خزينة الدولة أو كاهل المواطن، وعلى قاعدة ان البلديات يجب ان تتحمل مسؤولياتها المشمولة بالقوانين المرعية الاجراء.
الاستحقاق الرئاسي
في هذا الوقت، غاب الاستحقاق الرئاسي عن المواقف لا سيما بعد جلسة الحوار التي لم تتطرق إلى هذا الموضوع، كما غاب عن اجتماع الرابية، أمس، واكتفت كتلة «المستقبل» بالاشارة إلى ان الاستحقاق الرئاسي على جدول الاتصالات المستمرة للرئيس سعد الحريري مع مختلف الأطراف لفتح باب الخروج من أزمة الشغور الرئاسي.
وكشف عضو تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب سليم سلهب لـ«اللواء» ان اجتماع الرابية لم يتطرق إلى مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لافتاً الى ان هناك نوعاً من التعميم على عدم الإدلاء بأي موقف سياسي من الآن وحتى رأس السنة الجديدة، «اذ ان كل شيء سيقال في وقته».
وفهم ان النائب ميشال عون تحاشى داخل الاجتماع نقل اي موقف، فيما اكتفت المناقشات على الاحاطة بما جرى في جلسة النفايات وجلسة الحوار. لكن مصادر التكتل وصفت المقابلة التلفزيونية الأخيرة للنائب فرنجية بأنها «اعادت الأمور إلى الوراء».
اما مصادر «القوات اللبنانية» فرأت ان الوضع ما زال مجمداً، مشيرة إلى ان الكلام الذي قاله الرئيس فؤاد السنيورة من ان الأفكار لم تصل بعد إلى حدّ المبادرة لا يزال ساري المفعول، معتبرة ان لا شيء يوحي ان المبادرة «ماشية»، مذكرة باهمية ان تكون المبادرة مقرونة بتسوية كاملة تحترم قوى 14 آذار في إطار دستوري.
ورداً على سؤال، قالت المصادر نفسها: إذا تمّ التسليم جدلاً بأن رئاسة الجمهورية آلت إلى قوى 8 آذار، فإن المنطق يقول ان العماد عون هو أولى بالمعروف.
وعلقت مصادر نيابية على موقف «القوات» والذي سبق ان نقله النائب فادي كرم عن الدكتور سمير جعجع، بقولها ان الأخير يسعى إلى «دغدغة» مشاعر عون لكي لا يتأثر بالضغوط عليه، وبالتالي إبقاء عون مرشحاً أوّل، وهو (أي جعجع) يريد بهذه الطريقة ان يمنع وصول فرنجية.
وكشفت المصادر نفسها ان جعجع لم يتجاوب مع المسعى الأخير الذي قام به سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري بأن «يأخذ الأمور بالتي هي أحسن».
يذكر ان السفير عسيري زار أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي مهنئاً بالاعياد الميلادية التي تزامنت هذه السنة مع عيد المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى ان هذا التزامن يقدم بعداً جديداً للعيش المشترك الذي يتميّز به لبنان.
وقال: «انطلاقاً من حرص قيادة بلادي على لبنان وشعبه الشقيق، ومن محبتي كمواطن عربي وسفير في هذا البلد الطيب، أشدّ على يد المسؤولين كافة الا يوفّروا أي جهد لإيجاد الحلول للأزمات القائمة كافة، ومنها التمكن من اجراء الانتخابات الرئاسية».
إلى ذلك، نقل أحد المشاركين في جلسة الحوار أمس الأوّل عن نائب في «حزب الله» قوله رداً على سؤال من أحد الحاضرين ان الحزب معني بالدرجة الأولى بتفاصيل التسوية الكاملة، وأن الرئاسة بحد ذاتها لا تعدو ان تكون تفصيلاً التسوية بصرف النظر عن المرشح.
التجاذب حول النازحين
وعلى وقع حملة وزير الخارجية جبران باسيل بعد عودته من اجتماعات نيويورك، على ما وصفه بتوجه دولي بعدم إلزام النازحين السوريين بالعودة إلى بلادهم بعد وقف الحرب، وترك الحرية لهم بالعودة أو عدمها، أو ما اسماه قرار مجلس الأمن «بالعودة الطوعية»، حضرت هذه الأزمة على جدول محادثات الرئيس تمام سلام مع نظيره الإيطالي ماثيو رينزي، حيث جرى التداول بالعبء الكبير الذي يتحمله لبنان في إطار النزوح السوري، وهو الأمر الذي ايده المسؤول الدولي الإيطالي مؤكداً ان عدد النازحين الذين استقبلهم لبنان على صغر مساحته وعدد سكانه يفوق بعشرات مرات عدد اللاجئين الذين أتوا إلى إيطاليا هذه السنة، مع العلم ان إيطاليا أكبر من لبنان 15 مرّة (راجع ص2).
في هذا الوقت أكدت السفارة الالمانية في بيان لها أمس، ان حجم المساعدات الالمانية للبنان تخطى الـ160 مليون دولار في العام 2015، مشيرة إلى ان المانيا قدمت هبات مالية هائلة لدعم المؤسسات الإقليمية التي برزت في لبنان منذ بداية الأزمة السورية، إضافة إلى انها قدمت 1.4 مليار دولار لمساعدة المحتاجين في المنطقة.
وكان الوزير باسيل، مضى أمس في حملته تجاه عبارة «العودة الطوعية» للنازحين السوريين، فوجه كتاباً رسمياً إلى الأمم المتحدة جدد فيه رفض لبنان لهذه العبارة التي وردت في القرار الدولي 2254، مشيراً إلى ان الإصرار على توصيف العودة بأنها طوعية، حتى بعد انتهاء الصراع، يثير المخاوف من توطين ودمج النازحين السوريين في لبنان، مشيراً إلى ان لا مبرر يسوغ لأي سبب من الأسباب بقاءهم في لبنان بعد انتهاء الصراع».
اما كتلة «المستقبل» التي شككت بأغراض حملة باسيل لأغراض شعبوية ولاثارة الغرائز والنعرات من خلال التهويل بالتوطين وغيره، فقد لفتت إلى ان وجود اللاجئين في لبنان هو وجود مؤقت اقتضته الظروف الإنسانية المستحيلة السائدة في سوريا، مؤكدة موقفها الثابت والنهائي في حتمية عودة جميع اللاجئين السوريين إلى ديارهم، مشيرة إلى ان هذا أمر «يجمع عليه اللبنانيون»
الاخبار :
لم يتمكّن الرئيس سعد الحريري بَعد من توسيع معسكر مؤيدي مبادرته الرئاسية. داخل بيته، المعترضون لا يزالون على موقفهم، وكذلك في صفوف حلفائه. أبرز المعترضين سمير جعجع الذي أبلغ الحريري رسمياً جديته في ترشيح العماد ميشال عون إلى الرئاسة فيما لو مضى المستقبل في خيار النائب سليمان فرنجية
عملياً، دخلت القوى السياسية عطلة الأعياد، بعدما «اوجدت حلاً» على شكل «تهريبة»، لازمة النفايات، عبر اتخاذ قرار في مجلس الوزراء بترحيلها إلى الخارج، من دون معرفة وجهة الترحيل ولا «السلالة» السياسية ـــ المحلية للشركات التي ستُرحِّل، ولا الكلفة الحقيقية لخيار التصدير. وفيما استمرت تداعيات عملية اغتيال القائد المقاوم سمير القنطار من قِبل العدو الإسرائيلي، تشغل الساحة السياسية والامنية، دخلت الولايات المتحدة على الخط، كالعادة، مبلغة المسؤولين الرسميين اللبنانيين «تخوفها» من رد منتظر لحزب الله على جريمة اغتيال القنطار.
على صعيد آخر، يبدو أن الشأن الرئاسي هو الاكثر تأثراً بعطلة الاعياد، بعدما دخلت مبادرة الرئيس سعد الحريري الرامية إلى إيصال النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا مرحلة جديدة من الجمود. فالحريري لم يُحرز أي تقدّم على مسار إقناع حلفائه بالتسوية التي يقترحها.
حتى أن بيته الداخلي لم «ينضبط» بعد. فعمّته النائبة بهية الحريري أعلنت أمس أن الشغور الرئاسي مؤذٍ، وكتلته النيابية أثنت على مبادرته، وعلى «روح التواصل التي يبديها الرئيس سعد الحريري مع مختلف الأطراف السياسية لفتح باب الخروج من أزمة الشغور الرئاسي الخطيرة بتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية»، محذّرة من «الأوضاع غير المستقرة على أكثر من صعيد سياسي وأمني وإقتصادي في المنطقة وخارجها بما يؤدي إلى انكشاف لبنان وأمنه وسلمه الأهلي واقتصاده ومستوى ونوعية عيش أبنائه».
واشنطن تعرب عن
«تخوفها» من رد منتظر لحزب
الله على اغتيال القنطار
لكن في المقابل، لا يزال الفريق «المستقبلي» المعارض للتسوية على موقفه. وأكثر من يعبّر عن هذا الموقف وزير العدل أشرف ريفي، الذي تحدّث امس عن «أصحاب الاحلام الذين يسعون لانتزاع التنازلات لصالح المحاور»، واصفاً أياهم بالواهمين. وكلامه لا يحمل اللبس، وخاصة أنه أتى في سياق حديثه عن الشغور الرئاسي، معتبراً أن «الفراغ المؤقت أرحم من انتخاب رئيس تصادمي لحين التوافق على رئيس يحظى بتأييد كل اللبنانيين».
وعلى صعيد حلفاء المستقبل، بقي موقف حزب الكتائب على ما هو عليه في رفض التسوية الحريرية، مغلفاً هذا الرفض بشعار «الموافقة على مشروع الرئيس لا اسمه». اما القوات اللبنانية، فلا يزال رئيسها سمير جعجع رأس حربة المعارضين لمبادرة الحريري. وعلمت «الاخبار» ان جعجع أبلغ الحريري رسمياً بأنه جدّي في خيار ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة، في حال مضى الحريري في خيار ترشيح فرنجية حتى النهاية. وقال جعجع للحريريين، بحسب مصادر مستقبلية واخرى «وسطية»، إنه يملك اكثر من خيار لمواجهة احتمال تحوّل فرنجية إلى مرشّح رسمي لتيار المستقبل، ومن بينها المضي بترشيح عون، «بصورة جدية، لا كمناورة».
ونقل أحد زوار جعجع عنه قوله، على سبيل الطرفة، إن «مبادرة الرئيس الحريري دفعتني للرهان على السيد حسن نصرالله، فهو القادر على إفشال التسوية من خلال الاستمرار بدعم الجنرال عون».
من جهة أخرى، أثنت كتلة المستقبل النيابية على إقرار الحكومة خطة ترحيل النفايات، مدّعية «أنها ليست إلا خطوة مؤقتة ومرحلية أملتها الظروف والتجاذبات السياسية والاحتقانات التي منعت على اللبنانيين التفكير الصحيح والسليم في حل العديد من مشكلاتهم ومنها مشكلة النفايات. هذه الخطوة التي يجب أن تتوخى العدالة والانصاف بين جميع المناطق والبلديات دون أي تمييز في المعاملة، تنتظر أن يتمخض عنها إدراك سريع وعميق لدى اللبنانيين بأهمية العودة إلى إعتماد الحلول الصحيحة والدائمة لمشكلة النفايات وذلك في ضوء إقرار وإعتماد خطة مدروسة وشاملة تكون تشاركية من قبل الجميع ويتحمل أعباءها ويقطف ثمارها الجميع بما يحقق حلا حقيقيا وبتكاليف مالية معقولة ومنطقية تراعى فيها الاعتبارات الصحية والاقتصادية».
باسيل: من قاوموا ودافعوا
عن ارض لبنان وحرروها ليسوا إرهابيين