أن أهمية قيام تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الجماعات الإرهابية تكمن في أنه يكرس فكرة منطقيه تقوم على أن تنظيم داعش السني يجب محاربته من ألسنة.
هي بالأساس فكرة أميركية. وذلك تلافيا للوقوع في مطب مقولة القول ان الدول الغربية ذات الطابع المسيحي هي التي تضرب الإرهاب كي لا تستفيد من هذه المقولة الجماعات التكفيرية المتطرفة. فذلك يؤكد على أن المستهدف هو التطرف. وأن محاربة داعش والإرهاب لا علاقة له بالسنة وبأي منطق طائفي. فالدول السنية كلها متضررة من داعش. ولكي لا تصبح القضية دينية. بل تبقى في إطارها.
أي حرب على الإرهاب. خصوصا وأن داعش تستفيد من ضرب الغرب لها لتقول أن المسيحيين يحاربونها. وهذا ينطبق أيضا على إيران الشيعية في موضوع داعش إذ أن هناك تلاف لأن يقال أن الشيعة هم الذين يضربون ألسنة. وهذا يجنب المنطقة فخ الوقوع بين براثن الحرب السنية الشيعية. وفي هذا السياق يمكن فهم الأسباب التي دفعت بالتحالف عند تشكيله لاستثناء كل من إيران والعراق وسوريا.
وفي المقابل فإن إيران لا تريد دورا سنيا كبيرا في العراق.
فإن ما يهمها هو إزالة داعش منه لكي تضع يدها على المناطق التي كان يشغلها عبر القوى التي تمثل النفوذ الإيراني هناك. وكذلك في سوريا فإن إيران يهمها محاربة داعش والجماعات المتطرفة ولكن في ذات الوقت حريصة على المحافظة على النظام العلوي. أما في لبنان فإن حزب الله يرفض انضمام لبنان إلى التحالف.
وذلك يأتي في إطار الصراع الكبير في المنطقة. ومحوره التنافس الخليجي الإيراني. ويتوازى ذلك مع اعتبار المملكة العربية السعودية حزب الله إرهابيا ومنع محطتي المنار والميادين من البث الفضائي على قمر العربسات الخليجي. وتزامن ذلك مع الموقف الاميركي باستصدار قانون صادر عن الكونغرس يعاقب المصارف التي تتعامل مع حزب الله.
إلا أن مصادر دبلوماسية تؤكد على أن لبنان يتعاون مع الدول في مكافحة الإرهاب بشكل لا يمس سيادته واستقراره الداخلي. وقد أحرز نجاحا ملحوظا في كشف شبكات للإرهابيين وخطط كانوا يعدون من خلالها لتفجيرات وأعمال أمنية. ولبنان يطلب دائما الدعم على الصعيد المخابراتي والأمني والعسكري من كافة الدول وخصوصا من الأميركيين والاوروبيين لمواجهة الإرهاب الذي بات ينتشر حول العالم.
وهو في ذلك يتمسك بالتعريف الصادر عن جامعة الدول العربية للإرهاب. والذي يستثني المقاومة ما يبعد حزب الله وحماس عن التصنيف بالإرهاب.
وفي ذات الوقت فإن لبنان يحترم القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي حول الإرهاب ويلتزم بها. وبالتالي فإنه يمكن له ايجاد المخرج بالنسبة للانضمام إلى التحالف الإسلامي. إذ انه يعود لمجلس الوزراء إتخاذ الموقف المناسب لذلك.
خصوصا وأن لبنان لن يرفض أي تعاون في ما خص مكافحة الإرهاب من أي جهة أتى.