بعد مضي أكثر من عام على مأساة الإيزيديين، لا تزال النساء المحررات من قبضة داعش يذكرن تفاصيل مرعبة عن الأيام الأولى من شهر اب أغسطس ٢٠١٤….. بالقرب من مخيم شاريا في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق ، وتتحدث السيدة أمينة، وهو ليس اسمها الحقيقي، محاولتها منع داعش أخذ ابنتها المراهقة عبر فضّ عذريتها .
وتقول الصحفية نهاد الجريري ” أثناء إعدادي فيلم “أبناء الشمس”، سمعت وقرأت وشاهدت الكثير من شهادات الأيزيدياتعلى أحداث أغسطس ٢٠١٤ عندما اجتاح داعش غرب العراق سابياً النساء وقاتلاً الرجال.
لكن لا شيء يشبه أن تجلس إلى هؤلاء السيدات وتتحدث إليهن وتسمع قصصهن مباشرة. لا شيء. لا تزال تفاصيل تلك الأيام مرعبة.
في مكان بالقرب من مخيم شاريا في ناحية دهوك شمال غرب إقليم كردستان التقيت السيدة أمينة، وهو ليس اسمها الحقيقي، رفضت أن تتحدث إلى الكاميرا مباشرة إلا من وراء حجاب لأنها تخشى على بناتها وأبنائها اللذين لا يزالون في قبضة داعش.
حدثتني عن ابنتها ذات الثمانية عشر ربيعاً، قالت إن داعش جمع أهل قريتهم في مكان واحد في تلعفر استعداداً “للفرز”، فجاءها خبر أن المتزوجات من البنات سيبقين مع أهاليهن.
فما كان منها إلا أن قالت للدواعش إن ابنتها متزوجة من شاب إيزيدي كان معهم في المقر وإن شقيقتها ذات الثلاث سنوات كانت ابنتهما.
فقال الدواعش إنهم سيأتون بمن يفحص عذرية البنات.
كانت تتحدث بالبادينية وهي إحدى اللهجات الكردية، ميزت كلمة “فحص”، لم تشرح المترجمة كثيراً، فطلبت تفاصيل، وهنا وقعت الصاعقة عليّ، ما فعلته أمينة هو أنها أخذت ابنتها والشاب الإيزيدي إلى الحمام (التواليت) حتى يتزوجها، فإن جاء الفاحص الداعشي لم يجدها عذراء، مع كل هذا، أخذ الدواعش البنتين ولا تزال أخبارهما مقطوعة.