عشية عطلة الاعياد التي تبدأ غدا بعيد المولد النبوي يليه عيد الميلاد الجمعة وعيد رأس السنة الجمعة الذي يلي تقبل البلاد على موجة جمود وشلل تامين في التحركات السياسية وكل ما يتصل بموضوع رئاسة الجمهورية الذي اهملته جولة الحوار الوطني الاخيرة لهذه السنة في عين التينة باعتبار ان لا معطيات حسية حاليا تشير الى خرق "العطلة الرئاسية". وتبعا لذلك توزع المشهد الداخلي امس بين تداعيات اغتيال اسرائيل للقيادي في "حزب الله" سمير القنطار قرب دمشق والذي سارع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد ساعات قليلة من تشييع القنطار في الضاحية الجنوبية الى تهديد اسرائيل برد "بالطريقة المناسبة وفي المكان والزمان المناسبين"، وعودة مجلس الوزراء الى الانعقاد في جلسة قبيل نهاية السنة وبعد تعطيله اكثر من ثلاثة اشهر بدت بمثابة "عيدية" للبنانيين في نهاية المطاف من طريق اقرار خطة ترحيل النفايات قيصريا.
تهديد نصرالله
وعلى أهمية الملفات الداخلية، تقدم رد فعل السيد نصرالله على اغتيال عميد الاسرى المحررين سمير القنطار صدارة الاهتمامات. وقال في كلمة متلفزة مساء امس: "لا شك لدينا ان العدو الاسرائيلي هو الذي نفذ عملية الاغتيال من خلال عملية عسكرية صاخبة وليس من خلال عملية امنية مبهمة " ورأى أنه "من حق المقاومة ان ترد اينما كان وكيفما كان وفي اي مكان" مكررا "اننا سنرد في اي مكان وزمان وبالطريقة المناسبة". كما لفت في كلمة السيد نصرالله تناوله العقوبات الاميركية على"حزب الله" قائلا: "نحن لا نملك ودائع في مصارف العالم وليس لدينا أموال في المصارف اللبنانية ولا داعي عند البنك المركزي او مديري المصارف ان يصيبهم هلع" وطالب الدولة والحكومة "بتحمل المسؤولية في حماية المواطنين وتجارها وشركاتها"، محذرا من "الانصياع للارادة الاميركية".
يشار في هذا السياق الى ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون عبر أمس عن "قلق كبير" من اطلاق صواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل، لأنه "يشكل انتهاكا خطيرا للقرار 1701"، ودعا كل الأطراف الى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس" والتعاون مع القوة الموقتة للمنظمة الدولية في لبنان "اليونيفيل" لمنع التصعيد.
الحوار
في غضون ذلك، علمت "النهار" من مصادر اجتماع الحوار النيابي الذي انعقد امس في عين التينة أن خلاصة الاجتماع هي "راوح مكانك" والسبب هو أن المناقشات تجاهلت كليا الملف الاساسي وهو الملف الرئاسي وإتجهت الى ملف العمل الحكومي. وأوضحت ان الاجتماع بدأ بتذكير رئيس مجلس النواب نبيه بري أن موضوع قانون الانتخاب قيد الاهتمام في اللجنة التي تنصرف الى دراسته مضيفا ان بحث اللجنة يتمحور على اقتراحين: الاول مقدّم من كتلة "المستقبل". والثاني قدمته كتلة "التنمية والتحرير" وان القاسم المشترك بين الاقتراحين هو اعتماد النظام المختلط. ثم انتقل البحث الى تفعيل عمل الحكومة، فكانت مداخلة للوزير جبران باسيل الذي قال إن الحكومة ارتكبت مخالفة ويجب أن تتراجع عنها مكررا بمطالبة الحكومة بتعيين قائد للجيش وأعضاء المجلس العسكري. ثم تطرق الى ما أنجزه شخصيا في مؤتمر فيينا المخصص للازمة السورية عندما أزال كلمة "طوعية" من العبارة التي تتحدث عن عودة اللاجئين الى ديارهم، لكن هذه العبارة بقيت في نص قرار مجلس الامن الاخير.
عندئذ طلب بري أخذ استراحة استفاد منها لعقد خلوة شملت رئيس الوزراء تمام سلام والوزير باسيل واالنائب محمد رعد عاد بعدها بري الى الاجتماع مكررا عبارة "إن شاء الله" في الحديث عن تفعيل عمل الحكومة بعد الاعياد.
وقبل اختتام الجلسة وخلال الحديث عن الارهاب قال الرئيس فؤاد السنيورة: "لقد جئنا بالارهاب الى لبنان بتدخّلنا في سوريا". فرد عليه النائب محمد رعد: "كيف يمكنك أن تحارب الارهاب؟" فتدخّل رئيس المجلس محاولا إضفاء طابع الدعابة قائلا للسنيورة: "هذه المغيطة صرنا نعرفها". ثم أعلن عن انتهاء الاجتماع.
... وأخيرا حل النفايات
وليل امس ولد حل تصدير النفايات الى الخارج بعد اكثر من ست ساعات أمضاها مجلس الوزراء في مناقشة خطة التصدير التي وضعها وزير الزراعة أكرم شهيب اثر المفاوضات الطويلة التي اجراها مع الشركات التي قدمت عروضها لتصدير النفايات. ولم يمر قرار مجلس الوزراء مرورا سهلا اذ اعترض وزراء "التيار الوطني الحر " والكتائب على الخطة، الا ان مجلس الوزراء مضى في قراره . وأعلن الرئيس سلام نتائج الجلسة مشيرا الى انه "في ظل وضع سياسي مأزوم نتج منه الكثير من النزاع وعدم التوافق وإستحالة إيجاد مخارج وحلول داخل لبنان لموضوع النفايات، وبعد جهد وإلتزام ومسؤولية وتحسس وطنيين من كل من في موقع المسؤولية، وخصوصا الوزير أكرم شهيب الذي كلفه مجلس الوزراء إيجاد الحل لهذه المصيبة الكبيرة جراء سنوات من الاهمال والتراكم، تمكن الوزير شهيب مع فريق العمل وجهود مجهولين رافقونا من اقرار حل يتمثل بترحيل النفايات الى خارج لبنان".
وأوضح ان "الحل مؤقت ومرحلي وإنتقالي، عله يكون درسا وعبرة للجميع لأهمية الابتعاد عن المناكفات والمنافسات والمزايدات وكل الجو السياسي العام الذي أشرت اليه سابقا بقولي أننا وسط نفايات عضوية ومنزلية وايضا نفايات سياسية".
وأمل أن "نكون عالجنا جزئيا هذه المعضلة وانها تجربة جديدة للبلاد، آمل أن نحققها بأقل ضرر ممكن لأن الحل الجذري يجب أن يكون مستداما كما في كل دول العالم التي تجد الحلول لذاتها وبذاتها، من خلال استخراج الطاقة. وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه عبر إنشاء معامل للمعالجة".
وتولّى الوزير شهيب شرح بنود القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء وأفاد ان كلفة الطن الواحد من تصدير النفايات يجب ألا تتجاوز الـ 125 دولاراً. واشار الى ان بدء العمل بترحيل النفايات يبدأ منتصف كانون الثاني 2016.