هي ضريبة مستنقع الدم المُراق في سوريا يدفعها اللبنانيون مجدداً على مذبح حرب «حزب الله» المستميتة دفاعاً عن بقايا حكم مترهّل متهلهل في دمشق، بينما يقف العدو الإسرائيلي متربصاً على ضفة المستنقع «الممانع» يتحيّن فرص الانقضاض على صيد ثمين هنا وآخر استراتيجي هناك منفذاً أجندة تصفيات واغتيالات تطال أفراداً استعصوا عليه في لبنان وفي عمق فلسطين المحتلة ليجدهم تحت «الوصاية الروسية» فريسة سهلة في العمق السيادي السوري. هكذا سقط عميد الأسرى المحرّر من سجون الاحتلال سمير القنطار، لم ينل مرتبة الشهادة لا في «نهاريا» ولا على جبهات الجنوب المحتل إنما اغتالته إسرائيل غيلةً في ريف دمشق تحت جنح الأجواء والقنوات السورية المفتوحة بين موسكو وتل أبيب.. وتحت أنظار منظومة «أس 400» الروسية المتطوّرة للدفاع الجوي!
إذاً، شّنت المقاتلات الإسرائيلية ليل السبت الفائت غارة جوية على مبنى في مدينة جرمانا في ريف دمشق على بعد نحو 5 كيلومترات من قلب العاصمة السورية حيث قضى القنطار ومن كان معه من كوادر وقيادات، بالإضافة إلى عدد من المدنيين السوريين. وبينما تترقب الأوساط الإعلامية والسياسية الموقف الذي سيعلنه مساءً اليوم الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله رداً على اغتيال القنطار، جاء الرد الميداني المبدئي أمس على العملية بشكل غير مباشر من خلال إطلاق عدد من الصواريخ المجهولة المصدر من المنطقة السهلية في قضاء صور باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، الأمر الذي ردت عليه قوات الاحتلال بقذائف مدفعية على الأودية والأحراج المحاذية لصور بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة وطلعات حربية استطلاعية مكثفة في أجواء المنطقة. في حين سارع الجيش اللبناني إلى اتخاذ إجراءات احترازية في المنطقة الحدودية ومتابعة الخروقات المعادية بالتنسيق مع قوات اليونيفيل.
ولاحقاً، أصدرت قيادة قوات الطوارئ الدولية بياناً أوضحت فيه أنّ ردارات اليونيفيل رصدت 3 صواريخ أطلقت من محيط منطقة الحنية في الجنوب باتجاه إسرائيل سقط أحدها في البحر، وعلى الأثر رد الجيش الإسرائيلي بما يقرب من 8 قذائف هاون عيار 120 ملم سقطت قرب زبقين الجنوبية من دون أن يسفر القصف عن إصابات في صفوف الجانبين. وبعد اتصالات حثيثة مع الأطراف المعنية دعا القائد العام لليونيفيل الجنرال لوتشيانو بورتولانو إلى ضبط النفس مؤكداً أنّ ما حصل «حادث خطير وانتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701»، مع إشارته إلى أنّ الوضع عاد إلى طبيعته على طول الخط الأزرق ليلاً، ناقلاً تأكيد «الأطراف التزامهم المستمر من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية».
التسوية الرئاسية
سياسياً، برزت أمس أجواء التفاؤل التي لمسها زوار «عين التينة» حيال التسوية الرئاسية المطروحة بحيث نقلوا لـ«المستقبل» أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أعرب أمامهم عن تفاؤله بحظوظ التسوية الوطنية المتاحة لإنهاء الشغور وانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، معرباً في هذا السياق عن كونه ينظر بإيجابية إلى مسارات التسويات المتقدمة في المنطقة باعتبارها تشكل مدعاة أمل وتفاؤل بقرب انعكاسها إيجاباً على الساحة اللبنانية.
«الترحيل»
وبالانتظار، تتجه الأنظار اليوم إلى السرايا الحكومية لرصد مصير جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمناقشة بند ترحيل النفايات إلى خارج البلاد كحل مرحلي ريثما تتبلور صيغة الحلول المستدامة، وسط تشديد رئيس الحكومة تمام سلام أمام زوراه أمس على أنّ هذا البند هو الوحيد على جدول أعمال الجلسة منعاً لإغراقها في متاهات وجدالات سياسية تعيق إنجاز حل أزمة النفايات.
وعن انطباعاته وتوقعاته عشية الجلسة، قال سلام لـ«المستقبل»: «إن شاء الله نستطيع الانتهاء من الملف»، لافتاً رداً على سؤال إلى أنه «لا متفائل ولا متشائم».
المستقبل : بري متفائل بحظوظ «التسوية».. وسلام «لا متفائل ولا متشائم» بمصير «الترحيل» إسرائيل تغتال «عميد الأسرى» تحت أنظار الـ«أس 400»
المستقبل : بري متفائل بحظوظ «التسوية».. وسلام «لا متفائل...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
610
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro