يُجمع اللبنانيون على دور سمير القنطار الوطني في المقاومة التي بدأها كعروبي وانتهى بها كاسلاميّ بارز في خطّ حزب الله الى أن اغتالته اسرائيل في سوريا التي يقاوم فيها مقاومين بعضهم مؤمن بقضية التغير السياسي في نظام مستعصي على الاصلاح لأنه متأسّس على الاستبداد ولا مجال للاصلاح فيه بقدر ما هو محكوم بضرورة التغير في بنيته .
أعلن حزب الله مسؤولية الاسرائيلي عن الاستهداف للقنطار ومن معه من لبنانيين وسوريين وهو بذلك نعى واحداً من الذين تمنوا دوماُ الموت على يدّ العدو فتحققت أمنيته ورغبته التي تأجلت لسنيين طويلة بعد رحلة من النضال والكفاح المشروع ضدّ الاحتلال الاسرائيلي .
عميد الأسرى اللبنانيين صاحب الصيت اللبناني والعربي والدولي لم يهدأ ولم يتراجع عن حبه للنضال في سبيل قضية آمن بها لذلك أكمل دوره الثوري من بوابة الجهاد ضدّ عدوين ارهابيين متواجدين في سوريا وهما الارهابي اليهودي والارهابي الاسلامي ايماناً منه بموقع سوريا المتقدم في حركة الصراع العربي – الاسرائيلي .
هذا الايمان "القنطاري " أدفعه أثماناً باهظة وكلفة أودت بحياته ولم يتغير شيئًا في المعادلة القائمة لا في الحرب السورية ولا في نكتة الصراع العربي – الاسرائيلي والدور السوري الريادي فيه من خلال توفيره الدائم للأمن وللراحة الحدودية منذ توقيع معاهدة الهُدنة مع العدو .
أمام هذا الانقسام في الرؤية من الحرب السورية تبدو شهادة المناضل التاريخي سمير القنطار محط شكّ لدى الكثيرين من المؤيدين للمعارضة السورية ومن الكافرين بنظام الأسد وهي جزء من الاستهلاك السياسي القائم بين فريقي 8 و14 آذار على خلفية الاختلاف في الرؤية حول سورية .
بغض النظر عن طبيعة الاختلاف "الآذاري " المشوه للحقائق تبقى صورة سمير القنطار مرفوعة في سماء لبنان احتراماً لسجله الذهبي في مقاومة الأسر خاصة وأن غيلته قد تمت على يد دولة الارهاب الفاضحة لكل من يدعي مواجهة الارهاب وينسى أو يتناسى اسرائيل .