تتعدّد الحكايات والأخبار الشائعة التي يؤمن بها الناس عادةً لتفسير مواقف يواجهونها في حياتهم اليوميّة، مثل طنين الأذن. لكن هذه الحال تتعدّى الخرافات والشائعات، لتندرج تحت خانة الحالات الصحيّة التي تحتاج عناية طبيّة.هناك من يتفاءل عند طنين أذنه اليمنى معتبراً أن أحداً ذَكره بالخير، أو يتشاءم عند طنين اليسرى لاعتباره أنه تمّ ذِكره بالسوء. إلّا أنّ هذه المشكلة، هي مشكلة طبية حقيقية يعانيها ملايين الناس حول العالم، وتشير في بعض الأحيان إلى وجود مشاكل صحيّة جدّية كالأورام السرطانية.
وعن تفاصيل هذه الحالة، يقول الدكتور إيلي عتر الاختصاصي في مرض الأذن الأنف والحنجرة وجراحة الدماغ من الأذن والأستاذ في جامعة القديس يوسف: "يسمع الشخص الذي يعاني طنين الأذن صوتاً مستمرّاً لا وجود له في الخارج، وبالتالي هو صوت داخلي منقسم الى نوعين:
• النوع الأول: الصوت الذي يمكن سماعه، خلال الكشف الطبي عند الاقتراب من المريض.
• النوع الثاني: الصوت الداخلي، والذي لا يسمعه إلّا الذي يعانيه.
الأسباب
يمكن الشعور بالطنين في أذن واحدة (لا فرق بين اليمنى أو اليسرى) أو في الأذنين معاً، ولكلّ حالة أسبابها الخاصة. ويشرح الدكتور عتر أنّ "الشعور بطنين في أذن واحدة يتطلّب التوجّه إلى طبيب لأنه غالباً ما يكون بسبب وجود ورم ما،
أمّا طنين الأذنين معاً فيكون نتيجة الأسباب الآتية:
• ضعف في عصب السمع أي النشاف، الذي لا علاقة له بنشاف الدماغ أو الخرف.
• تلف الخلايا السمعية
• التقدّم في السنّ
• التعرّض لأصوات عالية.
• تناول بعض الأدوية مثل: الضغط، المضادات الحيوية، وبعض الأدوية الكيماوية.
التشخيص
يجب مراجعة الطبيب إذا كان الطنين يترافق مع دوخة أو انزعاج. ويقسّم د. عتر مراحل العلاج إلى 3:
المرحلة الأولى
يبدأ الطبيب بطرح أسئلة أساسية على المريض، لفهم حالة المرض من بدئه حتى تطوّره.
المرحلة الثانية
يُجري الطبيب للمريض الفحص السريري، بما فيه فحص الأذن والسمع، ويبدأ الفحص بتخطيط السمعي وينتهي بالسكانر، بالإضافة الى التصوير بالرنين المغنطيسي (IRM) للأذن الداخلية والدماغ، للتأكّد من أنَّ الطنين غير ناجم عن وجود ورم دماغي.
مضيفاً: "إذا كان الطنين مترافقاً مع دوخة او ضعف في السمع، من المهم معرفة أنّ السبب قد يكون نتيجة تناول بعض الأدوية كالاسبيرين (بنسبة عالية) أو مضادات للالتهابات وغيرهما...
المرحلة الثالثة
بعد معرفة السبب الكامن وراء الطنين، تختلف طريقة العلاج بين الطبّي والجراحي. ويشرَح: «نلجأ للعلاج الجراحي في حال وجود الأورام أو مشاكل في عظام السمع أو في الشرايين".
أمّا في حال النشاف فيقول: "نطمئن المريض أنّ النتيجة ليست خطيرة، من دون عرض أي علاج، في حال عدم انزعاجه من الطنين. وفي حال انزعاجه، نترك له حريّة الخيار باتّباع علاج محدّد أو لا، لأنه لا يوجد حتّى الآن علاج طبّي يلغي الطنين نهائياً اذا كان ناتجاً عن نشاف السمع".
مضيفاً: "إذا اختار المريض أن يتعالج، عندها نحاول إبعاد انتباه المريض عن الطنين، وبالتالي يكون العلاج موجّهاً نحو تداعيات المرض وليس لإنهائه، ونسبة نجاحه عالية، على عكس ما يعتقد البعض عند معرفتهم انه لا وجود لدواء يحلّ المشكلة من أساسها".
ويفصّل هذه الطريقة قائلاً: «نعلّم المريض طرق السيطرة على الطنين، وذلك من خلال استخدام المساعدات السمعية والسمّاعات، التي تخفّف من سماعه للأصوات الداخلية، من خلال تضخيم الصوت، بالإضافة الى العلاجات النفسية التي يمكن أن يعانيها المريض نتيجة الطنين».
الوقاية
من الضروري نشر التوعية حول هذا الموضوع، لأنّ الاستلشاء قد يسبّب مشكلات جدّية لها تأثير على الحياة اليومية للشخص، مثل التوتر والإكتئاب. ويعدّد طرق الوقاية قائلاً:
- عدم التعرّض للأصوات العالية
- الابتعاد عن المفرقعات النارية
- الابتعاد عن مكبّرات الصوت في الحفلات
- عند السهر في الملاهي الليلة، الخروج عدة مرات من المكان ليريح الشخص سمعه.
- وجوب استعمال سدّادات الأذن، التي تخفّف من قوّة الصوت، وخصوصاً للأشخاص الأكثر عرضة للأصوات العالية كعمّال المصانع والطرقات...
- إستعمال الصيّادين سدّادات خاصة، تخفّض من صوت الطلقة النارية وتسمح في الوقت نفسه بسماع زقزقة العصفور.