أخيراً، يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد يوم غد الاثنين لينجز قرار ترحيل النفايات التي أثقلت شوارع بيروت ومعظم مناطق جبل لبنان لأكثر من خمسة شهور، كبند وحيد، بعيداً عن مناقشة أي ملف آخر، بما في ذلك «التحالف الإسلامي» ضدّ الإرهاب بانتظار وضوح مستلزمات هذه الخطوة والإجراءات اللازمة. فيما بقيت مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية محور الاتصالات واللقاءات التي كان أبرزها أمس زيارة سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري لمعراب حيث كرّر «مباركة» المملكة لهذه المبادرة.

وأكدت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ بند النفايات سيكون وحيداً على جدول أعمال الجلسة غداً حيث سيعرض رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الزراعة أكرم شهيب خلاصة ما توصّلت إليه اللجنة المعنيّة بهذا الملف، متضمّنة أسماء الشركات المتقدّمة بعروض والأسعار المقترحة.

الاعتراض «العوني»

وإذ توقّعت المصادر أن يكون وزراء التيّار «الوطني الحرّ» وحيدين في الاعتراض على قرار الترحيل وأنّ الحكومة تتّجه إلى المضي بقرارها رغم ذلك، أوضح وزير التربية الياس بوصعب لـ«المستقبل» أنّ لدى التيّار أسئلة «نريد أجوبة عنها مثل أسباب ارتفاع سعر الكلفة عن تلك التي كانت معتمدة مع شركة «سوكلين» (من 150 إلى 220 دولاراً) وما إذا كان مصدر التمويل سيكون البلديات أو أموال الخزينة، مع العلم أنّنا نرفض التمويل من البلديات وبالتالي إذا كان من أموال الخزينة فكيف يتم ذلك من دون مناقصات أو استدراج عروض؟».

«التحالف»

أمّا في ملف دعوة لبنان للانضمام إلى «التحالف الإسلامي» فأكدت مصادر حكومية أخرى أنّ الرئيس سلام لم يدرجه على جدول أعمال الجلسة ولن يوافق على مناقشته من خارج الجدول. وأوضحت لـ«المستقبل» أنّ ما أبلغه رئيس الحكومة للقيادة السعودية كان مجرّد «ترحيب مبدئي» أو «إعلان مبادئ». أمّا في حال طلب وزراء مناقشة هذا الموضوع من خارج الجدول فإنّ الرئيس سلام سيؤكّد أنّ الجلسة مخصّصة لبتّ ملف النفايات وأنّ موضوع «التحالف» يمكن ادراجه في جلسة أخرى فور ورود أي طلب يستدعي «خطوات تنفيذية مثل تكليف قائد الجيش بالمشاركة في اجتماع لـ«التحالف»، أو الطلب من لبنان التوقيع على أي اتفاق أو بروتوكول في هذا الصدد».

عسيري في معراب

في الغضون، زار السفير عسيري أمس رئيس حزب «القوّات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وأجرى معه محادثات على مدى ساعتين، أكّد بعدها استمرار المملكة العربية السعودية بـ«مباركة المبادرة الرئاسية»، مشدّداً على أنّ المملكة «تبارك أي خطوات وأي توافق لبناني لبناني لكي يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة».

وأوضح عسيري أنّه سمع من جعجع «كل حرص على وحدة الصف اللبناني وعلى أن يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة، وأن تثمر الجهود والحوار اللبناني اللبناني».

المشنوق

وفي سياق المبادرة الرئاسية نفسها نوّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بمواقف النائب فرنجية في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، وقال في المهرجان الذي أقامته منظمة الطلاب في حزب «الوطنيين الأحرار» في ذكرى استشهاد جبران تويني أنّ فرنجية «رشّح نفسه لرئاسة الواقعية السياسية الصادقة. لم يبالغ، لم ينافق، لم يكذب. دعا إلى الالتقاء معاً في منتصف الطريق». ونفى أن تكون التسوية الرئاسية «خيانة للشهداء»، لافتاً إلى أنّ الشهداء «لا يسقطون من أجل إدامة الصراع والاشتباك، يسقطون من أجل البلد وحفظه».