استمع اللبنانيون يوم أمس إلى المقابلة المتلفزة التي استضافت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على مدى ثلاث ساعات ونصف .
تحدث فرنجية خلالها عن المبادرة التي طرحها الرئيس الحريري ظروفها وما قبلها وما تلاها .
كان فرنجية صريحا وشفافا عندما أطل على الملفات السياسية من جهة وعلى ما رافق المبادرة الرئاسية من تطورات من جهة أخرى، واستطاع فرنجية أن يتحدث بمسؤولية وشفافية في معالجة أسباب تعثر المبادرة، وبقي على خط واحد ومسافة واحدة من الحلفاء والخصوم .
في موضوع ترشيح فرنجية للرئاسة تحدث بمسؤولية وطنية كبيرة، لم ينطلق من الشخصانية والأنانية قدم مصلحة الوطن أولا بغض النظر عمن يكون الرئيس هو أو غيره هو أو العماد ميشال عون .
كان قريبا من الحلفاء والخصوم في وقت واحد، كان واضحا فيما يقوم واثقا مما يفعل، أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت مضى فيما يفسح المجال لمرشح حزب الله ميشال عون لو استطاع أن ينال هذه الفرصة، قدم نفسه وبرنامجه الانتخابي بعيدا عن الشعارات الفضفاضة والوعود الفارغة، لامس في برنامج مصلحة الوطن وقضايا الناس وهموم الشعب واعدا بخطاب قسم يلامس القضايا الاساسية للمواطن في عيشه ومجتمعه وحرصه على الدولة الشعب والكيان. قال سليمان فرنجية كل ما يريد بوضوح وصراحة وجرأة وقال ما لم يستطع أحد أن يقوله من فريق الزعامات اللبنانية التي لم تنظر أكثر من شخصها ومصلحتها.
لذلك كان كلامه كلام رئيس . سياسيا لم تمت مباردة الرئيس الحريري كما أعلن فرنجية وكما تشير بعض الاتصالات، وأن المساعي ما زالت جارية للوصول إلى ما يمكن أن يؤدي الى إعادة تظهيرها بالشكل الملائم الذي يرضي جميع الأطراف .
وفي سياق الحديث مع فرنجية فثمة الكثير من المعطيات الإيجابية والفرص الكبيرة في أن تتوصل هذه المبادرة الى خواتيمها السعيدة