كان لافتا للانتباه البيان السياسي الذي أصدره حزب الله يوم أمس الذي هاجم فيه التحالف العسكري الاسلامي لمحاربة الارهاب والذي أعلن عنه في المملكة العربية السعودية منذ أيام. أعلن حزب الله رفضه دخول لبنان في هذا التحالف نظرا للمعطيات المشبوهة التي ولد فيها وأشار حزب الله إلى أسباب الرفض التي من بينها أسباب طائفية ومذهبية .
من حق حزب الله أن يبدي رأيه في المسارات السياسية في لبنان والمنطقة، وفي المستجدات المتعلقة بالاحداث الجارية وله أسبابه في رفض مثل هذا التحالف، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل يتحمل حزب الله مسؤولية في تطور الأحداث في المنطقة بهذا الشكل ؟ والتي أدت إلى مثل هذا التحالف ؟ وهل يتحمل حزب الله مسؤولية تفشي ظاهرة الصراع الطائفي والمذهبي ؟
والجواب هو نعم لأن حزب الله طرفا في هذا الصراع التي تشهده المنطقة وله حضوره العسكري والسياسي وله دوره في تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية التي تشهدها المنطقة وبالتالي فإن هجومه على هذا التحالف العسكري يأتي في سياق سياسة المحاور التي في المنطقة وأنه أحد أطراف هذه المحاور من جهة، وفي سياق العلاقات المتوترة بين حزب والمملكة العربية السعودية من جهة أخرى وبالتالي فإن تسجيل الإعراض على مثل هذا التحالف يأتي في سياق هذه المواجهة .
مع العلم أنه من السابق لأوانه إصدار الأحكام على هذا التحالف وهو لم يحدد أهدافه وبرامجه و أساليبه بعد و لم تنضج الرؤى التي سيعمل من خلالها .