بعد جرائم التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسيه باريس وولاية كاليفورنيا الأميركية ومترو العاصمة البريطانية لندن انطلقت في الدول الغربية أصوات معادية لكل ما هو عربي واسلامي.

وانفجرت حالات متعصبة ضد العرب والمسلمين وصلت إلى درجة العداء العنصري في ردات فعلها.

بحيث أنه تم توقيف رجلين في أحد المطارات الأميركية والتحقيق معهما لمجرد أنهما كانا يتحدثان باللغة العربية.

  فبدا واضحا أن تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي يمارس إجرامه بإسم الإسلام منطلقا من افكار ظلامية والذي يختطف الإسلام ويمضي في تشويه تعاليمه السمحاء أمام العالم أجمع فإنه يقدم صورة مشوهة عن الدين الإسلامي تقوم على الاجرام والقتل والذبح.

جعلت الكثيرين في دول الغرب ينظرون إلى كل مسلم أو عربي على أنه إرهابي وقاتل ومجرم ويجب محاربته. 

واجرام داعش الذي امتد إلى الدول الغربية انطلق أساسا من الدول العربية وداخل المجتمعات الإسلامية حتى بات يشكل خطرا حقيقيا على دول المنطقة التي وطأت اقدامه فيها خصوصا أن مسلحي هذا التنظيم الإرهابي كانوا يجدون بيئات حاضنة لهم في بعض الدول العربية والإسلامية. مما يفاقم مخاطر هذه الجماعات الإرهابية على أنظمة تلك الدول وخصوصا الأنظمة الإسلامية. 

هذه المشاهد المأساوية شكلت الخلفية الواقعية لتشكيل تحالف عسكري إسلامي لضرب الإرهاب ويضم 34 دولة وتقوده المملكة العربية السعودية وتولى الإعلان عنه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة السعودية الرياض.  وبالرغم من أن السعودية تشن حربا لا هوادة فيها على الإرهاب حتى قبل قيام داعش.

وبالرغم من أنها تنخرط في التحالف الدولي الذي تم الإعلان عنه قبل عام ونصف تقريبا في الرياض وتقوده الولايات المتحدة الأميركية ويهدف إل  ضرب داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

إلا أن التحالف الجديد الذي أعلن عنه قبل أيام قليلة يشكل منعطفا مهما في الحرب على الإرهاب بكافة أشكاله ومنطلقاته وجذوره. والبيان المشترك الذي أعلن فيه عن قيام التحالف العسكري الإسلامي استند إلى تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء والتي تحرم الإرهاب بكل صوره وتعتبره جريمة وحشية وانتهاكا خطيرا لكرامة الإنسان. 

فالسعودية التي كانت السباقة في محاربة الإرهابيين فهي التي ستقود حرب التحالف الإسلامي على الإرهاب.

وهذا يحمل معنى كبير باعتبار أن المملكة العربية السعودية تشكل مرجعية الدين الإسلامي السني وهي بذلك تحاول أن تعيد لهذا الدين حقيقته الصافية والنقية والسمحة بعد تشويهها من قبل المنظمات الإرهابية التي تدعي الإسلام كفكر إيديولوجي تقدمه بطريقة مسيئة ومشوهة. 

وبالتالي فإن السعودية باعتبارها تعتمد فكر الإسلام السني كمنهج لها في نظامها وأحكامها وهو نفس الفكر السني الذي تعتمده الجماعات الإرهابية بحيث تكمن الأهمية البالغة في قيادة السعودية لهذا التحالف لمحاربة التنظيمات التكفيرية التي اختطفت الإسلام وذلك بذات الفكر الإسلامي الصحيح والخالي من أي تشويه أو أي شوائب.