فرنجية يترشح رسميا , وينسق مع نصرالله كل الخطوات وقطيعة مع عون
السفير :
لو أن بلدا طبيعيا شهد ما شهده لبنان، بالأمس، لأمكن القول أنه يدل على فائض من الحيوية السياسية، أما وأننا في «مضارب لبنان»، فقد عبرت الوقائع عن بلوغ الفراغ مرحلة تجعل لبنان عضوا في «تحالف إسلامي» من دون علم كل الطبقة السياسية، كما تجعل لبنان شريكا في خطف نجل معمر القذافي من بلد الى بلد من دون علم كل الأجهزة الأمنية الرسمية وغير الرسمية، مثلما تجعل لبنان بلداً فريداً من نوعه عندما تأتيه «فرصة رئاسية جهنمية»، فيبادر الى تضييعها، من دون إغفال ذلك اللبنان الذي بات يستحق أن يدخل موسوعة «غينيس» بفائض صناعته الوطنية من حرفه الأبجدي الذي صدره الى العالم الى نفاياته التي ستمخر عباب البحور والمحيطات لتقدم صورة جديدة عن «فخر الصناعة اللبنانية بامتياز»!
يحصل ذلك، فيما الحدود الشرقية للبنان مشرّعة على خطر الارهاب، بدليل العمليات العسكرية اليومية ضد محاولات تسلل مجموعات تكفيرية في جرود عرسال، فيما تكشف الملاحقات خلية تلو خلية، وآخرها إلقاء القبض، أمس، على الأمير الشرعي لتنظيم «داعش» ومساعده في وادي خالد في عكار.
وبين هذا وذاك، اجتاز حوار «حزب الله» و «المستقبل» عتبة سنته الأولى، لتبين المناقشات أنه بات يشكل أحد أبرز صمامات الأمان، سواء باستمراره شكلاً أو بمناقشاته السياسية العميقة والملفات التي يتم التطرق اليها ومعظمها من النوع الذي لا يتم تظهيره للاعلام، في تعبير حقيقي عن حاجة الطرفين إليه والى تقديم جرعات اضافية تطيل أمد الاستقرار برغم ما يعتريه أحيانا من ندوب.
وبين هذا وذاك أيضا، أطل زعيم «تيار المردة» سليمان فرنجية، على مدى ثلاث ساعات ونصف الساعة، مساء أمس، عبر شاشة «ال بي سي»، بلغة شعبية بسيطة جعلته يدخل أغلب بيوت اللبنانيين، مقدما نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية «أكثر من أي وقت مضى»، ليتبين أن وظيفة المقابلة ليست محاولة استيعاب تداعيات مبادرة ترشيحه على صعيد مستقبل علاقته بزعيم «التيار الوطني الحر» ميشال عون، بل على العكس، فكان أن قرر شنّ هجوم سياسي عليه، ولو «من موقع دفاعي»، محاولا تقديم صورة جديدة لنفسه أمام الرأي العام اللبناني، من دون أن يتنازل عن ثوابته السياسية وخصوصا علاقته بالمقاومة والقيادة السورية.
وان دلت اطلالة فرنجية على شيء، فانها أعطت انطباعا بأن الترشيح بات موجودا ليس في حسابات هذا الفريق السياسي الداخلي أو ذاك، بل وأيضا ضمن مساحة خارجية يفترض أن تكون «العبارات الرئاسية» التي تم اختيار بعضها بعناية، قد أدت الى توسيعها، فضلا عن توسيع الهوامش السياسية، ولو على حساب المساحة الداخلية التي لا تؤشر الى قرب انتخاب رئيس جديد للجمهورية بسبب عوامل داخلية وأخرى خارجية.
ولعل اللافت للانتباه في واقعية وبراغماتية سليمان فرنجية أنها ستحرج حليفه «حزب الله» أكثر من أي وقت مضى، خصوصا وأن زعيم «المردة» ألمح أكثر من مرة الى أنه كان ينسق مع السيد حسن نصرالله كل خطوة من خطواته ومن بداية الطريق حتى نهايتها، ولو أنه نقل عنه قوله له أكثر من مرة أننا «مع هذا الجو.. ولكن لن نتخلى عن العماد ميشال عون ونحن ملتزمون أخلاقيا معه»، مشددا على أنه والسيد نصرالله واحد «في هذا الموضوع».
وفي انتظار ارتدادات مقابلة فرنجية في غضون الأيام المقبلة، خصوصا على صعيد «بيت 8 آذار» السياسي، ليس خافيا على أحد أن خطاب تحييد لبنان وهو خطاب جذاب بامتياز، لم يعد يتسم بأية واقعية، ذلك أن زمن التسويات الاقليمية لم يحن بعد، برغم بعض المؤشرات المتدحرجة ببطء في أكثر من ملف اقليمي من اليمن الى ليبيا مرورا باستحقاق اجتماع نيويورك وما يمكن أن يفضي اليه على صعيد تثبيت الخريطة السورية التي تم التفاهم عليها في «فيينا 2» الشهر الماضي.
في هذا السياق، كان لافتا للانتباه البيان السياسي الذي اصدره «حزب الله»، أمس، وهاجم فيه «التحالف العسكري الاسلامي لمحاربة الارهاب»، وأعلن رفضه دخول لبنان فيه بكل معطياته المشبوهة. «التحالف» الذي رفضه النائب سليمان فرنجية، شكّل أحد أبرز محاور جلسة الحوار الثانية والعشرين بين «حزب الله» و «المستقبل» الذي قالت أوساطه انه حاول تبديد مخاوف الآخرين بالتشديد على أن التصنيف الذي سيعتمد لمحاربة الارهاب هو التصنيف المتوافق عليه في جامعة الدول العربية وليس التصنيف السعودي أو الخليجي.
وعلمت «السفير» أن بعض الأوساط الرسمية اللبنانية تلقت اشارات من السعودية عن قرب الدعوة الى اجتماع على مستوى قادة ورؤساء أركان الجيوش الاسلامية التي تمت تسميتها في التحالف المذكور وبينها لبنان، حيث سيتم ارسال دعوة الى وزارة الدفاع (قيادة الجيش اللبناني) لتسمية من يمثلها في اجتماع يفترض أن يعقد قبل نهاية الأسبوع المقبل في العاصمة السعودية.
وفيما قالت مصادر معنية لـ «السفير» أن الجيش سيقرر ما اسمتها «الخطوة التالية» في ضوء قرار السلطة السياسية، ينتظر أن تتطرق جلسة مجلس الوزراء المرجح انعقادها الاثنين المقبل الى هذه النقطة من أجل تحديد الموقف المناسب، وذلك قبل الخوض في نقاش الصيغة ـ التهريبة التي سيقدمها الوزير أكرم شهيب الى الحكومة بشأن تصدير النفايات الى الخارج بكلفة تصل الى 235 دولارا للطن الواحد (حوالي نصف مليار دولار سنويا).
وقال شهيب لـ «السفير» انه «لا مجال لإعداد دفتر شروط ولا مجال لإجراء مناقصات لأن الحالة طارئة»، مؤكداً أن التقرير الذي قدمه إلى رئيس الحكومة يتضمن أفضل الممكن. أما مضمون هذا التقرير، «فأتركه في عهدة مجلس الوزراء، الذي يفترض أن يدعوه الرئيس تمام سلام قريباً للانعقاد».
النهار :
طبقا لما أوردته "النهار" امس، أعلن رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه مساء امس ترشحه لرئاسة الجمهورية بل تصميمه على المضي في هذا الترشيح اكثر من اي وقت مضى، الامر الذي يكرّس واقع "معادلة المرشحين" لدى فريق 8 آذار التي من شأنها ان تضع المشهد السياسي والرئاسي أمام وقائع غامضة عشية ترحيل أزمة الفراغ الرئاسي الى السنة الجديدة. وفي مقابلته التلفزيونية مساء أمس عبر برنامج "كلام الناس" من المؤسسة اللبنانية للارسال وضع فرنجيه حداً حاسماً للغط الذي أحاط بمشروع التسوية الذي توصل اليه رئيس "المردة" مع الرئيس سعد الحريري في لقائهما في باريس قبل اكثر من شهر، والذي أثار عاصفة من التداعيات السياسية، إذ كشف فرنجيه بإسهاب ما تخلّل اللقاء وما سبقه من اتصالات تمهيدية أفضت الى عقده سراً قبل ان ينكشف اعلاميا. وأعلن بوضوح "أنا مرشح لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت، وأنا أترك الفرصة والمجال للجنرال ميشال عون وأنا معه، لكنني مرشح نعم ولن أقوم بأي خطوة إلا بالتنسيق مع حلفائي".
وتحدث فرنجيه بلا قفازين عن تفاصيل اللقاءات التي عقدها مع كل من الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري اللذين قال انه أطلعهما اولا "على جو الاتصالات مع الرئيس الحريري". أما العماد عون "الذي لا خطة "ب" لديه سوى "أنا أو لا أحد فأنا لم أطرح بديلا منه، ولكن طرحت عليّ مبادرة بأننا نقبل بسليمان فرنجيه". وكشف انه والحريري تفاهما على ان يطلع كل منهما فريقه وعلى الاثر تطلق مبادرة من الرئيس الحريري سعياً الى تكوين توافق نذهب الى تنفيذه. كما اعترف بأن سفراء "كانوا يأتون ويذهبون ويسألون لماذا لا يطرحونك"، مشيدا بالصداقة التي تربطه بالسفير الاميركي السابق ديفيد هيل لكنه قال ان ترشيحه لم يطرح مرة بينهما. وشدد على انه "لم يقوطب على الجنرال عون". وأضاف: "أنا ذهبت الى باريس، فهل فعلت أمرا لم يفعله غيري؟ الجنرال ذهب الى روما ثم الى باريس بطائرة الحريري لماذا يقال الان ان ترشيحي يحصل على يد زعيم سني ولم يكن الامر كذلك مع غيري؟ عندما يختار السيد نصرالله والرئيس الحريري فهذا غنى للبنان". وأكد انه في حال انتخابه "أضمن للحريري ان لا أطعنه في الظهر كإسقاط حكومته مثلا". وأفاد انه والحريري متفاهمان على إراحة البلد والتوصل الى وفاق وطني حقيقي، وأن لا اعتراض لدى السيد نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد على ترؤس الحريري الحكومة. وأعلن أنه مع قانون انتخاب نسبي لا يضرب أي طائفة او فريق.
الجلسة الـ 21
وتزامنت مقابلة فرنجيه مع انعقاد جلسة الحوار الـ21 بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" مساء، أمس في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن "تيار المستقبل"، كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: "جرى استكمال النقاش حول الاستحقاقات الدستورية، وضرورة استمرار الحوار حولها بين الأطراف بمستوياتها المختلفة، وصولا إلى التفاهمات التي تخدم المصلحة الوطنية".
الى ذلك، هاجم "حزب الله" بشدة خطوة المملكة العربية السعودية إقامة التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب وانتقد موقف رئيس الوزراء تمّام سلام من هذا الموضوع معتبرا انه "رأي شخصي لا يلزم أحدا" وشدد على "رفضه الدخول في تحالف من هذا النوع".
وشكل الاحتفال باطلاق خطة لبنان للاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين لسنة 2016 مناسبة لتناول الاستحقاق الرئاسي، إذ استرعت الانتباه في هذا السياق كلمة المنسقة الخاصة للامم المتحدة سيغريد كاغ التي تحدثت فيها عن "فرص جديدة على لبنان عدم تفويتها" وقالت إن انتخاب رئيس للبلاد والاتفاق على صيغة فعالة للحكومة قد يساعدان لبنان في الافادة من الموارد المتاحة.
المستقبل :
بهالة «رئاسية» تسووية غير سلطوية أطل رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على اللبنانيين أمس متجاوزاً العُقد الشخصية والتعقيدات السياسية ليعلن برنامجه الوفاقي لسدة الرئاسة الأولى تحت شعار «الرئيس المواطن» رأفةً بالبلد وأبنائه وتأميناً لفرص إنمائه وتنميته اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً، مشدداً على كونه مرشحاً «أكثر من أي وقت» تحقيقاً لما يعزز قدرات «الدولة وقواها الشرعية» وإعلاءً لمصلحة «لبنان أولاً وأخيراً». وبينما استحوذت مواقف فرنجية على اهتمامات مختلف الأطراف على الساحتين السياسية والرئاسية، برز أمس على شريط الأحداث خبر استقطب الاهتمام على الساحة الأمنية وتمثّل بإعلان توقيف النائب السابق حسن يعقوب على ذمة التحقيق في قضية اختطاف هنيبعل القذافي بعدما ووجه في شعبة المعلومات بتسجيلات هاتفية تدينه في القضية وبالامرأة السورية التي شكلت همزة الوصل بينه وبين الخاطفين، وأفادت مصادر أمنية رفيعة «المستقبل» أنه سيُصار إلى إحالة الموقوف يعقوب إلى النيابة العامة لإجراء المقتضى القانوني بحقه، في حين يستمر العمل لتوقيف كافة أفراد المجموعة التي نفذت عملية الخطف.
إذاً، أطلق فرنجية جملة مواقف موفقة في إيصال أفكاره وطروحاته التوافقية لرئاسة الجمهورية بوصفه مرشح تسوية وطنية تعبّد الطريق أمام إنجاح الفرصة السانحة لإقصاء الشغور المقيم منذ أكثر من سنة ونصف السنة في القصر الجمهوري، موضحاً كيف ولدت المبادرة الجدية لتبني ترشيحه من قبل الرئيس سعد الحريري منذ ما قبل لقاء باريس من خلال وسطاء، وأثناء اللقاء وبعده، بحيث أكد بخلاف كل ما أشيع عبر إعلام 8 آذار خلال الفترة الماضية أنّ الحريري «لم يطلب تولي رئاسة الحكومة» خلال عهده في حال انتخابه، وأنّ أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله واكب كافة مراحل المبادرة «خطوة خطوة».
عون
عن علاقته مع الرابية، يصح القول بأنّ فرنجية «بق البحصة» العونية في إطلالته أمس من خلال الانطباع الذي عكسه أثناء مقاربة علاقته «الفاترة وغير الطبيعية منذ سنتين» مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون: «هو يقول إنه مرشح «أنا أو لا أحد» ولا يوجد خطة «باء» لديه»، متطرقاً إلى أسباب تعمد السرية في المشاورات التي كان يجريها مع الحريري بشأن ترشيحه بالتنسيق التام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ونصرالله حرصاً على التوصل إلى طرح ملموس بهذا الخصوص على أن يتولى الحلفاء بعدها الحديث مع عون في الأمر وتحديداً «حزب الله» الذي درجت العادة «أن يرطّب الأجواء المتوترة بيننا». وأضاف فرنجية: «أنا فاوضت وتكلمت مع الرئيس الحريري، وخرجنا بتفاهم كان سيؤدي الى مبادرة والمبادرة ستؤدي إلى ارتياح في البلد»، متسائلاً: «ما قمتُ به ألم يقم به أحد غيري؟ ألم يذهب الجنرال عون إلى باريس؟ ألم يذهب إلى إيطاليا وبطائرة سعد الحريري ذهب إلى باريس؟ لماذا التعاطي معي يكون أنه ترشيح سني لمسيحي، والتعاطي الآخر يكون مشروع وفاق وطني؟» وأردف رداً على كون عون نفسه هو مرشح «حزب الله»: «عندما يختار الرئيس الحريري أو السيد نصرالله ويوافق سليمان فرنجية فهذا غنى للبنان»، متوجهاً إلى العونيين الذين انتقدوا ذهابه إلى باريس بالقول: «أنتم عندما ذهبتم كنتم تطلبون الرئاسة، أما نحن فذهبنا مقبولين رئاسياً، مع غيري حصلت الزيارة قبل أن يكون هناك حتى همس بالشأن الرئاسي«.
ثم سأل رداً على مطالبته من قبل الأحزاب المسيحية بتأمين قانون انتخابي محدد كشرط للقبول به رئيساً: «لماذا هذا الموضوع لم يُطرح حين كان غيري يسعى لانتخابه؟» في إشارة إلى عدم مطالبة عون بهذا الشرط إبان تسويق نفسه مرشحاً توافقياً للرئاسة، مذكراً في الوقت عينه بلقاء بكركي الذي كرّس ترشيح الأربعة الأقوياء (أمين الجميل وعون وسمير جعجع) بالإضافة إليه والذين تعهدوا عدم وضع «فيتو» على ترشيح أحد منهم في حال قبوله من الطرف الآخر.
وعما إذا كان بعد الاعتراضات التي حصلت لا يزال مرشحاً، أجاب: «نعم أنا مرشح لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت وأترك فرصة أو مجالاً للجنرال عون فإذا استطاع أن يمر فأنا معه ولكن إذا سألتني عن الوقت أقول لك إنّ هذا الأمر يتم تنسيقه بين الحلفاء، ولكن في نهاية المطاف أنا مرشح لرئاسة الجمهورية وأنا موجود«.
الديار :
اعلن النائب سليمان فرنجية وبالفم الملآن انه مرشح لرئاسة الجمهورية اكثر من اي وقت مضى، مشيراً الى انه وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري في اجواء الاتصالات مع النائب سعد الحريري منذ اول الطريق، والسيد نصرالله ايّد هذا الجو لكنه اكد انه لن يتخلى عن العماد عون، واذا العماد عون لا يملك خطة «ب» حزب الله يملك خطة «ب»، وذلك لا يعني التخلي عن عون مشيراً الى انه اذا كان لا يوجد حظوظ للعماد عون فماذا نعمل، وقال نحن اليوم لن نتآمر على عون بل نريد الذهاب سوياً وضجة الاعلام غيّرت طريق التسوية لكن الامور لم تنته. وقال فرنجية لا علم لديه بطرح جنبلاط المبادرة على دايفيد هيل، ودايفيد هيل صديق واحترمه منذ عشرين عاماً ولا علاقة له بموضوع المبادرة الرئاسية، واكد ان علاقته مع آل عبد العزيز يفتخر فيها وهناك خلاف بالسياسة وليس بالشخصي. وانا لم انافس العماد عون او اقاطب عليه.
واشار الى ان طرح 14 آذار لاسمه طرح جديّ وانا لا اطعن الحريري في ظهره في حال توافقنا، واضمن ان لا اسقط حكومته وسعد الحريري لم يطلب ان يكون رئيس حكومة، بل طلب حكومة وفاق وطني وعن موضوع قانون الانتخاب قال فرنجية انه لا يريد قانوناً «مسخ» ولا يريد ان يلغي اي طائفة، لكنه انتقد ايضاً تصرف العماد عون وقوله انا او لا احد وبانه ايضا ذهب الى الرئيس سعد الحريري بينما انا لم اذهب وطرحت عليّ الرئاسة، كما وجه الحريري انتقادات الى عون دون ان سميه والى قيادات في 8 آذار، كلام فرنجية جاء خلال مقابلة مع الزميل مرسال غانم في برنامج كلام الناس من الـ (ال بي سي).
ـ حظوظ فرنجية تتصاعد ـ
اما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، تبدو الشاشة بالنسبة لمعركة رئاسة الجمهورية على الشكل التالي:
جعجع كان مرشحا لرئاسة الجمهورية وانسحب، وبقي العماد ميشال عون مرشحا لوحده، لكن لا يملك الاكثرية للوصول الى رئاسة الجمهورية، بل يملك تعطيل النصاب مع حزب الله وحلفائه، ثم ظهر ترشيح الوزير سليمان فرنجية بعد اجتماعه بالرئيس سعد الحريري في باريس، وزار الوزير سليمان فرنجية العماد ميشال عون وابلغه ترشيحه للرئاسة، وان حظوظه عالية جدا، اذ يؤيده الوزير وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري، فرد العماد ميشال عون: وانا ترشيحي مستمر حتى النهاية ولن انسحب.
وخرج الوزير سليمان فرنجية من عند عون بعد ساعة من اللقاء دون تصريح مما يعكس الفتور في العلاقة الشخصية بين الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون.
المشكلة الان هي من يستطيع اقناع العماد عون بالانسحاب، كي يأتي الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، والجواب انه لا احد يستطيع اقناع العماد عون للانسحاب من معركة الرئاسة، حتى حزب الله لا يستطيع لو قرر ذلك، فالعماد عون يقودها حتى النهاية، وتعلّم من الدوحة عندما اخلى الطريق للرئيس ميشال سليمان من اجل ان يأتي رئيسا للجمهورية ورأى كيف مضت الـ 6 سنوات سواء من تعديل قانون الانتخابات الى قوانين اخرى، كان متفق ان تجري في الدولة اللبنانية.
اما الان فهو لن يفسح المجال الى احد، حتى الى حليفه في تكتل التغيير والاصلاح الوزير سليمان فرنجية. وهو يقول لحزب الله خذوا حريتكم وأيدوا من تريدون وانا آخذ حريتي واتصرف على الساحة المسيحية بالطريقة التي تعجبني، واعرف كيف اخاطب الساحة المسيحية في مواجهة الوزير جنبلاط والرئيس الحريري وحتى الرئيس بري. فالعماد عون غاضب جدا من الوزير وليد جنبلاط ولا يقبل ان يقول ان كمال جنبلاط كان صانع رؤساء جمهورية لبنان، وان الوزير وليد جنبلاط الان هو من يصنع رئيس جمهورية لبنان، ذلك ان الوزير وليد جنبلاط هو اول من بادر الى اعلان ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
كذلك لن يقبل بأن يختار الرئيس سعد الحريري رئيس جمهورية لبنان، وفي مطلق الاحوال لا يقبل ايضا ان يختار الرئيس نبيه بري وهو في 8 اذار التحالف مع الرئيس الحريري ضد مرشح رئيسي في 8 اذار، ويعتبر انه اذا كانت 14 اذار تريد رئيسا مارونيا من 8 اذار فالاولى بها ان تختار الاكثر شعبية في 8 اذار مسيحيا ويأتي في الطليعة العماد عون الذي يمثل الشريحة المسيحية الاكبر، ثم يأتي الدكتور سمير جعجع وهو يمثل الشريحة المسيحية في المرتبة الثانية.
ومع ان الدكتور سمير جعجع يقول ان حزب القوات اللبنانية اصبح بحجم العونيين واكثر الا ان العماد ميشال عون يتمتع بشعبية غير منظمة تؤيده على الساحة المسيحية ويملك منها 55 في المئة من المسيحيين، واذا قرر العماد عون ان يتركه حزب الله ويصبح العماد ميشال عون متحررا من كل علاقة فسيفتح معركة مع تيار المستقبل لها اول وليس لها آخر، ويفتح معركة مع الوزير جنبلاط لها اول وليس لها اخر، ومعركة مع الرئيس بري ايضا الى النهاية. وسوف يقوم بكشف من حكم لبنان 35 سنة خلال الوجود السوري وابعاد العماد ميشال عون من سنة 1990 حتى 2015. وسيقول للشعب اللبناني ان ما وصلتم اليه الان هو نتيجة الوصاية السورية مع هؤلاء الذين هم امامكم وابرزهم الرئيس بري والرئيس الحريري الاب والرئيس الحريري الابن، والوزير جنبلاط.
اما العماد ميشال عون فكان خارج اللعبة، وخارج الطائف وخارج كل تطبيقاته التي اوصلت لبنان الى مشكلة دستورية، ذلك ان الزمن اثبت ان العماد عون معه حق في شأن الطائف على عكس الدكتور جعجع الذي ايده، فلولا تأييد الطائف ولولا تمرير الطائف واعتباره دستورا للبنان لما كنا في ازمة تشكيل الحكومة في كل مرة ولما كنا في ازمة تشريع في مجلس النواب، ذلك انه في الدستور السابق قبل الطائف وفي عز الحرب تم انتخاب الرئيس الياس سركيس رئيسا للجمهورية، والرئيس سليمان فرنجية الجد كان ما زال رئيسا للجمهورية، فتم انتخابه قبل 6 اشهر من انتهاء ولاية الرئيس الجد سليمان فرنجية.
وهذا يعني ان الدستور السابق كان افضل من الدستور الحالي وان تعطيل صلاحيات الرئيس الماروني في لبنان كان خطأ كبيرا ادى الى ازمة دستورية كبرى، لذلك العماد عون سيكشف المستور وسيقول الحقائق في شأن الفساد والدين العام والوضع الاقتصادي السيىء والوضع الدستوري والوضع الحكومي والوضع النيابي، اضافة الى وضع الهجرة الى الخارج، ذلك ان العماد ميشال عون بقي 15 سنة خارج لبنان مهجرا مثل بقية الذين هاجروا لبنان، لكنه كان مجبراً على ان يكون مبعدا عن لبنان طوال 15 سنة.
لكن الوزير سليمان فرنجية من ناحية اخرى يحلم بمرحلة جديدة لبناء لبنان وفرض هيبة الدولة والتحالف مع رئيس حكومة قوي مثل الرئيس سعد الحريري والانطلاق بمرحلة ازدهار واعمار للبنان، تخلق البحبوحة ويتم انهاء عجز الكهرباء، وفتح ملف الغاز في لبنان، اضافة الى ايجاد فرص عمل للشباب اللبناني وجعل بيروت مركز استثمار هام للخليجيين، وللاوروبيين، واعادة دور بيروت كما كانت منذ فترة 1974. وهو متفق مع الرئيس الحريري على هذه النقطة في شأن الازدهار والاعمار، اما بالنسبة لقانون الانتخابات، فلم يصدر اي شيء رسمي عن الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري الى أي قانون يميلان هل يميلان لـ 1960 ام للنسبية ام ان القرار متروك لمجلس النواب.
الجمهورية :
أعلن رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ترشيحه رسمياً لرئاسة الجمهورية، في خطوة متوقعة أنعشت التسوية الرئاسية التي كانت شهدت تراجعاً إلى حدّ اعتبرَ البعض بأنها انتهت أو جُمِّدت بالحد الأدنى، فمدّها بجرعة دعم قوية من خلال تأكيده الاستمرار في ترشيحه «أكثر من أيّ وقت مضى»، ودافعَ بقوّة عن هذا الترشيح، كاشفاً أنّ كلّ خطواته كانت منسّقة مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، منتقداً بشدّة رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وعارضاً بالوقائع والتفاصيل للأسرار التي رافقَت ترشيحه، والقوى المحلية والديبلوماسية التي عملت على هذا الخط. والجرعة الثانية التي تلقّتها التسوية وردت في البيان الصادر عن جلسة الحوار الحادية والعشرين بين «حزب الله» و«المستقبل» الذي أشار إلى انّه «جرى استكمال النقاش حول الاستحقاقات الدستورية وضرورة استمرار الحوار حولها بين الأطراف بمستوياتها المختلفة، وصولاً إلى التفاهمات التي تخدم المصلحة الوطنية».
وانطلاقاً من هاتين الجرعتين يمكن القول إنّ التسوية الرئاسية قطعت شوطاً مهمّاً أمام تذليل العقبات التي تعترض سبيلها نحو بعبدا، وتحديداً بعد كلام فرنجية عن مباركة «حزب الله» الضمنية لترشيحه، وقوله إنّ الحزب يملك «خطة ب» رئاسية، قاصداً شخصَه، وبالتالي الكرة اليوم أصبحت في الملعب المسيحي، خصوصاً لدى «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب»، فهل سيردّ الثلاثي مجتمعاً أم منفرداً؟
وهل سيدخل في مواجهة مع هذا الخيار؟ وكيف سيردّ عون؟ وهل سيرشّح رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع عون إلى الرئاسة؟ وهل سيوضح الحزب ويُعيد تطمين عون؟ وهل إنّ خيار فرنجية سلك طريقه نحو الرئاسة الأولى؟
فرنجية
وكان فرنجية قد أعلن ترشيحه الى رئاسة الجمهورية قائلاً «إنني مرشح لرئاسة الجمهورية اكثر من ايّ وقت مضى»، وأشار الى انّ «السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري كانا في الاجواء الحاصلة»، وقال إنّ «العلاقة مع عون لم تكن طبيعية منذ سنتين، وعون يتكلم بشعار انّه «هو أو لا أحد»، ولا يتكلم عن خطة «ب»، ولفت الى أنّه «نسّق خطوة خطوة مع نصرالله منذ اوّل الطريق، ونصرالله أيّد هذا الجو، ولكن لن يتخلى عن عون، وإذا كان العماد عون لا يملك خطة «ب»، فـ»حزب الله» يملك خطة «ب»، وذلك لا يعني التخلّي عن عون، ونحن ننتظر ولن نتخطّى الحزب وعون».
وأعلن فرنجية أنّه «يفتخر بعلاقته مع العائلة السعودية الحاكمة، وهناك خلاف بالسياسة وليس بالشخصي»، وانتقد «بعض المواقف السعودية ومن بينها ضمّ أسماء من «حزب الله» على لوائح الارهاب السعودية»، وشدد أنّه «ضد الادارة الامنية للأمور في البلد»، وأشار الى «أنّني وثقتُ بسعد الحريري، وأنا احبّ العمل معه، وأضمن ان لا اطعن بظهره في حال توافَقنا، وأضمن أن لا أسَقّط حكومته، وأتمنى ان يكون الحريري في الجو الايجابي وفي منتصف الطريق، وهو لم يطلب ان يكون رئيس حكومة بل طلبَ حكومة وفاق وطني»، موضحاً أنّه «إذا حصل خلاف بيني وبين الحريري يكون مجلس الوزراء هو الحكم ونعالج الامور برَويّة».
الحوار
وكانت جلسة الحوار قد انعقدت في عين التينة بحضور المعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسرعن «المستقبل»، والوزير علي حسن خليل.
وأكد البيان الصادر في ختام الجلسة أنّه «جرى استكمال النقاش حول الاستحقاقات الدستورية وضرورة استمرار الحوار حولها بين الاطراف بمستوياتها المختلفة، وصولاً الى التفاهمات التي تخدم المصلحة الوطنية».
أحمد الحريري
ورأى الامين العام لتيار«المستقبل»احمد الحريري انّ «ما يقوم به الرئيس الحريري في سعيه لإنهاء الشغور الرئاسي يجب أن يكون محط تقدير لا تشكيك، خصوصاً من الذين يسعون إلى تمديد هذا الشغور وتكريسه في خدمة أجنداتهم الاقليمية». وأكد المضيّ قدُماً «مع كلّ الحلفاء في فريق 14 آذار معاً في بذل كلّ الجهود لانتخاب رئيس في أقرب فرصة ممكنة ولن نتراجع».
التحالف السعودي
إلى ذلك لم تهدأ عاصفة إعلان السعودية انضمام لبنان الى التحالف الذي تقوده لمحاربة الارهاب. فخرج «حزب الله»عن صمته، مُحدّداً موقفه من هذا التحالف «المشبوه» مشكّكاً بخلفياته ورافضاً مشاركة لبنان فيه.
وإذ أكد انّه فوجئ بإعلان السعودية «أنّ لبنان هو جزء من هذا التحالف، دون عِلم أحد من اللبنانيين بهذا الأمر، في خطوة تمثّل انتهاكاً للدستور والقانون وكلّ الأصول المتّبعة في لبنان»، اعتبر أنّ موقف رئيس الحكومة تمام سلام «رأي شخصي لا يلزِم أحداً».
وفي هذا السياق جدّد الرئيس سلام موقفه قائلاً «إنّ موضوع انضمام لبنان الى التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الارهاب هو من اختصاص مجلس الوزراء مجتمعا».
وأمّا أحمد الحريري فاستغرب اعتراض الحزب على التحالف و»كأنّ لبنان ليس في خضمّ المواجهة مع الارهاب «، سيّما أنّه كان «سبق أن ادّعى أنه ذهب ليواجه الارهاب في سوريا».
اللواء :
بصراحة لا تحتمل اللبس أو المواربة، قدم رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية نفسه مرشحاً رئاسياً «أكثر من أي وقت مضى».
وأتى هذا الإعلان ليفتح الباب امام مرحلة جديدة ليس من الترقب والانتظار فقط، بل من المتابعة للمواقف التي اعلنها الرجل، وقدم عبرها نفسه بطريقة «على الطريقة اللبنانية» ان خير الأمور الوسط، وأن التسوية في كل الشؤون الوطنية تلتقي عند منتصف الطريق بين مكونات المجتمع اللبناني السياسية والطائفية والحزبية، مختطاً شعاراً لعهده: المواطن - الرئيس.
وبدا المرشح فرنجية واثقاً تمام الثقة من جدية ترشيحه فاتحاً الباب امام جملة من المواقف والردود، من المتوقع ان تأتي في سياق مناخات التسوية الموضوعة على الطاولة، بدءاً من اجتماعات نيويورك حول الأزمة السورية، فضلاً عن مفاوضات سويسرا في ما يتصل بالحرب اليمنية، وتوقيع الاتفاق بين الفصائل الليبية.
وقالت مصادر سياسية استمعت إلى برنامج المرشح فرنجية والمواقف التي اعلنها مساء أمس انه يتحرك على أساس ان المبادرة التي طرحته رئيساً للجمهورية جاءت في سياق مناخ تسوية المنطقة ككل، ضمن معادلة تقاسم السلطة في لبنان، وتوفير ضمانات ذات ابعاد إقليمية، إذا ما قضت ترتيبات التسوية في سوريا بابعاد الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
وهنا، توقفت هذه المصادر عند الملامح المرسومة في الأفق اللبناني في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة من العام الجديد، بحيث انه من الصعب جداً ان يأتي 25 أيّار 2016 ولا يكون انتخب رئيس للجمهورية:
1- أعلن النائب فرنجية طلاقه مع النائب ميشال عون في لهجة تراوحت بين الحدة في مطلع المقابلة التي جرت ليل أمس معL.B.C.I والليونة في وسطها واخرها، حيث كشف انه منذ عامين لم تكن العلاقة سوية بين بنشعي والرابية، مشيراً إلى انه «لن يقدم على أية خطوة قبل التنسيق مع حلفائه»، وتساءل لماذا يحق للنائب عون ان يذهب إلى روما للبحث عن الرئاسة مع الرئيس سعد الحريري ولا يحق له ان يناقش مع الحريري فكرة ترشيحه لرئاسة الجمهورية؟
2- اما بالنسبة للرئيس الحريري، فقد كشف عن تفاهم حصل معه في لقاء باريس، «انا وثقت فيه وهو وثق بي»، مشيراً إلى انه متفق معه على تأليف حكومة وفاق وطني يكون رئيسها من 14 آذار، وأن يحصل على ضمانات لتأليف الحكومة سواء شكلها الرئيس الحريري أو أي شخص آخر، معلناً تمسكه «بالطائف»، ومؤكداً ان الرئيس الحريري لن يتراجع عن مبادرة تسميته رئيساً للجمهورية.
وقال فرنجية: «انامرشح رئاسي ذهبت إلى باريس حراً وعدت منها حراً، وضميري مرتاح، وأن المبادرة التي طرحت في لقاء باريس تحتاج إلى وقت، كاشفاً ان الرئيس نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله وضعا في جو اللقاء قبل حصوله وهما كانا في أجواء كل الخطوات، اما النائب عون فقد أوفد إليه مسؤولاً من حزبه ليطلعه على ما دار في اللقاء الباريسي بعد حصوله.
3- كشف النائب فرنجية ان العلاقة طبيعية مع «حزب الله»، رافضاً ان يكشف ما دار في اللقاء مع نصر الله، لكنه أكّد انه مطمئن إلى علاقته مع حزب الله. فهو جزء من مشروع سياسي استراتيجي يلتقي مع الحزب فيه في كل المنطقة، موضحاً انه في حال انتخب رئيساً للجمهورية سيعمل على تعزيز وتقوية الدولة اللبنانية، وهو بالطبع مع السلاح الشرعي فقط، مستنداً إلى كلامه مع السيّد نصر الله بأن الحزب في ظل دولة قوية قادرة ليس من هواة ان يبقى لديه سلاح، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التعاطي مع سلاح «حزب الله» يجب أن يكون تعاطياً برغماتياً.
4- ورداً على أسئلة تتعلق بالعلاقة مع الرئيس بشار الأسد، جدد علاقة الصداقة الشخصية مع الرئيس السوري، رافضاً الخوض في ما دار بينهما حول ترشيحه من قبل الرئيس الحريري.
5- اما في ما خص الأطراف الداخلية، فمد فرنجية، وهو يُحدّد موقفه انطلاقاً من ترشيحه، يده إلى الدكتور سمير جعجع من دون ان يطالبه بانتخابه، لكنه شدّد على العلاقة الشخصية التي تربطه بالنائب سامي الجميل، معتبراً ان ما ساقه من مواقف في ما يتعلق بحماية لبنان وتعزيز مؤسساته والعمل على قانون انتخاب لا يلغي طائفة من شأنه ان يُشكّل أجوبة وضمانات طلبها حزب الكتائب.
ولاحظت المصادر ان فرنجية الذي استند في اجاباته على الأسئلة المتوقعة إلى وريقات كانت امامه، لم يظهر انه في عجلة من امره، لكنه في الوقت نفسه يتعاطى بجدية مع خيار ترشيحه، إذ ان فريقه السياسي، كما أكّد هو، لن يقبل بمرشح وسطي، والمرشحان هما النائب عون وهو، معتبراً ان مرور سنة ونصف السنة على الشغور الرئاسي يؤشر على ان فترة السماح لقبول عون مرشحاً من 8 آذار أصبحت من الماضي.
ترحيل النفايات
في هذه الأجواء المريحة على جبهة التحضير لانتخاب رئيس للجمهورية مدعوم بتفاهمات إقليمية ودولية، وفي ظل معلومات عن عودة السفير الأميركي السابق في بيروت ديفيد هيل إلى لبنان، في زيارة يجري التكتم حول أهدافها، لكن يعتقد أنها ذات صلة بإعطاء دفع بترشيح فرنجية المدعوم من بكركي ومسيحيي 14 آذار وضمناً حزب الكتائب، تقدّم ملف ترحيل النفايات خطوة حاسمة إلى الأمام بانتظار عقد جلسة للحكومة في بحر الأسبوع الطالع للتصديق على مسودة الاتفاق التي أعدتها اللجنة الوزارية مع الشركات التي ستتولي عملية الترحيل، حيث أنجز الاتفاق بالكامل مالياً ولوجستياً وإدارياً وزمنياً.
وأكد وزير الزراعة أكرم شهيّب لـ«اللواء» أن جو اجتماع اللجنة الوزارية مساء أمس كان إيجابياً، وأن أمر تحديد موعد جلسة مجلس الوزراء متروك للرئيس تمام سلام.
وتوقع مصدر وزاري في هذا الإطار أن تعقد الجلسة قبل الأعياد، مشيراً إلى أن كل الوزراء أبلغوا الرئيس سلام أنهم على استعداد لحضورها إذا كانت مخصصة فقط للنفايات.
وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن الاتجاه لحل ترحيل النفايات يقضي باعتماد صيغة التمويل عن طريق الصندوق البلدي المستقل بنسبة 25 في المائة، والخزينة بنسبة 75 في المائة، مشيراً إلى أن هذا الطرح يخضع حالياً للدرس من قبل القوى السياسية، حيث أن هناك أطرافاً في الحكومة (التيار الوطني الحر) لم توافق بعد على هذه الصيغة، غير أنها لن تكون حجر عثرة أمام حل هذه الأزمة المتفاقمة منذ خمسة أشهر.
ولفت إلى أنه يفترض أن يجتمع مجلس الوزراء اليوم الجمعة، غير أن ذلك ربما يحصل يوم الاثنين المقبل في حال ذللت العقبات.