اعلن النائب سليمان فرنجية وبالفم الملآن انه مرشح لرئاسة الجمهورية اكثر من اي وقت مضى، مشيراً الى انه وضع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري في اجواء الاتصالات مع النائب سعد الحريري منذ اول الطريق، والسيد نصرالله ايّد هذا الجو لكنه اكد انه لن يتخلى عن العماد عون، واذا العماد عون لا يملك خطة «ب» حزب الله يملك خطة «ب»، وذلك لا يعني التخلي عن عون مشيراً الى انه اذا كان لا يوجد حظوظ للعماد عون فماذا نعمل، وقال نحن اليوم لن نتآمر على عون بل نريد الذهاب سوياً وضجة الاعلام غيّرت طريق التسوية لكن الامور لم تنته. وقال فرنجية لا علم لديه بطرح جنبلاط المبادرة على دايفيد هيل، ودايفيد هيل صديق واحترمه منذ عشرين عاماً ولا علاقة له بموضوع المبادرة الرئاسية، واكد ان علاقته مع آل عبد العزيز يفتخر فيها وهناك خلاف بالسياسة وليس بالشخصي. وانا لم انافس العماد عون او اقاطب عليه.
واشار الى ان طرح 14 آذار لاسمه طرح جديّ وانا لا اطعن الحريري في ظهره في حال توافقنا، واضمن ان لا اسقط حكومته وسعد الحريري لم يطلب ان يكون رئيس حكومة، بل طلب حكومة وفاق وطني وعن موضوع قانون الانتخاب قال فرنجية انه لا يريد قانوناً «مسخ» ولا يريد ان يلغي اي طائفة، لكنه انتقد ايضاً تصرف العماد عون وقوله انا او لا احد وبانه ايضا ذهب الى الرئيس سعد الحريري بينما انا لم اذهب وطرحت عليّ الرئاسة، كما وجه الحريري انتقادات الى عون دون ان سميه والى قيادات في 8 آذار، كلام فرنجية جاء خلال مقابلة مع الزميل مرسال غانم في برنامج كلام الناس من الـ (ال بي سي).

ـ حظوظ فرنجية تتصاعد ـ

اما على صعيد الاستحقاق الرئاسي، تبدو الشاشة بالنسبة لمعركة رئاسة الجمهورية على الشكل التالي:
جعجع كان مرشحا لرئاسة الجمهورية وانسحب، وبقي العماد ميشال عون مرشحا لوحده، لكن لا يملك الاكثرية للوصول الى رئاسة الجمهورية، بل يملك تعطيل النصاب مع حزب الله وحلفائه، ثم ظهر ترشيح الوزير سليمان فرنجية بعد اجتماعه بالرئيس سعد الحريري في باريس، وزار الوزير سليمان فرنجية العماد ميشال عون وابلغه ترشيحه للرئاسة، وان حظوظه عالية جدا، اذ يؤيده الوزير وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري، فرد العماد ميشال عون: وانا ترشيحي مستمر حتى النهاية ولن انسحب.
وخرج الوزير سليمان فرنجية من عند عون بعد ساعة من اللقاء دون تصريح مما يعكس الفتور في العلاقة الشخصية بين الوزير سليمان فرنجية والعماد ميشال عون.
المشكلة الان هي من يستطيع اقناع العماد عون بالانسحاب، كي يأتي الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، والجواب انه لا احد يستطيع اقناع العماد عون للانسحاب من معركة الرئاسة، حتى حزب الله لا يستطيع لو قرر ذلك، فالعماد عون يقودها حتى النهاية، وتعلّم من الدوحة عندما اخلى الطريق للرئيس ميشال سليمان من اجل ان يأتي رئيسا للجمهورية ورأى كيف مضت الـ 6 سنوات سواء من تعديل قانون الانتخابات الى قوانين اخرى، كان متفق ان تجري في الدولة اللبنانية.
اما الان فهو لن يفسح المجال الى احد، حتى الى حليفه في تكتل التغيير والاصلاح الوزير سليمان فرنجية. وهو يقول لحزب الله خذوا حريتكم وأيدوا من تريدون وانا آخذ حريتي واتصرف على الساحة المسيحية بالطريقة التي تعجبني، واعرف كيف اخاطب الساحة المسيحية في مواجهة الوزير جنبلاط والرئيس الحريري وحتى الرئيس بري. فالعماد عون غاضب جدا من الوزير وليد جنبلاط ولا يقبل ان يقول ان كمال جنبلاط كان صانع رؤساء جمهورية لبنان، وان الوزير وليد جنبلاط الان هو من يصنع رئيس جمهورية لبنان، ذلك ان الوزير وليد جنبلاط هو اول من بادر الى اعلان ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
كذلك لن يقبل بأن يختار الرئيس سعد الحريري رئيس جمهورية لبنان، وفي مطلق الاحوال لا يقبل ايضا ان يختار الرئيس نبيه بري وهو في 8 اذار التحالف مع الرئيس الحريري ضد مرشح رئيسي في 8 اذار، ويعتبر انه اذا كانت 14 اذار تريد رئيسا مارونيا من 8 اذار فالاولى بها ان تختار الاكثر شعبية في 8 اذار مسيحيا ويأتي في الطليعة العماد عون الذي يمثل الشريحة المسيحية الاكبر، ثم يأتي الدكتور سمير جعجع وهو يمثل الشريحة المسيحية في المرتبة الثانية.
ومع ان الدكتور سمير جعجع يقول ان حزب القوات اللبنانية اصبح بحجم العونيين واكثر الا ان العماد ميشال عون يتمتع بشعبية غير منظمة تؤيده على الساحة المسيحية ويملك منها 55 في المئة من المسيحيين، واذا قرر العماد عون ان يتركه حزب الله ويصبح العماد ميشال عون متحررا من كل علاقة فسيفتح معركة مع تيار المستقبل لها اول وليس لها آخر، ويفتح معركة مع الوزير جنبلاط لها اول وليس لها اخر، ومعركة مع الرئيس بري ايضا الى النهاية. وسوف يقوم بكشف من حكم لبنان 35 سنة خلال الوجود السوري وابعاد العماد ميشال عون من سنة 1990 حتى 2015. وسيقول للشعب اللبناني ان ما وصلتم اليه الان هو نتيجة الوصاية السورية مع هؤلاء الذين هم امامكم وابرزهم الرئيس بري والرئيس الحريري الاب والرئيس الحريري الابن، والوزير جنبلاط.
اما العماد ميشال عون فكان خارج اللعبة، وخارج الطائف وخارج كل تطبيقاته التي اوصلت لبنان الى مشكلة دستورية، ذلك ان الزمن اثبت ان العماد عون معه حق في شأن الطائف على عكس الدكتور جعجع الذي ايده، فلولا تأييد الطائف ولولا تمرير الطائف واعتباره دستورا للبنان لما كنا في ازمة تشكيل الحكومة في كل مرة ولما كنا في ازمة تشريع في مجلس النواب، ذلك انه في الدستور السابق قبل الطائف وفي عز الحرب تم انتخاب الرئيس الياس سركيس رئيسا للجمهورية، والرئيس سليمان فرنجية الجد كان ما زال رئيسا للجمهورية، فتم انتخابه قبل 6 اشهر من انتهاء ولاية الرئيس الجد سليمان فرنجية.
وهذا يعني ان الدستور السابق كان افضل من الدستور الحالي وان تعطيل صلاحيات الرئيس الماروني في لبنان كان خطأ كبيرا ادى الى ازمة دستورية كبرى، لذلك العماد عون سيكشف المستور وسيقول الحقائق في شأن الفساد والدين العام والوضع الاقتصادي السيىء والوضع الدستوري والوضع الحكومي والوضع النيابي، اضافة الى وضع الهجرة الى الخارج، ذلك ان العماد ميشال عون بقي 15 سنة خارج لبنان مهجرا مثل بقية الذين هاجروا لبنان، لكنه كان مجبراً على ان يكون مبعدا عن لبنان طوال 15 سنة.
لكن الوزير سليمان فرنجية من ناحية اخرى يحلم بمرحلة جديدة لبناء لبنان وفرض هيبة الدولة والتحالف مع رئيس حكومة قوي مثل الرئيس سعد الحريري والانطلاق بمرحلة ازدهار واعمار للبنان، تخلق البحبوحة ويتم انهاء عجز الكهرباء، وفتح ملف الغاز في لبنان، اضافة الى ايجاد فرص عمل للشباب اللبناني وجعل بيروت مركز استثمار هام للخليجيين، وللاوروبيين، واعادة دور بيروت كما كانت منذ فترة 1974. وهو متفق مع الرئيس الحريري على هذه النقطة في شأن الازدهار والاعمار، اما بالنسبة لقانون الانتخابات، فلم يصدر اي شيء رسمي عن الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري الى أي قانون يميلان هل يميلان لـ 1960 ام للنسبية ام ان القرار متروك لمجلس النواب.
لكن في كل الاحوال، المسيحيون يريدون النسبية في الانتخابات، والرئيس بري والوزير جنبلاط والرئيس الحريري لا يقبلون بالنسبية ابدا لكي يبقى التمثيل الاسلامي اهم من التمثيل المسيحي، والوزير وليد جنبلاط لا يقبل ابدا ان يقاسمه احد الشوف وعاليه، ولا يقبل بالنسبية في الشوف وعاليه، لانه اذا حصلت النسبية في الشوف وعاليه فسيخسر 4 مقاعد من مقاعد الشوف وعاليه مشتركة، وهذا لن يقبل به، والرئيس سعد الحريري متضامن مع الوزير جنبلاط، والرئيس بري متضامن مع الوزير جنبلاط. وبالتالي فالقانون الذي سيكون في فترة رئاسة الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري على الارجح سيكون قانون 1960 من دون النسبية.
لكن الشعب اللبناني وصل الى نقطة يقول فيه، ان المهم انتخاب رئيس جمهورية وليس المهم الوزير سليمان فرنجية او العماد ميشال عون اوغيرهما المطلوب ان يأتي رئيس ويطلق عجلة الدولة ويخلص لبنان من ازماته قدر المستطاع، لان ازمة النفايات البديهية التي يجب حلها اسرع حل، بقيت 6 اشهر دون حل والان يعدوننا بأن يحلوا مشكلة النفايات الاسبوع المقبل، عبر ترحيل النفايات في البواخر الى الخارج.
المهم لا رئاسة للجمهورية طالما ان العماد عون على عناده واستمراره في الترشيح لذاته، وحزب الله يقول انه لن يتخلى عن العماد ميشال عون، وبالتالي، لا انتخابات رئاسية، والوزير سليمان فرنجية سيفعل جهده لتأكيد ترشيحه واستقطاب الكتل النيابية حول ترشيحه وابقائها متماسكة مثل تيار المستقبل وتيار جنبلاط وتيار الرئيس نبيه بري، ونواب مستقلين واحزاب حليفة له، بشكل يبقى المرشح الاول الضامن للاكثرية في مجلس النواب.
وبالنتيجة المعركة هي بين حظوظ الوزير سليمان فرنجية وعناد العماد ميشال عون، فمن يربح في النهاية، حتى الان الصورة تبدو غامضة ولا احد يعرف النتيجة.

ـ الراعي وميقاتي ـ

وقد عرض البطريرك الماروني ما ربشارة بطرس الراعي التطورات مع الرئيس نجيب ميقاتي في بكركي، ودعا ميقاتي الى الاستماع الى صرخة البطريرك الراعي ويجب ان يصغي اليها الجميع وان يأخذوا العبر منها لكي تهتم بامورنا الوطنية وفي مقدمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية وكلنا امل بالخروج منها بسرعة. ولكن لا يبدو ان هناك سرعة في الموضوع لاننا دخلنا مجدداً في مبدأ الانتظار.

ـ توقيف حسن يعقوب في قضية اختطاف هنيبعل القذافي ـ

تم توقيف النائب السابق حسن يعقوب في قضية اختطاف هنيبعل القذافي وقد تم التوقيف بناء لقرار قضائي وليس بقرار من فرع المعلومات كما قال المقدم في القوى الضاربة في فرع المعلومات خالد عليوان الى شقيق النائب علي يعقوب.
ويتم التحقيق مع النائب حسن يعقوب في فرع المعلومات تحت اشراف النيابة العامة التمييزية وقد تجمع مناصرو النائب يعقوب امام المدخل الرئيسي للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي احتجاجاً على توقيفه وسط اجراءات امنية مشددة كما قطع فرع المعلومات طريق فرن الشباك - الاشرفية وطريق الشام امام المديرية.
كما قطعت بعض طرقات البقاع لعدة ساعات ثم اعيد فتحها. وافادت معلومات امنية ان يعقوب ووجه بالتسجيلات الهاتفية واحاديث له مع الخاطفين، لكنه انكرها كما تمت مواجهته بالسورية فاطمة. هـ التي كانت صلة الربط بينه وبين الخاطفين وانكر ايضا معرفته بها. كما تم استدعاء آخرين للتحقيق معهم.
واعلن شقيق النائب حسن يعقوب انه لم يتبلغ رسمياً بتوقيف شقيقه حسن وهذا الامر مستغرب ومستهجن، وسأل: هل تم توقيفه لانه ما زال يطالب بقضية والده؟
وكان القضاء اللبناني اصدر مذكرة توقيف وجاهية بحق هنيبعل معمر القذافي بجرم اخفاء معلومات في قضية تهريب الامام السيد موسى الصدر، ورفضت وزارة العدل طلب التسليم الصادر عن النيابة العامة السورية والموجه للنائب العام التمييزي في لبنان والمتضمن طلب تسليم هنيبعل معمر القذافي باعتباره لاجئاً سياسياً ومقيماً بصورة شرعية داخل الاراضي السورية.

ـ حوار عين التينة ـ

وليلا، انعقدت جلسة الحوار الواحدة والعشرون بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان التالي: «جرى استكمال النقاش حول الاستحقاقات الدستورية وضرورة استمرار الحوار حولها بين الاطراف بمستوياتها المختلفة، وصولاً الى التفاهمات التي تخدم المصلحة الوطنية».