طبقا لما أوردته "النهار" امس، أعلن رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه مساء امس ترشحه لرئاسة الجمهورية بل تصميمه على المضي في هذا الترشيح اكثر من اي وقت مضى، الامر الذي يكرّس واقع "معادلة المرشحين" لدى فريق 8 آذار التي من شأنها ان تضع المشهد السياسي والرئاسي أمام وقائع غامضة عشية ترحيل أزمة الفراغ الرئاسي الى السنة الجديدة. وفي مقابلته التلفزيونية مساء أمس عبر برنامج "كلام الناس" من المؤسسة اللبنانية للارسال وضع فرنجيه حداً حاسماً للغط الذي أحاط بمشروع التسوية الذي توصل اليه رئيس "المردة" مع الرئيس سعد الحريري في لقائهما في باريس قبل اكثر من شهر، والذي أثار عاصفة من التداعيات السياسية، إذ كشف فرنجيه بإسهاب ما تخلّل اللقاء وما سبقه من اتصالات تمهيدية أفضت الى عقده سراً قبل ان ينكشف اعلاميا. وأعلن بوضوح "أنا مرشح لرئاسة الجمهورية أكثر من أي وقت، وأنا أترك الفرصة والمجال للجنرال ميشال عون وأنا معه، لكنني مرشح نعم ولن أقوم بأي خطوة إلا بالتنسيق مع حلفائي".
وتحدث فرنجيه بلا قفازين عن تفاصيل اللقاءات التي عقدها مع كل من الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري اللذين قال انه أطلعهما اولا "على جو الاتصالات مع الرئيس الحريري". أما العماد عون "الذي لا خطة "ب" لديه سوى "أنا أو لا أحد فأنا لم أطرح بديلا منه، ولكن طرحت عليّ مبادرة بأننا نقبل بسليمان فرنجيه". وكشف انه والحريري تفاهما على ان يطلع كل منهما فريقه وعلى الاثر تطلق مبادرة من الرئيس الحريري سعياً الى تكوين توافق نذهب الى تنفيذه. كما اعترف بأن سفراء "كانوا يأتون ويذهبون ويسألون لماذا لا يطرحونك"، مشيدا بالصداقة التي تربطه بالسفير الاميركي السابق ديفيد هيل لكنه قال ان ترشيحه لم يطرح مرة بينهما. وشدد على انه "لم يقوطب على الجنرال عون". وأضاف: "أنا ذهبت الى باريس، فهل فعلت أمرا لم يفعله غيري؟ الجنرال ذهب الى روما ثم الى باريس بطائرة الحريري لماذا يقال الان ان ترشيحي يحصل على يد زعيم سني ولم يكن الامر كذلك مع غيري؟ عندما يختار السيد نصرالله والرئيس الحريري فهذا غنى للبنان". وأكد انه في حال انتخابه "أضمن للحريري ان لا أطعنه في الظهر كإسقاط حكومته مثلا". وأفاد انه والحريري متفاهمان على إراحة البلد والتوصل الى وفاق وطني حقيقي، وأن لا اعتراض لدى السيد نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد على ترؤس الحريري الحكومة. وأعلن أنه مع قانون انتخاب نسبي لا يضرب أي طائفة او فريق.

الجلسة الـ 21
وتزامنت مقابلة فرنجيه مع انعقاد جلسة الحوار الـ21 بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" مساء، أمس في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة، في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن "تيار المستقبل"، كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: "جرى استكمال النقاش حول الاستحقاقات الدستورية، وضرورة استمرار الحوار حولها بين الأطراف بمستوياتها المختلفة، وصولا إلى التفاهمات التي تخدم المصلحة الوطنية".
الى ذلك، هاجم "حزب الله" بشدة خطوة المملكة العربية السعودية إقامة التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب وانتقد موقف رئيس الوزراء تمّام سلام من هذا الموضوع معتبرا انه "رأي شخصي لا يلزم أحدا" وشدد على "رفضه الدخول في تحالف من هذا النوع".
وشكل الاحتفال باطلاق خطة لبنان للاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين لسنة 2016 مناسبة لتناول الاستحقاق الرئاسي، إذ استرعت الانتباه في هذا السياق كلمة المنسقة الخاصة للامم المتحدة سيغريد كاغ التي تحدثت فيها عن "فرص جديدة على لبنان عدم تفويتها" وقالت إن انتخاب رئيس للبلاد والاتفاق على صيغة فعالة للحكومة قد يساعدان لبنان في الافادة من الموارد المتاحة.

 

توقيف يعقوب
في غضون ذلك، سجل تطور بارز مساء امس في مجريات قضية خطف هنيبعل معمر القذافي تمثل في توقيف النائب السابق حسن يعقوب على ذمة التحقيق لتورطه في عملية الخطف مع آخرين كما قالت مصادر قضائية لـ"النهار". وبدأ التحقيق مع يعقوب عقب توافر معلومات من داتا الاتصالات التي أمكن من خلالها تحديد عملية الخطف علما ان التحقيق يشمل أشخاصا آخرين. وذكر انه تمت مواجهة يعقوب بالتسجيلات الهاتفية فأنكرها كما ووجه بالسورية فاطمة هـ. التي تردد انها كانت صلة الربط مع القذافي وأنكر يعقوب ايضا معرفته بها. واستدعي أشخاص آخرون الى التحقيق الذي يجري في اشراف النائب العام التمييزي سمير حمود. وأفاد علي يعقوب، شقيق النائب السابق حسن يعقوب، أنه "لم يتبلغ رسميا توقيف شقيقه حسن، وهذا الأمر مستغرب ومستهجن". وتساءل: "هل تم توقيفه لأنه ما زال يطالب بقضية والده؟". وحصل ليلا قطع طرق في بعض مناطق البقاع احتجاجا على توقيف يعقوب. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن القوة الضاربة في فرع المعلومات استقدمت تعزيزات أمنية عبر آليات "كارافان" وقطعت طريق فرن الشباك - الأشرفية، وطريق الشام القديمة أمام مقر المديرية العامة بعدما اعتصم مناصرون ليعقوب على مقربة من المبنى مطالبين بالافراج عنه فورا.