لم تهدأ بعد "العاصفة" التي أحدثها صدور مجلّة "الشراع" في عددها الذي جاء تحت عنوان "ما لا تعرفونه عن سفيرة لبنان الى النجوم... فيروز عدوة الناس، عاشقة المال والويسكي ومتآمرة مع الأسد".
فما هي ردّة فعل بعض الفنانين اللبنانيين على "الجريمة المعنوية" التي ارتكبها رئيس تحرير المجلة حسن صبرا بحق فيروز، وما الهدف من نشر هذا الموضوع بحسب وجهة نظرهم؟ "الراي" اتصلت بزياد الرحباني للوقوف على رأيه بما ارتكبه صبرا، فردّ شخص على هاتفه، وقال ان زياد ليس بجانبه، ثم أعطانا رقم محامي العائلة. وعندما سألناه إذا كانت هناك نية لمقاضاة صبرا بتهمة القدح والذم، أشار إلى أن "الموضوع من اختصاص المحامي"، ولكن هاتف المحامي كان مغلقاً أيضاً.
الفنان الياس الرحباني ردّ عبر "الراي" على صبرا، وأَحبّ أن يتوجه الى فيروز بكلمات كتبها لها، ولم يطلع عليها الجمهور من قبل، فقال: "أشرق صوتك ولم يغب، نزلت النجوم على التلال، وسع الفضاء، كبر الصفاء، فمرت السماء في انهار الوديان، غنت الطيور انشودة جديدة، اصبح صوتك وطن الانسان، طوبى لك يا فيروز، لانك جعلتنا نولد من جديد، كلما همست في نغم، كأن الفرح في بدايته، والزمن العوبة في حنايا صوتك يبدأ الحياة من جديد، فيروز يا صوتا من جنان الله". وعن دوافع صبرا مما كتبه، قال الرحباني: "مين هوي" الإنسان الذي يريد أن يعتدي على سيدة مثل فيروز؟ لا أعتقد أنني أعرفه، هم ذكروا اسمه امامي. هذا الانسان باحث عن شهرة. ولا اعرف ماذا يمكن ان اقول له "لأنني مش قليل الفهم لسبّو". ولكن في حال شاهدته، أعرف ماذا يمكن أن أقول له. وعن رأيه بالكلام الذي قاله صبرا من أنه نقل مشاهدته عن فيروز من خلال جلسة جمعته بـها داخل منزلها، أجاب: وهل هو "سي آي إي"! انا لم أشاهدها بهيك جلسة أبداً. يبدو أن الاخ مش ناضج حتى لو كان عمره 100 عام. هذا كلام تجريح وبلا أخلاق. وكل الهدف منه أن يبع اعداد مجلته.
ولكنه يجب أن يعرف قديش عم بيسبوا الناس، رنين التلفون لم يتوقف في بيتي من كل الدول العربية. وعما إذا كان مع ان تقام بحقه دعوى قدح وذم، ردّ الرحباني:"هذا الامر يعود للست فيروز وحدها". الفنان غدي الرحباني، نجل الراحل الكبير منصور الرحباني، اعتبر بدوره عبر "الراي" أن ما كتبه صبرا لا يستحق الردّ، وأضاف: "إذا أراد أن يحقق الشهرة على حساب فيروز... طويلة على رقبته".
وتابع: "عيب هيك واحد يجي يشهّر بالعالم ويجب أن يُحاسب. أنا لا أعرف شيئاً عنه وكل ما أذكره ان فخامة الرئيس الياس الهراوي صفعه على وجهه".
ووجد الشاعر هنري زغيب أن صبرا "لا يستحق الردّ عليه بكلمة واحدة"، وأضاف: "ما تعبي حالك... ما بيحرز لا هو ولا الكلام الذي قاله.
فيروز ليست بحاجة لمن يسبّها او يمدحها." واعتبر الفنان غسان صليبا في اتصال أجرته معه "الراي" ان كلام صبرا فيه الكثير من التجني وليس صحيحاً على الإطلاق، موضحاً ان "كل الذين يعرفون فيروز عن قرب، يقولون انها ستّ طيبة ومرحة ومهضومة وبتخدم الناس بيدها عندما يزورونها في بيتها تقديرا لهم". واضاف: "لا دخل لحسن صبرا في حياة فيروز الخاصة. صحيح ان كل ما قاله عنها هو كلام كاذب ولكن من حيث المبدأ، لا علاقة له بحياتها الشخصية وهي حرة في التصرف في بيتها بالطريقة التي تريدها.
عليه ان ينظر الى الفن الذي قدمته فيروز والذي سيستمر للأجيال المقبلة. فن فيروز تراث للبنان وللشعب اللبناني وقيمة لبنان الفنية والفكرية. مين بيكون هيدا الشخص كي يتكلم عن فيروز!. والمستغرب أن يتطاول على فيروز بهذه الطريقة الرخيصة التي لا معنى لها. لكنه مهما قال فهو لن يؤثر على ظفر فيروز. الناس بتعرف مين بتكون فيروز. فيروز رمز وأيقونة وهي تعطي الحب والجمال في اغنياتها..هيدي فيروز واسمها لوحده يكفي ولا يحتاج الى تعريف". الملحن سمير صفير، اكد لـ"الراي" أن "ما قام به حسن صبرا هو قمة المسخرة. معلوماتي من تجارب شخصية وشهادات لأعضاء سابقين في فرقتها... ومن ابنها زياد".
من جهته، مضى صبرا قُدُماً في الإصرار على موقفه مما نشره، بل شمل أيضاً في انتقاده "الذين ادعوا الدفاع" عن فيروز واصفاً إياهم بذوي "المعايير المزدوجة" حين قارن بين مواقفهم المتضامنة مع فيروز من ناحية وبين سكوتهم عن "جرائم الرئيس السوري بشار الأسد والسلوكيات الفيروزية تجاه زملائها من الفنانين الكبار".
وقال صبرا، في تصريح لـ"الراي"، إن "من أبرز أسباب انتقادي لفيروز هو سلوكياتها السلبية، فمن المعيب عليها ألا تقف مع أصدقاء دربها وزملائها الكبار في أزماتهم أمثال نصري شمس الدين ونجاح سلام وغيرهما، ولعل أحدث تلك المواقف ما حدث بعد وفاة الفنان وديع الصافي، فلم تقم بواجب العزاء حتى الآن، بل لم تكلف نفسها عناء الاتصال بعائلة الراحل الذي كان رفيق دربها الفني لسنوات عدة".
وأضاف صبرا: "أحترم فن فيروز لكن اختلف معها في سلوكياتها ومواقفها، وقدوتي في هذا الجانب مقولة الإيطالي ماتزيني عن الفنان توسكانيني: (بالنسبة لتوسكانيني الفنان فإنني أرفع قبعتي وأنحني احتراماً لأعماله، وبالنسبة لتوسكانيني الإنسان) حينها رفع ( ... ) وانهال به على رأسه". وختم صبرا بالقول إن "بعض من يزعمون الدفاع عن فيروز وصلوا إلى درجة من التقديس ربما ليجعلوا منها آلهة أو نصف آلهة، بل وأقصوا الآخرين الذين انتقدوا سلوكياتها السلبية، وشابهوا في نظرتهم الإقصائية تنظيم (داعش) الذي يحارب ويكفّر كل من يختلف معه".