الرئاسة مؤجلة وبري يحسم الجدل حول مشاركة لبنان في التحالف ضد الارهاب
السفير :
أما وان المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري قد تعثرت، ولا أفق واضحاً لها زمنياً وسياسياً، فإن رئيس «تيار المستقبل» يبدو كأنه قرر أن يراجع حساباته التي بُنيت في المرحلة الاولى على زخم لقاء باريس، قبل أن يتبين أن المسافة بين بيروت والعاصمة الفرنسية كانت كفيلة باستهلاك هذا الزخم وهدره.
أدرك الحريري أن لا فائدة من خسارة حليفه المسيحي المركزي، وهو سمير جعجع في لحظة انعدام وزن، مرشحة أن تطول. ربما كانت التضحية ببعض الحلفاء ستصبح مبررة أو مفهومة لو أن مردودها مضمون، لكن رئيس «المستقبل» شعر، على الأرجح، بأنه من العبث السياسي أن يخسر سمير جعجع من دون أن يربح سليمان فرنجية.
كما أن جعجع الذي يخفي في أعماقه من العتب والغضب على الحريري، ما يفوق بكثير القدر المتسرب الى سطح معراب، وجد أن المصلحة تقتضي العضّ على الجرح في هذه المرحلة الانتقالية والضبابية، خصوصا أن «إعلان النيات» الذي وقعه مع العماد ميشال عون لم يرتق بعد الى مستوى التحالف، الذي يمكن أن يعوّض خسارة حليف من وزن «المستقبل».
والأرجح أن العامل السعودي لم يسقط من حسابات جعجع عندما كان يحدد موعداً لاستقبال نادر الحريري وهاني حمود في معراب، إذ إن الذهاب بعيدا في المواجهة مع «المستقبل» وخياره الرئاسي الطارئ، سيرتّب تداعيات على علاقة «القوات» بالرياض التي تغطي هذا الخيار، وهذه كأس مرّة يحاول جعجع تفاديها قدر الإمكان، في ظل انتفاء البدائل الإقليمية الحاضنة.
وهناك في أوساط «القوات» من يؤكد أن مسار التسوية المفترضة ما زال في أوله، «وكل من يظن أن هذه التسوية ستُنجز في وقت قريب هو واهم، بل إن المبادرة التي أطلقها الحريري عبر ترشيحه فرنجية تفتقر، ليس فقط الى شروط النجاح، بل حتى الى مقوّمات الاستمرار، ما يعني أن الاستغراق في أي خلاف بين الحريري وجعجع حول سراب رئاسي، لن يعدو كونه مراهقة سياسية لا مبرر لها»، كما يتردد في الكواليس القواتية.
وأغلب الظن أن نموذج التحالف الراسخ بين «حزب الله» والعماد ميشال عون كان حاضراً كذلك لدى الحريري وجعجع عندما قررا إعادة ترميم العلاقة المتصدعة وتأهيلها.
وإذا كانت حرب تموز قد شكلت محكاً صعباً لـ «ورقة التفاهم» التي خرجت متماسكة من خضم رياح الحرب، فإنه يمكن القول إن مبادرة الحريري الى طرح اسم فرنجية للرئاسة انطوت على الاختبار الأصعب للعلاقة بين الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد عون، خصوصا أن الطرف الآخر في هذا الاختبار هو حليف مشترك هذه المرة، أي سليمان فرنجية، في حين أن الطرف الذي شكّل التحدي في امتحان 2006 كان العدو المشترك، أي اسرائيل.
ومع ذلك تمكن «السيد» و «الجنرال» من النجاح حتى الآن في الامتحان الرئاسي، المستمر فصولاً، برغم حساسية الموقف الذي واجهاه بعد ترشيح رئيس «تيار المردة» من قبل الحريري، وهو الأمر الذي نال إعجاب جعجع نفسه، بعدما أحس بفارق واضح في الثبات على التحالف مع المكوّن المسيحي، بين «حزب الله» و «تيار المستقبل».
وليس خافياً كذلك أن التعارض بين «القوات» و «المستقبل» حول خيار فرنجية ترك أثره العميق على القواعد الشعبية لدى الجانبين، التي تبادلت الهجمات والاتهامات، بأبعادها الطائفية والسياسية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في استعادة لمنطق ما قبل 14 آذار 2005، حتى حتى كاد ما جمعه دم الرئيس رفيق الحريري يفرّقه ترشيح فرنجية.
ولاحقاً تمدد الاشتباك المستجد من خطوط التماس «الالكترونية» الى الساحة الإعلامية، حيث تراشق بعض الصحافيين المحسوبين على الطرفين «المقالات» المزوّدة برؤوس من النقد اللاذع.
شعر الحريري وجعجع بأن الشارع، كما المشروع، يكاد يفلت منهما في لحظة افتراق، كانت أشبه بـ «ذبحة سياسية» مفاجئة ضربت قلب العلاقة، وتركت تداعياتها على كل الجسم.
وبهذا المعنى، فإن المبادرة الحريرية أتت لتكشف عن نقص كامن في المناعة المكتسبة للتحالف بين «القوات» و «المستقبل»، أكثر مما تسببت به، ومن يراجع العديد من المحطات التي عبرت فيها العلاقة الثنائية خلال الاشهر الاخيرة يلاحظ أن عوارض المرض كانت قد بدأت بالظهور منذ ذلك الحين، قبل أن تتفاقم في الأيام الأخيرة، تحت وطأة انعطافة الحريري.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس فؤاد السنيورة لـ «السفير» أن اللقاءين اللذين حصلا أمس في مجلس النواب (السنيورة مع النائب جورج عدوان) وفي معراب (نادر الحريري وهاني حمود مع جعجع) كانا يهدفان للتأكيد أمام اللبنانيين ومن ضمنهم المناصرون، أن الجانبين في تواصل مستمر برغم بعض التباين، وأن الجهد متواصل وصادق من قبلهما لتظل العلاقة على ما ينبغي عليها أن تكون.
النهار :
مع أن أي جديد لم يكن متوقعاً في الجلسة الـ33 لانتخاب رئيس للجمهورية، بدا وقع إرجاء الجلسة الـ 34 الى السابع من كانون الثاني 2016 شديد الوطأة. ذلك ان ترحيل أزمة الفراغ الرئاسي من سنة 2015 التي تشارف نهايتها الى السنة المقبلة يحصل للسنة الثانية توالياً، بينما تقترب الازمة من شهرها التاسع عشر وسط ازدياد ملامح الغموض في مجمل المعطيات والوقائع المتصلة بالصفحة الاخيرة من الكتاب المفتوح لهذه الازمة مع مشروع التسوية الذي طرح فيه اسم رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه مرشحاً للرئاسة والذي أحدث خضة واسعة لم يحطّ غبارها بعد، وربما تكون مقبلة على تطورات جديدة في الساعات والايام المقبلة وما تبقى من السنة الجارية.
وإذ ترحل الازمة الى السنة المقبلة، تسارعت مجموعة تحركات واتصالات اتسمت بأهمية بارزة، الامر الذي يرشح الاسابيع الفاصلة عن موعد الجلسة الـ34 لحماوة استثنائية من دون أي قدرة لدى أي فريق على الجزم بما اذا كانت بداية السنة الجديدة ستشهد حسماً للأزمة. وفيما تترقب الاوساط السياسية ما سيعلنه النائب فرنجيه من توجهات ومواقف ووقائع في مقابلته التلفزيونية مساء اليوم مع الزميل مارسيل غانم في "كلام الناس"، اكتسب لقاء معراب بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والمستشار الاعلامي للحريري الزميل هاني حمود أهمية ودلالة من حيث اعادة ضبط العلاقات بين الحليفين في اطار تحالف 14 آذار، وإن يكن اللقاء لم يبدد الاختلاف بينهما على الخيارات الرئاسية المطروحة. وأفاد البيان الصادر عن اللقاء ان موفدي الحريري نقلا الى جعجع حرص الحريري على التحالف العميق والراسخ بين "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية". وشدد المجتمعون على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها. وعلمت "النهار" من مصادر واسعة الاطلاع أن حصيلة محادثات "المستقبل" - "القوات اللبنانية" امس كانت "الاصرار على إبقاء الحلف والحفاظ على 14 آذار مهما حصل في ملف الرئاسة".
وأبلغت أوساط وزارية "النهار" أن عدداً من سفراء الدول الكبرى، في مقدمهم القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز، يعتزمون تمضية عطلة الاعياد في بلادهم الى ما بعد رأس السنة، مما يشير الى أن محركات الاتصالات لديهم قد أطفئت وأن الاستحقاق الرئاسي بالنسبة اليهم قد رحّل الى مطلع السنة الجديدة.
أما في ما يتعلق بالمواقف المنتظرة لفرنجيه مساء اليوم، فعلمت "النهار" من أوساط مواكبة للاستحقاق الرئاسي أن إطلالة فرنجيه ستكون على قاعدة إستعادة ثقة 8 آذار بعدما حصل على تأييد الرئيس الحريري، وهو سيخاطب تحديدا "حزب الله" والعماد ميشال عون من موقع الحفاظ على الخط الاستراتيجي. لكن مصادر أخرى معنية بأطراف التسوية بين الحريري وفرنجية توقعت ان يعلن فرنجية ترشحه لرئاسة الجمهورية بما سيترك دلالات مهمة من حيث مضي هذه التسوية اولاً، وكذلك من حيث الرسالة التي سيتركها ترشيح فرنجيه بنفسه وليس عبر الرئيس الحريري كما كان تردد سابقاً على نطاق واسع. ومن شأن هذه الخطوة، كما أشارت المصادر نفسها، ان تكسب ترشيح فرنجيه بعدا مغايرا للانطباعات والاجواء الاعلامية التي سادت عقب اللقاءين اللذين عقدهما فرنجية تباعا مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد، إذ أن إقدامه المحتمل على ترشيح نفسه بعد اللقاءين سيعني انه لم يخرج من هذين اللقاءين بنتائج سلبية، فيما سيثير الامر تساؤلات واسعة عما اذا كان الحليفان الندّان في قوى 8 آذار العماد عون والنائب فرنجيه سيمضيان في مواجهة انتخابية بكل ما يثيره الاحتمال من عملية خلط أوراق واسعة في صفوف فريقي 14 آذار و8 آذار.
بكركي
في هذا الوقت، تتواصل الإتصالات لإعادة الهدوء إلى الوضع السياسي المسيحي وضبط الإيقاع بين "الأقطاب الأربعة" بعد الفتور الذي ساد الجو المسيحي العام نتيجة طرح ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية وما واجه هذا الطرح من تحفظ لدى بعض الكتل والقيادات في صفي 8 و14 آذار. وتقود بكركي هذه الإتصالات إلا أنها حريصة على عدم التسرّع خشية أي دعسة ناقصة، وعلى ضمان نجاحها.
وعلمت "النهار" أن رأيين يتجاذبان الإتصالات الدائرة على أكثر من صعيد، وطبعاً في رعاية بكركي. الأول أن يقتصر لقاء يعقد في بكركي على القادة الأربعة أي الرئيس امين الجميّل والعماد عون وجعجع وفرنجيه، والآخر أن يتوسع ليضم شخصيات أخرى ذات حيثية خشية ألا يتوصل الأقطاب إلى نتيجة، والعودة إلى النقطة الصفر مع ما يؤدي ذلك إلى تسعير الخلافات والقفز في المجهول.
كذلك علم أن البحث سيتركز في الإتصالات على إمكان الاتفاق على مرشح من خارج "نادي الأربعة"، علماً أن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أبلغ المعنيين أن لا مرشح لدى بكركي وهي لا تزكّي أحداً، بل هي مع الشخصية التي تجمع حولها أكبر تأييد مسيحي، الأمر الذي يستقطب حكماً تأييداً وطنياً شبه كامل، ويسهل انطلاقته في الحكم وإطلاق الحياة في كل مؤسسات الدولة.
المستقبل :
رئاسياً، نجح المعطلون في تمديد الشغور وترحيل الاستحقاق إلى العام 2016 تحت وطأة استمرارهم في لعبة تطيير النصاب حتى الرمق الأخير من جلسات العام الجاري، في وقت تترقب الأوساط السياسية والإعلامية إطلالة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية مساء اليوم لرصد وتحليل ما سيعلنه من مواقف متصلة بمسألة ترشيحه لسدة الرئاسة وفق التسوية الوطنية المطروحة. وفي الأثناء، برزت أمس زيارة موفدي الرئيس سعد الحريري، مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمود، إلى معراب حيث انتهى النقاش مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على مدى أكثر من ساعتين في الملفات الراهنة بما فيها الاستحقاق الرئاسي إلى خلاصات استراتيجية بدّدت أضغاث أوهام الفرقة والخلاف التي منّى الخصوم النفس بها وحاولوا غرس بذورها بين الجانبين على خلفية المستجدات السياسية والرئاسية، فكان تأكيد في ختام الاجتماع على «التحالف العميق والراسخ» بين «المستقبل» و«القوات» مع التشديد على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها.
وأوضحت مصادر «القوات» لـ«المستقبل» أنّ الاجتماع سادته أجواء «ممتازة وصريحة وواضحة واستراتيجية»، مؤكدةً أنّ الطرفين أكدا خلاله صلابة التحالف القائم بينهما وأنهما سيبقيان «مع بعض» مهما تباعدت وجهات النظر حيال أي من الملفات والاستحقاقات. وكشفت المصادر أنّ الجانبين اتفقا في نهاية الاجتماع على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز وتمتين أطر التشاور والتنسيق بينهما حيال المستجدات. في حين أكدت مصادر رفيعة في «المستقبل» أنه جرى التشديد في الاجتماع على الالتزام المشترك بقانون الانتخاب المختلط وعلى التنسيق الكامل في اللجنة النيابية التي تناقش مشاريع قوانين الانتخاب في مجلس النواب.
وكان نائب رئيس حزب «القوات» النائب جورج عدوان قد شدد خلال اجتماع قوى الرابع عشر من آذار الذي انعقد أول من أمس في بيت الوسط بحضور ممثلين عن مختلف أفرقاء تحالف 14 آذار على متانة واستمرار هذا التحالف، ونقلت مصادر نيابية في 14 آذار لـ«المستقبل» أنّ عدوان أكد أمام المجتمعين أنّ «14 آذار هي تحالف حول قضايا استراتيجية لم تنتهِ ولن تنتهي غداة إنجاز الاستحقاق الرئاسي أياً كان الرئيس المنتخب»، مشدداً في هذا السياق على «الحاجة الوطنية الاستراتيجية لاستمرار هذا التحالف». وهو موقف أكد عليه في المقابل «تيار المستقبل» خلال اجتماعي بيت الوسط ومعراب.
بري يستغرب «جدل» التحالف
على صعيد منفصل، لفت الانتباه أمس استغراب رئيس مجلس النواب نبيه بري الضجة التي أثارها البعض حيال موقف رئيس الحكومة تمام سلام تجاه موضوع التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، وقال في دردشة مع الإعلاميين المعتمدين في المجلس النيابي: «أصلاً هذا الموضوع هو فكرة سبق أن طرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومثل هذه المواضيع يناقش داخل مجلس الوزراء لاتخاذ الموقف المناسب منه ولا حاجة إلى إثارة أي جدل خارج هذا الإطار»، معرباً عن اعتقاده بأنّ الحكومة ستنعقد في اليومين المقبلين لمناقشة ملف أزمة النفايات و«يمكن طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء والتفاهم عليه للخروج بموقف واضح للبنان والبناء عليه».
الحكومة السبت أو الاثنين
وأمس، ترأس رئيس الحكومة تمام سلام اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف ترحيل النفايات حيث أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب إثر انتهاء الاجتماع أنّ اللجنة ستعود اليوم للانعقاد في السرايا الحكومية بغية الانتهاء من درس الملف لا سيما ما يتعلق بتشعباته المالية والفنية والقانونية بالإضافة إلى توضيحات متصلة بالبنى التحتية وبدراسة آلية ترحيل النفايات من الكرنتينا والعمروسية وصولاً إلى المرفأ، مشدداً على أن السعر المتداول لتكلفة الترحيل «يحتاج إلى تدقيق كبير»، وأردف مشيراً إلى أنه في النهاية سوف تُرفع النفايات لأن كلفة التخلص من هذه المشكلة مهما كانت تبقى أقل من الكلفة الاقتصادية والصحية والبيئية الناجمة عنها.
الديار :
ترشيح الوزير سليمان فرنجية هو تسوية جدية ولها حظوظ كبيرة ذلك ان الوزير سليمان فرنجية بعد تأييد الرئيس سعد الحريري له يتمتع بالاكثرية الكبيرة في مجلس النواب اذا جرت الانتخابات الرئاسية، ذلك انه يتمتع بتأييد الرئيس نبيه بري وكتلة الوزير وليد جنبلاط وكتلة تيار المستقبل واحزاب متحالفة معه ونواب مستقلين، لكن المشكلة هي عندما عقد الرئيس سعد الحريري التسوية مع الوزير سليمان فرنجية وأيده لرئاسة الجمهورية، هل اخذا في عين الاعتبار ان الرئيس سعد الحريري سيقنع حليفه المسيحي الدكتور سمير جعجع وان الوزير سليمان فرنجية سيقنع حليفه المسيحي العماد ميشال عون لتمر التسوية؟
يبدو ان العكس حصل، فبدلا من ان يستطيع الحريري اقناع الدكتور سمير جعجع انقطعت الاتصالات بين الأخير والرئيس الحريري في بداية الامر الى ان عاد الاتصال بينهما، لكن دون توافق على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والدكتور سمير جعجع ذهب بعيدا، عندما ابلغ الرئيس سعد الحريري انه اذا رشح الوزير سليمان فرنجية فهو سيرشح العماد ميشال عون، وسيكون هنالك تحالف بين احزاب مسيحية ثلاثة، هي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية، وبالتالي لا يستطيع احد ان يتجاوز هذه القوة المسيحية القوية والواسعة. ومع ان الرئيس سعد الحريري يقول انه تم الاجتماع في بكركي وسمّت بكركي 4 مرشحين اقوياء من له حظوظ منهم يصل الى الرئاسة والوزير سليمان فرنجية واحد من الاربعة فانه من المفروض ان يقبل حلفاؤه المسيحيون به كمرشح تسوية طالما ان الرئيس سعد الحريري ايده في تكتل المستقبل وطالما ان الوزير وليد جنبلاط ايده ويؤيده ايضا الرئيس نبيه بري.
لكن ايضا جرى العكس، فانقلبت القيادات المسيحية الثلاث، التي اجتمعت في بكركي وسمت من الشخصيات القوية وهي امين الجميل والدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون وتحالفت مع بعضها لقطع الطريق على الوزير سليمان فرنجية بعدما كانت موافقة على ان مرشح الرئاسة يجب ان يأتي من المرشحين الاربعة الاقوياء التي سمتهم بكركي ويحظى باكثرية كبيرة في مجلس النواب، وهو ما طبق على الوزير سليمان فرنجية في ترشيح الرئيس سعد الحريري له لرئاسة الجمهورية.
لكن العماد عون رفض كليا ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وبقي على صمته منتظرا ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية واعلان الوزير سليمان فرنجية في مؤتمر صحافي ما ينوي فعله.
وعلى كل حال، اليوم الخميس سيطل الوزير سليمان فرنجية في برنامج كلام الناس ويعلن مواقفه ورأيه وما حصل معه حتى الان في شأن التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري وانتقل تيار المستقبل من تيار لديه عداء لمرشحي 8 اذار الى تكتل المستقبل الذي يؤيد مرشحاً من 8 اذار هو الوزير سليمان فرنجية.
اما بالنسبة الى الوزير سليمان فرنجية، فعليه اقناع حليفه المسيحي العماد ميشال عون وهما من تكتل واحد 8 اذار، فالمعادلة تقضي بأن يقنع الحريري حليفه المسيحي الدكتور سمير جعجع وان يقنع الوزير سليمان فرنجية حليفه المسيحي العماد ميشال عون. لكن الدكتور سمير جعجع رفض كليا التجاوب مع الرئيس سعد الحريري وذهب الى حد الخصام معه، والى حملة كبيرة على شبكة التواصل الاجتماعي، تم ايقافها لاحقاً بمذكرات كتابية الى انصار «المستقبل» و«القوات» كي يتوقفوا عن الشتائم على شبكات التواصل الاجتماعي. ومثلما حاول الرئيس سعد الحريري اقناع الدكتور سمير جعجع وفشل، لا بل ذهب الى التهديد بترشيح العماد ميشال عون اذا رشح الرئيس سعد الحريري الوزير سليمان فرنجية، فان الوزير سليمان فرنجية حاول اقناع العماد ميشال عون بترشيحه وانه سينال الاكثرية وان مركز العماد ميشال عون محفوظ في كل المجالات العسكرية والادارية والوزارية وغيرها، لكن العماد ميشال عون رفض التجاوب مع الوزير سليمان فرنجية وقال له: انا مستمر في ترشيحي حتى النهاية.
وشرح الوزير سليمان فرنجية قضيته للعماد ميشال عون لكن العماد عون لم يتجاوب ابدا، وبحث الوزير سليمان فرنجية مع حزب الله في اقناع عون فكان جواب حزب الله انه ملتزم بالعماد ميشال عون مرشحا لرئاسة الجمهورية، ولا يقبل بالطلب الى العماد ميشال عون الانسحاب من المعركة لان قرار العماد عون مستقل، والعماد ميشال عون يقرر سحب ترشيحه او الاستمرار. فاذا استمر في ترشيحه، حزب الله مرتبط ومتوافق على ترشيح عون، اما اذا انسحب العماد ميشال عون فعندها المرشح الاول عند حزب الله هو الوزير سليمان فرنجية.
درس فريق الوزير سليمان فرنجية الوضع، فرأى ان الصعوبة الكبرى تكمن في ترشيح العماد ميشال عون وفي اقناعه بالانسحاب، وكان ينتظر من حزب الله ان يؤيد التسوية التي تمت بين الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري لكن حزب الله يقول انه لا يتخلى ابدا عن ترشيح العماد ميشال عون الا اذا قرر العماد عون الانسحاب.
واجتمع فريق العماد ميشال عون لدراسة موضوع الانتخابات الرئاسية، فوصل الى نتيجة ان الانتظار سنة و7 اشهر اوصل الرئيس سعد الحريري الى الاقتناع بترشيح الوزير سليمان فرنجية، رغم ان الوزير فرنجية هو من تكتل 8 اذار، ولذلك فان الانتظار اكثر من سنة و7 اشهر، وكلما طال الانتظار سيجعل بالنتيجة الرئيس سعد الحريري يقتنع بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. طالما ان الانتظار اجبر الرئيس سعد الحريري على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، فما المانع من ترشيح الحريري لعون اذا طال الانتظار 4 اشهر أخرى او سنة، وان الحريري لديه مشاريع مالية في البلاد وفي لبنان وهو مضطر لتعزيز وضعه المالي خاصة في شركة سوليدير ومباني نورماندي وناطحات السحاب ولذلك سيصل الرئيس سعد الحريري بالنتيجة الى الاقتناع بترشيح العماد ميشال عون، كي يعود الى رئاسة الحكومة و«يمشي» بمشاريعه المالية في لبنان، كما فعل المرحوم الشهيد والده الرئيس رفيق الحريري لان السوق اللبنانية تعطي اكثر من السوق السعودية، ولان في لبنان مجال استثمار افضل من السعودية في الظرف الراهن، ولان السعودية تمر بأزمة نقدية ومالية وشحّ في السيولة. ولذلك فالرئيس الحريري مضطر للمجيء الى بيروت والعمل فيها، من موقع رئاسة الحكومة، وتمرير المشاريع المالية الكبرى، خاصة ناطحات السحاب في منطقة النورماندي وتعزيز سوليدير من جديد، لان اسهم سوليدير قد ترتفع الى 3 اضعاف، ويصل سعر السهم الى 30 و 40 دولاراً، وعندها سيكون هنالك مدخول يساوي ثروة الحريري حاليا كلها اذا ارتفع سعر سوليدير الى 40 دولاراً او 50 دولاراً، وهذا الامر وارد لان سوليدير سهمها الحالي وسعره هو غير طبيعي، ويساوي اكثر من ذلك، واذا حصل استقرار في البلاد وحركة سياحية، وحركة عمران فان سعر السهم في سوليدير الطبيعي هو بين 40 دولاراً و50 دولاراً، وللرئيس سعد الحريري ملايين الاسهم في سوليدير، وعدد الاسهم التي يملكها الرئيس سعد الحريري السري لا احد يعرفه لان الاسهم اسمية، وقد يكون يملك الرئيس سعد الحريري حوالى 300 مليون سهم في سوليدير، على الاقل، او نصف مليار سهم في سوليدير، وهذا ما سيجعله من اكبر اثرياء الشرق الاوسط والعالم بالنسبة الى ثروة سوليدير، اذا تم اطلاق العمل فيها بالمباني والاعمار والازدهار، اضافة الى عقارات يملكها الرئيس سعد الحريري ومشاريع يريد ان يقوم بها في لبنان، اضافة الى ان مركز رئاسة الوزراء، تجعله يقوم بخدمات كثيرة على حساب هيئة الاغاثة وليس من جيبه. بالتالي، فان فريق العماد ميشال عون يرى ان الرئيس الحريري سيضطر الى الخضوع والقبول بعون مرشحا للرئاسة، وعندها لو عارض الوزير وليد جنبلاط ترشيح العماد ميشال عون، فان حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح وتكتل المستقبل وتكتل بري، سيوصل العماد ميشال عون الى الرئاسة بأكثرية 85 الى 90 صوتاً. لكن هل الامر بهذه السهولة، بأن الرئيس الحريري سيقرر كل شيء ام ان على الحريري ان يقنع السعودية هذه المرة بالعماد عون وهناك فيتو سعودي على العماد ميشال عون، اضافة الى ان الحريري جاء بالموافقة السعودية على ترشيح الوزير سليمان فرنجية لكنه لم يأت بالموافقة من السعودية على تسويق الوزير سليمان فرنجية لدى دول العالم. الآن اذا وافق الرئيس سعد الحريري مع السعودية على ترشيح العماد ميشال عون، فانهم ليسوا بحاجة لتسويقه لدى الدول لانه يملك الاكثرية، كما يملك الوزير سليمان فرنجية الاكثرية لولا معارضة العماد ميشال عون التي تقف حجر عثرة في وجه ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
الجمهورية :
التوضيح الذي أصدره رئيس الحكومة تمّام سلام حول ما أثيرَ عن انضمام لبنان إلى التحالف الإسلامي ضدّ الإرهاب بتمييزه بين موقفه الشخصي المبدئي، وبين تأكيده أنّ القرار النهائي يعود إلى الحكومة، كان كفيلاً باستيعاب ردود الفعل الأوّلية وتطويقها، وما كان بدأه سلام على هذا المستوى استكمله رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول إنّ «هذا الموضوع هو فكرة، وتناقَش داخل مجلس الوزراء لاتّخاذ الموقف المناسب، ولا حاجة إلى إثارة أيّ جدل خارج هذا الإطار»، الأمر الذي ساهمَ بتبريد المناخات التي كانت تشنّجَت، وأعاد وضعَ الموضوع في إطاره الصحيح، إلّا أنّه تبقى الأنظار على موقف كتلة «الوفاء للمقاومة» اليوم لجهة الحلف الإسلامي، كما لناحية إقرار الكونغرس الأميركي بالإجماع قانوناً يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع الحزب، وذلك في تطوّر يؤكّد استمرار التضييق عليه، وتَوالي العقوبات الأميركية والسعودية، الأمر الذي يتنافى مع أجواء التسوية الرئاسية التي يُحكى عنها. وإذا كان هذا التطوّر نجَح مؤقّتاً ومرحلياً بالتغطية على التسوية الرئاسية، وعلى رغم إخفاق مجلس النواب أمس وللمرّة الثالثة والثلاثين في انتخاب رئيس الجمهورية وترحيل هذا الملف إلى العام الجديد، إلّا أنّ انحسار تردّدات الحلف سريعاً وإطلالة النائب سليمان فرنجية التلفزيونية مساء اليوم، أعادت هذه التسوية إلى الواجهة، خصوصاً في ظلّ ما تَردّد من معلومات أنّ فرنجية ليس بوارد التراجع، وسيؤكّد على المضيّ في ترشيحه، وأنّ الرئيس سعد الحريري سيلاقيه بتبنّي هذا الترشيح. فرئيس «المردة» لم يطلب المقابلة مع الزميل مارسيل غانم ليعلنَ انسحابَه، بل ليؤكّد على ترشيحه، فيما كلّ مَن تواصَل مع الحريري يكشف أنّه ماضٍ بدوره في دعم خيار فرنجية، وزيارة مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمّود لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع في معراب جاءت لتصبّ في هذا الإطار، حيث أكّدا تمسّكهما بالمبادرة مع حِرصهما على تنظيم الخلاف مع «القوات»، على غرار ما حصَل في محطتي الحكومة والحوار، وعلى رغم الملاحظات الوطنية-السيادية الدقيقة التي سَجّلها جعجع على هذه الخطوة، تمسّك بدوره بضرورة تنظيم الخلاف بالرغم من الاختلاف الجذري في هذا الموقف. أقرّ الكونغرس الأميركي بالإجماع قانوناً يفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع «حزب الله»، الذي تعتبره الولايات المتحدة منذ العام 1995 منظمة «إرهابية».
وأقرّ مجلس النواب القانون بالإجماع، على غرار ما فعلَ مجلس الشيوخ في 17 تشرين الثاني الماضي. كما استهدف قناة «المنار» التابعة لـ»حزب الله»، وستحدّد واشنطن في غضون 90 يوماً المشغلين الذين يحتفظون بتعامل مع «المنار».
وأكّد مسؤول كبير في البيت الأبيض أنّ الرئيس باراك أوباما سيوقّع القانون الذي يفرض عليه إدراج قواعد لمعاقبة المؤسسات المالية التي تتعامل مع «حزب الله» أو تُبيّض أموالاً لحسابه.
وسيكون على الإدارة الاميركية تقديم تقارير الى الكونغرس بهدف تسليط الضوء على الشبكات العالمية لـ»حزب الله» خصوصاً في جنوب الصحراء الأفريقية وآسيا. وعلى الإدارة الاميركية إحصاء الدول التي تدعم «حزب الله» أو التي يحتفظ الحزب فيها بقاعدة لوجستية مهمّة.
وسيتمّ إعلام الكونغرس بالمصارف المركزية التي يُحتمل أن تكون لها صلة بتعاملات «حزب الله» المالية. وعلى أوباما أن يقدّم بعد 120 يوماً، أي بحلول نيسان المقبل، تقاريرَ تصف أنشطة «حزب الله» في مجال تهريب المخدرات وأنشطة إجرامية محتملة عبر الحدود مثل الإتجار بالبشر.
الاتجاهات تتحدّد اليوم
وبالعودة إلى التسوية الرئاسية أتت زيارة الحريري وحمود إلى معراب ضمن الاتفاق مع فرنجية، والقاضي بأن يعمل كل منهما على ترتيب بيته لمعرفة الاتجاهات النهائية لمواقف المكوّنات قبل إطلالته المسائية ليتمكن من تكوين نظرة شاملة وأوّلية عن التموضعات السياسية من ترشيحه.
وقد حصل «المستقبل» على موقف «القوات» الرافض للمبادرة ربطاً بالمعايير السياسية لا الشخصية، وفي ظلّ تشديد جعجع على أن تكون المقاربة انطلاقاً من رؤية سياسية تشكّل وحدها الضمانة لمروحة من الثوابت المتصلة بدور لبنان وقوة الدولة.
وإذا صحّت المعلومات بأنّ فرنجية سيعلن عن مضيّه في المعركة الرئاسية، فإنّه لا بدّ من طرح تساؤلات عدة، وأهمّها: هل فرنجية بوارد الاستمرار في ترشيحه لو كان موقف «حزب الله» حاسماً ونهائياً بإقفال الأبواب أمامه؟
وألا يعني استمراره وجود «ضوء أصفر» من الحزب يتطلّب مزيداً من الوقت ليتحوّل إلى أخضر؟ وما صحّة ما تَردّد عن «المستقبل» بأنّ الحزب ماضٍ في التسوية، ولكنّه بحاجة إلى الوقت لإقناع رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون؟ وما صحّة أيضاً أنّ موقف الحزب الرافض هو مجرّد رفض تَكتي لانتزاع وتحصيل المزيد من المكاسب في التسوية العتيدة؟
معراب
فقد خرقت زيارة الحريري وحمود إلى جعجع، في حضور النائب فادي كرم ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في «القوات» ملحم الرياشي، المشهدَ السياسي في البلاد، وأعلن المكتب الاعلامي لجعجع انّ النقاش الذي دام لأكثر من ساعتين، «تطرّقَ الى الملفات الراهنة بما فيها موضوع الاستحقاق الرئاسي»، وأنّ الموفدين نَقلا له «حرصَ الرئيس الحريري على التحالف العميق والراسخ بين تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية». وأنّ المجتمعين شدّدوا «على أهمية استمرار قوى 14 آذار في استراتيجيتها وثوابتها».
اللواء :
مع دخول البلاد في المقلب الثاني من الشهر الأخير من السنة، وقبل أسبوع من دخول عطلة الأعياد الميلادية، طارت جلسة انتخاب الرئيس إلى 7 كانون الثاني من العام المقبل 2016، واقتصر الحضور على 44 نائباً، وعلى اطلالات منبرية من مجلس النواب لاستذكار الاستحقاق الرئاسي من دون الاقدام على خطوة عملية، فيما تتكاثف العراقيل من سياسية ومالية وبلدية في محاصرة الحل الثاني الذي ارتأته اللجنة المكلفة بمعالجة ملف النفايات، والقاضي بترحيلها عبر شركتين، والتي تعود إلى الاجتماع اليوم في محاولة لتذليل العقدة المالية، حيث ان وزارة المال بشخص الوزير علي حسن خليل لا تبدي حماساً لتمويل عملية الترحيل وتطالب بأن تشارك البلديات التي حولت إليها وزارة الاتصالات ما يلزم من أموال لتمويل هذه العملية التي تكلف الخزينة مليون دولار يومياً وعلى مدى 18 شهراً، وهي المدة اللازمة للانتهاء من خطوة الترحيل وتجهيز بنية تحتية للكنس والطمر والحرق.
وبانتظار جلسة اليوم، من دون إسقاط عامل المفاجآت يتضح ما إذا كان بالإمكان الاتفاق داخل اللجنة بين القوى السياسية الممثلة فيها على كلفة الترحيل وآلياته وتمويله على ان يدعو الرئيس تمام سلام إلى جلسة لمجلس الوزراء مخصصة لاتخاذ القرار اللازم، في ظل معلومات مؤكدة ان كل الوزراء سيشاركون فيها، بما في ذلك وزراء التيار العوني، بعد ان اشارت المعلومات إلى ان نسبة التخفيض في سعر طن النفايات تجاوزت الـ30 في المائة، مما جعل الكلفة الإجمالية يمكن القبول بها كحل لا بدّ منه للتخلص من النفايات المتراكمة منذ 17 تموز الماضي، أي قبل خمسة أشهر.
أما الاجواء الايجابية التي سعى وزير الزراعة اكرم شهيب للايحاء بها بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات فلم تكن كافية لاقناع الوزراء، حيث يبدو ان الملف لم ينضج بعد، وهو لا يزال بحاجة لمزيد من الاتصالات والمشاورات حسب مصادر مواكبة للملف.
من هنا تقرر ان تعقد اللجنة اجتماعا لها عصر اليوم لاستكمال البحث في الملف وايجاد الحلول له، واستبعدت المصادر المواكبة الانتهاء من هذا الملف في اجتماع اليوم خصوصا بعد ردود الفعل السلبية التي صدرت امس الاول من قبل تكتل الاصلاح والتغيير ومن رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، وذكرت المصادر بموقف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام برفضه الدعوة الى اي جلسة لمجلس الوزراء اذا لم يكن على يقين بنجاحها، ولفتت الى انه ورغم استعداد سلام لدعوة المجلس فانه حتى الساعة ليس هناك اي موعد محدد لها، مع املها ان نشهد خاتمة قريبة لهذا الملف.
واعتبرت المصادر ان تكلفة التصدير ليست تكلفة عادية بل هي تكلفة مرتفعة مقارنة بما كانت تدفعه الدولة الى شركة سوكلين او حتى بالنسبة للخطة التي كانت وضُعت للطمر. ومن هنا كان تأكيد مصادر السراي «للواء» منذ يومين ان الإجتماع الذي عقد بالامس لن يكون الاجتماع المفصلي.
ولاحقاً، أوضح مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» ان وصف الرئيس السنيورة ترحيل النفايات باللامعقول، لا يعني ان كتلة «المستقبل» تعارض أو ترفض ترحيل النفايات، مشيراً إلى ان وزراء الكتلة سيصوتون في أول جلسة لمجلس الوزراء على الخطة الموضوعة لتصدير النفايات لأن لا خيار آخر مطروح حالياً غير الترحيل.
وكشف عن اتصال جرى بين الرئيس السنيورة والرئيس سلام لتوضيح الالتباس الذي حصل في كلام الرئيس السنيورة الذي وصف مشكلة النفايات بأنها ناتجة عن عملية تخريب لعقول اللبنانيين اوصلتهم إلى النقطة التي أصبحوا حيالها يفكرون في «اللامعقول».
الحلف الإسلامي
أما سياسياً، فقد نجحت الاتصالات في إبعاد شبح «أزمة حكومية» دخلت في سباق مع استحقاقات لا بدّ من إنجازها كالنفايات مثلاً، على خلفية الاختلاف في شأن الحلف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أعلن عنه في الرياض أمس الأول، ولاقى ترحيباً من الرئيس تمام سلام، انطلاقاً من حيثية أن مكافحة الإرهاب تضمنها البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية.
وأعلن الرئيس نبيه برّي أن لا حاجة لإثارة جدل حول موضوع التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، فالموضوع يناقش داخل مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب، مشيراً إلى أنه لا يمكن وصف المقاومة ضد إسرائيل في لبنان أو غير لبنان بالإرهاب، فيما أشار رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة إلى أن ترحيب الرئيس سلام هو عبارة عن موقف «مبدئي»، وأن الموضوع يناقش في مجلس الوزراء، وهو الموقف الذي ينسجم مع ما أعلنه وزراء الرئيس ميشال سليمان الثلاثة وحزب الكتائب.
التسوية السياسية
وإذا كانت جلسة انتخاب الرئيس لحقت بسابقاتها، فإن قضية ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى بقيت في واجهة الاهتمام قبل أقل من 24 ساعة من إطلالته التلفزيونية مساء اليوم لإعلان ترشحيه للرئاسة، والردّ على الأسئلة التي أثارتها مبادرة الرئيس سعد الحريري قبل ثلاثة أسابيع.
وتوقعت مصادر في تيّار «المردة» لـ«اللواء» أن تتسم المقابلة التلفزيونية بالصراحة والصدق، لافتة إلى أن فرنجية مستعد للإجابة على معظم الأسئلة التي ستطرح عليه.
وعلى هذا الصعيد، وبعد الاتصال الذي تلقاه الرئيس الحريري من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أوفد مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره الإعلامي هاني حمود إلى معراب، حيث اجتمعا لساعتين مع جعجع في حضور النائب فادي كرم ومسؤول التواصل والإعلام في القوات ملحم الرياشي، وجرى عرض مسهب لنقاط التباين حول مبادرة الرئيس الحريري، واستمع كل فريق إلى ملاحظات الفريق الآخر، على قاعدة وحدة 14 آذار، ووقف الحملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنظيم الخلاف حول الخيارات التي تنشأ إزاء القضايا المطروحة.
وعلمت «اللواء» أن أجواء اللقاء اتّسمت بالصراحة والإنفتاح والمسؤولية.
وأوضحت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» أن العلاقة مع «القوات» لم تنقطع في أي وقت، والتحالف قائم، وكذلك التباين في وجهات النظر، وقالت إن النقاش كذلك مستمر، من دون التراجع عن مسعى التسوية الرئاسية أو التفريط بوحدة 14 آذار.
في هذا الوقت، كان النائب السابق الدكتور غطاس خوري والمكلف من الرئيس الحريري بالاتصالات مع القيادات المسيحية زار الرابية وقدم التعازي للنائب ميشال عون بوفاة شقيقه، ولم يجر التطرق إلى ترشيح فرنجية إلا عرضاً.
8 آذار
على صعيد موقف 8 آذار من التطورات، كشف مسؤول رفيع في هذا الفريق لـ«اللواء» أن الموقف الرئاسي ذاهب إلى التعقيد، بعد إنشاء التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وإقرار الكونغرس الأميركي عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله، مشيراً الى أن سلة فرنجية، وفقاً لهذا المسؤول، «أصبحت معقّدة بما يكفي» وأن حلّها يستلزم مواقف واضحة ولا لبس فيها من الرئيس الحريري حول «حزب الله» والمقاومة، وبالتالي فإن عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة ليست سهلة، فقوى 8 آذار ليست في عجلة من أمرها لتقديم تنازلات للرئيس الحريري والمملكة العربية السعودية، خصوصاً بعد إعلان تحالف الرياض لمكافحة الإرهاب، وإصرار قوى 8 آذار على اعتماد قانون النسبية للانتخابات ومطالبتها ببرنامج سياسي حكومي واضح، على غرار برنامج فرنجية كمرشح للرئاسة الأولى (ص3).
إسترداد هنيبعل