ترشيح الوزير سليمان فرنجية هو تسوية جدية ولها حظوظ كبيرة ذلك ان الوزير سليمان فرنجية بعد تأييد الرئيس سعد الحريري له يتمتع بالاكثرية الكبيرة في مجلس النواب اذا جرت الانتخابات الرئاسية، ذلك انه يتمتع بتأييد الرئيس نبيه بري وكتلة الوزير وليد جنبلاط وكتلة تيار المستقبل واحزاب متحالفة معه ونواب مستقلين، لكن المشكلة هي عندما عقد الرئيس سعد الحريري التسوية مع الوزير سليمان فرنجية وأيده لرئاسة الجمهورية، هل اخذا في عين الاعتبار ان الرئيس سعد الحريري سيقنع حليفه المسيحي الدكتور سمير جعجع وان الوزير سليمان فرنجية سيقنع حليفه المسيحي العماد ميشال عون لتمر التسوية؟
يبدو ان العكس حصل، فبدلا من ان يستطيع الحريري اقناع الدكتور سمير جعجع انقطعت الاتصالات بين الأخير والرئيس الحريري في بداية الامر الى ان عاد الاتصال بينهما، لكن دون توافق على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والدكتور سمير جعجع ذهب بعيدا، عندما ابلغ الرئيس سعد الحريري انه اذا رشح الوزير سليمان فرنجية فهو سيرشح العماد ميشال عون، وسيكون هنالك تحالف بين احزاب مسيحية ثلاثة، هي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية، وبالتالي لا يستطيع احد ان يتجاوز هذه القوة المسيحية القوية والواسعة. ومع ان الرئيس سعد الحريري يقول انه تم الاجتماع في بكركي وسمّت بكركي 4 مرشحين اقوياء من له حظوظ منهم يصل الى الرئاسة والوزير سليمان فرنجية واحد من الاربعة فانه من المفروض ان يقبل حلفاؤه المسيحيون به كمرشح تسوية طالما ان الرئيس سعد الحريري ايده في تكتل المستقبل وطالما ان الوزير وليد جنبلاط ايده ويؤيده ايضا الرئيس نبيه بري.
لكن ايضا جرى العكس، فانقلبت القيادات المسيحية الثلاث، التي اجتمعت في بكركي وسمت من الشخصيات القوية وهي امين الجميل والدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون وتحالفت مع بعضها لقطع الطريق على الوزير سليمان فرنجية بعدما كانت موافقة على ان مرشح الرئاسة يجب ان يأتي من المرشحين الاربعة الاقوياء التي سمتهم بكركي ويحظى باكثرية كبيرة في مجلس النواب، وهو ما طبق على الوزير سليمان فرنجية في ترشيح الرئيس سعد الحريري له لرئاسة الجمهورية.
لكن العماد عون رفض كليا ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وبقي على صمته منتظرا ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية واعلان الوزير سليمان فرنجية في مؤتمر صحافي ما ينوي فعله.
وعلى كل حال، اليوم الخميس سيطل الوزير سليمان فرنجية في برنامج كلام الناس ويعلن مواقفه ورأيه وما حصل معه حتى الان في شأن التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري وانتقل تيار المستقبل من تيار لديه عداء لمرشحي 8 اذار الى تكتل المستقبل الذي يؤيد مرشحاً من 8 اذار هو الوزير سليمان فرنجية.
اما بالنسبة الى الوزير سليمان فرنجية، فعليه اقناع حليفه المسيحي العماد ميشال عون وهما من تكتل واحد 8 اذار، فالمعادلة تقضي بأن يقنع الحريري حليفه المسيحي الدكتور سمير جعجع وان يقنع الوزير سليمان فرنجية حليفه المسيحي العماد ميشال عون. لكن الدكتور سمير جعجع رفض كليا التجاوب مع الرئيس سعد الحريري وذهب الى حد الخصام معه، والى حملة كبيرة على شبكة التواصل الاجتماعي، تم ايقافها لاحقاً بمذكرات كتابية الى انصار «المستقبل» و«القوات» كي يتوقفوا عن الشتائم على شبكات التواصل الاجتماعي. ومثلما حاول الرئيس سعد الحريري اقناع الدكتور سمير جعجع وفشل، لا بل ذهب الى التهديد بترشيح العماد ميشال عون اذا رشح الرئيس سعد الحريري الوزير سليمان فرنجية، فان الوزير سليمان فرنجية حاول اقناع العماد ميشال عون بترشيحه وانه سينال الاكثرية وان مركز العماد ميشال عون محفوظ في كل المجالات العسكرية والادارية والوزارية وغيرها، لكن العماد ميشال عون رفض التجاوب مع الوزير سليمان فرنجية وقال له: انا مستمر في ترشيحي حتى النهاية.
وشرح الوزير سليمان فرنجية قضيته للعماد ميشال عون لكن العماد عون لم يتجاوب ابدا، وبحث الوزير سليمان فرنجية مع حزب الله في اقناع عون فكان جواب حزب الله انه ملتزم بالعماد ميشال عون مرشحا لرئاسة الجمهورية، ولا يقبل بالطلب الى العماد ميشال عون الانسحاب من المعركة لان قرار العماد عون مستقل، والعماد ميشال عون يقرر سحب ترشيحه او الاستمرار. فاذا استمر في ترشيحه، حزب الله مرتبط ومتوافق على ترشيح عون، اما اذا انسحب العماد ميشال عون فعندها المرشح الاول عند حزب الله هو الوزير سليمان فرنجية.
درس فريق الوزير سليمان فرنجية الوضع، فرأى ان الصعوبة الكبرى تكمن في ترشيح العماد ميشال عون وفي اقناعه بالانسحاب، وكان ينتظر من حزب الله ان يؤيد التسوية التي تمت بين الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري لكن حزب الله يقول انه لا يتخلى ابدا عن ترشيح العماد ميشال عون الا اذا قرر العماد عون الانسحاب.
واجتمع فريق العماد ميشال عون لدراسة موضوع الانتخابات الرئاسية، فوصل الى نتيجة ان الانتظار سنة و7 اشهر اوصل الرئيس سعد الحريري الى الاقتناع بترشيح الوزير سليمان فرنجية، رغم ان الوزير فرنجية هو من تكتل 8 اذار، ولذلك فان الانتظار اكثر من سنة و7 اشهر، وكلما طال الانتظار سيجعل بالنتيجة الرئيس سعد الحريري يقتنع بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. طالما ان الانتظار اجبر الرئيس سعد الحريري على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، فما المانع من ترشيح الحريري لعون اذا طال الانتظار 4 اشهر أخرى او سنة، وان الحريري لديه مشاريع مالية في البلاد وفي لبنان وهو مضطر لتعزيز وضعه المالي خاصة في شركة سوليدير ومباني نورماندي وناطحات السحاب ولذلك سيصل الرئيس سعد الحريري بالنتيجة الى الاقتناع بترشيح العماد ميشال عون، كي يعود الى رئاسة الحكومة و«يمشي» بمشاريعه المالية في لبنان، كما فعل المرحوم الشهيد والده الرئيس رفيق الحريري لان السوق اللبنانية تعطي اكثر من السوق السعودية، ولان في لبنان مجال استثمار افضل من السعودية في الظرف الراهن، ولان السعودية تمر بأزمة نقدية ومالية وشحّ في السيولة. ولذلك فالرئيس الحريري مضطر للمجيء الى بيروت والعمل فيها، من موقع رئاسة الحكومة، وتمرير المشاريع المالية الكبرى، خاصة ناطحات السحاب في منطقة النورماندي وتعزيز سوليدير من جديد، لان اسهم سوليدير قد ترتفع الى 3 اضعاف، ويصل سعر السهم الى 30 و 40 دولاراً، وعندها سيكون هنالك مدخول يساوي ثروة الحريري حاليا كلها اذا ارتفع سعر سوليدير الى 40 دولاراً او 50 دولاراً، وهذا الامر وارد لان سوليدير سهمها الحالي وسعره هو غير طبيعي، ويساوي اكثر من ذلك، واذا حصل استقرار في البلاد وحركة سياحية، وحركة عمران فان سعر السهم في سوليدير الطبيعي هو بين 40 دولاراً و50 دولاراً، وللرئيس سعد الحريري ملايين الاسهم في سوليدير، وعدد الاسهم التي يملكها الرئيس سعد الحريري السري لا احد يعرفه لان الاسهم اسمية، وقد يكون يملك الرئيس سعد الحريري حوالى 300 مليون سهم في سوليدير، على الاقل، او نصف مليار سهم في سوليدير، وهذا ما سيجعله من اكبر اثرياء الشرق الاوسط والعالم بالنسبة الى ثروة سوليدير، اذا تم اطلاق العمل فيها بالمباني والاعمار والازدهار، اضافة الى عقارات يملكها الرئيس سعد الحريري ومشاريع يريد ان يقوم بها في لبنان، اضافة الى ان مركز رئاسة الوزراء، تجعله يقوم بخدمات كثيرة على حساب هيئة الاغاثة وليس من جيبه. بالتالي، فان فريق العماد ميشال عون يرى ان الرئيس الحريري سيضطر الى الخضوع والقبول بعون مرشحا للرئاسة، وعندها لو عارض الوزير وليد جنبلاط ترشيح العماد ميشال عون، فان حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح وتكتل المستقبل وتكتل بري، سيوصل العماد ميشال عون الى الرئاسة بأكثرية 85 الى 90 صوتاً. لكن هل الامر بهذه السهولة، بأن الرئيس الحريري سيقرر كل شيء ام ان على الحريري ان يقنع السعودية هذه المرة بالعماد عون وهناك فيتو سعودي على العماد ميشال عون، اضافة الى ان الحريري جاء بالموافقة السعودية على ترشيح الوزير سليمان فرنجية لكنه لم يأت بالموافقة من السعودية على تسويق الوزير سليمان فرنجية لدى دول العالم. الآن اذا وافق الرئيس سعد الحريري مع السعودية على ترشيح العماد ميشال عون، فانهم ليسوا بحاجة لتسويقه لدى الدول لانه يملك الاكثرية، كما يملك الوزير سليمان فرنجية الاكثرية لولا معارضة العماد ميشال عون التي تقف حجر عثرة في وجه ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
سيكون مهماً جدا سماع الوزير سليمان فرنجية وحديثه غدا (اليوم)على التلفزيون وما سيقوله، فتتوضح الامور اكثر، ويفهم الرأي العام اين اصبح الوزير سليمان فرنجية في المعركة الرئاسية.