مات النائب سليمان فرنجية كرئيس وهو بعيد عن بوابة قصر بعبدا اذ أطلق عليه ميشال عون رصاصة حزب الله وأرسله الى سوريا جثة هامدة ودون أن تُلف بالعلم اللبناني عملاً ببروتوكول الرؤساء فجاء مجيء فرنجية الى قصر الأسد كذهابه بتابوت من خشب الصليب الماروني العوني .
لم تنفع فرنجية علاقته الخاصة بالأسد اذ أن الأخير لم يعد كما كان أسداً لا في سوريا ولا في لبنان وطالما أن القرار قرار حزب الله فان فرنجية أخطأ في الزيارة للشخص غير المناسب وهذا ما خسره أصدقاؤه المتبقين له وخاصة أولئك الذين طرحوه كحل ومخرج لأزمة الرئاسة وللتخلص من ميشال عون المرشح الدائم لها .
قدرة فرنجية على التحليل خجولة جداً أو أن حماسته الزائدة ولهفته المتسرعة على الرئاسة عثّرت خطاه ولم يعرف أن قرار الرئاسة في الضاحية طالما أن كل من ايران والسعودية على حروب من لبنان الى اليمن .
وهذا ما جعل من حزب الله مالكاً للقرار الرئاسي وهو لا يستطيع التجاوز لرغبة عون الجانحة والجامحة للرئاسة وبأنياب حادة وأظافر ناهشة لكل من تسوّل له نفسه التعدي على كرسي ماروني يعتبره التيّار الوطني من ممتلكات عون تماماً كملكيته للتيّار .
كان يمكن لفرنجية ان يُبصر كرسي الرئاسة لو أن هناك تقاطعات واضحة ما بين المملكة وايران وكان حزب الله أميناً على مصلحة ايران في تفاهمها مع السعودية وحينها يستطيع أن يقول لعون كش ملك وينسى موضوع المسيحية التي يمثلها الجنرال وشرعيته التي يغطي بها السيّد رجليه لأن مصالح ايران أهم بكثير من مصلحة تحالف داخلي يهدف الى ترتيب أوضاع شخصية وحسابات سياسية من القماشة الشخصية عينها .
يعتبر فرنجية نفسه أحد أعمدة 8 آذار ولكن بعد ترشيح الحريري له للرئاسة تبيّن له أنه أصغر من وتد في خيمة من خيم 8آذار وتبيّن له أن الصداقة التاريخية مع بيت الأسد ما هي الاّ مزحة سياسية خاضعة للمزاجية أكثر مما هي لُحمة عائلية كما كان متيقناً منها المأسوف على رئاسته فرنجية .