فتحت السعودية أمس، جبهة جديدة في حربها على الإرهاب، ضمن تحالف عربي وإسلامي واسع، يضم حتى الآن 35 دولة. فيما يتوقع أن تنضم اليه 9 دول أخرى. ولن تنضم إيران والعراق وعُمان وسورية الى هذا التحالف. وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، أن التحالف الإسلامي العسكري «غير المسبوق»، «يهدف الى مساعدة الدول في محاربة التطرف والإرهاب والعنف، عبر مساريه الأمني والعسكري». وقال: «إن المملكة ودولا خليجية أخرى تبحث في إرسال قوات خاصة إلى سورية في إطار الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش». وأضاف: «توجد مناقشات بين دول تشارك حاليا في التحالف، مثل السعودية والإمارات وقطر والبحرين لإرسال بعض القوات الخاصة إلى سورية وهذه المناقشات لا تزال مستمرة. ليس هذا مستبعداً».
وأشار الوزير السعودي في مؤتمر صحافي بعد ظهر أمس في باريس، إلى أن «التحالف ليس تحالفاً سنياً أو شيعياً، وإنما تحالف ضد الإرهاب والمملكة مشاركة في التحالف الدولي، وهي واحدة من الدول التي تشارك طائراتها في الحرب على الإرهاب في سورية والعراق»، لافتاً إلى أن دخول قوات من «التحالف الإسلامي» الى العراق يتطلب: «مدى تقديم طلب من الحكومة العراقية وشكل المساعدة».
ورداً على سؤال إن كانت المملكة تأخرت كثيراً في تشكيل التحالف، قال وزير الخارجية: «لم نتأخر، ولدينا جهود عدة لمحاربة الإرهاب، والمملكة في مقدم الدول التي تنسق الجهود بين الدول لمحاربه التطرف، والدول التي تواجه الإرهاب ستلقى الدعم من التحالف الإسلامي».
وأضاف: «الدول هي التي تقرر شكل المساهمات لها من التحالف، وسنتعامل مع المسألة بحسب الحالة لا توجد حدود ولا قيود على حجم المشاركة»، مضيفاً: «مواجهة الإرهاب تتطلب جانباً عسكرياً، وسيرتفع عدد الدول المشاركة، وهو تحالف طوعي بين الدول، وسنبحث إمكان التعاون مع الشركاء من خارج الدول الإسلامية؛ لأن الإسلام لا يجيز قتل الأبرياء». ويتوقع أن تتشكل ضمن التحالف «قوة ضاربة» للتخل حيث تدعو الحاجة.
وأكد الجبير في ختام مؤتمره أمس، أن موقف المملكة من الأسد ثابت، «مجموعة باريس التقت أول من أمس، وهذه الجهود ستتكلل بمسار ليس لبشار الأسد دور في مستقبل سورية».
ولقي إعلان تشكيل التحالف ردود أفعال إسلامية وعربية ودولية مؤيدة. وأكدت دول في بيانات رسمية أمس، تأييدها لتوجه المملكة بإدارة هذا التحالف وتحديد الرياض مقراً لغرفة عملياته العسكرية.
واعتبر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس، اتخاذ البلدان الإسلامية موقفاً موحداً ضد الإرهاب «أقوى رد على الساعين نحو ربط الإرهاب بالإسلام». فيما أكدت مصر مجدداً دعمها كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، سواء أكان هذا الجهد إسلامياً أم عربياً.
كما رحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بإعلان تشكيل التحالف بقيادتها يضم 35 دولة لمكافحة الإرهاب. واعتبر رئيس وزراء لبنان تمام سلام أمس، مسعى السعودية لتشكيل التحالف خطوة تصب في مصلحة الشعوب الإسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي لتلك الظاهرة. وثمنت الحكومة الأردنية، الدور الذي تقوم به السعودية وجهودها في مكافحة الإرهاب، مؤكدة الاستعداد الدائم للمشاركة الفاعلة في أي جهد لمحاربة الإرهاب.
من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي عبدالله عالم، الدعم الكامل للتحالف لمحاربة التنظيمات الإرهابية.