إنشطار قوى 8 آذار , و14 آذار , ولا موقف واضح من أحد حول ترشيح فرنجية
السفير :
شكّل إعلان السعودية عن انضمام لبنان الى تحالف اسلامي بقيادتها ضد الإرهاب، مفاجأة مدوية للكثير من القوى السياسية، بما فيها تلك المشاركة في السلطة، والتي تبيّن أنها كانت آخر من يعلم، ما تسبب بأزمة داخلية إضافية كرّست الانشطار الحكومي والانقسام السياسي، وغذتهما بالمزيد من المواد المشتعلة!
لم يكن أحد على دراية بما حصل، سوى الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري الذي سارع الى مباركة الحلف الجديد. مسؤولون كبار في لبنان سمعوا بالخبر عبر وسائل الاعلام، كأي مواطن عادي، بعدما اكتفت الرياض باطلاع سلام على مشروع التحالف الاسلامي، فرحّب به وتجاوب مع الدعوة الى الانخراط فيه.
لاحقاً، حاول رئيس الحكومة التخفيف من وطأة اتخاذه، لوحده، قرارا بحجم ضم لبنان الى تحالف اسلامي تقوده الرياض ضد الارهاب، فأصدر بيانا توضيحيا واستدراكيا، لم يحل دون ان تطرح أوساط سياسية متوجسة التساؤلات الآتية:
- لماذا محاولة إلحاق لبنان بالتحالف السعودي في عتمة ليل، بدل اعتماد الوضوح والشفافية في التعامل مع مسألة بهذه الحساسية؟
- هل يجوز القفز فوق مجلس الوزراء الذي جعله الدستور مركز القرار، ثم بات بعد الشغور مركز الجمهورية؟
- كيف يجري تجاهل دور وزارة الخارجية التي يفترض ان تكون المعنية الاساسية بهذا الملف، ما استدعى موقفا من الوزير جبران باسيل الذي أكد انه «لم يتم التشاور معنا لا خارجيا ولا داخليا، خلافا للأصول والدستور».
- إذا كان مجلس الوزراء معطلا، ورئيس الحكومة مستعجلا.. فلماذا لم يبادر سلام الى إجراء مشاورات مسبقة مع المرجعيات الأساسية، لاستمزاج آرائها، عوضاً عن وضعها امام الأمر الواقع؟
- ما هي الاسس التي بُني عليها التجاوب مع التحالف السعودي المستجد، وهل كان لبنان جزءا من النقاشات التي سبقت ولادته ام انه تبلغ بضرورة الانخراط فيه على قاعدة «نفّذ ثم اعترض»؟
- كيف يشارك لبنان في تحالف تقوده الرياض، من دون حسم تعريف الارهاب الذي ينطوي في القاموس السعودي على تفسير ملتبس ومطاط، لاسيما ان «التحالف الاسلامي سيتولى محاربة كل الجماعات والتنظيمات الارهابية، أيا كان مذهبها وتسميتها»؟
- هل توافق الدولة اللبنانية على اللائحة السعودية للارهاب والتي ضمت اليها مؤخرا «حزب الله»؟
- كيف سيتصرف لبنان إذا قرر التحالف الاسلامي بقيادة الرياض ارسال قوات برية الى سوريا؟
- أين أصبحت نظرية النأي بالنفس، وهل تسري فقط على سوريا ولا تطال الجهة الاخرى في الصراع، والمتمثلة في السعودية التي يوجد انقسام داخلي حول خياراتها، تماما كما هو موجود حول سلوك النظام السوري؟
- وهل ما حصل يمكن ان ينعكس على المبادرة الرئاسية التي أطلقها الرئيس الحريري بغطاء سعودي؟
سلام يرد
وإزاء التساؤلات المتداولة، قال الرئيس تمام سلام لـ «السفير» ليلا إن من حقه كرئيس للحكومة ان يتخذ موقفا مبدئيا وأوليا من الدعوة السعودية الى المشاركة في التحالف الاسلامي ضد الارهاب، خصوصا ان مجلس الوزراء لا يجتمع، «علما ان من حقه لاحقا ان يوافقني الرأي إذا أقنعته به، او ان يرفضه إذا لم يقتنع».
وأضاف: لا أحد يستطيع ان يقيّدني ويمنعني من اتخاذ الموقف الذي أراه مناسبا وأتحمل مسؤوليته، استنادا الى موقعي وخصوصيتي، من دون ان يعني ذلك تجاوز دور الحكومة التي يعود اليها اتخاذ القرار النهائي والتطبيقي.
وتابع: لا يوجد في إطار التحالف الاسلامي ما يلزم لبنان بأي مشاركة عسكرية، إلا ان ذلك لا يمنع اننا نستطيع ضمن هذا التحالف ان نقدم خبرات أمنية أو أن نستفيد من خبرات كهذه، لاسيما ان أجهزتنا الامنية والعسكرية تخوض معركة مفتوحة ضد الارهاب.
وأشار الى انه ليس صحيحاً ما أدلى به أحد الوزراء حول عدم جواز مشاركتنا في تحالف اسلامي، لاننا لسنا دولة اسلامية ولا مسيحية، لافتا الانتباه الى ان لبنان عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي ورئيس الجمهورية اللبنانية هو المسيحي الوحيد الذي يشارك في اجتماعات القمة الاسلامية، مشددا على انه لا يجوز تحريك الحساسيات او الاصطياد في الماء العكر.
وردا على سؤال، أكد سلام انها «ليست المرة الاولى التي يحاولون فيها إحراجي مع حزب الله، لكن هذه المحاولة لن تنجح كما فشلت سابقاتها، وأنا أعرف جيدا حدود الموضوع، ولا مبرر لأي لُبس على هذا الصعيد، خصوصا ان المقصود هو الارهاب الذي يمثله «داعش» وأخواته»، مشددا على ان «التجارب أثبتت انني لا أتنازل عن أحد، وبالتالي فالهواجس ليست مبررة».
ورداً على سؤال عن سبب تكتمه على الاتصالات التي كانت تتم معه وعلى تجاوبه مع الاقتراح السعودي بانضمام لبنان الى التحالف الاسلامي، أجاب: لقد تمنى عليَّ السعوديون عدم الكشف مسبقا عن الاستعدادات التي كانت تجري للإعلان عن إنشاء التحالف، منعاً لأي تشويش عليه، وهذا أمر انطبق ايضا على الدول الاخرى المشاركة فيه.
الى ذلك، أبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «السفير» أن الانضمام المبدئي للبنان الى التحالف ضد الارهاب، هو طبيعي «لانه لا يمكن ان نكون إلا في مواجهة الارهاب، لكن من الناحية العملية فإن الموافقة النهائية لا تصبح ناجزة إلا بعد صدور قرار عن مجلس الوزراء».
وأشار الى ان القول بان سلام تفرّد في اتخاذ القرار متجاوزاً مؤسسة مجلس الورزاء ليس في محله، معتبرا انه لا يجوز تحميل الامر أكثر مما يحتمل، إذ ان ما فعله رئيس الحكومة لا يتعدى حدود إعلان النيات.
في المقابل، قال وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ «السفير» إنه إذا كان تعيين مدير عام يحتاج الى مجلس الوزراء فكيف بقرار استراتيجي من نوع مشاركة لبنان في تحالف اسلامي ضد الارهاب، لافتا الانتباه الى ان أمرا بهذه الاهمية يجب ان يُناقش في مجلس الوزراء قبل البت به، لمعرفة طبيعة الاهداف وآلية العمل، وبعد ذلك يُتخذ الموقف الرسمي المناسب.
واعتبر ان مواجهة الارهاب لا يمكن ان تتم فقط بالضربات الجوية، بل تستوجب قوات برية، نواتها الجيش العربي السوري.
النهار :
في ظل انحسار موجة التفاؤل بقرب انتخاب رئيس للجمهورية مع انعقاد جلسة اليوم تبلغ معها حلقات المسلسل الرئاسي العدد 33، برزت مشكلة جديدة امس لتؤكد العجز الحكومي عن مواكبة التطورات والازمات، الداخلية منها كالنفايات، والخارجية مع "الاشتباك" الكلامي الذي تسبب به اعلان المملكة العربية السعودية قيام "تحالف اسلامي لمواجهة الارهاب" يضم 34 دولة بينها لبنان. ولم ينفع "توضيح" الرئيس تمّام سلام في الحد من "جبهة الرفض" من باب التمسك بصلاحيات مجلس الوزراء مدخلاً الى القبول أو الرفض التام.
وصدر أول رد فعل عن وزارة الخارجية والمغتربين التي أكدت "أنها لم تكن على علم، من قريب او من بعيد، بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجياً كما تفرضه الأصول، ولا داخلياً كما يفرضه الدستور".
كذلك صرح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" بأن "قرار انضمام لبنان الى أي حلف خارجي أو معاهدة يحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية، وفي غيابه يحتاج الامر الى موافقة مجلس الوزراء مجتمعاً، وهذا ما لم يحصل". وفي حين شدد على دور لبنان الفاعل في محاربة الارهاب في الداخل "أكثر بكثير من غيره من الدول"، رأى ان "لبنان كدولة مدنية لا يجوز له الانضمام الى حلف اسلامي أو مسيحي، علماً أنه سبق لنا الانضمام الى معاهدة الدفاع العربي المشترك".
أما "حزب الله"، الذي سيصدر موقفاً من التحالف غداً في اجتماع لـ"كتلة الوفاء للمقاومة"، فأبلغت مصادر مقربة منه "النهار" ان رئيس الوزراء لا يستطيع اتخاذ قرار بهذا الحجم من دون العودة الى مجلس الوزراء. وقالت إنه "حتى الآن لا نعرف ما إذا كان الانضمام يرتب على لبنان التزامات معينة، وما اذا كان بمثابة معاهدة دولية، وعندها تكون الصلاحية لمجلس النواب".
وكان مكتب رئيس الوزراء أفاد انه تلقى اتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الارهاب. وأبدى ترحيباً بالمبادرة انطلاقاً من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الارهاب، وأكد أنّ أيّ خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في اطار التحالف الجديد سيجري درسها والتعامل معها استناداً الى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية.
الأمن
وفي اطار التصدي للارهاب، قتل القاضي الشرعي في تنظيم "داعش" بالقلمون أبو عبدالله عامر في عملية نفذها مقاتلو "حزب الله" في جرود رأس بعلبك، فجروا خلالها عبوة ناسفة بموكبه لدى تفقده مواقع "داعشية". واستهدف الحزب مجموعة مسلحة من التنظيم بعبوة ناسفة ثانية فجّرت على طريق معبر مرطبية في جرود رأس بعلبك لدى محاولتها انتشال عامر. وكان ضمن المجموعة مسؤول معبر الروميات في الجرود المدعو ضرغام الذي أصيب بجروح بالغة كما أصيب آخرون بعدما وجه الحزب نيران المدفعية في اتجاه المسلحين.
كما استهدف الجيش اللبناني بصاروخ موجه مركبة ذات دفع رباعي تنقل أحد القياديين في تنظيم "داعش" على طريق خربة داوود في جرود رأس بعلبك ودمرها تماماً.
النفايات
أما ملف النفايات الذي يبدو انه اقترب من مراحله النهائية بعد مسيرة شاقة، فحضر في كلام الرئيس سلام الذي قال إنه "في الأيام المقبلة سنكون أمام انتهاء ملف كبير هو ملف النفايات، وسنُقبل على اعتماد التصدير للنفايات ونأمل في عقد جلسة قريبة لمجلس وزراء لبت الموضوع فندخل الاعياد ونكون قد أنجزنا شيئاً من الامور التي تواجهنا". وضاف: "إننا ماضون في الحفاظ على لبنان ولن نتخلى عنه وعن اللبنانيين ومستقبلهم، ومن يريد ان يعرقل ويعطل فليتحمّل المسؤولية".
ورأى وزير الزراعة أكرم شهيب ان "ترحيل النفايات أبغض الحلال"، كاشفاً ان اجتماعا سيعقد اليوم مع وزيري الداخلية والمال للتنسيق في مجالي المراقبة والصرف، وفي ضوئه قد يُدعى مجلس الوزراء الى الانعقاد لاتخاذ القرار المناسب.
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية ان الكرة صارت في ملعب وزير المال لتوفير الاعتمادات اللازمة، وان مجلس الوزراء سيدعى الى الانعقاد الجمعة المقبل أو السبت في أبعد تقدير لمناقشة خطة تصدير النفايات واقرارها.
14 آذار والرئاسة
سياسياً، انعقد مساء امس لقاء قيادي لقوى 14 آذار لتقويم التطورات ولا سيما منها تلك المتصلة بالملف الرئاسي. وعلمت "النهار" ان من الامور التي بحث فيها المجتمعون المواقف التي سيعلنها النائب سليمان فرنجيه في إطلالته التلفزيونية مساء غد وما إذا كان لا يزال متمسكاً بالمبادرة التي اطلقتها الرئيس سعد الحريري.
المستقبل :
«بتاريخه قامت قوى الجيش في منطقة خربة داوود - جرود رأس بعلبك بإطلاق صاروخ موجّه استهدف آلية لـ«داعش» نتج عنه تدمير الآلية وقتل أربعة مسلحين من بينهم قائد ميداني».. إذا كان هذا البيان الصادر عن قيادة الجيش أمس لا يكفي للدلالة الميدانية على كون لبنان هو «على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب» كما وصفه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في معرض توضيح مسوغات الترحيب الرسمي بمبادرة تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، فإنّ حملة الترهيب التي يشنّها البعض على الحكومة ورئيسها لموافقته المبدئية على الانضمام إلى جهود هذا التحالف لا شك في أنها تنطلق من انفصام في الواقعية الميدانية القائمة على الجبهتين الحدودية والداخلية في مواجهة التسونامي الإرهابي العابر للدول والقارات، بشكل يرمي عن علم أو جهل إلى ترك لبنان ظهيراً ضعيفاً معزولاً عن بيئته العربية والإسلامية الحاضنة لسيادته والحريصة على أمنه واستقراره بعيداً عن دهاليز النكايات السياسية الضيقة والمزايدات الطائفية المتحجرة التي لم تجنِ ولن تجني يوماً على اللبنانيين سوى مزيد من الشرذمة في الصفوف الوطنية.
وأمام حملة الترهيب التي تصاعدت وتيرتها خلال الساعات الأخيرة رفضاً لانضمام لبنان إلى التحالف الهادف إلى محاربة الإرهاب ودحره عن دول المنطقة، اضطر المكتب الإعلامي لسلام إلى إصدار بيان توضيحي لفت فيه إلى أنه بعد تلقيه اتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في هذا الشأنّ أبدى ترحيباً بهذه المبادرة انطلاقاً من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب حيث يخوض جيشه وجميع قواته وأجهزته الأمنية معارك يومية مع المجموعات الإرهابية التي ما زالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين، مذكراً كذلك بأنّ حكومة «المصلحة الوطنية» شدّدت في بيانها الوزاري على الأهمية الاستثنائية التي توليها «لمواجهة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها واستهدافاتها بكل الوسائل المتاحة للدولة»، مع تأكيده في الوقت عينه أنّ أيّ خطوات تنفيذية تترتب على لبنان في إطار التحالف الإسلامي الجديد سيتم درسها والتعامل معها استناداً إلى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية.
وأوضحت مصادر حكومية لـ«المستقبل» أنّ سلام كان قد تلقى الاتصال من القيادة السعودية نهار السبت الفائت وتبلّغ منها النية في تشكيل تحالف ضد الإرهاب معربةً عن تفهمها لظروف الدولة اللبنانية وعن الأمل في انضمامها إليه، فأجاب سلام من دون تردد بأنّ لبنان الذي يعاني من الإرهاب ويكافحه بشكل يومي يقف بكل تأكيد إلى جانب إخوانه العرب في هذه المواجهة. ولفتت المصادر إلى أنّ موقف سلام هو موقف مبدئي عبّر عنه بوصفه رئيساً للحكومة وينطق باسمها بانتظار طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء حينما يصبح له تبعات تنفيذية من الواجب اتخاذ قرار بشأنها، لافتةً الانتباه إلى أنّ سياسة تعطيل الحكومة هي التي تحول دون طرح قضايا وطنية استراتيجية كهذه ضمن الأطر المؤسساتية والدستورية.
في المقابل، حرص وزير الخارجية جبران باسيل على تظهير جهله بالموضوع والتنصل منه عبر إصدار بيان صادر عن الوزارة أمس يؤكد فيه أنها «لم تكن على علم لا من قريب ولا من بعيد بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب»، معتبرةً أنّ «ما حصل يمسّ بموقع لبنان المميز لجهة التوصيف المعطى لمحاربة الإرهاب والتصنيف المعتمد للمنظمات الإرهابية».
الجسر
من جهة أخرى، وبينما شددت كتلة «المستقبل» إثر اجتماعها الدوري أمس على كون إعلان الرياض المتعلق بتشكيل تحالف عربي وإسلامي لمواجهة الإرهاب هو بمثابة «المبادرة التي تشكل جهداً جيداً وعملياً من قبل العالم الإسلامي للتصدي لظاهرة تحاول استخدام الدين الإسلامي لأهداف أول ما تسيء إلى الإسلام والمسلمين»، أوضح عضو الكتلة النائب سمير الجسر لـ«المستقبل» أنّ الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية إلى لبنان هي دعوة للتعاون من أجل مواجهة آفة الإرهاب الخطيرة، مثمّناً هذه الدعوة المشكورة باعتبارها تهدف إلى التصدي للإرهاب الذي يتهدّد العالمين العربي والإسلامي.
الديار :
ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية دون ان يصدر بيان رسمي حتى الان عن الرئيس سعد الحريري معقد وامامه صعوبات كبرى، لكن هذا الترشيح لم يسقط بل ان الوزير فرنجية مصمم على ترشيح نفسه للرئاسة، والرئيس سعد الحريري ابلغ فرنجية عبر نادر الحريري وغطاس الخوري الاستمرار في دعم الوزير فرنجية للرئاسة، وان كان لم يعلن بعد بيانه، وان بيان الرئيس سعد الحريري يلزمه بعض المتطلبات قبل ان يصدر وان الرئيس سعد الحريري ينتظر بعض الاشارات، قبل ان يعلن ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
في المقابل المقربون من العماد ميشال عون يعتبرون انه عندما تم الاتفاق بين روسيا واميركا على النائب مخايل الضاهر رئيسا للجمهورية وهدد مورفي السفير الاميركي يومها:«اما مخايل الضاهر او الفوضى»، يشبه الوضع الحالي بعد اتفاق جعجع - عون على معارضة ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والكتائب اتخذت ذات الموقف اذا اخذنا في عين الاعتبار تصريح ايلي ماروني وهل يمثل القيادة الكتائبية ام لا، فايلي ماروني قال لا يعقل ان يقوم الرئيس سعد الحريري بتحديد من يكون رئيس جمهورية لبنان، اما رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والرئيس الاسبق امين الجميل فلم يصرحا بشيء عن هذا الموضوع، لكن يبدو ان تجمعا مسيحيا من عون وجعجع والكتائب يقفون في وجه الوزير فرنجية بترشيحه لرئاسة الجمهورية.
وتقول مراجع الرابية انه اذا كان ضغط اميركا وسوريا لم يجعل مخايل الضاهر يمر عندما اتفق عون وجعجع فان هذه المرة الرئيس سعد الحريري وترشيحه للوزير فرنجية لن يمر طالما ان عون وجعجع والكتائب متفقون على عدم تمرير ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، خصوصا ان حزب الله متحالف مع عون ويقول مرشحي الاول او الممر الاجباري للرئاسة هو عون، وهو قال منذ البداية مرشحي هو العماد ميشال عون واذا كان من احد يريد الرئاسة عليه التفاهم مع عون في الرابية، فاذا توافق معه عندها، يسير حزب الله في هذا الاتفاق اما اذا بقي العماد ميشال عون مصرا على ترشيح ذاته للرئاسة فان حزب الله سيرشح العماد عون، رغم ان الوزير سليمان فرنجية حليف لحزب الله منذ زمن قديم، وبينه وبين حزب الله علاقة استراتيجية، كما ان بين الوزير فرنجية والرئيس بشار الاسد علاقة صداقة قوية جدا وتحالف استراتيجي ومع ذلك يقول الرئيس الاسد - وفق مصادر زوار دمشق انه قال اذهبوا وتفاهموا مع السيد حسن نصرالله بشأن انتخابات الرئاسة في لبنان او غيرها من الامور فسوريا سلمت زمام الامر لدورها للسيد حسن نصرالله.
ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية ضمن 70 في المئة من الاكثرية النيابية، وهو عمليا يستطيع الوصول الى رئاسة الجمهورية لو ان العماد ميشال عون يوافقه على الانسحاب لصالحه، لكن العماد عون لن ينسحب ابداً ومستمر كما قال للوزير سليمان فرنجية في انتخابات الرئاسة حتى النهاية، وكما كان اجتماع فرنجية - باسيل دون نتيجة في البترون، فان اجتماع الوزير سليمان فرنجية بالعماد ميشال عون في الرابية كان دون نتجية ولم يتزحزح العماد ميشال عون عن ترشيح نفسه والاصرار على البقاء حتى النهاية.
وتتساءل اوساط الرابية لماذا يوافق الرئيس سعد الحريري على ترشيح الوزير فرنجية، ويضع فيتو على ترشيح العماد عون، ولذلك تعتبر اوساط الرابية ان السعودية هي التي تضع فيتو على العماد ميشال عون، ومن هنا لن ينسحب العماد عون سواء وضعت السعودية فيتو ام لم تضع فيتو عليه، فانه مستمر لكنه يرى الموضوع اعلى من الرئيس سعد الحريري بل يراه في يد دولة اقليمية هي السعودية، وفي المقابل، لم يصدر عن طهران اي بيان بشأن ترشيح فرنجية سلبا ام ايجابا بل قول ايران انه يجب انتخاب رئيس للجمهورية دون تحديد اي اسم.
اما روسيا فلم تعط موقفها من ترشيح الوزير سليمان فرنجية وتقول يجب ملء الفراغ الرئاسي دون تسمية اي شخصية لبنانية، ودون الظهور بمظهر المؤيد لاي مرشح للرئاسة، فلا هي اظهرت انها تؤيد العماد ميشال عون ولا روسيا اظهرت انها تؤيد الوزير سليمان فرنجية بل هي على الحياد. اذاً بالنسبة للعماد عون فان الرئيس سعد الحريري يخوض المعركة من جهة واحدة دعما للوزير سليمان فرنجية، انه يخوضها انطلاقا من السعودية واكملها بعلاقة مع فرنسا وهولاند، والرئيس الفرنسي الذي سيزوره الرئيس روحاني رئيس ايران، سيبحث معه مدى امكانية دخول ايران على خط الرئاسة، ودعم الوزير فرنجية والحديث مع العماد عون من اجل الانسحاب.
تم طرح السؤال على احد نواب التيار الوطني الحر القريبين من العماد ميشال عون، فكان الجواب ان العماد عون حتى لو تدخلت ايران وتمنت انسحاب العماد ميشال عون من معركة رئاسة الجمهورية، وحتى لو ان حزب الله طلب من العماد عون الانسحاب لصالح الوزير سليمان فرنجية فان هذا الامر غير وارد عند العماد عون ولن ينسحب من المعركة لانه مستمر فيها حتى النهاية، وسواء مرت الايام سنة وسنتين وثلاث فهو لن ينسحب من معركة الرئاسة، ولن يقبل بمجيء الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية، وقد تحول الموضوع تقريبا الى موضوع شخصي عند العماد ميشال عون، اذ رأى في تصرف الوزير فرنجية بزيارته لباريس سرا واجتماعه مع الرئيس سعد الحريري وتفاوضه معه عبر وسيط منذ 3 اشهر وحتى الان، عملا باطنيا والوزير فرنجية اخفى الموضوع عن العماد ميشال عون.
لكن الواقع يقول ان العماد عون ايضا اخفى زيارته لروما وباريس عندما ذهب الى هناك واجتمع بالرئيس الحريري وحاول اخذ موافقته على ترشيحه للرئاسة، لكنه فشل في هذا الامر اذ بقي الرئيس سعد الحريري يقول له اتفق مع المسيحيين وعندها نحن نؤيدك كتيار المستقبل، وطبعاً كان الدكتور سمير جعجع يضع «فيتو» كبيراً على العماد ميشال عون، لذلك كانت حجة الحريري انه طالما ان حليفه الدكتور جعجع يضع فيتو على عون فلا يمكنه تأييد عون، لكن الرئيس سعد الحريري تجاوز هذا الامر عندما ايد الوزير سليمان فرنجية الترشح لرئاسة الجمهورية، ولم يقل للوزير فرنجية اتفق مع المسيحيين كي اؤيدك بل ايده مع معرفته بأن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع سيقفان ضد ترشيح الوزير فرنجية. ولذلك فان العماد ميشال عون يعاند الى اقصى حد ويعلن انه مستمر في المعركة حتى النهاية، وسيدفع «برأي عون» فرنجية والحريري الثمن بسقوط المبادرة التي اعلنتها وسائل الاعلام عن ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير فرنجية، وان الاتي قريب وان هذه المبادرة ولدت ميتة طالما ان العماد عون ما زال مرشحا للرئاسة، والان بعد الذي حصل من ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير فرنجية، وعدم ترشيح الرئيس سعد الحريري للعماد عون، فان العماد ميشال عون سيعاند اكثر بعدم الانسحاب ويحاول ان يسقط مبادرة الحريري تجاه فرنجية ويجعل هذه التسوية خارج البحث السياسي وغير مطروحة - وفق مصادر الرابية.
اما الوزير فرنجية فسيتكلم في برنامج كلام الناس على محطة الـ ال. بي. سي. ويعلن موقفه ويشرح مبادرة الرئيس سعد الحريري تجاهه ويعلن مواقفه بشأن كل الامور، والوزير فرنجية صريح وشجاع وطبعا، سيعلن في المقابلة امورا هامة وخطيرة، والا لما كان قرر الوزير سليمان فرنجية الظهور على شاشة التلفزيون ما لم يكن قد قرر اعلان امور جديدة والا لكان غاب عن التلفزيون وعن الاعلام وبقي صامتا بانتظار الوقت المناسب.
لكن الناس تترقب الان ماذا سيقول الوزير فرنجية من امور خطيرة تجاه انتخابات الرئاسة، والسؤال هو هل يكون كلام فرنجية تصعيدياً مباشراً وصريحاً، ام ان فرنجية سيترك الباب مفتوحا بينه وبين العماد عون وبينه وبين الدكتور سمير جعجع.
الجمهورية :
في غمرة الانشغال في تطويق ذيول المبادرة الرئاسية غير المعلنة رسمياً، والتي ما تزال الأوساط السياسية منقسمة إزاءَها بين قائل بأنّها سقطت وآخر يقول إنّها طويَت، إنقسَمت الساحة الداخلية رسمياً وسياسياً حول حدثٍ أشاحَ الأنظارَ عن هذه التسوية، وتَمثّلَ بالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي أعلنته المملكة العربية السعودية أمس مكوّناً من 35 دولة بينها لبنان. ففيما أعلنَت وزارة الخارجية أنّ لبنان لم يُسأل عن رأيه بالانضمام إلى هذا التحالف، أعلنَ المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة تمّام سلام أنّه تلقّى اتّصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى هذا التحالف، فرَحّب بهذه المبادرة مؤكّداً «أنّ أيّ خطوات تنفيذية تترتّب على لبنان «سيتمّ درسُها والتعامل معها استناداً إلى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية». قبل أيام من دخول البلاد في مدار الأعياد والأسفار التي تحصل في المناسبة، إنشغلت الساحة السياسية بترقّب اربع محطات ينتظر ان تتظهّر من خلالها ما سيكون عليه مستقبل الحياة السياسية واستحقاقاتها مع انطلاقة السَنة الجديدة.
اولى هذه المحطات جلسة الانتخابات الرئاسية الثالثة والثلاثین اليوم والتي سيكون مصيرها كسابقاتها تأجيلاً الى النصف الأوّل من الشهر المقبل، ولن تؤثّر فيها التسوية التي طويَت الى أجل غير مسمّى على رغم قول البعض إنّها سَقطت الى غير رجعة.
وثاني هذه المحطات وثالثها جولة الحوار الجديدة في عين التينة غداً بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، والتي يتوقع المراقبون ان تكون غنية النقاش في التسوية الرئاسية المطويّة وما أحدثَته من تداعيات على ضفّتَي فريقي 8 و14 آذار، في الوقت الذي سيطلّ تلفزيونياً رئيسُ تيار«المردة» النائب سليمان فرنجية، العائد من دمشق بعدما التقى الرئيسَ السوري بشار الأسد، ليدلي بتفاصيل كثيرة حول هذه التسوية ويعكس في ما سيعلنه حقيقة المواقف الداخلية والخارجية منها، قاطعاً الشكّ باليقين في كلّ ما جرى حتى الآن.
أمّا المحطة الرابعة فستكون جلسة الحوار الوطني يوم الاثنين المقبل بين قادة الكتل النيابية التي يتوقتع أن تنأى عن التسوية الرئاسية الى البحث في تفعيل العمل الحكومي وتالياً تفعيل العمل التشريعي على قاعدة وجوب الانصراف الى معالجة القضايا التي تهمّ اللبنانيين طالما إنّ الاستحقاقات الكبرى، وفي مقدّمها الاستحقاق الرئاسي، ما تزال بعيدة المنال.
حيث إنّ كثيرين بدأوا يتحدّثون عن أنّ الشغور الرئاسي سيستمر الى بضعة أشهر إضافية إن لم يكن أكثر من ذلك بعدما تبيّنَت صعوبة حصول توافق داخلي على إنجازه، فضلاً عن انعدام التوافق الإقليمي والدولي.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» «إنّ الاهتمامات حالياً ستنصَبّ على ترتيب البيت الداخلي، بل إنّ فريقَي 8 و14 آذار، العائدين من التسوية التي طويَت، سينصرف كلّ منهما الى ترتيب صفوفه بعد التصدّع الذي أحدثَته فيها تلك التسوية وكادت أن تحدث اصطفافات جديدة في الواقع السياسي».
أمّا العيدية التي وَعد رئيس الحكومة تمام سلام اللبنانيين بها أمس فهي ترحيل النفايات الى الخارج، والذي اقترب، حيث يهمّ سلام بعَقد جلسة لمجلس الوزراء قريباً لإطلاق الإشارة في هذا الاتّجاه.
حركة كبيرة
في غضون ذلك تحدّث سلام عن التسوية الرئاسية، فكرّر الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية، وقال: «توَسَّم اللبنانيون خيراً في الاسابيع الماضية بإمكانية ان يأخذ هذا الاستحقاق مجراه الطبيعي وتكون أمامه فرصة جدّية لكي نستكمل الجسم اللبناني برأس.
لقد حصَلت حركة كبيرة، بعد جمود دامَ سنة ونصف سنة، وأملُنا جميعاً في ان نخطو خطوات عملية لإنجاز هذا الاستحقاق. يبدو أنّ هناك بعض التعثّر والتأخير». وتمنّى «أن لا تتوقف الحركة وأن ننجزَ شيئاً يعيد الثقة الى هذا الوطن».
وقال: «لا يختلف اثنان في حاجتنا اليوم وفي كلّ لحظة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأنا شخصياً لن أتخلى عن هذه المطالبة، وسأستمرّ بها يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة آملاً في ان يتحقّق الإنجاز.
لكن من جهة ثانية، لا بدّ لي أيضاً من ان أقول إننا في الحكومة، وزراءَ ومجلسَ وزراء، ماضون في تحَمّل مسؤولياتنا، ولن نتوقف مهما واجهنا من عقبات، وهي كثيرة». وجدّد سلام التأكيد «أنّ حكومة من دون مجلس وزراء لا لزوم لبقائها».
لا آفاق مسدودة
ومن جهته، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي كان التقى في بكركي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم: «بِتنا نَخجل من تعطيل عملية انتخاب الرئيس، ولم نعُد نتحمّل لا داخلياً ولا خارجياً، ومع ذلك نقول ان ليس من آفاق مسدودة، ربّنا يَفتح الأبواب ودائماً أوسع ممّا يتوقع الإنسان»، مؤكّداً إيمانه «أنّ الله يَصنع المعجزات».
«المستقبل»
وقد اعتبَرت كتلة «المستقبل» أنّ استمرار عرقلة التسوية جريمة بحق اللبنانيين. وثمّنَت في بيانها الاسبوعي استمرار التواصل الذي يجريه الحريري مع الأطراف السياسية للعمل على إنهاء الشغور الرئاسي وإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية». وكرّرت التأكيد «أنّ الوجهة المركزية والأساسية للقوى والشخصيات السياسية اللبنانية، يجب أن تنصَبّ على مهمَّة واحدة لها الأولوية على ما عداها وهي مهمَّة انتخاب الرئيس الجديد بلا أيّ تأخير أو تردّد».
التحالف السعودي
على أنّ الجديد الذي أثارَ بَلبلة وجدلاً في الوسط السياسي أمس هو إعلان السعودية بلسان وليّ وليّ العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادتها ومشاركة 34 دولة أخرى بينها لبنان. وسط تساؤلات عن الجهة التي أعطت الموافقة على انضمام لبنان الى هذا التحالف فيما رئيس الجمهورية غائب والحكومة لا تجتمع. وقد اعتبَر البعض أنّ رئيس الحكومة تَفرّد في اتّخاذ الموقف، فيما الانضمام الى ايّ حلف دولي هو من الصلاحيات الحصرية لرئيس الجمهورية.
وأوضَح المكتب الإعلامي لسلام أنّه «تلقّى اتّصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى التحالف العربي الإسلامي. وقد أبدى دولته ترحيباً بهذه المبادرة انطلاقاً من كون لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب، حيث يخوض جيشه وجميع قواته وأجهزته الأمنية معاركَ يومية مع المجموعات الإرهابية التي مازالت إحداها تحتجز تسعة من العسكريين اللبنانيين.
وإذ ذكّرَ سلام بأنّ حكومة «المصلحة الوطنية» شدّدت في بيانها الوزاري الذي نالت على أساسه الثقة، على الأهمّية الاستثنائية التي توليها «لمواجهة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها، واستهدافها بكلّ الوسائل المتاحة للدولة»، فإنّه أكّد «أنّ أيّ خطوات تنفيذية تترتّب على لبنان في إطار التحالف الإسلامي الجديد سيتمّ درسُها والتعامل معها استناداً إلى الأطر الدستورية والقانونية اللبنانية».
الحريري
بدوره، أشاد الرئيس سعد الحريري بالإعلان السعودي واصفاً إيّاه بأنّه «خطوة تاريخية في الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية باتت تشكّل عبئاً خطيراً على صورة الإسلام الحضارية والإنسانية وتُهدّد الوجود الإسلامي وتعايُشَه مع المجتمعات العالمية».
الاخبار :
يتوقّع أن يعلن النائب سليمان فرنجية، في مقابلة تلفزيونية غداً برنامجه الرئاسي، وقد يكشف أن السفير الأميركي السابق ديفيد هيل رشّحه الى الرئاسة قبل نحو عام. ويتوقع بعد إعلان فرنجية ترشيحه، أن يردّ الرئيس سعد الحريري بدعمه
التزم غالبية السياسيين الصمت في اليومين الماضيين حيال مسعى الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في انتظار اطلالة رئيس تيار المردة في مقابلة مع برنامج «كلام الناس» غداً. وعلى رغم المواعيد الكثيرة التي ضربها المقربون من الحريري لتوقيت إعلان الأخير ترشيح فرنجية، إلّا أن الثابت الآن، بحسب أوساط متابعة، هو انتظار الحريري كلام فرنجية، للتأكد من أن الأخير سيستمر مرشّحاً للرئاسة، حتى يعلن الحريري دعمه ترشيحه. ومن المتوقّع، بحسب المصادر، أن يسرد فرنجية «حكاية» الترشيح وتفاصيل المسعى وكيف بدأ.
ويجري رئيس المردة مشاورات حول الإعلان عن الحديث الذي دار بينه وبين السفير الأميركي السابق بيروت دايفيد هيل قبل نحو عام، يوم سأله الأخير عن مدى استعداد فريق 8 آذار السير بترشيحه للرئاسة، في حال تمّ التوافق عليه في الفريق الآخر. وبحسب المصادر، قال هيل لفرنجية يومها إن هذا الطرح ليس التزاماً أميركياً، بل فكرة وكلام أوّلي يحتاج للتشاور.
وعلى ما تقول المصادر، فإن المتوقع هو إعلان فرنجية برنامجه الرئاسي. لكن لم تتضح حتى الآن الصيغة التي سيعلن فيها ترشيحه في ظلّ تمسكّه وتمسّك قوى 8 آذار بترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون. وتنتظر قوى أساسية في فريق 8 آذار ما إذا كان فرنجية سيعلن دعمه ترشيح عون أم سيتجاهل الأمر. وقالت المصادر إن النائب الشمالي سيؤكّد على ثوابته السياسية وأنها ستبقى قائمة مستقبلاً، لكنه سيتحدّث بلغة «ملاقاة الطرف الآخر في منتصف الطريق».
وفي غياب المواقف السياسية، أكّد البطريرك الماروني بشاره الراعي أمس أن «الناس لم تعد تحتمل عدم وجود رئيس للجمهورية لا من الداخل ولا من الخارج». وقال في كلمة له خلال ندوة «إطلاق العمل لحسن إدارة موقع التراث العالمي في وادي قاديشا» في بكركي «إننا نشعر بالخجل عندما نسأل لماذا لا يوجد عندنا رئيس»، مشيراً إلى أنه «لا آفاق مسدودة، وربنا يفتح الأبواب بشكل أوسع ويحقق المعجزات».