ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية دون ان يصدر بيان رسمي حتى الان عن الرئيس سعد الحريري معقد وامامه صعوبات كبرى، لكن هذا الترشيح لم يسقط بل ان الوزير فرنجية مصمم على ترشيح نفسه للرئاسة، والرئيس سعد الحريري ابلغ فرنجية عبر نادر الحريري وغطاس الخوري الاستمرار في دعم الوزير فرنجية للرئاسة، وان كان لم يعلن بعد بيانه، وان بيان الرئيس سعد الحريري يلزمه بعض المتطلبات قبل ان يصدر وان الرئيس سعد الحريري ينتظر بعض الاشارات، قبل ان يعلن ترشيح الوزير سليمان فرنجية.
في المقابل المقربون من العماد ميشال عون يعتبرون انه عندما تم الاتفاق بين روسيا واميركا على النائب مخايل الضاهر رئيسا للجمهورية وهدد مورفي السفير الاميركي يومها:«اما مخايل الضاهر او الفوضى»، يشبه الوضع الحالي بعد اتفاق جعجع - عون على معارضة ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والكتائب اتخذت ذات الموقف اذا اخذنا في عين الاعتبار تصريح ايلي ماروني وهل يمثل القيادة الكتائبية ام لا، فايلي ماروني قال لا يعقل ان يقوم الرئيس سعد الحريري بتحديد من يكون رئيس جمهورية لبنان، اما رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والرئيس الاسبق امين الجميل فلم يصرحا بشيء عن هذا الموضوع، لكن يبدو ان تجمعا مسيحيا من عون وجعجع والكتائب يقفون في وجه الوزير فرنجية بترشيحه لرئاسة الجمهورية.
وتقول مراجع الرابية انه اذا كان ضغط اميركا وسوريا لم يجعل مخايل الضاهر يمر عندما اتفق عون وجعجع فان هذه المرة الرئيس سعد الحريري وترشيحه للوزير فرنجية لن يمر طالما ان عون وجعجع والكتائب متفقون على عدم تمرير ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، خصوصا ان حزب الله متحالف مع عون ويقول مرشحي الاول او الممر الاجباري للرئاسة هو عون، وهو قال منذ البداية مرشحي هو العماد ميشال عون واذا كان من احد يريد الرئاسة عليه التفاهم مع عون في الرابية، فاذا توافق معه عندها، يسير حزب الله في هذا الاتفاق اما اذا بقي العماد ميشال عون مصرا على ترشيح ذاته للرئاسة فان حزب الله سيرشح العماد عون، رغم ان الوزير سليمان فرنجية حليف لحزب الله منذ زمن قديم، وبينه وبين حزب الله علاقة استراتيجية، كما ان بين الوزير فرنجية والرئيس بشار الاسد علاقة صداقة قوية جدا وتحالف استراتيجي ومع ذلك يقول الرئيس الاسد - وفق مصادر زوار دمشق انه قال اذهبوا وتفاهموا مع السيد حسن نصرالله بشأن انتخابات الرئاسة في لبنان او غيرها من الامور فسوريا سلمت زمام الامر لدورها للسيد حسن نصرالله.
ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية ضمن 70 في المئة من الاكثرية النيابية، وهو عمليا يستطيع الوصول الى رئاسة الجمهورية لو ان العماد ميشال عون يوافقه على الانسحاب لصالحه، لكن العماد عون لن ينسحب ابداً ومستمر كما قال للوزير سليمان فرنجية في انتخابات الرئاسة حتى النهاية، وكما كان اجتماع فرنجية - باسيل دون نتيجة في البترون، فان اجتماع الوزير سليمان فرنجية بالعماد ميشال عون في الرابية كان دون نتجية ولم يتزحزح العماد ميشال عون عن ترشيح نفسه والاصرار على البقاء حتى النهاية.
وتتساءل اوساط الرابية لماذا يوافق الرئيس سعد الحريري على ترشيح الوزير فرنجية، ويضع فيتو على ترشيح العماد عون، ولذلك تعتبر اوساط الرابية ان السعودية هي التي تضع فيتو على العماد ميشال عون، ومن هنا لن ينسحب العماد عون سواء وضعت السعودية فيتو ام لم تضع فيتو عليه، فانه مستمر لكنه يرى الموضوع اعلى من الرئيس سعد الحريري بل يراه في يد دولة اقليمية هي السعودية، وفي المقابل، لم يصدر عن طهران اي بيان بشأن ترشيح فرنجية سلبا ام ايجابا بل قول ايران انه يجب انتخاب رئيس للجمهورية دون تحديد اي اسم.
اما روسيا فلم تعط موقفها من ترشيح الوزير سليمان فرنجية وتقول يجب ملء الفراغ الرئاسي دون تسمية اي شخصية لبنانية، ودون الظهور بمظهر المؤيد لاي مرشح للرئاسة، فلا هي اظهرت انها تؤيد العماد ميشال عون ولا روسيا اظهرت انها تؤيد الوزير سليمان فرنجية بل هي على الحياد. اذاً بالنسبة للعماد عون فان الرئيس سعد الحريري يخوض المعركة من جهة واحدة دعما للوزير سليمان فرنجية، انه يخوضها انطلاقا من السعودية واكملها بعلاقة مع فرنسا وهولاند، والرئيس الفرنسي الذي سيزوره الرئيس روحاني رئيس ايران، سيبحث معه مدى امكانية دخول ايران على خط الرئاسة، ودعم الوزير فرنجية والحديث مع العماد عون من اجل الانسحاب.
تم طرح السؤال على احد نواب التيار الوطني الحر القريبين من العماد ميشال عون، فكان الجواب ان العماد عون حتى لو تدخلت ايران وتمنت انسحاب العماد ميشال عون من معركة رئاسة الجمهورية، وحتى لو ان حزب الله طلب من العماد عون الانسحاب لصالح الوزير سليمان فرنجية فان هذا الامر غير وارد عند العماد عون ولن ينسحب من المعركة لانه مستمر فيها حتى النهاية، وسواء مرت الايام سنة وسنتين وثلاث فهو لن ينسحب من معركة الرئاسة، ولن يقبل بمجيء الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية، وقد تحول الموضوع تقريبا الى موضوع شخصي عند العماد ميشال عون، اذ رأى في تصرف الوزير فرنجية بزيارته لباريس سرا واجتماعه مع الرئيس سعد الحريري وتفاوضه معه عبر وسيط منذ 3 اشهر وحتى الان، عملا باطنيا والوزير فرنجية اخفى الموضوع عن العماد ميشال عون.
لكن الواقع يقول ان العماد عون ايضا اخفى زيارته لروما وباريس عندما ذهب الى هناك واجتمع بالرئيس الحريري وحاول اخذ موافقته على ترشيحه للرئاسة، لكنه فشل في هذا الامر اذ بقي الرئيس سعد الحريري يقول له اتفق مع المسيحيين وعندها نحن نؤيدك كتيار المستقبل، وطبعاً كان الدكتور سمير جعجع يضع «فيتو» كبيراً على العماد ميشال عون، لذلك كانت حجة الحريري انه طالما ان حليفه الدكتور جعجع يضع فيتو على عون فلا يمكنه تأييد عون، لكن الرئيس سعد الحريري تجاوز هذا الامر عندما ايد الوزير سليمان فرنجية الترشح لرئاسة الجمهورية، ولم يقل للوزير فرنجية اتفق مع المسيحيين كي اؤيدك بل ايده مع معرفته بأن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع سيقفان ضد ترشيح الوزير فرنجية. ولذلك فان العماد ميشال عون يعاند الى اقصى حد ويعلن انه مستمر في المعركة حتى النهاية، وسيدفع «برأي عون» فرنجية والحريري الثمن بسقوط المبادرة التي اعلنتها وسائل الاعلام عن ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير فرنجية، وان الاتي قريب وان هذه المبادرة ولدت ميتة طالما ان العماد عون ما زال مرشحا للرئاسة، والان بعد الذي حصل من ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير فرنجية، وعدم ترشيح الرئيس سعد الحريري للعماد عون، فان العماد ميشال عون سيعاند اكثر بعدم الانسحاب ويحاول ان يسقط مبادرة الحريري تجاه فرنجية ويجعل هذه التسوية خارج البحث السياسي وغير مطروحة - وفق مصادر الرابية.
اما الوزير فرنجية فسيتكلم في برنامج كلام الناس على محطة الـ ال. بي. سي. ويعلن موقفه ويشرح مبادرة الرئيس سعد الحريري تجاهه ويعلن مواقفه بشأن كل الامور، والوزير فرنجية صريح وشجاع وطبعا، سيعلن في المقابلة امورا هامة وخطيرة، والا لما كان قرر الوزير سليمان فرنجية الظهور على شاشة التلفزيون ما لم يكن قد قرر اعلان امور جديدة والا لكان غاب عن التلفزيون وعن الاعلام وبقي صامتا بانتظار الوقت المناسب.
لكن الناس تترقب الان ماذا سيقول الوزير فرنجية من امور خطيرة تجاه انتخابات الرئاسة، والسؤال هو هل يكون كلام فرنجية تصعيدياً مباشراً وصريحاً، ام ان فرنجية سيترك الباب مفتوحا بينه وبين العماد عون وبينه وبين الدكتور سمير جعجع.
مصادر الوزير سليمان فرنجية تقول ان موقف الدكتور سمير جعجع معروف اصلا انه ضد وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي فمصادر بنشعي لن تتعجب من موقف الدكتور سمير جعجع انما التعجب الكبير هو من موقف العماد عون الذي بعد سنة ونصف و33 جلسة انتخاب لرئاسة الجمهورية، لم يستطع العماد ميشال عون تأمين الاكثرية له للوصول الى رئاسة الجمهورية، فلماذا لا يزيح من الدرب ويفسح المجال امام فرنجية الذي حاز على اكثرية اصوات حركة 14 اذار اضافة الى تأييد نواب له من حركة 8 اذار، لكن المشكلة التي نعود اليها هي موقف حزب الله الذي التزم بتأييد عون ومن دون نزول كتلة عون وكتلة حزب الله وبعض النواب فان النصاب لن يتأمن في المجلس النيابي لترشيح وانتخاب الوزير سليمان فرنجية.
بالعادة كانت وزارة الخارجية الاميركية تعلن موقفها بالمواضيع الهامة في لبنان وترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير فرنجية موضوع هام وكان البعض ينتظر موقفا اميركيا واضحاً في هذا الشأن الا انه لم يصدر بيان عن الخارجية الاميركية في شأن التسوية بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية، باستثناء السفير الاميركي في بيروت يبدي تعاطفا مع ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية.
وموسكو صامتة وطهران صامتة، لذلك الغموض يلف التسوية الحريرية مع فرنجية، والى ان يتوضح لا بد من موقف روسي - ايراني اما يجعل المبادرة والتسوية سهلة ويأتي الوزير سليمان فرنجية وانما نبقى في الغموض والجمود الى مجال بعيد.