بعض الأصوات سفينة وبعضها شاطىء وبعضها منارة , وصوت فيروز هو السفينة والشاطىء والمنارة .
في عصرنا المظلم يشق لنا صوتها ممر الضوء ويعيدنا أنقياء، يجعلنا نسترد النقاء لنكتشف, بقوة النقاء وحدها, كل ما يجمعنا بالينابيع الأصيلة, كل ما يربطنا بالخير,بالحب، كل ما يشدنا بعضاً إلى بعض. ولا يمكن تفسير صوتها لأنه حقيقي، حقيقي حتى الخيال، نقول عنه: "غير معقول, فوق الوصف", لأنه حقيقي.
أنه تارة يبدو وديعاً ناعماً كفراشة وطوراً آمراً كملكة وعميقاً كبرق, لأنه حقيقي. إنه آسر ومتجدد لأنه حقيقي أيضا، وهو حقيقي لأنه نعمة.
ولكن غير الحقيقي هو ما اوردته مجلة الشراع في عددها الأخير عن السيدة الكبيرة فيروز. انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لغلاف مجلّة "الشراع" لصاحبها حسن صبرا، يحمل هجوماً عنيفاً على السيدة فيروز واصفاً اياها بانها "عدوة الناس وعاشقة المال والويسكي"، في عنوان غطى بالحرف العريض معظم غلاف المجلة الذي صدر عددها اليوم السبت، مع أن تاريخه الإثنين 14 كانون الأول الجاري، وفي داخله موضوع إحتل 6 صفحات سلبية عن فيروز.
هذا الهجوم غير المبرر فاجأ رواد مواقع التواصل الإجتماعي ومتابعي الصحافة العربيّة من تطاول على فيروز، حيث أثار الغلاف والمقال الكثير من الضجة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث هاجم عدد كبير من محبي فيروز المجلة وصاحبها. ففي حين غرّد كثر على موقع "تويتر" مهاجمين القيمين على المجلة بأشد العبارات والتوصيفات، طالب آخرون بمقاطعة المكتبات اللبنانية التي تعرضها وتبيعها، وندد البعض بالتطاول على مقام فيروز. من جهة أخرى، إنتشرت على صفحات "الفايسبوك" دعوة إفتراضية للتضامن مع فيروز تحت إسم "مع فيروز ضد مجلّة الشراع"، وطالبت الحملة بالاعتذار من السيدة فيروز وجمهورها بعد الاساءة لها عبر غلاف العدد الاخير، والضغط بكل الطرق لسحب العدد من المكتبات. وعبّر الناشطون عن تضامنهم مع فيروز بكتابة كلمات أغانيها، إضافة إلى نشر صورها على صفحاتهم الخاصة.
وفي أول ردّ على ما كتبه، قال الإعلامي حسن صبرا من القاهرة، إنه كتب موضوعه عن فيروز بطلب من رئيسة تحرير مجلة "الكواكب" المصرية، أمينة الشريف، بعد أن أخبرته أنها أعدت ملفاً عن فيروز، وترغب بأن يشارك فيه بموضوع يختاره، فكتب موضوعاً مختلفاً عن كل المواضيع التقليدية التي تنشر عادة عن المطربة الشهيرة، وسينشر قريباً في "المواكب" إلا أنه نشره في "الشراع" التي طبعت من نسختها 10 آلاف نسخة.
وقال صبرا أيضاً، إنه غير نادم على نشر الموضوع "بل على العكس"، ولن يعتذر بحسب ما طالبه غاضبون في مواقع التواصل، ممن هدده بعضهم بقنبلة يرمونها على مكاتب المجلة في بيروت، فاتصل بوزارة الداخلية ليخبر القيّمين عليها بالتهديد "الإنترنيتي"، مضيفاً أن ما كتبه من معلومات هو نتاج معرفة شخصية عن فيروز التي زارها مرة في البيت برفقة صديق، ويعشق فنها وأغانيها، لكنه في النهاية صحافي لديه معلومات، فنشرها.
ويشار هنا الى ان هنالك دوافع غير منطقية ربما تخفي دوافع اخرى لم يتم التصريح عنها من قبل الصحفي ولا من قبل المجلة. فكيف لصوت غنّى وتغنّى بالحب، ناشد الاوطان وانصف القدس العتيّة، رتّل تراتيل السلام والمحبة ،أن يلقى مثل هذا الاتهام؟؟
محمد النعيمي