في زمن قل فيه المؤمنون بالوحدة وكثرت فيه الأبواق الداعية إلى الفتنة والطائفية، وفي وقت ايضا أصبح لرجال الدين يد في التفجيرات التي تطال الأبرياء، لم يعد مستغربا ان يكون هؤلاء أنفسهم من الداعين إلى نشر الفتنة المذهبية ولو بغير قصد.
فالبارحة وفي برنامج للنشر استقبلت الإعلامية ريما كركي الشيخ خالد زعرور على أثر خطبة له في مسجد عاصون الضنية والذي لا يبعد عن الكنيسة إلا مسافة قليلة جدا.
هذا الشيخ الذي تناسى مقولة "كل واحد على دينو الله يعينو" أراد أن يدعو إلى الدين الإسلامي على طريقته التي يمكن أن نختصرها ببث رزح الفتنة والطائفية ورغم كل المحاولات التي حاول الشخ زعرور تبرئة نفسه فيها إلا أن الأدلة ضده.
ففي الفيديو المصور الذي بثه برنامج للنشر يظهر الشيخ زعرور وهو يخطب امام مجموعة من الرجال وبينهم أطفال صغار فيقول :"كل حروب الروافض هي ضد السنة، الصليبيون والشيعة عم يقتلوا السنة، نداءات الشيعة يا حسين يا زهراء يا فاطمة يا علي يا رقية هي نداءات تدل على الاشراك بالله".
ومع الإعتراف أننا لم ننقل ما قاله حرفيا بسبب حجم الخطبة إلا اننا استنبطنا من هذه الكلمات معان ليست خالية إلا من الدعوة إلى المحبة والتي أمرنا به نبي المسلمين عامة محمد (ص).
وإن كانت حجة الشيخ زعرور تستند إلى أن الخطبةو كانت بمكان خاص وانه من واجبه إنارة الناس إلى الدين الاسلامي الحقيقي فإن من واجبه ذكر قصة النبي محمد مع جاره اليهودي والذي كان يضع النفايات قرب منزله وعندما لم يفعل ذهب النبي ليسأل عنه وطمئن عن جاره السيء بدل أن يذهب نحو التجييش الديني واستخدام الكلمات النابيسة تجاه الطوائف الأخرى.
فمحمد (ص) جعل دين التوحيد يدخل إلى القلب بسبب معاملته وبسبب كلماته وإن كان النبي لا زال على قيد الحياة فلا بد أنه سيبكي على أمة تكفر بعضها البعض وتنسى اننا كلنا أخوة في الإنسانية.
فالشيخ زعرور أخطأ بدون شك ولكن كما قلنا سابقا "كل واحد على دينو الله يعينو" لكن الذنب الأكبر يقع على عاتق الإعلامية ريما كركي والتي فتحت باب برنامجها أمام نيران الفتنة .
وهنا يبدو أن للإعلام أيضًا دور في نشر هذه الفتنة، ومن الضروري وضع الرقابة على المواد الإعلامية قبل نشرها أو التداول بها فضلا عن استخدام هذه العناصر التي تسبب مماحكات طائفية من أجل القليل من الشهرة. وختاما لا يسعنا إلا القول ان للنشر كالشيخ زعرور ..وجهان لعملة الفتنة والطائفية.