كان من الممكن أن تكون جلسة انتخاب الرئيس غدا جلسة تاريخية يستطيع اللبنانيون من خلالها أن ينعموا برئيس جديد للجمهورية وذلك مع المباردة الرئاسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري إلا أن السجالات والمواقف التي رافقت وتلت هذه المبادرة أعادت الأمور إلى نقطة الصفر وصار من المؤكد أن جلسة انتخاب الرئيس غدا ستكون على شاكلة الجلسات التي سبقتها حيث سيرجيء رئيس المجلس الجلسة الى موعد آخر لعدم اكتمال النصاب .
وتحت هذا العنوان " عدم اكتمال النصاب" سيبقى اللبنانيون في أتون الفراغ والتعطيل الذي أصاب بلا شك كل المؤسسات الرسمية اللبنانية وبدا أن الزعماء اللبنانيين في واد والوطن في واد آخر حيث لم يجرؤ أحد من هؤلاء الزعماء على تحمل مسؤلياته تجاه الوطن والشعب وبات كل شي في البلد تحت رحمة المصالح الشخصية للزعيم وحزبه ، هذه المصالح التي أجهضت أيضا المبادرة الرئاسية التي طرحها الرئيس الحريري .
إن الإصرار على إفشال هذه التسوية والفرصة التي كانت متاحة ومع انعدام البدائل يعيد الأمور الى نقطة الصفر ليبقى البلد مستباحا لاهواء هذا الزعيم أو ذاك دون النظر الى الأوضاع التي بلغتها البلاد جراء الفراغ والتعطيل . وبالرغم من التعقيدات التي ترافق المبادرة الرئاسية فإن ثمة بوادر أمل من خلال إصرار الرئيس الحريري على المضي في هذه التسوية بدعم وتأييد من الزعيمين نبيه بري ووليد جنبلاط وتقود المعلومات ان الرئيس الحريري ما زال متمسكا بمبادرته وسيسعى جاهدا مع الحلفاء والخصوم للوصول بهذه المبادرة الى خواتيمها السعيدة .
ويبقى الرهان على موقف حزب الذي مازال متمسكا حتى اليوم بترشيح حليفه ميشال عون في حين أن فرنجية هو أقرب للحزب من عون نفسه وثمة نقاشات في حزب الله على مستوى التنظيم ككل تؤكد أن خيار القاعدة في الحزب يصب في خانة فرنجية إلا ان التزام الحزب مع عون بترشيحه هو الذي يؤخر الموقف النهائي للحزب، ومن جهة أخرى فإن حزب الله يرى في موافقته على هذه المبادرة ثمن يجب أن تدفعه السعودية والحريري وأن إعطاء السعودية فرصة من هذه الناحية لن يكون مجانيا في نظر الحزب وبالتالي فإن مواقفته يجب أن يكون لها ثمن خصوصا في ظل التوتر القائم في العلاقات بين السعودية والحزب .
علي مهنا