«أنا هلق خفت بس تطلّعت بعيونك. خيفان، بس مش خيفان على حالي. صرت خيفان على البلد». هكذا علّق العميد خليل ابراهيم على كلام ذابح العسكري علي السيد، الموقوف بلال ميقاتي. الشاب الذي لم يتجاوز العشرين من عمره دخل قاعة المحكمة بخفة، فسأله رئيسها: «ليش مبسوط هلقد؟» فعلّق بأنّه كذلك دائماً. أما الإجابة الصادمة، فكانت عندما سأله ابراهيم إن كان نادماً على ما اقترفت يداه، إذ لم يُظهر الميقاتي أي ندم، وأجاب: «عادي». وعما إذا كان سيُكرّر ذبح عسكريٍّ آخر إن جاءه أمر «الأمير»، أجاب: «الله أعلم».
وكان الميقاتي قد مثل أمام هيئة المحكمة العسكرية مع رفيقيه الموقوفين القاصرين ع. ع. وع. ب.، المشهور بـ «حفيد البغدادي»، في قضية قتل جندي في محلة السرايا العتيقة في طرابلس العام الماضي. وقد أرجأ ابراهيم الجلسة للشروع باستجواب الميقاتي إلى 17 حزيران المقبل.
ونظرت المحكمة في قضية كل من أسامة منصور وشادي المولوي وأمير منصور ومحمد العتري وأيمن مراد، المتهمين بتشكيل مجموعة مسلحة بهدف التعرض للمؤسسات الأمنية واستهداف مراكز الجيش ومحاولة قتل عسكريين ومدنيين. بدأ الاستجواب مع الموقوف العتري الملقب بـ «أبي عائشة». الشاب الذي كان زميل دراسة للأمير العسكري لـ «جبهة النصرة» في طرابلس أسامة منصور والتزم دينياً منذ سبعة أعوام، كشف أنّه انتقل إلى يبرود حيث مكث لمدة شهر، مشيراً إلى أنّه «يهوى كتائب الفاروق» بعدما نفى علاقته بجبهة النصرة. وذكر أنّه بعد عودته من يبرود، بدأ يتردد إلى أحد المساجد في سوق الصيادين حيث تتلمذ على أيدي الشيخ غسان الأحدب والشيخ ربيع جابر. ومن بعدها التزم في مسجد ابن مسعود في باب التبانة.
وذكر أنّه كان متأثراً بشخصية عرابة ادريس الذي أسس مغاوير القصير، كاشفاً أنّه قام بزيارة للنبك في سوريا عام ٢٠١٣، إلا أن رئيس المحكمة أبلغه أن «مغاوير القصير لم تكن قد تشكّلت في حينه». وكشف العتري أن بلال العتر هو من نقله إلى سوريا في حافلة كان على متنها عمر ميقاتي، أحد ذابحي العسكريين. وقد أرجأ العميد ابراهيم الجلسة إلى ١٨ آذار لسوق المصري ابراهيم عبدالله الملقب بـ«أبو خليل المقلعط».