شكرا حزب الله" كلمة ليست بجديدة في المناطق الشيعية التي تشهد تأييدا لثقافة حزبالله لكن المفاجأة تكمن بأن نشهد هذه الكلمة في منطقة مسيحية تجمع كل الأقطاب المسيحية المعارضة والحليفة لحزب الله.
ففجر السبت-الاحد فاجأت زينة جبيل قاصديها بعبارة "شكرا حزب الله"مكتوبة على الشاشة العريضة بسبب مساهمة الحزب المالية في إضاءته لشجرة الميلاد في جبيل، الأمر الذي أخذته بعض وسائل الإعلام بشكل سطحي جدا وبررته على أن شابين تبرعا لإضاءة جبيل لأجل إيصال رسالة مضمونها بحسب ما تم تداوله أنهما قالا “أحببنا أن نوصل للناس المجتمعين هنا أن عيد الميلاد هو عيد لكل اللبنانيين وأن حزب الله الذي يقاتل اليوم على أكثر من جبهة هدفه الأول والأخير الحفاظ على أمن لبنان وبفضله وبفضل رجاله الثابتين والشهداء الذين رحلوا نستطيع اليوم أن نحتفل بإضاءة هذه الشجرة بأمن وأمان وإستقرار”.
هذان الشابان اللذان تبرعا يظهر من رسالتهما أنهما ليسا منتميين فعليا لحزب الله إنما من الأشخاص المؤيدين لهذا التنظيم لكن وكما تعلمنا من الحياة أن لكل شيء خلفيات أو ما ورائيات وراء الفعل فإن هذا التصرف يظهر قطبة مخفية حيث إنه بالقليل من التمعن نجد معناه سيطرة حزب الله على كل المناطق اللبنانية وما هذا الفعل الذي قام به حزب الله سوى محاولة من لكسب الجمهور المسيحي المعارض ولتنظيف سجل عدله الذي باتت صفحاته مليئة بالقضايا الشعبية المخالفة لقانون الأمان من قبل عدد كبير من المواطنين اللبنانيين.
فأن يتبرع أحد الأشخاص رغبة منهما في ذلك فقط باسم حزب الله والسيد حسن نصرالله أمر مستغرب والأكثر من ذلك أن يتم شكرهما علنا وكأن المال المصروف كثمن لإضاءة شجرة الميلاد مأخوذ من جعبة "حزب الله" وهذا ما معناه أن هذين الشابين ربما ليسا إلا مدسوسين من قبل هذا التنظيم للفت الأنظار حول رسالته التي حاول أحدهما توضيحها بأنها سلمية ومحبة وما إلى ذلك من الكلام الذي يلعب على أوتار العقول.
واللافت بالامر أن حزب الله يقدم أموالا لإضاءة الشجرة في حين أنه يمر بأزمة مالية شديدة جعلته الشهر الماضي يتأخر عن دفع مستحقات عناصره ولو كان حزب الله مهتما بأن يوصل الرسالة كما قال لكان أضاء شجرة الميلاد في بعلبك والتي تجمع الطائفتين المسيحية والشيعية وأيضا في مناطق كثيرة أيضا. وفي هذا السياق يمكننا التأكيد على ان حزب الله غير معني إلا عن بالقيام بما يدعم أهدافه الشخصية بعيدا عن التفكير بأمن لبنان وأمانه اللذين حسرناهما منذ أن اندمج الأخير في الحرب السورية.