نشرت جريدة اليوم السابع المصرية ان مشيخة الازهر الشريف في مصر اعلنت عن مسابقة خاصة للطلبة الوافدين حول موضوع (نشر التشيع في المجتمع السني : اسبابه ومخاطره وكيفية مواجهته) وتم تخصيص مجموعة جوائز للمشاركين تبلغ 42 الف جنيه مصري.
وخلال تجوالي في معرض الكتاب العربي والدولي في بيروت اطلعت على كتاب ضخم من مئات الصفحات صادر عن مركز نماء وهو يتضمن تقريرا شاملا اعده الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين ومقره الدوحة في قطر ويرأسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وعنوان الكتاب – التقرير: انتشار التشيع في افريقيا واساليبه ومخاطره وكيفية مواجهته. والمعروف ان الازهر الشريف في مصر كان قد اصدر فتوى في خمسينات القرن العشرين اجاز فيها للمسلمين التعبد بالمذهب الجعفري الاثني عشري ( اي المذهب الشيعي) وهذا المذهب يدرس في جامعة الازهر مثله مثل بقية المذاهب الاسلامية الثمانية، وقد اصدر معظم مشايخ الازهر فتاوى تؤكد ان المذهب الشيعي من المذاهب الاسلامية وانه يجب العمل على وحدة المسلمين.
اما الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين فهو يضم علماء سنة وشيعة وزيدية واباضية وقد تولى عدد من العلماء الشيعة مسؤوليات اساسية في الاتحاد وكان هدف الاتحاد توحيد المسلمين ومواجهة المخاطر المذهبية في العالم العربي والاسلامي حسب الوثائق الاساسية للاتحاد.
فلماذا يعمد الازهر الشريف والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين اليوم الى اعتبار التشيع خطرا ويدعون لمواجهة التشيع والخطر الشيعي. وكمساهمة بسيطة في هذا الموضوع يمكن القول ان اولى الاساليب لمواجهة ما يسمى " الخطر الشيعي " او "خطر التشيع وانتشاره" ان لا نعتبر الشيعة والتشيع خطرا بل انه مذهب اسلامي مثل بقية المذاهب الاسلامية وانه من حق المسلم ان يتعبد باي مذهب ، واذا كانت حصلت اخطاء من قبل بعض المتشيعين فيجب معالجتها بالحسنى ومن خلال اعتماد اساليب الدعوة التي دعانا الله لاعتمادها في الدعوة والتبليغ.
ان تصوير التشيع والمسلمين الشيعة ومن يتبع مذهب اهل البيت بانهم الخطر الذي يواجه الامة الاسلامية والمسلمين يؤدي بطريقة او باخرى الى التحريض عليهم وعلى قتلهم كما حصل في العديد من الدول العربية والاسلامية ، وبدل ان نعلن عن مسابقات تتحدث عن الخطر الشيعي او نكلف عشرات الباحثين لاعداد تقارير عن نشر التشيع فلنعمل جميعا من اجل تعزيز الحوار والوحدة وازالة الخلافات بين المسلمين ولنركز على الاخطار الاساسية التي تواجهنا جميعا وخصوصا الخطر الصهيوني وخطر التطرف والتكفير وانتشار موجات الالحاد والمشكلات الاقتصادية والسياسية والتنموية والبيئية لانها هي المخاطر الحقيقية التي ينبغي التصدي لها وهكذا نواجه خطر التشيع والشيعة من خلال التعاون المشترك والتأكيد اننا جميعا مسلمين لله فقط ولا لشيء سواه.