بدّد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية، مساء أمس، الشكوك التي أحاطت بالمبادرة الرئاسية المطروحة، والتي ذهب بعضها إلى حدّ الحديث عن طيّ صفحتها، فخلص الاتصال الذي جرى خلاله «تبادل الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية»، بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الى التأكيد على «متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية». فيما تلقّت المساعي الجارية لإتمام الاستحقاق الرئاسي جرعة دعم مصرية عبّر عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال استقباله البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في القاهرة.

وعلّق وزير الثقافة روني عريجي على اتصال الحريري بفرنجية موضحاً أن بيان رئيس «المستقبل» كان «وافياً وشرح ما حصل في الاتصال». ولفت في مداخلة تلفزيونية الى أن التشاور بين الرجلين «مستمر لتأمين انتخابات الرئاسة بما فيه مصلحة لبنان».

السيسي ـ الراعي

وقالت مصادر شاركت في اجتماع الرئيس المصري مع البطريرك الماروني أن لقاءهما كان «ودّياً للغاية» أظهر خلاله الرئيس السيسي حرصه على لبنان وعلى تجاوز المخاطر المحيطة به «بوحدة أبنائه وتضامنهم». وكشفت هذه المصادر أن البطريرك الراعي عرض أمام الرئيس المصري المبادرة المطروحة لانتخاب رئيس، وأن الرئيس السيسي أكد للراعي ترحيب مصر بأي مبادرة تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وتنهي الشغور في الموقع الرئاسي الأول.

شيخ الأزهر

وكان البطريرك الراعي زار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيّب، وهو أول لقاء بينهما، وجرى التأكيد خلال اللقاء، بحسب المصادر، أن «لا مشكلة أساساً بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة، وأنه ينبغي العمل معاً من أجل مواجهة آفة الإرهاب». كما كشفت المصادر أن الراعي وجّه دعوة لشيخ الأزهر لزيارة لبنان وأن الدكتور الطيّب وعد بتلبيتها.

اتصال جعجع بالحريري

وكانت المشاورات الرئاسية تواصلت أول من أمس في اتصال أجراه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بالرئيس الحريري، دام ساعة كاملة. وقال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» ملحم الرياشي في أحاديث صحافية إن الاتصال كان «علمياً وواضحاً»، مضيفاً أن الاستقرار لا يؤمّنه «إلا تسوية بالسياسة لا تسوية بالنظام لأننا ارتضينا جميعاً باتفاق الطائف». وأكد أنه وإن كان هناك «اختلاف بين «المستقبل» و»القوات» لكن لن يصبح خلافاً يوماً ولن نترك بعضنا البعض أبداً».

النفايات

على صعيد آخر، أكدت مصادر حكومية لـ»المستقبل» أن رئيس الحكومة تمام سلام سيرأس اليوم اجتماعاً للجنة الوزارية المعنيّة بمتابعة ملف النفايات، لعرض النتائج التي بلغتها الاستعدادات لترحيل النفايات وكامل التفاصيل المتعلقة بعروض الشركات والأسعار والجوانب القانونية. أضافت أنه نتيجة هذا الاجتماع سوف يوجّه الرئيس سلام دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء لبتّ هذا الملف، يرجّح أن تكون هذا الأسبوع استباقاً لمرحلة الأعياد.