في يوم جبران تويني وفرنسوا الحاج، تتشابك معاني الشهادة والسيادة لترسم بالسيف والقلم خارطة الخلاص المرتجى للوطن.. خلاص مفتدى بالروح والدم لا بد وأنه آتٍ مهما تعاظمت التضحيات واشتدت المحن. رحل الشهداء «والحزن بات مضاعفاً اليوم لأنّ دماءهم لم تزهر أحلامهم بلبنان الجديد» بل أضحى هذا البلد «المسكين بلا رأس ومؤسساته معطلة وشعبه يئنّ» كما عبّر متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة في قداس الذكرى العاشرة لاستشهاد جبران ورفيقيه اندريه مراد ونقولا فلوطي في كنيسة مار جاورجيوس في بيروت، مشدداً على أنّ «التعامي عن الحقيقة تواطؤ والرضوخ للواقع عيب وواجب الجميع أن يهبّوا للإنقاذ قبل فوات الأوان». ولأنّ ذكراه لن تغيب وقسمه سيبقى مدوياً، توجّه الرئيس سعد الحريري إلى جبران في ذكراه مجدداً العهد بالحفاظ على الأمانة وعدم التفريط بها لأنها قضية بحجم وطن تضيع إذا ضاع لبنان.

وقال الحريري في تغريدة عبر موقع «تويتر» أمس للمناسبة: «نفتقد الجرأة في القول والكلمة القاطعة بحد الصدق»، وأضاف: «لأنك تشبه النهار، فإن ذكراك لن تغيب وقسمُك سيبقى مدوياً في ضمير لبنان. أنت وكل الشهداء قضيتكم أمانة بحجم وطن، تضيع إذا ضاع لبنان».

في المقابل تواصل أيدي التنكيل بالجمهورية الدفع باتجاه تعطيل كل المبادرات الوطنية الهادفة إلى إنقاذها، ولفت الانتباه أمس إعلان رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط أنّ «تسوية انتخاب رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساً تعطلت أو تأخرت محلياً بفضل تلاقٍ عجيب غريب لقوى متناقضة شكلياً على الأقل»، مستغرباً في هذا الإطار «الصمت المريب لجبهة الممانعة التي لم تفسّر لماذا تعترض على انتخابه وموقفه السياسي واضح في تأييده لها»، متسائلاً في ضوء تلاقي هذه الجبهة مع «جبهة الصمود والتصدي السيادية الجديدة» عن الحيثيات التي يجهلها ودفعت بالجبهتين إلى خوض هذه المواجهة معاً.. وأردف متهكماً: «ولكن مواجهة ماذا؟ فحتى الآن لست أدري».

الفاتيكان

ومن روما حيث شارك في أعمال مؤتمر «حوارات المتوسط» والتقى على هامشه وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريشار غالاغير، أوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل» أن غالاغير أكد له اهتمام الفاتيكان الشديد بمصير الاستحقاق الرئاسي اللبناني ومتابعته الحثيثة لمساعي انتخاب رئيس الجمهورية، داعياً كافة الأفرقاء اللبنانيين إلى الإسراع في إنهاء الشغور مع تشديده على وجوب «إنجاح أي مسعى يمكن أن يؤدي إلى هذه النتيجة».

الراعي

وأمس، جدد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي مخاطبة «ضمائر الكتل السياسية والنيابية من أجل القيام بواجبها الوطني وتطبيق الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية فوراً»، متمنياً عليهم «أن يجلسوا معاً ويتخذوا القرار الوطني الشامل في أسرع ما يمكن وأن تكون هدية عيد الميلاد ورأس السنة انتخاب الرئيس». وأكد من مصر حيث يواصل جولته الرعوية الرسمية وقوفه «على مسافة واحدة من كل المرشحين لأنه مقتنع بأنه لا يحق لأحد تسمية الرئيس أو إقصاء أحد».

تحذير أميركي

أمنياً، برزت أمس دعوة الولايات المتحدة مواطنيها إلى تجنب السفر الى لبنان بسبب «مخاوف» تتعلق بأمنهم وسلامتهم.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إن «اندلاع أعمال عنف بشكل مفاجئ أمر وارد في أي وقت في لبنان، وسبق أن حدثت اشتباكات مسلحة في مدن كبرى»، محذرةً الأميركيين الموجودين في لبنان من «مخاطر» بقائهم في هذا البلد الذي يعاني من فراغ رئاسي.