الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية ألست وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لم يفرض على إيران أن تتعامل بإيجابية مع قضايا المنطقة. وبالتالي فإنها لم تلتزم بأية تسهيلات في الملفات الإقليمية وخصوصا في سوريا ولبنان. وكذلك فإن التصنيف الأميركي المتجدد لحزب الله بأنه إرهابي لم يؤثر على أدائه في لبنان وسوريا أو على الأداء الإيراني في المنطقة.
ومن الواضح أن إطلاق صفة الإرهاب على حزب الله لن يكون لها تأثير عليه. وإنما هي رسالة سياسية أكثر منها تنفيذية. سيما وأن وصف الحزب بالارهابي لم يصل إلى مستوى إصدار أي قرار عن مجلس الأمن الدولي يتحدث عن هذا الموضوع. وإنما اقتصر الأمر على الأميركيين. وحتى أن الأوروبيين الذين يعتبرون الجناح العسكري لحزب الله إرهابيا فإنهم على حوار مع الجناح السياسي فيه.
وفرنسا لم تدرج الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب إلا بعد انخراط الحزب في الحرب السورية. وكل ذلك لم يكن له أي تأثير ملموس على حزب الله. وأن تأثيره يقتصر على الجانب المعنوي والسياسي.
والآن سيتم التضييق على إيران وحزب الله نظرا إلى أن إيران ستحصل على أموالها المجمدة في الخارج والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات فور بدء تنفيذ الاتفاق النووي بعد أقل من شهر أي مع بداية ألسنة الجديدة. والدول الغربية لا تريد لإيران أن تزيد من نفوذها في المنطقة مع الحصول على هذه الأموال حالما يتم الإفراج عنها.
وتؤكد المصادر أن إزالة حزب الله عن لائحة الإرهاب الأميركية لن تأتي إلا وفق تسوية كبرى في المنطقة وإجراءات ترافقها مثل انسحابه من سوريا ونزع سلاحه وتحوله إلى حزب سياسي وكل ذلك بعد التفاهم مع إيران. وفي إطار التسوية مع المجتمع الدولي فإن الدول الكبرى تريد من إيران أن لا تستمر في إضعاف مؤسسات الدولة حيث لديها نفوذ في دول المنطقة. وأن لا يكون نفوذها عبر إضعاف هذه المؤسسات وإنشاء ميليشيات موازية للدولة. وهذا ما هو حاصل في لبنان والعراق واليمن وسوريا حيث هناك ميليشيات شيعية موازية للدولة. وهي تقوم بذلك لأضعاف الدولة وعبر نفوذها على تلك الميليشيات تقوم باتخاذ القرارات معها.الأمر الذي يجعلها في موقع غير المضطر للتعامل مع رئيس الدولة الشرعي في أي بلد من تلك البلدان في المنطقة. بل تتعامل مع تلك الميليشيات.