في اللقاء الذي عقده رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع مع كوادره، في معراب الثلاثاء الماضي، بعيداً عن الإعلام، وضع النقاط على الحروف، لدحض كل التأويلات التي رافقت إعلان المبادرة. تحدّث أمام المجتمعين عن كل ما حصل، منذ أن خرجت الفكرة على لسان الحريري، وصولاً إلى اليوم. «الأخبار» حصلت على تفاصيل الاجتماع الذي شهد «غضبة» واضحة لدى الشباب القواتيين الذين عبّروا عن استياء بالغ من موقف الحريري، إلا أن جعجع رفض «وضع يده على الزناد وإطلاق رصاصة الموت على العلاقة التي تجمعه بالحريري»، مؤكداً أن «مستقبل العلاقة سيحدّدها مسار المبادرة».

خلال الاجتماع، كشف جعجع أنه خلال لقائه بالحريري في الرياض، قبل ثلاثة أشهر، «حصل تباين كبير في وجهات النظر في ما يتعلّق بالملف الرئاسي». وبحسب ما قال جعجع لكوادره، فقد عبّر الحريري أمامه «عن انزعاجه من استمرار الوضع على ما هو عليه»، مؤكداً أن «على فريق الرابع عشر من آذار تسمية مرشّح توافقي، كي نرفع عن أنفسنا مسؤولية التعطيل، ونرمي الطابة في ملعب فريق الثامن من آذار».

فما كان من جعجع إلا أن رفض هذا الطرح لسببين: الأول أن «ذهاب فريق 14 آذار نحو تبنّي مرشّح توافقي، سيدفع حزب الله إلى التمسّك بالعماد ميشال عون أكثر من أي وقت مضى». أما السبب الثاني فهو «استغلال رئيس تكتّل التغيير والإصلاح هذا الطرح لمخاطبة الشارع المسيحي، والقول إن 14 آذار تبنت ترشيح جعجع لتقطيع الوقت ليس إلا».

وفي سرده لتفاصيل اللقاء، قال جعجع إنه اقترح على الحريري «انتظار اللحظة المؤاتية التي يكون فيها الفريق الآخر، وتحديداً حزب الله جاهزاً للتسوية». فما كان من الحريري إلا أن رمى قنبلة في وجه جعجع قائلاً: «شو رأيك نرشّح سليمان فرنجية»؟ ولم يخف جعجع وقع الصدمة من طرح الحريري، فأجابه «هذه مبادرة لا يُمكن أن أسير بها. أنا أحاور العماد عون منذ سبعة أشهر ولم أفكر يوماً في ترشيحه، فكيف تطلب منّي مباركة ترشيح شخصية أبعد ما تكون عن ثوابتنا وخياراتنا السياسية»، مؤكداً أنه «لم يلق جواباً من الحريري، لكن الأخير تبلّغ رفضنا منذ ثلاثة أشهر».