طبخة ترشيح سليمان فرنجية لم تنضج إيرانيا ...
السفير :
أن يلتقي الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية على مدى ساعات ليل الخميس ـ الجمعة، هذا ليس بجديد على الرجلين اللذين لطالما التقيا عشرات المرات في الفترة الممتدة منذ العام 2005 حتى يومنا هذا.
أكثر من ذلك، يمكن القول أن سليمان فرنجية هو أحد قلائل من السياسيين اللبنانيين الذين يتواصلون مع السيد نصرالله بصورة دائمة عبر «الهاتف الداخلي»، وثمة قنوات اتصال غير مباشرة مفتوحة بينهما في الكثير من القضايا، ولعل ذلك قد أكسب الزعيم الماروني الشاب مزايا لا تتوفر سوى عند قلة قليلة من حلفاء المقاومة، ناهيك عن علاقته المميزة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهي علاقة تتجاوز البعد الشخصي والعائلي.. الى البعد السياسي الذي جعل فرنجية يقول بصريح العبارة أكثر من مرة في السنوات الخمس الماضية: اذا هزم الأسد في سوريا.. سنعترف بأننا شركاء في الهزيمة، واذا صمد نحن شركاء في الصمود ومن ثم الانتصار.
منذ لحظة عودته من باريس بعد اجتماعه بالرئيس سعد الحريري، تواصل فرنجية مع قيادة «حزب الله» وطلب موعدا للقاء السيد نصرالله، وكان الجواب ايجابيا بطبيعة الحال. بعدها قرر الرجل أن يتواصل أولا مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وفي مرحلة ثانية مع رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون.
تجاوز فرنجية الشكليات، وتوجه هو شخصيا الى البترون حيث التقى باسيل ووضعه في أجواء لقاء باريس، متمنيا عليه أن ينقل لـ»الجنرال» الأجواء تمهيداً للقاء قريب ومباشر بينهما.
افترض فرنجية أنه لو توجه مباشرة من المطار الى الرابية واجتمع بعون بناء على نصيحة بعض المقربين منه، كان يمكن أن يكون أمام نتيجة من اثنتين: ايجابية أو سلبية.. والأرجحية للثانية، وعندها تقفل الأبواب بينهما ويتأزم الموقف.
انتظر زعيم «المردة» فاصلاً زمنياً معيناً وطلب موعداً للقاء «الجنرال» في الرابية، وهذا ما حصل وخرج من لقاء الستين دقيقة بانطباع سلبي، خصوصاً أن العماد عون بدا مصراً على اقفال كل الأبواب أمام احتمال وجود «الخطة باء» (وجود مرشح آخر غيره لرئاسة الجمهورية).
من بنشعي الى الضاحية
مساء يوم الأربعاء الماضي، جاء الاتصال المنتظر. في اليوم التالي، توجه فرنجية مباشرة من بنشعي الى الضاحية الجنوبية لبيروت، ولم يكن أحد على علم بموعد اللقاء بينه وبين السيد نصرالله الا أحد المقربين منه ومعاون الأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا.
وعلى جاري عادة التعامل الأمني الحزبي الاستثنائي مع الزعيم الشمالي، كانت الرحلة للقاء «السيد» سريعة وسهلة ومريحة برغم الاعتبارات الأمنية التقليدية التي ترافق لقاءات سياسية كهذه.
وكعادته، استقبل السيد نصرالله فرنجية بوصفه من «كبار أهل البيت». لطالما كان يردد «حزب الله» أن فرنجية يمثل مشروع المقاومة في بيئته وربما يتفوق أحياناً على المقاومة نفسها. من هذا الباب تحديداً، بدأ «السيد» حواره الطويل مع سليمان فرنجية. قال له إن جمهور «حزب الله» يعرف قيمتك كسليل بيت ماروني وطني وعربي. رحم الله جدك الرئيس الراحل سليمان فرنجية. لقد كان وفيا وأصيلا في علاقته بالقضية الفلسطينية وبسوريا والمقاومة، وهل ننسى وقوفه على منبر الأمم المتحدة مدافعا عن قضية فلسطين باسم كل العرب.
وقبل أن ينتقل الاثنان ومن معهما الى مأدبة عشاء بيتية أقامها «السيد» على شرف ضيفه، كان لا بد للقاء من أن يشهد استعراضا شاملا لكل التطورات الدولية والاقليمية، وهل من بداية غير تلك التي يختارها «السيد» دائما، أي «البداية اليمنية»؟
خاض الأمين العام لـ»حزب الله» في الملف اليمني بكل تفاصيله وتعقيداته. عرض للمطالب المتواضعة التي كان يرفعها الحوثيون، وهي شبيهة بثقافتها بمطالب «حزب الله» يوم أتى اليه وزيرا خارجية قطر وتركيا في أيار 2008 وسألا عن ثمن تسييل السابع من أيار سياسيا في مؤتمر الدوحة المزمع عقده، فجاءهما الجواب: لتتراجع حكومة فؤاد السنيورة عن قراري فك شبكة الاتصالات واقالة العميد وفيق شقير.. ونقطة على السطر، الأمر الذي أدهش القطري والتركي، خصوصا لناحية لغة الحسم والثقة بالذات.
نصرالله: نراكم انتصارات
من اليمن، انتقل الحاضرون الى ملفات المنطقة، السعودية، البحرين، العراق وأخيرا سوريا، وخصوصا في ضوء القرار الروسي بالانخراط عسكريا في الحرب ضد الارهاب على أرض سوريا (مع وقفة عند التطورات الأخيرة المتصلة بمؤتمر فيينا واجتماع المعارضة في الرياض ومستقبل المسار السياسي).. والأهم الخريطة الميدانية التي يتابع «السيد» أدق تفاصيلها، ويدرك فرنجية الكثير من معالمها من موقع خبرته السورية على مر الزمن وخصوصا بعض رحلات الصيد التي كانت تقوده الى بعض النواحي السورية التي صارت اليوم جزءا من مسرح «الحرب العالمية» هناك.
في المحصلة الاقليمية، بدا «السيد» مطمئنا الى المشهد العام. المحور الذي يضم سوريا وايران وروسيا والمقاومة استطاع أن يقلب المعادلات. هناك المزيد من الانجازات على الطريق. المأزق السعودي والخليجي في اليمن بدأت تعبيراته تتدحرج في أكثر من اتجاه.. والحبل على الجرار.
كيف لنا أن نتصرف نحن في لبنان في موازاة المشهد الاقليمي المتبدل؟
هنا، دخل نصرالله وفرنجية في صلب الموضوع الداخلي. بطبيعة الحال، لم يكن «حزب الله» خارج كل مسار الحوار بين بنشعي و»تيار المستقبل». المبادرة كيف بدأت؟ أين دور ديفيد هيل؟ أين دور الآخرين؟ وليد جنبلاط، الفرنسيون الخ..
استطاع الاثنان بما يملكان من معلومات استكمال «البازل» ليس بوقائعه بل بالتحليل والأهداف وهذا هو جوهر اللقاء بينهما.
الادارة.. والاتهامات!
وعلى قاعدة أن فرنجية كان يطلع الحلفاء على كل التفاصيل، فإنه كان يدرك أن هذا المسار سيؤدي بطبيعة الحال إلى اللقاء بينه وبين الحريري. صحيح أن بعض الأمور تخللتها هفوات على صعيد الشكل وأحيانا المواعيد، ولكن المفارقة تمثلت بتطور الأمور بأسرع مما كان يتوقع هذا وذاك من ضمن الفريق الواحد. كان تصور سليمان فرنجية أن لقاء باريس مع الحريري ستليه سلسلة لقاءات، ولم يكن يعتقد أن جلسة واحدة يمكن أن تكون كافية لحسم الكثير من الأمور.
اكتشف فرنجية هناك ما وصفها «جدية سعد الحريري»، وفي الوقت نفسه، لمس أن الرجل يستند الى اشارة سعودية واضحة غير قابلة للجدل. ولذلك، عرض الجانبان هواجسهما. طرح الحريري تحديدا أسئلته وتصوراته وحصل على أجوبة أولية قليلة واتفق الجانبان على أن العديد من النقاط تحتاج الى استكمال البحث مستقبلا بين الجانبين.
لعل النقطة المشتركة في تقييم الجانبين الصريح، أن تسارع الأحداث جعل البعض يعتقد أن القطاف يمكن أن يكون سريعا. هناك ادارة خاطئة. من الطبيعي أن يعبّر رجل كسليمان فرنجية عن غضبه عندما يسمع أصواتا توجه اليه اتهامات في السياسة والأخلاق والوطنية، وخصوصا أن بعضها يتظلل بمظلة المقاومة. وهل يعقل أن تتبدل الأدوار فيدافع عني فريد مكاري وفريق 14 آذار بينما أقرب الناس الى الخط يهاجمونني؟! هنا كان جواب «السيد» واضحا بأن «حزب الله» لم يكن جزءا من هذه المنظومة وهو عندما يريد قول شيء يقوله بشجاعة ووضوح وبلسان أمينه العام في معظم الأحيان.
النهار :
تقفل نهاية الاسبوع السياسي على صورة تداعيات الارباك الواسع الذي تتخبط فيه القوى الداخلية، جراء خلط الاوراق الذي أحدثه مشروع التسوية الرئاسية والذي أصيب بدوره بجمود بات من الصعوبة توقع أي خرق له في ما تبقى من السنة الجارية الا اذا طرأت عوامل مفاجئة غير محسوبة. لكن الجمود الذي اكتنف ظاهرا التحركات الداخلية في الايام الاخيرة، لم يحجب تطورا ديبلوماسيا يكتسب دلالة لافتة ويتمثل في اندفاع بعض الخارج نحو توظيف المناخ السياسي الذي أثاره مشروع التسوية وترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه في اتجاه منع تفويت الفرصة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو عامل بدأ يلعب دورا محوريا آخر في حركة الاتصالات واللقاءات الجارية بعيدا من الاضواء. وفي هذا السياق، علمت "النهار" امس ان السفارة الاميركية في عوكر تولت دعوة ممثلين للافرقاء المسيحيين وعدد من السياسيين المسيحيين المستقلين الى غداء في خطوة رمت من خلالها الى الاطلاع على رؤى هؤلاء الافرقاء في شأن التسوية الرئاسية وترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية. وفي المعلومات ان الجانب الاميركي شدد امام السياسيين المدعوين على حتمية الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية وفقا لما دأب القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز على تكراره في جولته على القيادات السياسية ولا سيما منها الزعماء المسيحيين اخيرا، إما بالتوافق على التسوية المطروحة وإما بتقديم بديل عبر التوافق على ترشيح شخصية مارونية أخرى. كما شدد الجانب الاميركي على ضرورة تجنب استمرار الفراغ الرئاسي بأي ثمن.
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية أن هناك تحركا لموفد أميركي الاسبوع المقبل في اتجاه لبنان، إما لإنعاش التسوية الرئاسية، وإما للبحث في بديل من ترشيح النائب فرنجيه، علما أن الخارجية الاميركية ليست مستعدة للتدخل مباشرة في هذا الملف قبل الحصول على ضمانات ليست متوافرة في الوقت الحاضر. وأوضحت المصادر أن هذا التحرك يأتي بعدما تبيّن ان الامور لا تمضي كما يجب، فيما يصرّ المجتمع الدولي على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان في أقرب وقت ممكن خشية ألا تكون هناك فرصة أخرى قبل مرور سنة والى ما بعد إنجاز تسوية تتعلق بالنظام السوري. في حين أن أصدقاء لبنان على المستوى الدولي يرغبون في أن تتحقق التسوية الرئاسية في لبنان قبل التسوية السياسية المعقدة في سوريا.
الفاتيكان
ولا يقتصر الدفع الخارجي لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت على التحرك الاميركي، اذ ان الفاتيكان يدفع بدوره في هذا الاتجاه. وقد شكل الاستحقاق الرئاسي محورا أساسيا في لقاء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق امس ووزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريشار غالاغير على هامش مؤتمر "حوارات المتوسط" في روما، حيث تناولا دور الفاتيكان في مساعدة اللبنانيين في المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان وخصوصا على صعيد الاستحقاق الرئاسي. واعتبر وزير خارجية الفاتيكان ان هناك ضرورة قصوى لانتخاب رئيس للجمهورية مؤكدا ان هذا الموضوع يأتي في أولويات اهتمام البابا فرنسيس.
في غضون ذلك، أكدت أوساط سياسية مطلعة انعقاد لقاء للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والنائب فرنجيه ليل الخميس الماضي، علما ان اللقاء جاء بعد يومين من لقاء الرابية لفرنجيه والعماد ميشال عون. وقالت هذه الاوساط إن لقاء نصرالله وفرنجيه لم يكن ايجابيا لجهة ترشيح الاخير الامر الذي يعكس استمرار الحزب في موقفه الحذر على أقل تقدير من التسوية المطروحة.
ويشار في هذا السياق الى ان وزير العمل سجعان قزي قال عقب لقائه امس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ان طرح الرئيس سعد الحريري لترشيح فرنجيه "تعثر حاليا وننتظر الفرج في السنة المقبلة". وفي المقابل حذر وزير الصحة وائل ابو فاعور من "استساغة سقوط التسوية لان في ذلك مخاطرة باستقرار لبنان الدستوري والسياسي وربما الامني".
الى ذلك، بدا امس ان تحريك ملف التنقيب عن النفط اتخذ بعدا جديدا في ظل الاجتماع الذي عقد في السرايا برئاسة رئيس الوزراء تمّام سلام غداة اجتماع مماثل عقد في عين التينة برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري للمعنيين بالملف لمناقشة البرنامج الذي أعدته هيئة قطاع البترول. وإذ شدد اللقاءان على عدم وجود خلافات سواء في مجلس النواب او مجلس الوزراء على موضوع تحريك ملف النفط، بدا ان هناك قرارا سياسيا يرمي الى تحريك هذا الملف. وعلمت "النهار" ان الرئيس بري سيطرح الملف على طاولة الحوار في جولته المقبلة التي أرجئت من الاثنين المقبل الى 21 كانون الاول الجاري بسبب وفاة شقيقة رئيس المجلس.
أما في شأن ملف أزمة النفايات، فعلم ان الرئيس سلام يتجه الى دعوة مجلس الوزراء الى جلسة الاسبوع المقبل بعدما أطلعه وزير الزراعة أكرم شهيب على تقدم في المفاوضات مع شركتين ستتوليان تصدير النفايات الى الخارج وينتظر انجاز النقاط العالقة اليوم.
الديار :
السخونة السياسية التي شهدتها البلاد خلال الاسبوعين الماضيين، على خلفية التسوية الرئاسية واجتماع سعد الحريري وسليمان فرنجية في باريس، بدأت تتراجع، عبر تبريد للاجواء السياسية، وتهدئة قد تستمر الى ما بعد الاعياد. وبالتالي، فإن التسوية «رحلت» الى عام 2016، لكنها لم تسقط في ظل عدم وجود بدائل لها، كما تؤكد اوساط تيار المستقبل وفرنجية.
لكن مستجدات الايام الماضية قد تبدل التحالفات جذريا وتزيد الانقسامات. وفي مقابل التواصل بين الحريري وجنبلاط وفرنجية لتعزيز التسوية الرئاسية، فإن لجنة النيات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والمؤلفة من النائب ابراهيم كنعان والمستشار الاعلامي للدكتور جعجع ملحم رياشي، تكثف اجتماعاتها من اجل ترتيب لقاء بين الجنرال و«الحكيم»، لطرح البدائل عن تسوية باريس. واشار النائب القواتي فادي كرم عبر تويتر الى ان العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع يناقشان البدائل، ولقاؤهما قد يتم في اي لحظة.
وفي ظل هذه الاجواء، فإن التحالفات ما قبل تسوية باريس هي غيرها ما بعد لقاء الحريري وفرنجية.
فالتوتر بين العماد عون والنائب سليمان فرنجية بعد فشل اللقاء الاخير بينهما، انعكس على جمهور الفريقين، عبر حرب عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتضمنت «تعابير» قاسية وفاجأت مسؤولي الطرفين. كما ان الاتصالات التي اجرتها قيادة حزب الله والرئيس بري لتخفيف اجواء التوتر، لم تنجح كليا والامور بحاجة الى مزيد من الجهد.
كما ان اوساط المردة انتقدت عدم الالتزام بما اتفق عليه في لقاء الأقطاب الموارنة الأربعة في بكركي بتأييد الاقطاب الاربعة اي مرشح منهم لرئاسة الجمهورية يتم اختياره. وهذا التراجع يعبر عن عدم المصداقية عند البعض.
وفي مقلب الصورة، فان اجواء التوتر امتدت ايضاً لتصيب الحلف بين المستقبل والقوات اللبنانية بتصدع كبير، رغم تأكيد مسؤولي الطرفين على ان الاتصالات مستمرة وبشعرة معاوية لم تنقطع. لكن احاديث مسؤولي الطرفين في الصالونات السياسية تحمل انتقادات عنيفة متبادلة، ووصلت الى المواقع الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي ايضا، وحملت ردودا مختلفة ادت الى تصدع التحالف. وقد عقدت قوى 14 آذار اجتماعا في بيت الوسط برئاسة فؤاد السنيورة، وغاب ممثل القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب جورج عدوان الذي اعتذر في اللحظة الاخيرة.
وعلم ان المجتمعين تناقشوا في التسوية الرئاسية، وكان الرأي متفقا على انجاحها وتذليل العقبات امامها. وكشف النائب جورج عدوان عن خلاف مع المستقبل آملاً في أن لا يصل الى خلاف حول موضوع التسوية الرئاسية.
ـ لقاء نصرالله - فرنجية ـ
ما نشرته «الديار» امس الاول عن لقاء جمع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب سليمان فرنجية، تطرقت اليه الوسائل الاعلامية.
واشارت المعلومات الى ان اللقاء كان صريحا ووديا، في ظل العلاقة التي تربط السيد بالنائب سليمان فرنجية، فيما اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله يملك الجرأة الكافية لكي يبدي موقفا صريحا في كل اللحظات.
وفي المعلومات، ان مرشح 8 آذار ما زال العماد ميشال عون، وحزب الله معه في السراء والضراء وحريص كل الحرص على النائب سليمان فرنجية وثوابته المطروحة. لكن المرحلة دقيقة والتسوية لم تظهر، ولم يعلن الحريري الترشيح رسميا، وهناك شكوك كبيرة لدى فريق 8 آذار في نواب الحريري والتسوية المطروحة. وبالتالي نصحوا فرنجية منذ اليوم الاول بعدم السير فيها، لانها ليست جدية وهدفها تفتيت حلف 8 آذار.
ـ اوساط المستقبل وجنبلاط ـ
وفي المقابل، فإن اوساط الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط تؤكدان ان التسوية لم تسقط، وهما جديان في ترشيح سليمان فرنجية وانه سيتم تفعيل المبادرة بعد الاعياد وبزخم دولي، وان هدنة الاعياد ستكون متنفسا للجميع لإعادة ترتيب مواقفهم.
واشارت الاوساط الى ان الاتصالات مفتوحة بين بري والحريري وجنبلاط، وترشيح فرنجية ما زال قائما. كما ان اتصالات الحريري وجنبلاط لا تهدأ مع السفراء العرب والاجانب، وتحديدا السفيرين المصري والسعودي، ومع سفراء فرنسا وروسيا وواشنطن. ومن جهة اخرى، فإن فرنجية يواصل اتصالاته الشخصية، وكذلك يرسل الموفدين الى مختلف القوى، وتحديدا المسيحية المعارضة لفرنجية وخارج الاطار العوني والقواتي، خصوصا ان النواب المسيحيين المستقلين لم يرفضوا التسوية مطلقا، وان التسوية ستنطلق فور توفير ظروف نجاحها.
ـ اطمئنان الرابية ـ
اما الرابية، فقد استعادت هدوءها النسبي امس وتراجعت زحمة الزوار الموفدين، بعد ان نجح العماد عون في تجميد التسوية وحتى افشالها، مستفيدا من دعم حزب الله و8 آذار، وبالتالي ارتاحت «الماكنات» العونية بعد ابلاغ الجنرال النائب فرنجية رفضه للتسوية مهما كلف الامر.
ورغم الهدوء في الرابية، فإن حرب مواقع التواصل الاجتماعي بين المرده والتيار الوطني تواصلت ولم تتراجع، رغم تدخل الحلفاء، لكن المسافة باتت متباعدة جدا بين المردة والتيار الوطني.
وقالت اوساط سياسية مطلعة ان الحراك الرئاسي، وتحديدا ما يخص ترشيح النائب سليمان فرنجية، يتجه الى التهدئة واعطاء فرصة للجميع حتى مطلع العام الجديد، بعد حال التصعيد التي شهدتها الساحة منذ الاعلان عن مبادرة سعد الحريري. واعتبرت ان الاتصالات في خلال هذه المرحلة ستركز على اعطاء التطمينات والضمانات كل فريق للاخر، في ظل ما ظهر من مواقف اعتراضية على الترشيح، ومطالبة الاطراف المسيحية في قوى 14 آذار بالحصول على ضمانات، في ما خص السياسات الخارجية للرئيس المقبل ومطالبة قوى 8 آذار باقرار «سلة كاملة» للدخول في بحث الملف الرئاسي.
الجمهورية :
لا مؤشّرات توحي بانتخابات رئاسية في ما تبَقّى من أسابيع في السَنة الحالية، فالتسوية جُمِّدت على وقع اصطفاف داخلي معارض، وتأزّم إقليمي كبير ظهَر مع مؤتمر المعارضات السورية في الرياض، والذي رأى فيه محور الممانعة منذ لحظة الإعلان عنه والإعداد له تصعيداً ضدّه، فقرّر، وفقَ ما كشَفت أوساط مطّلعة لـ«الجمهورية»، الردّ على الرسالة التصعيدية في سوريا برسالة من الطبيعة نفسِها في لبنان برفض التعاون مع أيّ مبادرة سعودية حتى لو كانت تؤدّي إلى انتخاب مرشّح في صميم خط الممانعة. وقالت الأوساط «لا يمكن إزاء التصعيد الأخير في سوريا ومع «حزب الله» من خلال وضع مجموعة من كوادره على قائمة الإرهاب ووقف بثّ «المنار» عبر العربسات التجاوبُ مع تسوية في لبنان تخدم سياسة هذا الخط». ورأت أنّ التسخين لن يرَدّ عليه في لبنان بتسخين مماثل، إنّما برفض أيّ عرض سياسي يقدّمه هذا الفريق، لأن ليس مَن هو من يقرر أين يصَعّد وأين يهادن وأين يقايض، ولذلك لا تسوية رئاسية في لبنان قبل أن تدخل سوريا مسارَ الحلول لا التأزيم». وفي موازاة المؤشرات الإقليمية، ما زالت المؤشّرات الداخلية على ثباتها لجهة تمسّك «حزب الله» بترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، وتمسّك الأخير بترشيحه، كما تمسّك «القوات» و«الكتائب» بموقفهما الرافض للتسوية، ما يعني أنّه في ظِلّ هذا الاصطفاف لا أفقَ لهذه التسوية محلياً، خصوصاً أنّ الرياض كانت قد أبلغَت أيضاً رفضَها أيّ حلول على حساب المسيحيين، وبالتالي الانسداد الرئاسي مُحكم بشدّة نتيجة التعقيدات المحلية والخارجية. وفي هذا السياق قالت مصادر على تقاطع مع الأحزاب الأربعة المعارضة للتسوية إنّ كلّ ما يُشاع عن خروقات مرتقَبة ومفاجآت محتمَلة لا يخرج عن سياق الترويج والضغط الإعلامي. لم تتمكّن الاتصالات حتى الساعة، على كثافتها، من إزالة العوائق القائمة من أمام التسوية الرئاسية، وقد ظلّت المواقف على حالها، ويتوضّح أكثر فأكثر أنّ هذه المواقف استراتيجية أكثر ممّا هي تكتيكية، وبالتالي قد تكون غير قابلة للتعديل، وأنّ حدود التجاوب مع الضغوطات لا يتعدّى مصالح القوى داخلياً، سواء مناطقياً أو سياسياً أو وطنياً.
وفي ظلّ هذه الأجواء، بات من المتعذّر أن يشهد الأسبوع المقبل الذي تدخل فيه البلاد مدار أعياد الميلاد ورأس السنة، قفزةً نوعية في الملف الرئاسي، على رغم الزيارات المرتقبة الى لبنان لبعض الموفدين العرب والأجانب.
ومع الحماسة الديبلوماسية غير المسبوقة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس، اليوم قبل الغد، بات في حُكم المؤكّد أنّ حظوظ الجلسة الانتخابية المقبلة في 16 الجاري لن تكون أفضل من سابقاتها، أمّا جلسة الحوار التي كانت مقررة في عين التينة الاثنين المقبل في 14 الجاري فتأجّلت الى ظهر الاثنين الذي يَليه بفعل وفاة شقيقة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جدّد أمس تأكيده أنّ مفتاح الحلّ في لبنان هو انتخاب رئيس الجمهورية، مشدّداً مرّة أخرى على الحوار الوطني واستمراره.
«حزب الله» والتسوية
وسط هذا المشهد، جدّد «حزب الله» حِرصه على انتخاب رئيس جمهورية، وتسيير أعمال الحكومة والمجلس النيابي، وأعلن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم انّ الحزب «يملك الجرأة الكافية ليقول موقفَه صريحًا في كلّ المحطات التي يعيش فيها، وما يقوله يقف عنده، نحن لا نغيّر موقفنا مع تغَيّر الأوضاع، ولا نغيّر موقفنا مع تغيّر المصالح، ولا نكون صباحًا في موقف ومساءً في موقفٍ آخر، نحن لا نتلوّن، ولا نُباع ولا نُشترى، ولا نؤمَر ولا نأخذ التعاليم من أحد، نحن نعمل ما يُمليه علينا ضميرنا وقناعاتنا لمصلحة هذا البلد».
ولفتَ قاسم الى أنّه «في بعض الأحيان تكون هناك أوضاع تتطلب موقفًا معيّنًا نصمتُ ولا نتكلم، ولكن اعلَموا أنّ السكوت موقف، فنحن نحتاج إلى فترة لنتأمّل ونستكمل بعض الاتصالات لنعلن موقفنا النهائي من أيّ قضية، نحن جماعة نفكّر ثمّ ننطق، ولسنا من الذين يتكلمون قبل أن يفكّروا».
وقال قاسم: «عندما نصَرِّح فيكون المطلوب أن يعرف الناس هذا الموقف، وعندما نسكت أيضًا لأنّنا لا نرى التوقيت سليماً ولا الفكرة ناضجة من أجل أن نقول الموقف النهائي».
الحريري
وعلمت «الجمهورية» أنّ الرئيس سعد الحريري اتّصلَ برئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وقد جرى التشاور في التطوّرات الأخيرة من جوانبها المختلفة.
قزّي في معراب
وزار وزير العمل سجعان قزي معراب، واعتبَر بعد لقائه جعجع «أنّ من يريد الوصول إلى الرئاسة عليه ان يحظى على الوفاق والإجماع، وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه كي يأتي رئيس يشبه شعبَه، ونحن ككتائب نريد رئيساً يحترم الدستور».
وأضاف «إحترام الدستور يعني أن يؤمن باستقلال لبنان وسيادته وبقانون انتخابيّ عادل، وأن يكون لبنان في منأى عن كلّ الصراعات. هذه هي الضمانات، وهذه الضمانات ليست خاصة وإنّما يطلبها الدستور».
وأشار قزي الى أنّ طرح الرئيس سعد الحريري يتعثّر حاليّاً، وننتظر الفرَج في السنة المقبلة». وشدّد على «أنّ الرئيس يجب أن يشكّل عامل وفاق وليس عامل انقسام بين القوى السياسية واللبنانية، وهناك عقَبات، وهذا لا يَحتمل التحليل، فبمجرّد قراءة الصحف والمواقف تدرك أنّ هذه الديناميكية اعتراها فَرملة، ولكن ما أتمنّاه إذا كان هناك عقبات أمام وصول هذا المرشح إلى الجمهورية، ألّا يعتريَها عقبات أمام مشروع الرئاسة».
كرم
وكان لافتاً كلام نائب «القوات» فادي كرم عبر «تويتر» عن بحث البدائل الرئاسية بين جعجع وعون، مما يدّل، وبحسب أوساط مطّلعة، أنّ الحوار بين الطرفين بعد «إعلان النيّات» قطع أشواطاً، وأنّ احتمال ترشيح جعجع لعون بات وارداً وبقوّة.
الراعي
وأعلنَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال تكريسه كنيسة مار مارون الجديدة في مصر «أنّنا نصَلّي معكم من أجل الكتَل السياسية والنيابية في لبنان، لكي يتحلّى رجالاتها بالشجاعة المتجرّدة والحرّة، ويتلقّفوا المبادرة الجديدة المختصّة بانتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء حال الفراغ في سدّة الرئاسة التي دامت إلى الآن سنةً وسبعة أشهر.
ونصَلّي أيضاً لكي يمسّ الله ضمائرَ حكّام الدول في الأسرَتين العربية والدولية، ويمنحَهم شجاعة القرار لإيقاف الحرب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وإيجاد الحلول السياسية لها، ويُرسوا أساسات سلام عادل وشامل ودائم في هذه البلدان، والعمل الجدّي لإعادة النازحين والمهجرين والمخطوفين الى بيوتهم ومنازلهم».
وحبَيش في الرابية
وزار عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش الرابية لتعزية رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بشقيقه. وأعلن حبَيش أنّه «كان هناك توافقٌ على ضرورة استمرار الحوار بين الأفرقاء السياسيين للوصول الى نتيجة وإنقاذ رئاسة الجمهورية». وأكد أنّ عون «منفتح على الحوار مع كلّ الأفرقاء السياسيين وصولاً إلى إنجاز الاستحقاق، ونتمنى أن تصل الأمور إلى حلول قريبة».
... وجونز عند السنيورة
وواصَل القائم بالأعمال الاميركي في لبنان ريتشارد جونز لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين للبَحث معهم في التسوية الرئاسية، فبَعد محطة بكفيا ومعراب أمس الأوّل، زار أمس رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة.
اللواء :
حدثان فاجآ الانشغال السياسي بملف الرئاسة المتعثرة:
الأوّل - وضع ملف النفط على سكة التنقيب لمنع تشكّل تحالف إقليمي تكون إسرائيل طرفاً فيه «يبتلع» النفط في المياه الإقليمية اللبنانية، وبالتالي تضيع حصة لبنان من هذه الثروة التي انتظرها اللبنانيون طويلاً كمصدر من مصادر الثروة وكدخل يساهم في إطفاء الدين العام.
والثاني - إعادة ملف قضية الامام موسى الصدر إلى الواجهة بعد التسجيل الصوتي الذي بثته بعض محطات التلفزة لهنيبعل القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي كان في عهدة مجموعة لبنانية مسلحة قبل ان يتسلمه فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من هذه الجماعة، في أحد احياء مدينة بعلبك البقاعية، فيما نفى رئيس لجنة الامام الصدر القاضي حسن الشامي، ان تكون للجنة أي علاقة أو علم بما حدث، علماً ان هنيبعل القذافي متزوج من لبنانية وهو كان في سوريا.
لكن ما انطوت عليه رسالته الصوتية اشارت إلى ان الجهة الخاطفة تطالب بأدلة ثابتة حول مصير الامام الصدر الذي خطف في عهد والده، وهو اعرب عن تعاطفه مع هذه القضية التي لها أنصار يريدون معرفة مصير امامهم الذي اختفى ظلماً.
وبين هذين الحدثين، ارجأ الرئيس نبيه برّي جلسة الحوار الثانية عشرة اسبوعاً (من 14 إلى 21) بسبب وفاة شقيقته، وليتاح له تقبل التعازي (الخبر في مكان آخر)، الأمر الذي ارجأ مسألة زيارته للمملكة العربية السعودية بصرف النظر عمّا نسب إليه من مواقف وحسابات سياسية اسبوعاً أو أكثر.
وعلى جبهة الرئاسة، توزعت الاهتمامات من بنشعي، حيث بقي سفراء الدول، لا سيما الأوروبية، يزورون النائب سليمان فرنجية بوصفه مرشّح التسوية لإنهاء الشغور الرئاسي وسؤاله عن طبيعة التسوية وفرص نجاحها أو تراجعها، وموقف 8 آذار وحلفاء رئيس تيّار «المردة» منها، في وقت كان فيه الفريق الماروني المعارض لترشيح فرنجية يواصل تقييمه للموقف، كما ألمح إلى ذلك، وزير العمل سجعان قزي الذي التقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، في ظل صمت كل من «حزب الله» والنائب فرنجية حول تأكيدات اعلاميةان لقاء تمّ بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله ورئيس تيّار «المردة»، بالتزامن مع تسريبات عونية ان صمت «حزب الله» والمصارحة بين النائب ميشال عون وفرنجية، وما وصفته هذه المصادر بثبات الثلاثة على موقفهم احبط ما توهمته بأنه «كمين» لتصديع وحدة 8 آذار، الأمر الذي رفضت أوساط في «المستقبل» مجرّد التعليق عليه، وقالت ان المبادرة ما تزال في واجهة الاهتمام، وأن القوى السياسية تدرس حيثياتها وتأثيراتها بعيداً عن «حرق المراحل»، من دون ان تربط هذه الأوساط زيارة التعزية التي قام بها النائب هادي حبيش إلى الرابية، بأي حوار للمستقبل مع التيار العوني، علماً ان الزيارة تمت بمعرفة رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة.
حزب الله يخرج عن صمته!
وفي موقف هو الأوّل من نوعه، أعطى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تفسيراً لصمت الحزب من مبادرة تسمية فرنجية لرئاسة الجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، وقال في احتفال تأبيني للحزب في حسينية البرجاوي امس: «عندما نصرح فيكون المطلوب ان يعرف النّاس هذا الموقف، وعندما نسكت أيضاً فلاننا لا نرى التوقيت سليماً ولا الفكرة ناضجة من أجل ان نقول الموقف النهائي».
وبنى الشيخ قاسم خلاصة هذا الموقف على ان للحزب الجرأة ليقول موقفه في كل المحطات، ويقف عند ما يقوله، «فنحن لا نغير موقفنا مع تغيير المصالح، ولا نكون صباحاً في موقف ومساءً في موقف آخر، نحن لا نتلون ولا نباع ولا نشرى ولا نؤمر ولا نأخذ التعاليم من احد».
وهذا الموقف، في تحليل بسيط، يدل على الآتي:
1- ان قضية ترشيح فرنجية لم تنضج بعد.
2- ولأنها على هذا النحو فليس التوقيت مناسباً لاعلان موقف منها.
3- والسكوت الذي يلتزمه الحزب لا يعني رفضاً لها ولا يعني قبولاً.
ومع هذه القراءة يمكن اعتبار موقف حزب الله، وفقاً لما يراه قيادي في 8 آذار، بأنه موقف التريث وعدم الحماس وعدم تبديل التحالف مع النائب عون بأي أمر آخر.
لا انتخابات رئاسية
وإذا كانت اتصالات حزب الله مع حليفيه عون وفرنجية قد لطفت مناخات التنافر بين الفريقين، فإن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أعلن بما لا يقبل التأويل في عشاء لحزبه، رفضه للتسوية المقترحة، «فالبلد لا يقوم على التسوية بل على الصمود».
وبانتظار أن يعلن جعجع موقفاً الأسبوع المقبل من ترشيح فرنجية، يرجح أن يكون رافضاً لهذا الترشيح، فإن ما بات طاغياً أن لا انتخابات رئاسية لا في جلسة 16 الحالي ولا في غيرها ما لم تحظى بقبول غالبية القوى المسيحية كالتيار العوني و«القوات» والكتائب، من دون أن تسقط من حساباتها مصادر «القوات» أن تذهب الخيارات إلى تسمية مرشّح آخر من خارج نادي أحزاب الأقوياء.
وفي هذا السياق، لفت مصدر وزاري لـ«اللواء» إلى أن الضغوط الديبلوماسية التي مورست من أجل حضّ القيادات اللبنانية على إجراء انتخابات رئاسية عاجلة لم تؤد إلى نتيجة، لا بل أن بعض الديبلوماسيين بدأوا يعيدون النظر بوجهات نظرهم والتراجع عن مواقفهم.
وقال هذا المصدر: «صحيح أن الضغوط الدولية والعربية خلقت قناعة لدى القوى السياسية بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس، إلا أنها لم تخلق قناعة بضرورة انتخاب المرشح الذي طرح إسمه، وهو النائب فرنجية، كما أن المواقف الداخلية ما تزال على حالها سواء لدى «حزب الله» وعون أو عند «القوات» والكتائب، كما أن المرشح لم يستطع أخذ حلفائه الأساسيين ولا خصومه، ومنذ أن أعلن ترشيحه لم تصدر أية مؤشرات توحي بإمكانه تأمين النصاب، ولم يضف أي إسم جديد لمؤيّديه».
وخلص المصدر إلى الإعراب عن خوفه من أن يؤدي استمرار طرح إسم فرنجية إلى ما هو عليه وضع عون وجعجع أن يصبح عائقاً أمام الانتخابات الرئاسية بدل تسهيلها، كاشفاً عن وجود حديث عن طرح إسم بديل عن فرنجية ربما يكون ذلك في مطلع العام، لكنه استدرك بأن هذا الأمر لن يكون سهلاً ما لم يسحب الرئيس الحريري طرحه الحالي، موضحاً بأن هناك قبولاً سياسياً في طرح البديل، رغم أن هناك تريّثاً في شأنه، متوقعاً حصول المزيد من التراجع لطرح فرنجية الأسبوع المقبل، إلا إذا حصلت أعجوبة، جازماً بأن انتخاب الرئيس أرجئ إلى العام المقبل.
وإذا كان المصدر الوزاري لم يشأ الكشف عن الجهة التي يمكن أن تطرح إسم البديل، فإن مصدراً نيابياً في كتلة «المستقبل» لم يستبعد في حال فشلت التسوية أن يبقي خيار بكركي محصوراً بالقادة المسيحيين الأربعة حيث يصبح بالإمكان البحث عن مرشحين آخرين تكون حظوظهم أكبر من القادة الأربعة.
إلا أن المصدر شدّد على أن وصول فرنجية إلى سدة الرئاسة أسهل من الفراغ، معتبراً أن حظوظ نجاح التسوية ما تزال في حدود الخمسين في المائة.