بدأت "خيوط الخطر" تلف على جوانب التسوية الرئاسية التي تفقد زخمها شيئاً فشيئاً مع مرور الساعات والايام، وبقيت المقار المسيحية محط تشاور بين مختلف الافرقاء في حين اعلن حزب الله على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم ثباته على مواقفه منذ تأسيسه وهو ما يعد تلميحاً بتمسك الحزب بترشيح العماد ميشال عون الى الرئاسة الاولى وعدم تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية.

واللافت في حصيلة المداولات والمشاورات ان الحديث لا سيما على جبهة 8 آذار عاد الى مربع الخشية من المناورة التي يتقنها فريق 14 آذار ومهندسو التسوية من خلفه، على ما قالت اوساط في 8 آذار معتبرة ان جلّ ما يبتغيه هؤلاء شق صفنا وتفتيت التحالفات بين مختلف المكونات لشرذمتها.

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري المنشغل بوفاة شقيقته مريم، فنأى بنفسه ايضا حتى عن الدعوة السعودية الموجهة اليه لزيارة المملكة، اذ اكدت مصادر مطلعة انه اعتذر عن عدم تلبيتها راهنا كما عن دعوات لدول أخرى من بينها روسيا، تجنبا لوضع نفسه في موقع لا يرغب ان يكون فيه، موضحة انه برر اعتذاره بتفضيله البقاء في لبنان لمواكبة تطورات التسوية الرئاسية.
وبسبب وفاة شقيقة الرئيس بري ارجئت جلسة الحوار الوطني التي كانت مقررة ظهر الاثنين المقبل الى 21 الجاري .

وسُجل تواصل هو الاول من نوعه بعد "لقاء باريس"، بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، تمثل في زيارة النائب هادي حبيش الرابية، حيث التقى النائب العماد ميشال عون. وأشار حبيش بعد اللقاء "الى توافق على ضرورة استمرار الحوار بين الافرقاء السياسيين للوصول الى نتيجة وانقاذ رئاسة الجمهورية"، لافتا الى ان "الجنرال منفتح على الحوار مع كل الافرقاء السياسيين وصولا الى انجاز الاستحقاق".

و حطّ وزير العمل سجعان قزي في معراب امس، حيث اجتمع برئيس القوات سمير جعجع. واشار قزي الى "ان طرح الحريري تعثر حاليا وننتظر الفرج في السنة المقبلة".

وفي موقف لافت ، اشار الشيخ نعيم قاسم الى ان "حزب الله يملك الجرأة الكافية ليقول موقفه صريحا في كل المحطات التي يعيش فيها، وما يقوله يقف عنده. نحن لا نغير موقفنا مع تغير الأوضاع، ولا نغير موقفنا مع تغير المصالح، ولا نكون صباحا في موقف ومساء في موقف آخر، نحن لا نتلون، ولا نباع ولا نشترى، ولا نؤمر ولا نأخذ التعليمات من أحد، نحن نعمل ما يمليه علينا ضميرنا وقناعاتنا لمصلحة هذا البلد".

وقال :"في بعض الأحيان تكون هناك أوضاع تتطلب موقفا معينا نصمت ولا نتكلم، ولكن اعلموا أن السكوت موقف، فنحن نحتاج إلى فترة لنتأمل ونستكمل بعض الاتصالات لنعلن موقفنا النهائي من أي قضية".