بالرغم من جمالية كلمة الوفاء وكونها الصفة الجميلة التي تطبع العلاقات الثنائية بين البشر، وبالرغم من أهمية الوفاء كمبدأ من مباديء الحياة الاجتماعية، إلا أن هذا المفهوم وعلى جماليته يفقد صورته الجميلة إذا ما استخدم في المكان الخطأ والزمان الخطأ وإذا ما اُدخل في بازار الحياة السياسية وصفقاتها القذرة. وفي السياق يأتي وفاء حزب الله لحليفه السياسيين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون .
فقد أدى وفاء حزب لحليفه السوري بشار الأسد إلى توريط لبنان بفتنة مذهبية سياسية دفع ثمنها اللبنانيون جميعا وبالأخص الطائفة الشيعية، وما تزال تداعيات هذا الوفاء تضرب الطائفة الشيعية بالمزيد من القتل والدم حيث يقدم الحزاب خيرة شباب الطائفة كقرابين على مذبح هذا الوفاء والذي لم يعد واضحا كيف سينتهي .
وأما الوفاء لحليفه ميشال عون فقد ادى إلى تعطيل الحياة السياسية في البلاد على مدى 18 شهرا منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، ويأتي الإصرار على ترشيح العماد عون كوفاء في غير محله ولا يصب في مصلحة الوطن لا من قريب ولا من بعيد . وإن الإصرار على وفاء من هذا النوع أدى ولا يزال إلى دفع أثمان باهظة على حساب كل لبنان وسوريا ، كما أن تداعيات هذا الوفاء السلبي لا تعد ولا تحصى على البلدين أيضا .