المبادرة المعطلة قسّمت 8 آذار ...
السفير :
باستثناء صولات القائم بالأعمال الأميركي في لبنان السفير ريتشارد جونز وجولاته، تحت عنوان الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على قاعدة أنه «التوقيت المناسب» لملء الفراغ الممتد أكثر من 18 شـهرا، شكَّل توجيه السعودية، أمس، دعوة رسمية للرئيس نبيه بري لزيارة المملكة الخرق الأبرز للجمود السياسي الذي أصاب مبادرة ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، خصوصا غداة «قمة الرابية» التي أظهرت وجود مسافة بين العماد ميشال عون وضيفه، إلى حد جعل كل واحد منهما يتمسك بموقفه، لا بل كان واضحا أن الصمت كان أفضل جواب عن الأسئلة المحورية التي تتعلق باحتمال وجود «الخطة ب»!
غير أن توجيه الدعوة السعودية لبري لا يلزم الأخير بتلبيتها، وهو شكر سفير السعودية علي عواض عسيري في اللقاء الذي جمعهما لدقائق معدودة، على الدعوة، وأبلغه أنه عندما يقرر تلبيتها، في التوقيت الذي يراه مناسبا، سيصار إلى التواصل بين عين التينة والسفارة السعودية في بيروت.
ومن الواضح أن توقيت الدعوة لم يأتِ في الوقت الذي يشتهيه بري في ظل احتدام الاشتباك السعودي الإيراني، وما يترتب عليه من شظايا طالت وتطال «حزب الله» عبر وضع عدد من كوادره وعناصره على لائحة الإرهاب السعودية، فضلا عن اتخاذ إجراءات تعسفية متتالية بحق قناتَي «الميادين» و «المنار» بحرمانهما من البث عبر القمر «عربسات»، ناهيك عن استمرار مسلسل الإبعاد شبه الأسبوعي لمواطنين لبنانيين من بعض دول الخليج، ولو بصورة فردية.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل ثمة تحشيد في الكثير من «الساحات المشتركة» سياسيا وإعلاميا وربما أكثر من ذلك، وها هي نبرة خطاب «كتلة الوفاء للمقاومة» تستمر بالارتفاع، وهي هاجمت السعودية، كما «المواقف المراوغة التي لا تزال تلتزمها بعض أنظمة موتورة في المنطقة لإخفاء تورطها في دعم الإرهاب وتوفير الملاذات الآمنة له وتحريضه وتوظيف جرائمه لفرض سياساتها على الآخرين»، واعتبرتها دليلا «على الطيش واختلال التوازن اللذين يتحكمان بمراكز القرار عندها»!
وتطرح دعوة السعودية لبري أسئلة التوقيت، خصوصا أنها تأتي غداة تبني الرئيس سعد الحريري غير الرسمي، وبموافقة سعودية، ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، كما أنها تأتي بعد دعوات تم توجيهها لكل من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع وما ناله الأخير من تكريم غير مسبوق هناك.
الأكيد حسب المتابعين أن بري لن يلبي الزيارة في هذه المرحلة بل سيختار التوقيت الذي يناسبه، كما كان قد قرر من قبل عدم تلبية سلسلة دعوات رسمية الى عدد من العواصم الإقليمية، وخصوصا إلى طهران، ولو كانت الاعتبارات مختلفة!
وعلى سيرة التوقيت، كان لافتا للانتباه قول أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، لوكالة أنباء الطلاب الإيرانيين «ايسنا» إن موضوع الرئاسة في لبنان «هو شأن لبناني وإيران لم تتدخل فيه سابقاً ولن تتدخل في المستقبل، لأن الجمهورية الإسلامية تعتقد أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها».
تحريك ملف النفط
وفي مقابل الجمود الذي يُزنِّر الاستحقاق الرئاسي، برز، أمس، تطور إيجابي على صعيد المقاربة السياسية والرسمية والتقنية لملف التنقيب عن النفط، من شأنه أن يؤدي، في حال لم تتبدل النوايا والوقائع، إلى وضع مرسومَي النفط على جدول أعمال مجلس الوزراء في حال استئناف أعماله قبل نهاية العام الحالي، كما كان قد لمَّح رئيس الحكومة تمام سلام، ربطا بإنجاز خطة ترحيل النفايات إلى الخارج.
وإذا كان بعض من شارك في الاجتماع النفطي الذي شهدته عين التنية، أمس، برئاسة الرئيس بري، قد ربط بين هذا التحريك المفاجئ للملف النفطي وبين الملف الرئاسي، فإن الأوساط المقربة من رئيس المجلس نفت ذلك، وقالت إن هذا التحريك هو مقدمة لوضع الملف على طاولة الحوار في الجلسة المقبلة على الأرجح.
ووفق بعض الخبراء، فإن الاجتماع يحمل في طياته استشعارا لبنانيا متزايدا للخطر الإسرائيلي المتزايد نتيجة حصول إحدى الشركات الإسرائيلية (ديلك) على الحصة الكبرى في أعمال التنقيب في حقول شمال فلسطين، بعدما انكفأت شركة «نوبل إنرجي» الأميركية، وهو أمر جعل الخبراء يحذرون من سرقة المكامن المشتركة في حقلَي «كاريش» و «تامار»، والأخير هو الأهم كونه لا يبعد كثيراً عن الحدود البحرية اللبنانية، ويحوي، وفق تقديرات الخبراء، قرابة 20 ألف مليار قدم مكعب من الغاز.
أما النقطة الثالثة، فتتعلق بتلقي لبنان إشارات باحتمال قيام نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوشتاين (المكلف بالوساطة بين لبنان وإسرائيل بخصوص الحدود البحرية)، بزيارة للبنان، خصوصا أن القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز يطرح، في الكثير من اللقاءات اللبنانية، أسئلة حول سبل حل الخلاف الحدودي، علما أنه خدم سابقا في سفارات بلاده في لبنان وإسرائيل وعدد من عواصم المنطقة، وهو خبير نفطي، وشغل سابقا منصب نائب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية لمدة خمس سنوات.
وتتمثل النقطة الرابعة بتقديم هيئة إدارة قطاع البترول، وبإجماع أعضائها، وبموافقة وزير الطاقة الحالي أرتور نظاريان ووزير الطاقة الحقيقي جبران باسيل، خطة عمل مشابهة لتلك التي كان قد قدمها قبل سنة تقريبا رئيسها السابق الدكتور ناصر حطيط، مع تعديلات طفيفة أبرزها الإشارة للمرة الأولى إلى إمكان عرض «البلوكات» 8 و9 و10 (الجنوبية) أمام الشركات، في سياق خطة ضغط لبنانية من شأنها أن تجعل الجانب الأميركي يعمل بوتيرة أسرع لحل مسألة الحدود الجنوبية
النهار :
ازدادت صورة الغموض التي تغلف مشروع التسوية الرئاسية غداة لقاء رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه وسط اشتداد التناقض في المعطيات المتصلة بأفق التحركات السياسية الناشطة في الكواليس في شأن المضي في تعويم التسوية الآيلة الى ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية. واذ بدا أن أي تطور جديد بارز من شأنه ان يوضح الخط البياني الذي ستسلكه التحركات السياسية بات مستبعداً في وقت قريب بما يعني ان جلسة 16 كانون الأول لانتخاب رئيس للجمهورية لن تكون عرضة لأي مفاجأة، كشفت أوساط سياسية معنية بتحركات بعض القوى المؤيدة للتسوية الرئاسية لـ"النهار" ان محركات الدفع بهذه التسوية قدماً لم تتوقف خلافاً للظاهر من الأمور وان المبادرة التي أطلقت من أجل انتخاب رئيس للجمهورية لم تمت لأن الأوضاع بعد اطلاق هذه المبادرة لن تعود الى ما كانت قبلها ولا بد من ايجاد حل لانتخاب الرئيس مهما تعقدت المواقف الداخلية على خلفية هذه المبادرة.
وأشارت الأوساط نفسها الى أن المبادرة تسببت باحراجات واسعة حقيقية لدى أفرقاء كثيرين في تحالفي 14 آذار و 8 آذار ولكن بعد مرور الموجة الأولى من ردود الفعل عليها لا بد من بلورة الاتجاهات الواضحة حيالها أو البدائل الممكنة منها لأن الاكتفاء برفضها من دون بدائل يعني خلاصة واحدة لم تعد مقبولة خارجياً وداخلياً وهي استمرار الفراغ الرئاسي والمؤسساتي مع كل ما سيرتبه ذلك من تداعيات خطيرة على البلاد في المرحلة المقبلة. وتحدثت عن أجواء أخذ وعطاء ومشاورات تجري لاستكمال الحوار الذي انطلق بين العماد عون والنائب فرنجيه قبل يومين، كما أن لقاء سيضمّ فرنجيه والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله (جاءت بعض المعلومات انه قد يكون عقد سراً في الساعات الأخيرة) وان هذه التحركات تبيّن أن التسوية تتحرك ولو ببطء وحذر وانها مفتوحة على مشاريع تفاهمات سياسية واسعة. وتوقف المراقبون امس عند بيان "كتلة الوفاء للمقاومة" بعد اجتماعها الأسبوعي إذ تناولت للمرة الأولى موضوع التسوية المطروحة من غير أن تسميها، فاعتبرت ان "الجهود والمساعي لانجاز الاستحقاق الرئاسي ينبغي ان تستمر بما يكفل توفير المناخات الصحيحة لتحريك عجلة الحياة الطبيعية في البلاد".
كما ترك تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة من رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابرهيم آل الشيخ لزيارة المملكة العربية السعودية والتي نقلها إليه أمس السفير السعودي علي عواض عسيري انطباعات عن امكان ارتباط هذه الدعوة بالتحركات الجارية خارجياً وداخلياً في شأن التسوية الرئاسية. لكن المعلومات المتوافرة لدى "النهار" في هذا الصدد تفيد ان بري لن يلبي الدعوة في القريب العاجل، من غير أن يعني ذلك ان رئيس المجلس لن يزور الرياض في المستقبل.
ضغوط السفراء
لكن أوساطاً قريبة من أفرقاء متحفظين عن التسوية أبلغت "النهار" أن فرصة النائب فرنجيه في الوصول الى رئاسة الجمهورية وان تكن لم تنته بعد لكنها فقدت الآن غالبية زخمها والدليل هو أن لا تطور إيجابياً سجل حتى الآن لمصلحتها بل على العكس فقد حصلت تطورات سلبية أبرزها تخلّي الرئيس بري عن دعم فرنجيه مباشرة محيلاً الأمر على تفاهم العماد عون مع فرنجيه. ثم ان عدداً من السفراء الذين نشطوا أمس على خط الاستحقاق الرئاسي ركّزوا في محادثاتهم على اغتنام الفرصة المتاحة الآن لإنجاز الاستحقاق وأنهم مهتمون بمعرفة إسم البديل إذا لم يكن فرنجيه هو المقبول عند عدد من المرجعيات المسيحية. كما ان نتائج مؤتمر المعارضة السورية في الرياض تعني أن الرياح تجري بما لا يتناسب مع التقارب السعودي - الايراني. وأكدت ان لا شيء متوقعاً رئاسياً قبل فترة الأعياد، كما ان لقاء رباعياً لأقطاب الموارنة في بكركي ليس ناضجاً بعد. وربما كانت هناك لقاءات ثنائية في المرحلة المقبلة.
وفيما مضى القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد جونز في حض القوى اللبنانية على اختيار الرئيس وانتخابه "لأن الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار"، قال السفير البريطاني هيوغو شورتر رداً على سؤال لـ"النهار": "ان لبنان واللبنانيين يحتاجون الى رئيس للجمهورية للمضي قدماً بالبلاد. ان انتخاب رئيس للجمهورية قرار يعود الى اللبنانيين".
14 آذار
في غضون ذلك، عقد اجتماع قيادي لقوى 14 آذار اتفق خلاله على استمرار التنسيق والتشاور واللقاءات على رغم الاختلافات في وجهات النظر في شأن الملف الرئاسي.
وعلمت "النهار" أن نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لم يشارك في اللقاء القيادي، ولدى سؤاله عن السبب أوضح أن تبديلاً طرأ على الموعد الذي كان متفقاً عليه قبل ساعات من اللقاء، وأنه كان مرتبطاً بموعد آخر مهمّ ولا يعود غيابه إلى موقف سياسي إطلاقاً، واللقاءات القيادية في قوى 14 آذار ستستمر وستواظب "القوات" على عرض مواقفها خلالها بكل وضوح.
المستقبل :
بينما تترنّح التسوية الوطنية الرئاسية تحت وطأة الاعتراض العوني على انتخاب رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، تتجه الأنظار غداة لقاء الرابية الذي لم يخرج بأي التزام من أي من القطبين المرشحين إلى ما سيرشح من أجواء ومعطيات مفصلية من وراء جدران اجتماع فرنجية والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله باعتباره حجر الزاوية الرئيس في الحصار البرتقالي المفروض على قصر بعبدا والرافعة الرئيسة لآلية تعطيل النصاب ومنع إنجاز الاستحقاق، سيّما وأنّ الحزب لا يزال يلتزم سياسة الصمت المريب حيال التسوية الرئاسية بينما كتلته البرلمانية تمخّضت أمس عن جملة يتيمة حيال المستجدات الرئاسية لم تتعدّ سقف الرتابة المعهودة في الدعوة إلى «استمرار الجهود والمساعي». أما في «عين التينة» الشاخصة باتجاه ضرورة تمتين أواصر التوافق على اقتناص الفرصة التسووية السانحة لتحصين البلد، فبرزت أمس دعوة رسمية تلقاها رئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة المملكة العربية السعودية نقلها إليه السفير علي عواض عسيري واصفاً لـ«المستقبل» بري بأنه يمثل «نقطة توازن واعتدال» على المستوى الوطني.
وأوضح عسيري بعد زيارة «عين التينة» أنّ بري وعد بتلبية الدعوة التي نقلها إليه من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، مؤكداً أنّ «هذه الزيارة ستكون فرصة للقاء القيادة السعودية بالإضافة إلى رئيس مجلس الشورى لما يمثله الرئيس بري من اعتدال في السياسة اللبنانية ونقطة توازن خيّرة في لبنان حيث يلعب دوراً وطنياً مهماً».
ورداً على سؤال، أبدى السفير السعودي تفاؤله بالحوار المسيحي المسيحي الدائر حول الاستحقاق الرئاسي، معرباً عن أمله في أن يقود هذا الحوار إلى «نتائج إيجابية تنهي حال الفراغ في موقع الرئاسة الأولى».
أبي نصر
توازياً وفي معرض استيضاح موقفه من المستجدات الرئاسية الراهنة، علّق عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر على التسوية الوطنية المطروحة بالقول لـ«المستقبل»: «لا نستطيع أن نبقى في الفراغ بل يجب الخروج منه وعلى الموارنة أن يتفقوا على رئيس»، وأردف مضيفاً: «أنا لست منتمياً إلى «التيار الوطني الحر» إنما عضو في تكتل «التغيير والإصلاح» حيث أشبه في وضعي كلاً من النواب أغوب بقردونيان وسليم سلهب وسليمان بك فرنجية، ونحن نأمل أن يتفقوا على الجنرال عون وإلا.. إذا لم يتفقوا عليه فليتفقوا على واحد من الأقطاب الأربعة».
وإذ ذكّر بأنّ «الفراغ الرئاسي دام أكثر من سنة ونصف السنة»، كرّر أبي نصر القول: «آمل أن يتفقوا على الجنرال لكنني شخصياً ضد الفراغ لأننا لم نعد نستطيع الانتظار ولم يعد بمقدورنا التحمّل أكثر»، متمنياً في الوقت عينه اتفاق الأفرقاء على تعديل قانون الانتخابات النيابية قبل انتخاب الرئيس.
الراعي
في الغضون، غادر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بيروت أمس إلى القاهرة في زيارة رسمية رعوية مجدداً التشديد من مطار رفيق الحريري الدولي على ضرورة «استفادة اللبنانيين من المبادرة (الرئاسية) الجدّية واتخاذها بجدية»، لافتاً الانتباه إلى أنه «عندما تنضج المواسم يجب قطافها وإلا تسقط على الأرض».
وعن العوائق التي تحول دون لقاء الأقطاب الموارنة الأربعة تحت سقف بكركي حتى الآن، أجاب: «أنا دعوت ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت للقادة، وأعتقد أننا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر».
الديار :
كل التسريبات والمعلومات التي توفرت عن لقاء الرابية امس بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية في حضور الوزير جبران باسيل كانت سلبية، والاجواء على غير ما يرام، وجرى عتاب واضح وصريح، كرس التباعد بين التيار الوطني الحر والمردة حول الاستحقاق الرئاسي. فالعماد عون متمسك بترشيحه ولديه قناعة مطلقة ان حظوظه مرتفعة، فيما النائب فرنجية متمسك بترشحه وبان بري والحريري وجنبلاط صادقون في مبادرتهم والتسوية التي طرحونها.
سليمان فرنجية استغرب الحملة التي تشن عليه من قبل التيار الوطني الحر واعلامه، ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة للتيار، وبيان التكتل الاخير الذي وصف فرنجية بانه العضو في التكتل بينما فرنجية هو حليف وركن اساسي في التكتل كعون وارسلان، وشرح فرنجية لعون وقفاته الى جانبه منذ سنة ونصف وتأكيده على الوقوف الى جانبه، لكن مضى على ترشح عون سنة ونصف دون اي خرق، بينما التسوية الاخيرة حركت الملف الرئاسي.
فيما اكد عون لفرنجية ان تصرفه خاطئ، والجميع يعرف انني مرشح وانت تؤكد ذلك بكل تصاريحك. واخوض المواجهة على هذا الاساس، وفجأة تم الاجتماع في باريس واعلنت ترشيحك، واطلعنا عليه من الاعلام. وهذا شكل ارباكا لحلفائك، وطعنة في الظهر. وسأل عون: لماذا لم يفاتح الحريري اذا كان جدياً بمبادرته حزب الله اولاً عبر طاولة عين التينة، او عبر الرئيس بري، او اي طرف آخر. ورغم محاولات عون ترطيب الاجواء الحادة بين فرنجية وباسيل، لكن اجواء التوتر بقيت مخيمة مما دفع فرنجية الى القول لباسيل: انتظرتها من 14 آذار وليس من التيار الوطني الحر ونحن اهل بيت واحد، وانتهى الاجتماع دون اي نتائج والتزامات وتكريس مرشحين لـ 8 اذار.
هذه الاجواء، وحسب المصادر المطلعة، وصلت الى حزب الله والرئيس بري اللذين تدخلا بكل ثقلهما ليل امس الاول لتخفيف حدة التوتر بين الرجلين وضبطه عند الحدود الذي انتهى اليها الاجتماع، وعدم تفاعله اعلامياً، وقد نجحت جهود جزب الله بتخفيف اجواء التوتر، وطهر ذلك من خلال بيانات التيار الوطني الحرّ ومقدمة نشرات الـO.T.V التي تحدثت عن فرنجية بايجابية وانه من اهل البيت، فيما التزم تيار المردة «الصمت» دون اي اشارة الى العلاقة مع عون.
وكذلك تؤكد المصادر، انه في ظل هذه الاجواء فان التسوية جمدت لاشهر، ولا انتخابات رئاسية في المدى المنظور. وفي المعلومات، ان حزب الله حريص على الحليفين، ويعتبر ترشيح فرنجية فرصة. يمكن ان تتوافر فرص نجاحها بعد اشهر، لكن العماد عون حليف استراتيجي لحزب الله في «السراء والضراء» وبالتالي فان حزب الله مع عون مهزوماً او منتصراً، وان عون هو الوحيد القادر على منع حلف مسيحي سني درزي ضد المقاومة، وهو قادر على خربطة مثل هذا التوجه، وبالتالي فان عون على موقفه، ولن يذهب الى حلف ثلاثي مع القوات وجعجع يقلب كل المعادلة في البلد، وبالتالي فان حزب الله متمسك بورقة التفاهم مع عون ويعتبرها مخرجاً وخلاصاً للبلد.
ـ عون امام زواره يهاجم التسوية ـ
وخلافاً لصمت الاسبوع الماضي، فان العماد عون تحدث امام الوفود التي زارته عن التسوية وانتقدها بعنف، وقال بوضوح: «اذا كانوا يريدون فرض تسوية جنبلاط علينا وبنديها قانون الستين والنأي بالنفس، فلن يستطيعوا ولن يقدروا، وسنقوم بكل الخطوات، ولن نوافق عليها ولا احد قادر على اجبارنا على القبول بها، وربما الافضل مغادرة البلد من القبول بهكذا تسوية».
وبعكس الاجواء، على محور عون فرنجية، فان الدفع الخارجي للمبادرة عبر حركة القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز قائم ومستمر، وزار الرئيس امين الجميل وحض اللبنانيين مجدداً على عدم ضياع فرصة انتخاب رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس باقصى سرعة مشيداً بموقف الكتائب المسؤول. فيما اكد البطريرك بشارة الراعي ان المبادرة الرئاسية جدية ويجب على اللبنانيين الاستفادة منها واتخاذها بجدية. وضرورة الاستفادة منها والتشاور بين الكتل النيابية لكي يكون القرار شاملاً، لان رئيسا يأتي من دون ان يكون مدعوماً من الجميع لا يستطيع ان يحكم.
ـ دعوة لبري لزيارة السعودية ـ
وكان لافتاً الدعوة الرسمية التي وجهها رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ الى الرئيس بري لزيارة المملكة، وقد نقل السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري الدعوة ووعد بري بتلبيتها.
ـ خارجية ايران: الرئاسة شأن لبناني ـ
وفي ظل الاجواء عن توافق دولي حول التسوية ودعم ايراني لها بالتنسيق مع الرياض، اكد أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الايرانية لوكالة أنباء الطلاب الايرانيين «ايسنا» أن مواقف ايران تجاه سوريا ولبنان واضحة وشفافة، فايران تؤكد دائماً على أن المستقبل السياسي في سوريا يحدده الشعب السوري، وموضوع الرئاسة في لبنان هو شأن لبناني وايران لم تتدخل فيه سابقاً ولن تتدخل في المستقبل لأن الجمهورية الاسلامية تعتقد أن إنتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها.
وعند سؤاله عن التوقعات والتحليلات التي نُشرت في هذا الصدد قال: وزير خارجيتنا محمد جواد ظريف «والحديث للمسؤول الايراني» لم يحاور أو يفاوض وزير خارجية السعودية عادل الجبير حول آلية أو تفاصيل إنتخابات رئاسة الجمهورية أو المرشحين لمنصب الرئاسة في لبنان.
ـ 8 آذار ـ
اما مصادر 8 آذار، فتؤكد ان العماد ميشال عون ما زال مرشح 8 آذار، لكنها تنتظر ان يعلن الرئيس الحريري ترشيح فرنجية رسمياً، وفي ضوء الاعلان، يبدأ البحث الجدي بالامور، وبالتالي فان الكرة ما زالت في ملعب سعد الحريري ولن يتمكن من احداث «شرخ» بين قوى 8 اذار وحزب الله قادر على تنظيم الخلافات، والحفاظ على وحدة الحلفاء، مع تأكيد 8 آذار حرصها على عون وفرنجية.
ـ المستقبل ـ
وبالمقابل، فان تيار المستقبل يؤكد عبر نوابه ان المبادرة تراجعت اندفاعها، ويجب انتظار بعض الوقت ونتائج الاتصالات الداخلية والخارجية، وان الموقف الاساسي بالنسبة للتسوية ما زال عند حزب الله، وميشال عون ما زال يتعاطى مع فرنجية انه عضو في تكتله.
وانتقد نواب المستقبل العماد عون واتهامه بتضييع الوقت والفرصة، مع التأكيد بان الفراغ الرئاسي، يجب ان لا يستمر ومن هنا انطلق الرئيس الحريري في مبادرته الاخيرة.
هل زار فرنجية نصرالله بعد عون؟
تقول المعلومات أن الوزير سليمان فرنجيه بعد زيارته للعماد عون قام بزيارة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله وأن اللقاء بين فرنجية وعون كان سيئاً للغاية وأنه لولا تدخل حزب الله والرئيس نبيه بري لانفجرت بالتصريحات بين عون وفرنجية الا أن حزب الله مع الرئيس بري وضعا ثقلهما لمنع أي إشتباك كلامي ويقول حزب الله أنه متمسك بورقة التفاهم مع عون رغم تقديره لفرنجية.
الجمهورية :
لا جديد في فضاء المبادرة الرئاسية سوى تأكيد كتلة «المستقبل» التي سيزور أحد أعضائها النائب هادي حبيش الرابية صباح اليوم في أوّل اتصال بينها وبين «التيار الوطني الحر» منذ زمن، أنّ هذه المبادرة لم تنتهِ من جهة، فيما الاتصالات الديبلوماسية مستمرّة لمدِّها بجرعة أوكسجين تُنعشها من جهة ثانية، وسط سعي بكركي المتواصل عبثاً لجمع الأقطاب الموارنة الأربعة والمترافق مع دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى تلقّف هذه المبادرة التي رأى أنّها «جدّية». وفي الانتظار، يترقّب الجميع ما سيؤول إليه الموقف بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي تقاطعَت المعلومات على انعقاد لقاء بينه وبين الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله. نفى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن يكون قد التقى نظيرَه الإيراني محمد جواد ظريف في فيينا لأكثر من ثلاث ساعات كما ترَدّد. وكشف أنّ اللقاء الذي حصل بينهما على هامش اجتماعات الدول المعنية بإيجاد حلّ للنزاع في سوريا لم يدُم مع وزير خارجية إيران سوى دقائق معدودة.
وردّاً على سؤال لـ«الجمهورية» نفى الجبير الحديثَ عن تفاهم أو توافق بين الرياض وطهران حول تسوية في لبنان، مستغرباً بقوله: «كيف يمكن أن يحصل مثل هذا الاتفاق إذا كان اللقاء على هامش اجتماعات فيينا لم يدُم سوى دقائق؟». وكشف «أن لا تفاهم ولا صفقة مع إيران، وأنّ الخلاف مستمر معها ما دامت تتدخّل في شؤون المنطقة وتدعم الإرهاب».
وقال «إنّ دول مجلس التعاون تتطلّع لبناء أفضل العلاقات مع إيران، بصفتها دولة إسلامية، وجارة، وذات تاريخ وحضارة وتَحظى باحترامنا جميعاً»، لافتاً إلى «موقف دول مجلس التعاون الثابت في ما يتعلّق برفضها التامّ للدور السلبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، والمتمثّل في تدخّلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، سواءٌ في سوريا، أو العراق، أو اليمن، إلى جانب دعمها للإرهاب»، وأكّد «أنّ هذه الممارسات لا تساهم في بناء علاقات إيجابية»، آملاً «التمكّن في المستقبل من إقامة علاقات مبنيّة على حسن الجوار، وعدم التدخّل في شؤون الآخرين»، ومتمنّياً «أن تغيّر إيران من سياساتها، وأن تشكّل جزءاً مهمّاً، يؤدّي أدواراً إيجابية في هذه المنطقة».
جونز
داخلياً، وفي حين استمرّت القراءات والتكهّنات والتحليلات في اللقاء الذي جمعَ عون وفرنجية، على رغم الصمت الذي لفَّ الرابية وبنشعي، نشَطت الحركة الديبلوماسية، فتنقّل القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز أمس بين بكفيا ومعراب للاطّلاع من الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على موقف كلّ مِن حزب «الكتائب» و»القوات» تجاه الاستحقاق الرئاسي والتسوية المطروحة.
ووصَف جونز موقفَ الكتائب بأنّه «موقف مسؤول يقارب الأمور بتأنٍّ وبروحيّة تَهدف الى جمع اللبنانيين». وأكّد الحاجة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشدّداً على أنّ «الوقت الآن هو للعمل بغية إنتاج حلّ لبناني لهذه المشكلة». وأوضَح أنّ بلاده «تدعم الآليّة اللبنانية، وعلى اللبنانيين أن يختاروا من سيكون رئيسهم، ولكن نعتقد أنّ الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار».
وحضَر الملف الرئاسي في لقاء عون والسفير الروسي ألكسندر زاسبكين في الرابية، بحضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دوشادارفيان.
السعودية
في هذه الأثناء، زار السفير السعودي علي عواض عسيري أمس عين التينة ناقلاً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوةً رسمية من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، ووعَد بري بتلبيتها في وقتٍ يختاره هو.
وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة. وعلمت «الجمهورية» أنّ بري ونسبةً للظروف الراهنة ليس في برنامجه أيّ زيارات خارجية في هذه المرحلة، علماً أنّ لديه زيارتين لإيران، وكذلك العراق الذي سيَنعقد فيه مؤتمر اتّحاد البرلمانات الإسلامية الشهر المقبل.
إيران
وأكّدت إيران بلسان مساعد وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والافریقیة حسین امیر عبد اللهیان أنّها تدعم أيّ اتفاق ینبثق عن التفاهم الوطني اللبناني. واعتبَر «أنّ عَقد حوارات وطنیة برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري هو خطوة إیجابیة للتوصّل إلی اتفاق بین التیارات السیاسیة اللبنانیة في شأن القضایا المرتبطة بهذا البلد».
الراعي
إلى ذلك، أكّد الراعي أنّ «المبادرة الرئاسية جدّية وليست صادرة عن فرد، لذلك يجب على جميع اللبنانيين أن يتطلّعوا إليها ويلتقوا ويُقرّروا معاً ويصبح القرار وطنياً وشاملاً». وقال لدى مغادرته إلى مصر أمس إنّ «كلَّ شيء يصبّ في ضرورة اتّخاذ المبادرة بجدّيتها والتشاور بين الكتل النيابية والسياسية لكي يكون القرار شاملاً، لأنّ الرئيس الذي يأتي من دون أن يكون مدعوماً من الجميع لا يستطيع أن يحكم».
وعمّا إذا كان يؤيّد ما قاله برّي إنّ أفضلَ سيناريو لإنضاج الحلّ الرئاسي في لبنان هو توافق عون وفرنجية، قال الراعي: «أنا أؤيّد التوافق بين الجميع، لأنه كما قلت لا يستطيع أيّ رئيس جمهورية أن يحكم البلاد إذا لم يكن مدعوماً من الجميع».
وعن العوائق التي تَحول دون اجتماع الأقطاب الموارنة الأربعة تحت سقف بكركي، أشار الراعي إلى «أنّني دعوت، ولكن لم يكن هناك متّسَع من الوقت للقادة، وأعتقد أنّنا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر».
جولة «المردة»
وفي ظلّ هذه الأجواء جالَ وفد «المردة» الذي ضمَّ وزير الثقافة روني عريجي وطوني سليمان فرنجية على متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة ورئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون.
ونفى عريجي أن تكون المبادرة الرئاسية قد جُمّدت، وقال: «ستأخذ المبادرة وقتَها، وكما سبقَ وأعلن الوزير فرنجية، كلّ شيء يحصل في وقته، ويجب أن لا نحرق المراحل». وأضاف: «كلّ ما يهمّنا هو مصلحة لبنان وإنقاذه وحمايته في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها. وبالتالي فإنّ الأمور تأخذ وقتَها».
وسألت «الجمهورية» شمعون هل بدّلَ رأيه في موضوع التسوية بعد اجتماعه بوفد «المردة»، فأجاب: «القضية ليست تبديل رأي أم لا، الوفد طلب موعداً، وأبوابُنا مفتوحة للجميع. وشرحتُ له أنّنا نعترض أساساً على سياسة النائب فرنجية المغايرة لسياستنا، إنّها سياسة 8 آذار وتؤيّد سوريا، ونحن ضدّها، وقد دفعنا ثمنَها آلاف القتلى والجرحى، وطلبنا معرفة مشروعه، إذ لا نستطيع أن نقبل بمرشح من 8 آذار من دون معرفة برنامجه وهل يتضمّن ما هو لمصلحة لبنان واللبنانيين؟ فإمّا يقنِعنا ونسير به وإمّا نستمر في موقفنا المعارض».
وردّاً على سؤال، قال شمعون: «إنّ رأيي في موضوع التسوية معروف، وكنت أوّل من «قوَّص» عليها من دون طلب إذن أحد. فإذا لم نرَ ما يُطَمئننا في برنامج المرشح فرنجية ويصبّ في مصلحة لبنان كما نرى نحن، سأبقى على رأيي، أمّا إذا استطاع إقناعَنا فعندئذ يكون لكلّ حادث حديث».
وعارضَ شمعون مقولة «إنّ المبادرة لفَظت أنفاسها، وأبدى اعتقاده بأنّ فرنجية لو لم يأخذ بعض الضمانات بأنّ لديه بعض الأمل بالنجاح وبأنّ «حزب الله» سيشارك في جلسة انتخابه لَما وافَق». وطمأنَ شمعون أخيراً إلى «أنّ 14 آذار باقية»، معتبراً أنه «لن تعود هناك قيمة سياسية لأحد إذا انفرط عِقدها».
الاخبار :
لم تخلق زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى الرابية، ولقاؤه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، دينامية جديدة في الملفّ الرئاسي، في ظل تَمَسُّك كل من الطرفين بموقفه، والتزام حزب القوات اللبنانية الرفض، وحزب الله الصمت، والقوى الأخرى الانتظار.
وبات محسوماً أن جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس في 16 الشهر الحالي لن تكون الجلسة الحاسمة، وانتقل النقاش في الأيام الأخيرة إلى مصيرها وإمكانية أن يؤجّلها الرئيس نبيه بري، بعد الفشل في التوصّل إلى تفاهمات قبل الموعد، وتأكيد بري والنائب وليد جنبلاط أنه ليس مفيداً أن تُعقد الجلسة في غياب التفاهم.
وحسم وزير الصحة وائل أبو فاعور أن «المبادرة الرئاسية المطروحة تعثرت، وهي تحتاج إلى المزيد من المداولات»، وأضاف: «سنستمر في توسيع الثغرة التي فتحناها في هذا الملف».
وفيما برزت زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى بري في عين التينة، ناقلاً إليه دعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، غابت المواقف اللافتة أمس، باستثناء تأكيد البطريرك بشارة الراعي الذي أطلقه من مطار بيروت قبل مغادرته إلى القاهرة بأنه «عندما تنضج المواسم يجب قطافها، وإلا فستسقط على الأرض»، وأن «المبادرة جدية وليست صادرة عن فرد، ويجب على اللبنانيين الإستفادة منها واتخاذها بجدية». وقال الراعي ردّاً على سؤال عن دعوته القادة الموارنة الأربعة إلى الاجتماع: «أنا دعوت، ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت للقادة، وأعتقد اننا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر».
واستقبل عون في الرابية السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، الذي لم يدل بأي تصريح. وأكّدت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الأخبار» أن «روسيا لا تتدخّل في الشأن الداخلي اللبناني، وهي على علاقة جيّدة مع كل القوى السياسية اللبنانية»، مضيفةً أن «مسألة الرئاسة معقّدة جداً، وهناك العديد من المسائل غير الواضحة».