لم تخلق زيارة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى الرابية، ولقاؤه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، دينامية جديدة في الملفّ الرئاسي، في ظل تَمَسُّك كل من الطرفين بموقفه، والتزام حزب القوات اللبنانية الرفض، وحزب الله الصمت، والقوى الأخرى الانتظار.

وبات محسوماً أن جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس في 16 الشهر الحالي لن تكون الجلسة الحاسمة، وانتقل النقاش في الأيام الأخيرة إلى مصيرها وإمكانية أن يؤجّلها الرئيس نبيه بري، بعد الفشل في التوصّل إلى تفاهمات قبل الموعد، وتأكيد بري والنائب وليد جنبلاط أنه ليس مفيداً أن تُعقد الجلسة في غياب التفاهم.
وحسم وزير الصحة وائل أبو فاعور أن «المبادرة الرئاسية المطروحة تعثرت، وهي تحتاج إلى المزيد من المداولات»، وأضاف: «سنستمر في توسيع الثغرة التي فتحناها في هذا الملف».
وفيما برزت زيارة السفير السعودي علي عواض العسيري إلى بري في عين التينة، ناقلاً إليه دعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، غابت المواقف اللافتة أمس، باستثناء تأكيد البطريرك بشارة الراعي الذي أطلقه من مطار بيروت قبل مغادرته إلى القاهرة بأنه «عندما تنضج المواسم يجب قطافها، وإلا فستسقط على الأرض»، وأن «المبادرة جدية وليست صادرة عن فرد، ويجب على اللبنانيين الإستفادة منها واتخاذها بجدية». وقال الراعي ردّاً على سؤال عن دعوته القادة الموارنة الأربعة إلى الاجتماع: «أنا دعوت، ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت للقادة، وأعتقد اننا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر».
واستقبل عون في الرابية السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، الذي لم يدل بأي تصريح. وأكّدت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الأخبار» أن «روسيا لا تتدخّل في الشأن الداخلي اللبناني، وهي على علاقة جيّدة مع كل القوى السياسية اللبنانية»، مضيفةً أن «مسألة الرئاسة معقّدة جداً، وهناك العديد من المسائل غير الواضحة».


أبو فاعور: المبادرة
تعثرت وتحتاج إلى مزيد
من المداولات

 

 

واستطلع القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز موقف حزب الكتائب من الاستحقاق الرئاسي، بعد زيارته الرئيس أمين الجميل في منزله في بكفيا، قبل زيارته رئيس حزب القوات سمير جعجع في معراب. وأعلن جونز بعد اللقاء أنه اطلع على موقف الكتائب من الاستحقاق الرئاسي، و«تكوّن لدي فهم أفضل لموقف الحزب وهو موقف مسؤول يقارب الأمور بتأن وبروحية تسعى الى جمع اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «المواقف كانت متطابقة على حتمية الحاجة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا الأمر مهم جداً». وأكد أن «المؤسسات اللبنانية بحاجة لأن تعمل وتتجدد لأن الرئاسة شاغرة منذ زمن طويل. الوقت الآن هو للعمل من أجل انتاج حل لبناني... وعلى اللبنانيين أن يختاروا من سيكون رئيسهم، ولكن نعتقد أن الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار».
من جهة أخرى، استكمل وفد تيار المردة زياراته إلى القوى السياسية، فزار وزير الثقافة روني عريجي وطوني سليمان فرنجية رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، الذي أكّد أن «هذا الاجتماع لعائلة لبنانية واحدة تفكر بجدية وتعمل لإخراج لبنان من هذا المأزق، وترى الشخص المناسب لرئاسة الجمهورية»، فيما أكد عريجي أن «وجهات النظر كانت متقاربة، برغم وجود نقاط سياسية متباينة، لكننا نلتقي على مصلحة وحماية لبنان من المخاطر».