كل التسريبات والمعلومات التي توفرت عن لقاء الرابية امس بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية في حضور الوزير جبران باسيل كانت سلبية، والاجواء على غير ما يرام، وجرى عتاب واضح وصريح، كرس التباعد بين التيار الوطني الحر والمردة حول الاستحقاق الرئاسي. فالعماد عون متمسك بترشيحه ولديه قناعة مطلقة ان حظوظه مرتفعة، فيما النائب فرنجية متمسك بترشحه وبان بري والحريري وجنبلاط صادقون في مبادرتهم والتسوية التي طرحونها.
سليمان فرنجية استغرب الحملة التي تشن عليه من قبل التيار الوطني الحر واعلامه، ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة للتيار، وبيان التكتل الاخير الذي وصف فرنجية بانه العضو في التكتل بينما فرنجية هو حليف وركن اساسي في التكتل كعون وارسلان، وشرح فرنجية لعون وقفاته الى جانبه منذ سنة ونصف وتأكيده على الوقوف الى جانبه، لكن مضى على ترشح عون سنة ونصف دون اي خرق، بينما التسوية الاخيرة حركت الملف الرئاسي.
فيما اكد عون لفرنجية ان تصرفه خاطئ، والجميع يعرف انني مرشح وانت تؤكد ذلك بكل تصاريحك. واخوض المواجهة على هذا الاساس، وفجأة تم الاجتماع في باريس واعلنت ترشيحك، واطلعنا عليه من الاعلام. وهذا شكل ارباكا لحلفائك، وطعنة في الظهر. وسأل عون: لماذا لم يفاتح الحريري اذا كان جدياً بمبادرته حزب الله اولاً عبر طاولة عين التينة، او عبر الرئيس بري، او اي طرف آخر. ورغم محاولات عون ترطيب الاجواء الحادة بين فرنجية وباسيل، لكن اجواء التوتر بقيت مخيمة مما دفع فرنجية الى القول لباسيل: انتظرتها من 14 آذار وليس من التيار الوطني الحر ونحن اهل بيت واحد، وانتهى الاجتماع دون اي نتائج والتزامات وتكريس مرشحين لـ 8 اذار.
هذه الاجواء، وحسب المصادر المطلعة، وصلت الى حزب الله والرئيس بري اللذين تدخلا بكل ثقلهما ليل امس الاول لتخفيف حدة التوتر بين الرجلين وضبطه عند الحدود الذي انتهى اليها الاجتماع، وعدم تفاعله اعلامياً، وقد نجحت جهود جزب الله بتخفيف اجواء التوتر، وطهر ذلك من خلال بيانات التيار الوطني الحرّ ومقدمة نشرات الـ O.T.V التي تحدثت عن فرنجية بايجابية وانه من اهل البيت، فيما التزم تيار المردة «الصمت» دون اي اشارة الى العلاقة مع عون.
وكذلك تؤكد المصادر، انه في ظل هذه الاجواء فان التسوية جمدت لاشهر، ولا انتخابات رئاسية في المدى المنظور. وفي المعلومات، ان حزب الله حريص على الحليفين، ويعتبر ترشيح فرنجية فرصة. يمكن ان تتوافر فرص نجاحها بعد اشهر، لكن العماد عون حليف استراتيجي لحزب الله في «السراء والضراء» وبالتالي فان حزب الله مع عون مهزوماً او منتصراً، وان عون هو الوحيد القادر على منع حلف مسيحي سني درزي ضد المقاومة، وهو قادر على خربطة مثل هذا التوجه، وبالتالي فان عون على موقفه، ولن يذهب الى حلف ثلاثي مع القوات وجعجع يقلب كل المعادلة في البلد، وبالتالي فان حزب الله متمسك بورقة التفاهم مع عون ويعتبرها مخرجاً وخلاصاً للبلد.
ـ عون امام زواره يهاجم التسوية ـ
وخلافاً لصمت الاسبوع الماضي، فان العماد عون تحدث امام الوفود التي زارته عن التسوية وانتقدها بعنف، وقال بوضوح: «اذا كانوا يريدون فرض تسوية جنبلاط علينا وبنديها قانون الستين والنأي بالنفس، فلن يستطيعوا ولن يقدروا، وسنقوم بكل الخطوات، ولن نوافق عليها ولا احد قادر على اجبارنا على القبول بها، وربما الافضل مغادرة البلد من القبول بهكذا تسوية».
وبعكس الاجواء، على محور عون فرنجية، فان الدفع الخارجي للمبادرة عبر حركة القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد جونز قائم ومستمر، وزار الرئيس امين الجميل وحض اللبنانيين مجدداً على عدم ضياع فرصة انتخاب رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس باقصى سرعة مشيداً بموقف الكتائب المسؤول. فيما اكد البطريرك بشارة الراعي ان المبادرة الرئاسية جدية ويجب على اللبنانيين الاستفادة منها واتخاذها بجدية. وضرورة الاستفادة منها والتشاور بين الكتل النيابية لكي يكون القرار شاملاً، لان رئيسا يأتي من دون ان يكون مدعوماً من الجميع لا يستطيع ان يحكم.
ـ دعوة لبري لزيارة السعودية ـ
وكان لافتاً الدعوة الرسمية التي وجهها رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ الى الرئيس بري لزيارة المملكة، وقد نقل السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري الدعوة ووعد بري بتلبيتها.
ـ خارجية ايران: الرئاسة شأن لبناني ـ
وفي ظل الاجواء عن توافق دولي حول التسوية ودعم ايراني لها بالتنسيق مع الرياض، اكد أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الايرانية لوكالة أنباء الطلاب الايرانيين «ايسنا» أن مواقف ايران تجاه سوريا ولبنان واضحة وشفافة، فايران تؤكد دائماً على أن المستقبل السياسي في سوريا يحدده الشعب السوري، وموضوع الرئاسة في لبنان هو شأن لبناني وايران لم تتدخل فيه سابقاً ولن تتدخل في المستقبل لأن الجمهورية الاسلامية تعتقد أن إنتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون بعهدة الشعب اللبناني بعيداً عن التدخلات الأجنبية أياً كان مصدرها.
وعند سؤاله عن التوقعات والتحليلات التي نُشرت في هذا الصدد قال: وزير خارجيتنا محمد جواد ظريف «والحديث للمسؤول الايراني» لم يحاور أو يفاوض وزير خارجية السعودية عادل الجبير حول آلية أو تفاصيل إنتخابات رئاسة الجمهورية أو المرشحين لمنصب الرئاسة في لبنان.
ـ 8 آذار ـ
اما مصادر 8 آذار، فتؤكد ان العماد ميشال عون ما زال مرشح 8 آذار، لكنها تنتظر ان يعلن الرئيس الحريري ترشيح فرنجية رسمياً، وفي ضوء الاعلان، يبدأ البحث الجدي بالامور، وبالتالي فان الكرة ما زالت في ملعب سعد الحريري ولن يتمكن من احداث «شرخ» بين قوى 8 اذار وحزب الله قادر على تنظيم الخلافات، والحفاظ على وحدة الحلفاء، مع تأكيد 8 آذار حرصها على عون وفرنجية.
ـ المستقبل ـ
وبالمقابل، فان تيار المستقبل يؤكد عبر نوابه ان المبادرة تراجعت اندفاعها، ويجب انتظار بعض الوقت ونتائج الاتصالات الداخلية والخارجية، وان الموقف الاساسي بالنسبة للتسوية ما زال عند حزب الله، وميشال عون ما زال يتعاطى مع فرنجية انه عضو في تكتله.
وانتقد نواب المستقبل العماد عون واتهامه بتضييع الوقت والفرصة، مع التأكيد بان الفراغ الرئاسي، يجب ان لا يستمر ومن هنا انطلق الرئيس الحريري في مبادرته الاخيرة.
هل زار فرنجية نصرالله بعد عون؟
تقول المعلومات أن الوزير سليمان فرنجيه بعد زيارته للعماد عون قام بزيارة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله وأن اللقاء بين فرنجية وعون كان سيئاً للغاية وأنه لولا تدخل حزب الله والرئيس نبيه بري لانفجرت بالتصريحات بين عون وفرنجية الا أن حزب الله مع الرئيس بري وضعا ثقلهما لمنع أي إشتباك كلامي ويقول حزب الله أنه متمسك بورقة التفاهم مع عون رغم تقديره لفرنجية.
لماذا رفضت الحكومة اللبنانية عرضاً روسياً؟
رفضت الحكومة اللبنانية عرضاً روسياً أن تقوم طائرات السوخوي الروسية بقصف جرود عرسال وتطهيرها من داعش وجبهة النصرة والتكفيريين والارهابيين وان العملية لا تأخذ أكثر من اسبوع بالقصف الجوي بالقنابل والصواريخ لكن الحكومة اللبنانية رفضت عرض روسيا مع أن السعودية علاقاتها جيدة مع روسيا والاردن على تحالف عسكري مع روسيا ودول الخليج أيضاً ولم يتم فهم رفض الحكومة اللبنانية لقيام الطائرات الروسية بقصف جرود عرسال والقلمون وإنهاء وجود التكفيريين والارهابيين هناك.