بينما تترنّح التسوية الوطنية الرئاسية تحت وطأة الاعتراض العوني على انتخاب رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، تتجه الأنظار غداة لقاء الرابية الذي لم يخرج بأي التزام من أي من القطبين المرشحين إلى ما سيرشح من أجواء ومعطيات مفصلية من وراء جدران اجتماع فرنجية والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله باعتباره حجر الزاوية الرئيس في الحصار البرتقالي المفروض على قصر بعبدا والرافعة الرئيسة لآلية تعطيل النصاب ومنع إنجاز الاستحقاق، سيّما وأنّ الحزب لا يزال يلتزم سياسة الصمت المريب حيال التسوية الرئاسية بينما كتلته البرلمانية تمخّضت أمس عن جملة يتيمة حيال المستجدات الرئاسية لم تتعدّ سقف الرتابة المعهودة في الدعوة إلى «استمرار الجهود والمساعي». أما في «عين التينة» الشاخصة باتجاه ضرورة تمتين أواصر التوافق على اقتناص الفرصة التسووية السانحة لتحصين البلد، فبرزت أمس دعوة رسمية تلقاها رئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة المملكة العربية السعودية نقلها إليه السفير علي عواض عسيري واصفاً لـ«المستقبل» بري بأنه يمثل «نقطة توازن واعتدال» على المستوى الوطني.

وأوضح عسيري بعد زيارة «عين التينة» أنّ بري وعد بتلبية الدعوة التي نقلها إليه من رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ لزيارة المملكة، مؤكداً أنّ «هذه الزيارة ستكون فرصة للقاء القيادة السعودية بالإضافة إلى رئيس مجلس الشورى لما يمثله الرئيس بري من اعتدال في السياسة اللبنانية ونقطة توازن خيّرة في لبنان حيث يلعب دوراً وطنياً مهماً».

ورداً على سؤال، أبدى السفير السعودي تفاؤله بالحوار المسيحي المسيحي الدائر حول الاستحقاق الرئاسي، معرباً عن أمله في أن يقود هذا الحوار إلى «نتائج إيجابية تنهي حال الفراغ في موقع الرئاسة الأولى».

أبي نصر

توازياً وفي معرض استيضاح موقفه من المستجدات الرئاسية الراهنة، علّق عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر على التسوية الوطنية المطروحة بالقول لـ«المستقبل»: «لا نستطيع أن نبقى في الفراغ بل يجب الخروج منه وعلى الموارنة أن يتفقوا على رئيس»، وأردف مضيفاً: «أنا لست منتمياً إلى «التيار الوطني الحر» إنما عضو في تكتل «التغيير والإصلاح» حيث أشبه في وضعي كلاً من النواب أغوب بقردونيان وسليم سلهب وسليمان بك فرنجية، ونحن نأمل أن يتفقوا على الجنرال عون وإلا.. إذا لم يتفقوا عليه فليتفقوا على واحد من الأقطاب الأربعة».

وإذ ذكّر بأنّ «الفراغ الرئاسي دام أكثر من سنة ونصف السنة»، كرّر أبي نصر القول: «آمل أن يتفقوا على الجنرال لكنني شخصياً ضد الفراغ لأننا لم نعد نستطيع الانتظار ولم يعد بمقدورنا التحمّل أكثر»، متمنياً في الوقت عينه اتفاق الأفرقاء على تعديل قانون الانتخابات النيابية قبل انتخاب الرئيس.

الراعي

في الغضون، غادر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بيروت أمس إلى القاهرة في زيارة رسمية رعوية مجدداً التشديد من مطار رفيق الحريري الدولي على ضرورة «استفادة اللبنانيين من المبادرة (الرئاسية) الجدّية واتخاذها بجدية»، لافتاً الانتباه إلى أنه «عندما تنضج المواسم يجب قطافها وإلا تسقط على الأرض».

وعن العوائق التي تحول دون لقاء الأقطاب الموارنة الأربعة تحت سقف بكركي حتى الآن، أجاب: «أنا دعوت ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت للقادة، وأعتقد أننا نستطيع أن نلتقي الأسبوع المقبل بعد عودتي من مصر».

14 آذار

وأمس، عقدت قوى الرابع عشر من آذار اجتماعاً تشاورياً جديداً في بيت الوسط تطرق إلى المستجدات السياسية والرئاسية الحاصلة في البلد، وأفادت مصادر المجتمعين «المستقبل» أنّ الاجتماع ناقش مجمل التطورات ومواقف الأفرقاء منها، واصفةً أجواءه بأنها كانت «إيجابية على مستوى ترتيب البيت الداخلي وتحصينه في مواجهة الاستحقاقات».