"التقوا ... ويا ريت ما التقوا" ، هو الجو الذي يخيّم على فريق الثامن من آذار ، فاللقاء بين فرنجية وعون والذي تعسّر مؤخراً ، إن برفض الأخير ، أو بعزوف فرنجية عنه بعدما وصله ما يصرّح به الجنرال لزواره عن أنّه طعن به .
تمّ اللقاء ، ولم تشهد الرابية لا دخاناً أبيضاً ولا بياناً يؤكد على وحدة الصف ، ليخرج فرنجية صامتاً دون أيّ تعليق أو تصريح .
إلا أنّه وبفعل التباين بين تصريحات الطرفين نسلّم بفشل اللقاء ، فما بين ما أعلنته مصادر الرابية عبر مقدمة نشرة أخبار ال otv، وما سرّبته لوسائل الإعلام أوساط فرنجية ، نجدّ أن كل من الحليفين يغرّد في سربه الخاص ، إلا أنّ الأقرب توصيفاً لحقيقة إحداثيات اللقاء هو ما صدر عن بنشعي .
فما أعلنته قناة التيار الوطني الحر لم ينصّ في نقاطه على دعم ترشيح فرنجية كسبيل لإخراج لبنان من الفراغ ، وهذا ما يتفق مع ما صدر عن مقربين من ريّس زغرتا أنّ الجنرال ما زال مرشَح 8 آذار ، وأنّه متمسك بشعاريّ " أنا أو لا أحد " ، و "ليش إنت مش أنا" .
فتقارب الخط السياسي بين عون وفرنجية ، يدفع به إلى رفض التسوية ، وربط حلفه مع قرينه المسيحي الماروني بدعمه له والوقوف وراء ترشيحه ، وهذا ما تجلّى علناً بالمواقف اللاذعة التي أطلقها بعض أطياف التيار ومنهم القيادي ماريو عون الذي دعا فرنجية إلى الخروج من عملية تهدف إلى تقسيم المسيح ، مشيراً إلى وفاء حزب الله كحليف سياسي ، ممّا يعني أنّ الحليف المسيحي الزغرتاوي قد غدر بالجنرال .
إنطلاقاً ممّا سلف ، لم تكن الأجواء في الرابية إيجابية بل على العكس كانت "سلبية جداً" ، وإلا لوجدنا كل من العماد عون وفرنجية كتفاً لكتف يصرّحان عن ثبات الحلف ، على نسق ما شهدته لقاءات سابقة ، لا سيما وأنّ الجو السياسي العام يشير إلى حالة من التوتر والجفاء بين الطرفين ، لذا فالنتيجة الصامتة ما هي إلا تأكيد على بداية سقوط التحالفات ضمن صفوف الثامن من آذار وانتهائها ، فمع تمسك عون بترشيحه "هو فقط" ، ومع تأكيد فرنجية لزواره أنّه سيمضي في ترشّحه ، أصبحت المعركة الرئاسية ضمن الصف السياسي الواحد .
هذه المعركة والتي صدّارتها "عون - فرنجية" ، فهي في إطار دعم المرشّح الماروني الأنسب للمرحلة معركة بين ( حركة أمل - حزب الله) ، ومهما كانت النتائج فالثامن من آذار بعد التسوية لن يكون كما قبلها ، ممّا يعني أنّنا أمام مرحلة سياسية جديدة تخلط بها أوراق التحالفات ، وبالتالي سوف تبدل خلالها بعض الأحزاب والتيارات نهجها واستراتيجيتها تبعاً لما تقتضيه المتطلبات .