استضافت مؤسسة الإمام الحكيم في بيروت المفكر والفليسوف العربي الدكتور الطيب تيزيني حول كيفية مواجهة خطر داعش ودور العالم في هذه المواجهة ، وحضر اللقاء الحواري شخصيات فكرية ودينية وسياسية وإعلامية متنوعة ، وكانت المفاجأة الأساسية في هذا اللقاء أنّ الدكتور تيزيني صاحب التجربة الفكرية والسياسية المعارضة والإصلاحية حمّل الغرب المسؤولية الأساسية في بروز تنظيم داعش وأمثاله من التنظيمات المتوحشة.
وقدّم الدكتور تيزيني مطالعة موسعة حول ما يشهده العالم من عولمة متوحشة وتسليع البشر والإنسان قائلاً : نحن أمام حالة فريدة بالعودة إلى وحشية مفتوحة ليس لها اي افق ، ولقد نشأت اليوم مرجعيات جديدة سوسيولوجية وفكرية وفلسفية تقدم رؤية مختلفة للعالم تحت عنوان الهجرة والخلاص والهروب الى عالم آخر.
وطرح المفكر تيزيني اسئلة عديدة حول ما يواجهه العالم اليوم من صراعات فكرية وسياسية واتخاذ الدين غلافاً لهذه الصراعات، ومع انه لم يغفل مسؤوليات الشرق وانظمته الاستبدادية والانغلاق الفكري وضرب المشروع النهضوي عما وصلنا إليه من ازمات ، لكنه ركز على دور الغرب وانتشار العولمة المتوحشة فيما وصلنا اليه داعياً إلى القيام بجهود عالمية مشتركة لمواجهة الخطر القادم .
هذه الأفكار والاطروحات اثارت نقاشاً موسعاً بين الحاضرين بين مؤيد لما طرحه الدكتور الطيب تيزيني وبين معارض له وشارك في هذا النقاش العلامة السيد محمد حسن الأمين والكاتب صقر ابو فخر والدكتور امين حطيط والدكتور محمد كرشت والدكتور صالح طليس والعلامة السيد علي الحكيم والأستاذ حسن شقير والدكتور ناصر زيدان، وقدّمت آراء وافكار متنوعة حول التحديات التي تواجهنا اليوم وكيفية الخروج من هذه الأزمة.
وهذا اللقاء الحواري إلهام يؤكد الحاجة ، كما قال الدكتور تيزيني ، بضرورة إجراء الأبحاث والدراسات المعمقة لبحث ما وصلنا إليه من وحشية ووضع الحلول المناسبة لها وعدم إطلاق المواقف الحاسمة والنهائية.
نحن اذن نحتاج الى ورشات فكرية وحوارية مستمرة شبيهة بهذا الحوار الهام مع الدكتور تيزيني في مؤسسة الإمام الحكيم .